تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض

وأكتم السرّ فيه ضربة العنق (١)

وقد قال بعض من خالف هذا في صفته ، وسلك خلاف محجته :

ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها

ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي (٢)

وما أتي في هاتين الخليقتين المتضادتين من منثور الأخبار ، ومنظوم الأشعار يتعب إحصاؤه ، ويملّ استقصاؤه ، ولعلنا نضمّن في مجالس كتابنا هذا منه ما يستفيد الناظر فيه ، إذا أتي ما يجره ويقتضيه ، إن شاء الله.

وذكرت من النوع الذي يضاد فيه فريقان في ما وصف به كل واحد منهما نفسه ، شيئا أحببت أن أثبته فيما هاهنا ، وإن كان بابه أوسع من أن يستوعى ، وأكثر من أن يستغرق ويستوفي ، وهو ما روي أن منفوسة بنت زيد الفوارس لما أهديت إلى قيس بن عاصم قرّبت (٣) إليهما الغداء ، فقال لها : أين اكيلي؟ فلم تدر ما يقول لها ، فأنشأ يقول (٤) :

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك

ويا بنت ذي البردين والفرس الورد

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له

أكيلا فإني لست آكله وحدي

أخا طارق (٥) أو جار بيت فإنني

أخاف ملامات الأحاديث من بعدي

وإني لعبد الضيف من (٦) غير ذلة

وما فيّ إلّا ذاك من شيم العبد

فسمعه جار له وكان مبخلا فقال :

لبيني وبين المرء قيس بن عاصم

بما قال بون في الفعال بعيد

__________________

(١) نسبه بحواشي الجليس الصالح لأبي محجن الثقفي ، وانظر تخريجه فيه.

(٢) البيت في الجليس الصالح ونسبه بحاشيته لسحيم الفقعسي ، والبيت في محاضرات الأدباء للراغب ص ٥٧ بدون نسبة وبرواية : لكن أنمها ولا أترك.

(٣) الأصل : «قرب» والمثبت عن الجليس الصالح.

(٤) الأبيات في الجليس الصالح منسوبة لقيس ، وفي الكامل للمبرد ٢ / ٧٠٩ منسوبة لقيس بن عاصم ، وفي الأغاني ١٤ / ٧١ منسوبة لقيس بن عاصم ، وفي البيان والتبيين ٣ / ٣٠٩ وعيون الأخبار ٣ / ٢٦٣ بدون نسبة ، وفي ديوان الحماسة بشرح التبريزي ٤ / ١٠٠ منسوبة لحاتم طيئ ، والأبيات الأربعة في ديوان حاتم ط بيروت ص ٤٣.

(٥) في الجليس الصالح : أخا طارقا» ومثله في ديوان حاتم.

(٦) ديوان حاتم طيئ «ما دام ثاويا» وفي الكامل للمبرد : «ما دام نازلا».

٤٢١

وإنّا لنجفو الضيف من غير قلة (١)

مخافة أن يغرى بنا فيعود

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعد الماليني ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، قالا : أنا أبو أحمد بن عدي ، نا محمّد بن يوسف بن عاصم ـ زاد ابن مسعدة : البخاري ـ نا أحمد بن إسماعيل القرشي ، نا عبد الله بن نافع ، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه ـ وفي حديث الماليني من زاوية ـ فإذا هو بقائل يقول : اللهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين سمع ذلك : «ألا تضم إليها أختها» فقال الرجل : اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأنس بن مالك وكان معه : «اذهب يا أنس إليه فقل له : يقول لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استغفر لي» فجاءه أنس فبلغه ، فقال : يا أنس أنت [رسول](٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ؟ فقال : كما أنت فرجع فاستثبته فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل له : نعم» ، فقال له اذهب فقل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : فقل له ـ إن الله فضّلك على الأنبياء بمثل ما فضّل به رمضان على الشهور ، وفضّل أمتك على الأمم بمثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر عليه‌السلام (٣) [٣٩٩٥].

وقد روي هذا الحديث عن أنس :

أخبرناه أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (٤) بن أبي العباس ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ـ قال الشحامي : إملاء ـ أنا أبو محمّد عبد الله بن حامد الأصبهاني ، أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا محمّد بن الفضل بن جابر ، نا محمّد بن سلام المنبجي ، نا الوضاح (٥) بن عباد الكوفي ، نا عاصم الأحول ، عن أنس ـ زاد الشحامي : بن مالك ـ قال : خرجت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال : يا أنس صه ، فقال : اللهم أعنّي على

__________________

(١) الجليس الصالح : عسرة.

(٢) زيادة عن بغية الطلب للإيضاح.

(٣) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٢٨٤.

(٤) ابن العديم : «سعد» خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٠.

(٥) بالأصل «أبو الوضاح» والمثبت عن م.

٤٢٢

ما ينجيني مما خوفتني منه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو قال أختها معها» فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وجبت يا أنس دع ـ وقال تميم : ضع ـ هذا الطهور وائت المنادي فسله أن يدعو لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به ، ويدعو لأمته وأن يأخذوا ما آتاهم به نبيهم بالحق» فقال لي : من أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه ولم استأذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : وما عليك يرحمك الله تدعو بما سألتك فقال : لا أو تخبرني من أرسلك ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت له ، فقال : «قل له أنا [رسول](١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ، فقال : مرحبا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبرسوله ، أنا كنت أحق أن آتيه ، أقرىء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم السلام ، وقل له : الخضر يقرئك السلام ويقول ـ زاد الشحامي : لك ، وقالا ـ إن الله قد فضّلك على النبيين كما فضّل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضّل أمتك على الأمم كما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام ، فلما ولّيت عنه سمعته يقول : اللهم اجعلني مع هذه الأمة المرحومة المرشدة المتوب عليها (٢) [٣٩٩٦].

وقد روي عن أنس من وجه آخر :

أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمّد الهمداني بمصر ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن موسى التمار الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد ، نا الحسين بن ربيع ، نا الحسين بن يزيد السلولي ، نا إسحاق بن منصور ، نا أبو خالد مؤذن بني مسلية نا أبو داود ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ من الليل إلى الليل ، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ومعي الطهور ، فسمع صوت رجل يدعو : اللهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو دعا بالتي تليها» ، قال : وفق الله على لسان الداعي الذي كان في نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : اللهم ارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال : «دع الطهور يا أنس جمعتا له ورب الكعبة ، ائت هذا الداعي فقل له : ادع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فليعنه الله على ما بعثه ، وادع لأمته أن يأخذوا ما آتاهم نبيهم» ، قال : من أرسلك؟ ـ قال : ولم يكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لي أخبره من أرسلني ـ قال : فقلت : وما عليك ،

__________________

(١) زيادة لازمة عن ابن العديم.

(٢) نقله ابن العديم ٧ / ٣٢٨٤ ـ ٣٢٨٥.

٤٢٣

قال : لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك ، قال : فقلت : وما عليك؟ قال : لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله إنه أبى حتى أخبره من أرسلني ، قال : «قل له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ، فأتيت فقلت له : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسلني ، قال : مرحبا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبرسوله ، أنا أحق أن آتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقل له : أنا أخوك الخضر ، وإن الله فضّلك على النبيين كما فضّل رمضان على سائر الشهور ، وفضّل أمتك على سائر الأمم كما فضّل الجمعة على سائر الأيام ، قال : فلما ولّيت سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها [٣٩٩٧].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن بالوية ، نا محمّد بن بشر بن مطر ، نا كامل بن طلحة ، نا عبّاد بن عبد الصمد ، عن أنس بن مالك ، قال : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله ، واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح فتخطّى رقابهم ، فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ في الله تعالى عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت ، وخلفا من كل هالك فإلى الله فأنيبوا ، وإليه فارغبوا ، ونظره إليكم في البلاء ، فانظروا فإن المصاب من لم يجبر ، وانصرف ، فقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل ، قال أبو بكر وعلي : نعم هذا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخضر عليه‌السلام.

قال البيهقي : عبّاد بن عبد الصمد (٢) ضعيف وهذا منكر بمرّة.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عمر ، وهبة الله بن أحمد (٣) بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ، نا أبو عبد الملك القرشي ، نا أبو الطاهر أحمد بن السرح ، نا عبد الله بن وهب ، عن من حدثه عن ابن عجلان ، عن محمّد بن المنكدر ، قال : بينما عمر بن الخطاب يصلّي على جنازة إذا بهاتف يهتف من خلف : لا تسبقنا بالصلاة يرحمك الله. فانتظره حتى لحق بالصف ، فكبّر عمر وكبّر معه الرجل ، فقال الهاتف : إن تعذبه فبكثير عصاك ، وإن تغفر له فقير إلى رحمتك ، قال : فنظر عمر وأصحابه إلى

__________________

(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت ٧ / ٢٦٩ ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٨٥.

(٢) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٣٦٩.

(٣) ابن العديم : محمد.

٤٢٤

الرجل فلما دفن الميت وسوّى الرجل عليه من تراب القبر ، قال : طوبى لك يا صاحب القبر إن لم يكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا ، فقال عمر : خذوا لي الرجل نسأله عن صلاته وكلامه هذا عن من هو ، قال : فتوارى عنهم ، فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع ، فقال عمر : هذا والله الخضر الذي حدّثنا عنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني محمّد بن الحسن الأزرق ، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان ، نا أحمد بن يحيى بن إسحاق ، نا أحمد بن حرب النيسابوري ، نا عبد الله بن الوليد العدني ، عن محمّد بن جميل الهروي ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن محرز ، عن يزيد بن الأصم ، عن علي بن أبي طالب أنه قال : بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يتبرم بإلحاح الملحين ، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ، قلت : يا عبد الله أعد الكلام ، قال : وسمعته يقول : قال : نعم ، قال : والذي نفس الخضر بيده ، وكان الخضر هو لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوبة إلّا غفرت ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج (٢) ، وعدد المطر ، وورق الشجر (٣).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير ـ إملاء ـ أنا أحمد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو القاسم محمّد بن زكريا ، نا أبو حفص المستملي ، أنا أبو عبيد الله المخزومي ، نا عبد الله بن الوليد ، نا محمّد بن جميل ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن محرز ، عن يزيد بن الأصم ، عن علي بن أبي طالب ، قال : بينا أنا أطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، يا من لا تغلطه المسائل ، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين ، ارزقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ، فقال علي : أعد علي هذا الكلام يا عبد الله ، قال : أسمعته؟ قال : نعم ، قال : والذي نفس الخضر بيده ـ وكان هو الخضر ـ ما من عبد

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٢.

(٢) عالج : رمال بين فيد والقريات على طريق مكّة لا ماء بها وهي مسيرة أربع ليال (معجم البلدان).

(٣) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٢ ـ ٣٣٠٣ مع بعض اختلاف.

٤٢٥

يقولهن في دبر كل صلاة مكتوبة إلّا غفر له ذنوبه ، وإن كانت مثل رمل عالج ، أو مثل زبد البحر ، أو ورق الشجر.

أخبرناه أبو عبد الله الخلال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضل بن محمّد الجندي (١) ، نا أبو عبد الله ، نا عبد الله بن الوليد العدني ، عن محمّد بن جميل الهروي ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن المحرز ، عن يزيد بن الأصم ، عن علي بن أبي طالب ، قال : دخلت الطواف في بعض الليل فإذا أنا برجل متعلّق بأستار الكعبة ، وهو يقول : يا من لا يمنعه سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يبرحه إلحاح الملحين ، ولا مسألة السائلين : ارزقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ، قال : فقلت له : يا هذا أعد عليّ ما قلت ، قال : قال لي : أو سمعته؟ قلت : نعم ، قال لي : والذي نفس الخضر بيده ، قال : وكان هو الخضر ـ لا يقولها عبد خلف صلاة مكتوبة إلّا غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، ورمل عالج ، وورق الشجر ، وعدد النجوم لغفرها الله له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب ، نا أحمد بن مروان المالكي ، نا أبو إسماعيل الترمذي ، نا مالك بن إسماعيل ، نا صالح بن أبي الأسود أخو منصور بن أبي الأسود عن محفوظ بن عبد الله الحضرمي ، عن محمّد بن يحيى ، قال : بينما علي بن أبي طالب يطوف بالكعبة إذا هو برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا يغلطه السائلون ، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين ؛ اذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ، قال : فقال له علي : يا عبد الله دعاك هذا ، قال : وقد سمعته؟ قال : نعم ، قال : فادع به في دبر كل صلاة ، فو الذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد النجوم السماء ومطرها ، وحصباء الأرض وترابها ، لغفر لك أسرع من طرفة عين (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد ، أنا أبو إسحاق المزكي ، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا محمّد بن أحمد بن زيد أملّه علينا بعبّادان ، أنا عمرو بن عاصم ، نا الحسن بن رزين ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٢٥٧.

(٢) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٢ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٤٥.

٤٢٦

ـ قال : ولا أعلمه إلّا مرفوعا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات : «بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلّا الله ، ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله ، ما شاء الله ، ما كان من نعمة فمن الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله» [٣٩٩٨].

قال : وقال ابن عباس : من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الغرق والحرق والشّرق (١) وأحسبه قال : من الشيطان والسلطان ، ومن الحية والعقرب.

قال الدارقطني : حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدّث به غير هذا الشيخ عنه (٢).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي ، نا محمّد بن علي بن عطية الحارثي (٣) ، نا علي بن الحسن الجهضمي ، نا ضمرة بن حبيب المقدسي ، نا أبي ، نا العلاء بن زياد النشيري ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يجتمع كل يوم عرفة بعرفات : جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر ، فيقول جبريل : ما شاء الله ، لا قوة إلّا بالله ، فيردّ عليه ميكائيل : ما شاء الله كلّ نعمة من الله ، فيردّ عليه إسرافيل : ما شاء الله ، الخير كلّه بيد الله ، فيردّ عليه الخضر : ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله ، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات ، فلا يجتمعون إلى قابل في ذلك اليوم» قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فما من أحد يقول هؤلاء الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلّا وكّل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه ؛ صاحب مقالة جبريل من بين يديه ، وصاحب مقالة ميكائيل عن يمينه ، وصاحب مقالة إسرافيل عن يساره ، وصاحب مقالة الخضر من خلفه ، إلى أن تغرب الشمس ، من كل آفة وعاهة وعدوّ وظالم وحاسد» قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وما من أحد يقولها في يوم عرفة مائة مرة من قبل غروب الشمس إلّا ناداه الله تعالى من فوق عرشه : أي عبدي قد أرضيتني وقد رضيت عنك ، فسلني ما شئت فبعزّتي حلفت لأعطينّك» (٤) [٣٩٩٩].

__________________

(١) في ابن العديم : «والسرق» والشرق دخول الماء الحلق حتى يغص به (لسان).

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٨١ ـ ٣٢٨٢ ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٣٨.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٣٦.

(٤) باختصار ومن طريق عبيد بن إسحاق نقله ابن حجر في الإصابة ١ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩.

٤٢٧

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، وأبو طاهر الحنّائي ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد السلام بن سعدان ، نا محمّد بن سليمان الرّبعي ، نا علي بن الحسين بن ثابت الذروي (١) ، نا هشام بن خالد ، نا الحسن بن يحيى الخشني ، عن ابن أبي روّاد ، قال : إلياس والخضر يصومان في شهر رمضان في بيت المقدس ويحجّان في كل سنة ، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، وأبو منصور محمّد بن عبد الملك المقرئ ، قال علي : حدّثنا ـ وقال محمّد : أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم يحكي عن أبي محمّد الجريري (٣) ، قال : سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول : رأيت الخضر عليه‌السلام فعلّمني عشر كلمات ، وأحصاها بيده : اللهم إني أسألك الإقبال (٤) عليك ، والاصغاء إليك ، والفهم عنك ، والبصيرة في أمرك ، والنفاذ في طاعتك ، والمواظبة على إرادتك ، والمبادرة في خدمتك ، وحسن الأدب في معاملتك ، والتسليم والتفويض إليك (٥).

قال أبو نعيم : اسم أبي إسحاق المرستاني إبراهيم بن أحمد ، كان الجنيد له مؤاخيا.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي ـ فيما قرأ إسناده علي ، وناولني إياه ، وقال اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٦) ، نا عبيد الله (٧) بن محمّد بن جعفر الأزدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إبراهيم الباهلي ، نا عبد الله بن بكر السهمي ، نا الحجّاج بن فرافصة ، قال : كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمرّ عليهم رجل فقام عليهما (٨) فقال للذي يكثر الحلف : يا

__________________

(١) كذا بالأصل وم وفي الإصابة ١ / ٤٤٠ الدوري.

(٢) نقله ابن حجر في الإصابة ١ / ٤٤٠.

(٣) عن ابن العديم وبالأصل وم «الحريري» ، وفي الإصابة : الحريري أيضا.

(٤) غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور وبغية الطلب وم.

(٥) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٦ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٥٠.

(٦) الجليس الصالح الكافي ٢ / ١٤٨ ونقله عنه في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٤.

(٧) كذا بالأصل وابن العديم ، وفي الجليس الصالح : عبد الله.

(٨) بالأصل : «عليها» والمثبت عن الجليس الصالح.

٤٢٨

عبد الله ، اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف ، قال : امض لما يعنيك قال : إن ذا مما يعنيني ، فلما أخذ ينصرف عنهما ، قال : اعلم أنه من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، وألّا يكون في قولك فضل على عملك ، واحذر الكذب في حديث غيرك ، ثم انصرف.

فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين : الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات ، فقام فأدركه ، فقال : اكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله ، قال : ما يقدّره الله من أمر يكن (١) ، قال : فأعادهن عليّ حتى حفظتهن ، ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده قال : فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد العطار ، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، أنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا الحسين بن حميد العكّي (٢) ، [نا](٣) زهير بن عباد ، حدّثني محمّد بن جامع ، قال : بلغنا أن الخضر عليه‌السلام قال بينما هو يساير رجلا إذ طلبهما للغذاء فإذا بينهما شاة مشوية لم يروا من وضعها مما يلي الخضر قد شوي ، ومما يلي الرفيق نيّا لم يشو ، فقال له الخضر : إنك زعمت أنك لا تنال رزقك إلّا بالنصب والعناء فيه ، فقم فاعن به واشوه ، وأما أنا فقد كفيته لأني زعمت أنه من يتوكل على الله كفاه ، فقد كفيته (٤).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ـ إذنا ـ أنا أبو طالب محمّد بن على بن الفتح الحربي ، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن محمود العكبري ، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن ينال (٥) البغدادي ، نا الحسن بن محمّد بن سليم (٦) الماوردي ، نا أبو القاسم علي بن المخرمي ، نا عمر بن فروخ (٧) ، نا عبد الرّحمن بن

__________________

(١) الجليس الصالح : ما يقدر الله تعالى من أمر يكون.

(٢) غير واضحة بالأصل والصواب عن م له ذكر في سير الأعلام ١٣ / ٥٦٣ وانظر بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٦.

(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن م.

(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٦ ـ ٣٣٠٧.

(٥) إعجامها غير واضح ونميل إلى قراءتها «نيال» والصواب ما أثبت عن م.

(٦) في ابن العديم «سليمان».

(٧) ابن العديم : «روح» والإصابة كالأصل.

٤٢٩

حبيب الحارثي ، عن سعيد بن سعيد (١) ، عن أبي طيبة (٢) ، عن كرز بن وبرة ، قال : أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي : يا كرز اقبل مني هذه الهدية فإن إبراهيم التميمي (٣) حدّثني قال : كنت جالسا في فناء الكعبة أسبّح وأهلل فجاءني رجل فسلّم عليّ وجلس عن يميني ، فلم أر رجلا أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا ، فقلت له : من أنت رحمك الله؟ فقال : أنا أخوك الخضر جئتك لأسلم عليك وأعرفك [أن] من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها (الْحَمْدُ) سبع مرات و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) سبع مرات و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) سبع مرات و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) سبع مرات و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات ، وقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع مرات ، واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات حاز من الأجر ما لا يصفه الواصفون. فقلت للخضر : علّمني شيئا إن عملته رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منامي فقال : أفعل إن شاء الله ، إذا أنت صلّيت المغرب فواصل الصلاة إلى عشاء الآخرة ، ولا تكلم أحدا وسلّم من كل ركعتين ، واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن ، فإذا انصرفت إلى منزلك فصلّ فيه ركعتين خفيفتين ثم ارفع يديك إلى ربك وقل : يا حيّ يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا إله الأولين والآخرين ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، يا رب يا رب يا رب ، يا الله يا الله يا الله ، صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ؛ وافعل ذلك وأنت مستقبل القبلة ، ومن على شقك الأيمن حتى تغرق في نومك وأنت تصلّي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ففعلت ذلك فذهب عني النوم من شدة الفرح فأصبحت على تلك الحال حتى صلّيت الضحى ثم وضعت رأسي فذهب بي النوم فأتاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيدي وأجلسني فقلت له : يا رسول الله إن الخضر عليه‌السلام أخبرني بكذا وكذا ، فقال : صدق الخضر ، قالها ثلاثا وكل ما يحكيه الخضر فهو حقّ ، وهو عالم أهل الأرض ورأس الأبدال ، وهو من جنود الله في الأرض (٤).

أخبرنا أبو عبد الله [محمّد بن الفضل] الفراوي ، أنا أبو عثمان الصّابوني ، أنا

__________________

(١) ابن العديم : «سعد بن سعد» وفي الإصابة : سعد بن سعيد.

(٢) ابن العديم والإصابة : أبي ظبية.

(٣) ابن العديم والإصابة : التيمي.

(٤) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٤ ـ ٣٣٠٥ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٤٩.

٤٣٠

زاهر بن أحمد ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد ، نا أحمد بن إبراهيم (١) ، نا محرز بن حيّان ، عن سفيان بن عيينة قال : رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه ، حسن الثياب ، منيفا على الناس ، قال : فقلت في نفسي : ينبغي أن يكون عند هذا علم ، قال : فأتيته ، فقلت : تعلّمنا شيئا ، لعلّ شيئا ، قال : فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه ، قال : فأتى المقام ، فصلى خلفه ركعتين خفّف فيهما ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربّكم؟ قال : قلنا : وما ذا قال ربّنا؟ قال : أنا الملك الذي لا أزول فهلمّوا إليّ أجعلكم ملوكا لا تزولون ، ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربكم؟ قال : قلنا : ما ذا قال ربّنا؟ قال : أنا الملك الحي الذي لا أموت ، فهلموا إليّ أجعلكم أحياء لا تموتون ، ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربكم؟ قال : قلنا : ما ذا قال ربنا؟ قال : أنا الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون ، يعني فهلموا إليّ أجعلكم إذا أردتم أمرا قلتم (٢) له كن فيكون.

قال ابن عيينة : فذكرته لسفيان الثوري ، فقال : أمّا أنا فعندي أنه كان ذاك الخضر عليه‌السلام ، ولكن لم يعقله (٣).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (٤) ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو نصر التّمّار ، نا مسكين أبو فاطمة ، عن مورع بن موسى ، عن عمرو (٥) بن قيس الملائي ، قال : بينما أنا أطوف بالكعبة إذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول : من أتى الجمعة فصلّى قبل الإمام وصلّى بعد الإمام كتب من العابدين ، ومن أتى الجمعة فلم يصلّ قبل الإمام ولا بعد الإمام كتب من الغابرين ، ثم ذهب فلم أره ، فخرجت من الصّفا أطلبه بأبطح مكّة ، فاحتبست عن أصحابي ، فسألوني ، فأخبرتهم ، قالوا : الخضر؟ قلت : الخضر صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، أنا رشأ بن نظيف المعدّل ، أنا

__________________

(١) في بغية الطلب : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم.

(٢) بالأصل : «قلت» والمثبت عن ابن العديم.

(٣) الخبر نقله من هذه الطريق ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٧ وباختلاف الطريق عن سفيان بن عيينة في الإصابة ١ / ٤٤٦.

(٤) الأصل : المزرقي بالقاف ، والصواب ما أثبت عن م.

(٥) الأصل : «عمر» والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٢٥٠.

(٦) نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٨.

٤٣١

الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن إسحاق ، نا أبي ، نا إبراهيم بن خالد ، عن عمر بن عبد العزيز القرشي قال : رأيت الخضر وهو يمشي مشيا سريعا ، ويقول : صبرا يا نفس صبرا لأيام تنفد لتلك الأيام الأبد ، صبرا لأيام قصار لتلك الأيام الطوال (١).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، حدّثني محمّد بن عبد العزيز ، نا ضمرة ، عن السري بن يحيى ، عن رياح (٣) بن عبيدة قال : رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه ، فقلت في نفسي : إن هذا الرجل جافي قال : فلما انصرف من الصلاة (٤) قلت : من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا ، قال : وهل رأيته يا رياح (٥)؟ قلت : نعم ، قال : ما أحسبك إلّا رجلا صالحا ، ذاك أخي الخضر ، بشرني أني سألي وأعدل (٦).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ إملاء ـ أنا عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني في كتابه ، أنا أبو محمّد عبد الله بن جعفر الخبازي ، قال : سمعت أبا الحسن النهاوندي الزاهدي في ديار المغرب يقول : لقي رجل خضرا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : أفضل الأعمال اتّباع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فالصّلاة عليه ، قال الخضر : وأفضل الصلوات عليه ما كان عند نشر حديثه وإملائه يذكر باللّسان ، ويكتب في الكتاب ، ويرغب فيه شديدا ، ويفرح به كثيرا ، وإذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أبي نعيم النسوي البويطي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن

__________________

(١) نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٨ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠.

(٢) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٥٧٧ ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٨ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٥٠.

(٣) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل وبقية المصادر : «رباح» بالباء الموحدة خطأ ، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٧.

(٤) في الإصابة : «فلما صلى» بدل «فلما انصرف من الصلاة».

(٥) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل وبقية المصادر : «رباح» بالباء الموحدة خطأ ، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٧.

(٦) ورد الخبر أيضا في سيرة عمر لابن الجوزي ص ٤٣ ، وفي سيرة عمر لابن عبد الحكم ص ٣٢ وفيه «مزاحم» بدل «رياح بن عبيدة».

٤٣٢

معروف ، نا أبو عبد الله بن خالد ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد الله الملطي إمام مسجد الجامع بمصر ، حدّثني أبي قال : كان سعيد الأدم يصلي في اليوم والليلة ألف ومائتي ركعة ، وكان قطوبا عبوسا ، فاتصل به عن أبي عمرو ، إدريس الخولاني وكان رجلا صالحا حسن الخلق ، ولم يكن له اجتهاد مثل سعيد الأدم في الاجتهاد والعبادة ، وكان الخضر يزور إدريس الخولاني فجاء إليه سعيد فسأله واستشفع به إلى الخضر ليكون له صديقا ، وأنا أسألك أن تكون له صديقا قال : فقال له إدريس لما زاره : إن سعيد الأدم سألني مساءلتك لتكون له صديقا ، وأنا أسألك أن تكون له صديقا ، وتلقاه وتسلم عليه ، قال : فلقيه وهو داخل من باب البرادع ، فأخذ يده بكلتي يديه وقال له : مرحبا يا أبا عثمان ، كيف أنت ، وكيف حالك؟ قال : فقال له سعيد : ما بقي إلّا أن تدخل في حلقي ، قال : فالتفت فلم يره ، فعلم أنه هو الخضر فكان غرضه أن صلّى الغداة وخرج سعيد يريد إلى إدريس ، وكان سعيد يدخل مع النجم ويخرج مع النجم ، فصلّى الغداة وخرج إلى إدريس ، فوجد الخضر قد سبقه إليه ، فقال له : يا أبا عمرو ، كان من حالي مع سعيد كذا وكذا ، والله لا رآني بعدها أبدا ، إن حدثت أن جبلا زال عن موضعه ، فصدّق ، وإن حدّثت عن رجل أنه زال عن خلقه فلا تصدّق (١).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد (٢) بن يحيى الذّهلي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال : حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا طويلا عن الدّجّال قال فيما يحدّثنا : يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب (٣) المدينة ، فخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس : أو من خيرهم (٤) ـ فيقول ، أشهد أنك أنت الدّجّال الذي حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكّون في الأمر؟ فيقولون : لا ، فيقتله ثم يحييه ، فيقول حين يحيا ، والله ما كنت أشدّ بصيرة فيك مني الآن ، قال : فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه.

__________________

(١) نقله في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٩.

(٢) الأصل : «أبو محمد» والمثبت عن م.

(٣) نقاب ، جمع نقب ، وهو الطريق بين جبلين (اللسان : نقب).

(٤) عن ابن العديم ومختصر ابن منظور وبالأصل : من يخبرهم وفي م : بخيرهم.

٤٣٣

قال معمر : بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة نحاس ، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدّجّال ثم يحييه (١).

١٩٦٦ ـ الخضر بن الحسين بن عبد الله بن الحسين

ابن عبد الله (٢) بن أحمد بن عبدان بن أحمد

ابن زياد بن وردآزاذ بن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد الله

أبو القاسم بن أبي عبد الله الأزدي الصّفار (٣)

سمع أباه أبا عبد الله ، وأبا القاسم بن أبي العلاء ، وأبا عبد الله بن أبي الحديد ، وأبا البركات بن طاوس ، وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، وسهل بن بشر الإسفرايني ، وأبا البركات عبد القادر بن إسماعيل ، وأبا عبد الله محمّد بن علي بن المبارك الفراء ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عقيل بن الشّهرزوري ، وأبا نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطرثيثي (٤) ، وأبا الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي ، وأبا الفضل بن الفرات ، وأبا إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب ، وأبا الحسين بن الحنّائي ، وأبا الحسن بن طاهر النحوي ، ونصر بن أحمد الهمداني ، وأبا الحسن بن أبي الحزوّر ، وأبا عبد الله محمّد بن إبراهيم الدّينوري المؤدب ، وعبد الباقي بن أحمد صهر الأهوازي.

كتبت عنه ، وكان شيخا سليم الصدر.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان وغيره ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (٥) ، نا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى السّجزي (٦) ، نا مخلد بن مالك ، نا حفص بن ميسرة

__________________

(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٩ ـ ٣٣١٠.

(٢) في مختصر ابن منظور ٨ / ٧١ وسير الأعلام ٢٠ / ٢٢٢ عبيد الله.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٢٢.

(٤) هذه النسبة إلى طرثيث وهي ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور ، وطريثيث قصبتها (انظر معجم البلدان).

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٢٨.

(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٥٧٠.

٤٣٤

الصّنعاني (١) ، عن صدّيق بن موسى ، وإسماعيل بن رافع ، وأبي الفضل الكوفي ، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، عن أبيه أبي موسى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة أعطى الله تبارك وتعالى الرجل من أمة محمّد اليهوديّ ، والنصرانيّ ، فيقول : أفد بهذا نفسك» [٤٠٠٠].

سألت أبا القاسم عن مولده ، فقال : يوم السبت لستّ بقين من شوال سنة خمس وستين وأربعمائة ، وتوفي سحر ليلة الأربعاء ، ودفن في يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة الكهف ، للنصف من شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

١٩٦٧ ـ الخضر بن زكريا بن إسماعيل

أبو القاسم الصّائغ

حدّث عن محمّد بن يوسف الهروي.

روى عنه : أبو الحسين بن الميداني.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد الميداني ، حدّثني أبو محمّد عبد الله بن أيوب القطان الحافظ ، وأبو القاسم الخضر بن زكريا الصّائغ ، وأبو القاسم الحسن بن سعيد القرشي ، قالوا : أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي ، نا الحسن بن رافع ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن أبي التّيّاح ، عن صخر بن سبيع ، عن حذيفة قال : إن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا يسألون عن الخير ، وكنت أسأل عن الشرّ مخافة أن أدركه ، فأنكر القوم قولي ، قال : قلت : قد أرى الذي في وجوهكم ، أما القرآن فقد كان الله أتاني منه علما ، وإني بينما أنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم قلت : يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله هل بعده من شرّ كما كان قبله شر؟ قال : «نعم» ، قلت : فما العصمة منه؟ قال : «السّيف» ، قلت : وهل للسيف من بقية؟ قال : «هدنة على دخن» (٢) ، قلت : يا رسول الله ما بعد الهدنة؟

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٢٣١.

والصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام (الأنساب : ذكره وترجم له).

(٢) أي على فساد واختلاف ، تشبيها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر.

٤٣٥

قال : «دعاة الضلالة ، فإن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه ، وإن أخذ مالك ، وضرب ظهرك ، فاهرب في الأرض ، جد هربك حتى يدركك الموت ، وأنت عاضّ على أصل شجرة» ، قلت : فما بعد دعاة [الضلالة](١)؟ قال : «الدّجال» ، قلت : فما بعد الدّجال؟ قال : «عيسى ابن مريم» ، قلت : فما بعد عيسى ابن مريم عليه‌السلام؟ قال : «ما لو أن رجلا أنتج فرسا ، لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة» [٤٠٠١].

هذه الترجمة زادها القاسم.

١٩٦٨ ـ الخضر بن شبل بن الحسين (٢) بن عبد الواحد

أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي الفقيه الشافعي ،

المعروف : بابن عبد (٣)

سمع أبا القاسم النسيب ، وأبا الحسن الموازيني ، وأبا طاهر الحنّائي ، وأبا الوحش المقرى ، وجماعة كثيرة من مشايخ دمشق ، وصحب الفقيه أبا الحسن بن قبيس ، وتفقه على الفقيه أبي الحسن السّلمي (٤) ، وأبي الفتح المصيصي.

وكتب كثيرا من الحديث والفقه ، ودرس الفقه في سنة ثمان عشرة وخمسمائة في حلقة ابن الفرات ، وأفتى وكان شديد الفتوى ، واسع المحفوظ ، ثبتا في روايته ، نزه النفس ، ذا مروءة ظاهرة ، ودرّس في المدرسة المجاهدية (٥) مدة ثم ترك التدريس بالزاوية الغربية ، ووقف عليه نور الدين رحمه‌الله مدرسته التي تلي باب الفرج (٦) ،

__________________

وجاء تفسيره في الحديث : أنه لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه : أي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها ، كالكدورة التي في لون الدابة. (النهاية لابن الأثير : دخن).

(١) زيادة لازمة للإيضاح.

(٢) في بغية الطلب : الحسن.

(٣) اسمه علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي الدمشقي الشافعي الفرضي. ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٣١.

(٤) ترجمته في بغية الطلب ٧ / ٣٣١٢ والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٣٠٩ وشذرات الذهب ٤ / ٢٠٥ النجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٥ الوافي بالوفيات ١٣ / ٣٤٠ سير الأعلام ٢٠ / ٥٩٢ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) الأصل : «المجاهدة» والصواب عن م انظر الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٣٠٩ و ١ / ٣٤٣ و ٣٤٧.

(٦) وتعرف بالمدرسة العمادية ، وهي داخل بابي الفرج والفراديس انظر الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٣٠٨ و ٣٠٩.

٤٣٦

وتولى الخطابة بجامع دمشق ، سمعت منه الحديث ، ولزمت درسه مدة وعلقت عنه من مسائل الخلاف ، وكان عالما بالمذهب ، يتكلم في مسائل الخلاف والأصول.

أخبرنا أبو البركات بن عبد ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو طاهر محمّد بن الحسين ، قال : سمعت أبا سعيد الحسن بن علي بن زكريا يقول : سمعت خراش بن عبد الله يقول : سمعت مولاي أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء والإيمان في قرن واحد ، فإذا سلب أحدهما أتبعه الآخر» ، وقد وقع إليّ هذا الحديث أعلى مما هاهنا من حديث والدي رحمه‌الله.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي في كتابه ، وحدّثنا والدي عنه ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا محمّد بن محمّد الطرازي ، أنا أبو سعيد ، نا خراش فذكره.

سأله والدي رحمه‌الله عن مولده فقال : في شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة ، ومات ليلة الأربعاء (١) ودفن بمقبرة باب الفراديس رحمه‌الله.

١٩٦٩ ـ الخضر بن عبد الله ـ ويقال : ابن عبيد الله ـ

ابن الحسين بن علي بن كامل

أبو القاسم المرّي السّمسار

سمع عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان ، وأبا طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الهاشمي الفقيه.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو الحسن بن أبي طاهر النحوي ، وقال : ابن عبيد الله ؛ وكذلك نسبه الدّهستاني ، ونجاء ابن أحمد العطار ، وهبة الله بن أحمد الأكفاني.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد السّمرقندي ، أنا الخضر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن كامل المرّي أبو القاسم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو طالب عقيل بن

__________________

(١) في بغية الطلب ٧ / ٣٣١٥ ودفن يوم الأربعاء الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.

وانظر سير الأعلام ٢٠ / ٥٩٢ والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٣٠٩ وفي الوافي ١٣ / ٣٤٠ سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

٤٣٧

عبيد الله بن عبدان الصفار ، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن راشد (١) البجلي ، نا أبو زرعة ، حدّثني يحيى بن عمر بن عمارة بن راشد الليثي قال : سمعت ابن ثابت بن ثوبان يقول : حدّثني عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرّحمن بن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا همّ العبد بسيئة قال الله للملائكة : إن لم يعملها فلا تكتبوها ، وإن عملها فاكتبوها سيئة ، وإنّ العبد إذا همّ بالحسنة فلم يعملها قال الله : اكتبوها حسنة ، وإن عملها قال الله تعالى : اكتبوها عشر حسنات إلى سبع مائة».

كذا قال ، والصواب : يحيى بن عمرو بن عمارة [٤٠٠٢].

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو القاسم الخضر بن عبد الله بن كامل المرّي بدمشق ، أنا أبو طالب عقيل بن عبد الله (٢) بن عبدان الصفار ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، أنا عبيد بن حبان ، عن مالك بن أنس قال : كان عمر بن عبد العزيز إذا دخل منزله خدم نفسه حتى إذا كانت المائدة مغطاة كشفها وقدّمها إليه ، يريد بذلك أن يصيب من خدمة نفسه.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر ، سألت علي بن طاهر عن الخضر بن عبيد الله بن كامل المرّي ، فقال : مستور ، ما علمت عليه إلّا خيرا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال : توفي أبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن كامل المرّي في ذي القعدة منها يعني سنة أربع وستين وأربعمائة. حدّث عن عقيل بن عبيد الله بن عبدان السمسار ، وأبي طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الهاشمي الفقيه ، وزاد ابن الأكفاني ـ ولم أسمعه منه ـ ولم يكن يدري شيئا.

١٩٧٠ ـ الخضر بن عبيد الله

أبو القاسم القمّاح البجلي

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر أنشدنا الشيخ أبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن القمّاح البجلي لبعضهم :

هواكم هوى قد شقني فوق طاقتي

وحبكم بين العظام دخيل

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٣٣ وانظر فيه نسبه.

(٢) تقدم «عبيد الله».

٤٣٨

فيا نزهة الدنيا ويا غاية المنى

ويا نور عيني ما إليك سبيل

فجودوا لمحزون ملكتم قياده

وأورثه حزنا عليك طويل

فلا تحملي ذنبي وأنت ضعيفة

فحمل دمي يوم الحساب ثقيل

١٩٧١ ـ الخضر بن عبد الرّحمن بن علي

أبو الفضائل السّلمي ، المعروف بابن الدواتي

سمع أبا محمّد الحسن بن علي بن صصرى ، وأبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي ، وأبا بكر محمّد بن الشافعي الصنوبري.

كتبت عنه ثلاثة أحاديث.

أخبرنا أبو الفضائل الخضر بن عبد الرّحمن ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن رجا بن طغان المحتسب ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا عبد الله بن بكر ، نا حميد ، عن أنس قال : سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلّا نبي : ما أوّل أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنّة؟ وما ينزع الوليد إلى أبيه أو إلى أمه؟ ، قال : «أخبرني بهن جبريل آنفا» ، قال : جبريل؟ قال : «نعم» ، قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، قال : فقرأ هذه الآية : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ)(١) ، قال : «أما أوّل أشراط السّاعة : فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة : فزيادة كبد الحوت ، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد ، فإذا سبق ماء المرأة نزعت» (٢) ، قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يا رسول الله إن اليهود قوم بهت (٣) ، وإنهم لم يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني يبهتوني فجاءت اليهود ، فقال : أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، قال : أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ قالوا

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٩٧.

(٢) مهملة بالأصل والمثبت عن م. صحيح البخاري ـ كتاب التفسير ، باب من كان عدوا لجبريل ٨ / ١٢٥.

(٣) بهت جمع بهوت وهو المباهت ، سكنت اللفظة تخفيفا ، وهو الكذب والافتراء ، والقول عليه بما لم يقله أو ما لم يفعله (انظر اللسان : بهت).

٤٣٩

أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا ، فقال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله [٤٠٠٣].

توفي أبو الفضائل في جمادى الأولى سنة خمسين وخمسمائة ، ودفن في مقبرة مسجد شعبان من جبل قاسيون.

١٩٧٢ ـ خضر بن عبد المحسن بن أحمد بن بكر القيسي

حدّث عن عبد العزيز الكتاني.

سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني بدمشق.

١٩٧٣ ـ الخضر بن عبد الواحد

أبو القاسم البزاز (١)

حدّث عن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عطيّة الإمام.

روى عنه : علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو القاسم خضر بن عبد الواحد البزاز ، نا عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عطية ، نا عبد الله بن محمّد بن أيوب القطان أبو محمّد ، نا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ببغداد ؛ نا أحمد بن عبد الجبار ، نا أبو معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما نفعني مال قط ، ما نفعني مال أبي بكر» ، قال : فبكى أبو بكر ، ثم قال : هل أنا ومالي إلّا لك يا رسول الله؟

أخبرناه عاليا أبو بكر الشيروي في كتابه ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر عنه ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا أبو معاوية عن الأعمش فذكره.

١٩٧٤ ـ الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار

أبو القاسم الحرّاني (٢)

نزيل الموصل.

__________________

(١) في مختصر ابن منظور ٨ / ٧٤ البزار.

(٢) ترجمته في بغية الطلب ٧ / ٣٣٢٠.

٤٤٠