تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

بدحيم ، قال : ومات خالد بن أبي مالك سنة خمس وثمانين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، قال : وأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، أنا أبو عبد الملك البسري ، قال هشام بن عمّار : مات ابن أبي مالك سند خمس وثمانين ومائة ـ زاد غيرهم : في شعبان ـ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد الله بن سوّار ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل الكوفي ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا ابن مصفّى ، حدّثني عتبة بن سعيد بن الرخص ، قال : وخالد بن يزيد بن أبي مالك توفي سنة خمس وثمانين ومائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي ، قال : وفيها ـ يعني سنة خمس وثمانين ومائة ـ مات أبو إسحاق الفزاري ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وكذا ذكر أبو مسهر في وفاة خالد بن يزيد.

١٩٣٢ ـ خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو هاشم الأموي (١)

روى عن أبيه يزيد ، ودحية بن خليفة الكلبي (٢).

روى عنه : الزهري ، ورجاء بن حيوة ، والعباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وإبراهيم بن أبي حرّة الحرّاني ، وعلي بن رباح اللّخمي ، وخالد بن عامر الزيادي المصريان ، وأبو الأخضر مولاه.

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٧٨ التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٨١ نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٨ ، الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٦١ بغية الطلب لابن العديم ٧ / ٣١٨٤ الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٧٠ سير الأعلام ٤ / ٣٨٢ و ٩ / ٤١١ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) قال الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٣٨٢ روى عن دحية ولم يلقه.

٣٠١

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني ، نا ابن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، حدّثني موسى بن جبير أن عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حدّثه عن خالد بن [يزيد بن](١) معاوية عن دحية بن خليفة ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هرقل ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ح.

وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، قالا : أنا محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر ، نا أحمد بن حمّاد (٢) زغبة ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، عن موسى بن جبير أن عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حدّثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية بن خليفة الكلبي ، حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبطيّة (٣) ، قال «اجعل صدعيها» ـ وفي حديث زاهر : صديعها (٤) ـ قميصا وأعط صاحبتك صديعا تختمر به» ، فلما ولّى دعاه قال : «مرها تجعل تحته شيئا لئلا يصف» [٣٩٣٥].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن عبد المنعم ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم ، نا حميد بن الربيع ، نا زيد بن الحباب العكلي (٥) ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني موسى بن جبير مولى أم سلمة ، عن عبد الله بن عدي ، حدّثني خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، عن دحية الكلبي.

قال : ونا حميد بن الربيع ، نا سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، عن موسى بن جبير مولى أم سلمة أن عباس بن عباس (٦) حدّثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ،

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح.

(٢) رسمها غير واضح ، وقد تقرأ «عماد» والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٥٣٣.

(٣) قبطية : ثياب كتان بيض ، منسوبة إلى القبط ، من أهل مصر ، على غير قياس.

(٤) الصديع : الرداء الذي شق صدعين (لسان).

(٥) ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٣٩٣.

(٦) كذا ورد هنا ، ومرّ أنه عباس بن عبد الله بن عبّاس ...

٣٠٢

عن دحية بن خليفة الكلبي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أتي بقباطي فأعطاني منه ثوبا فقال : «اصدعه صدعين صدعا تجعله قميصا ، وصدعا تختمر به امرأتك» فلما وليت قال : «قل لها تجعل تحته شيئا لا يصفها» [٣٩٣٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين ، أنا أبو علي التميمي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي (١) ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا قتيبة ، نا الليث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن علي بن خالد : أن أبا أمامة الباهلي مرّ على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألا كلّكم يدخل الجنة إلّا من شرد (٣) على الله عزوجل شراد البعير على أهله» [٣٩٣٧].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : فولد يزيد بن معاوية : معاوية وخالدا وأبا سفيان ، وأمهم : أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة ، وكان خالد بن يزيد يوصف بالعلم ، ويقول الشعر ، قال عمي مصعب بن عبد الله : زعموا أنه هو الذي وضع ذكر السفياني وكثّره ، وأراد أن يكون للناس فيهم مطمع حين غلبه مروان بن الحكم على الملك ، وتزوج أمه أم هاشم ، وقد كانت أمه تكنى به ، لها يقول أبوه يزيد بن معاوية :

ما نحن يوم استعبرت أمّ خالد

بمرضى ذوي داء ولا بصحاح (٤)

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد ، نا عد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد البجلي ، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا أبو زرعة ، قال : ومن بني أمية ممن يحدّث : خالد بن يزيد بن معاوية.

__________________

(١) تقرأ «الغطيفي» والصواب عن م. واسمه أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، أبو بكر البغدادي ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢١٠.

(٢) مسند الإمام أحمد ج ٥ / ٢٥٨.

(٣) يعني خرج عن طاعته بارتكاب المعاصي وغيرها.

(٤) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٨ ـ ١٢٩ ونقل الخبر والشعر ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٨٤.

٣٠٣

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : خالد بن يزيد بن معاوية ، ثم ذكره مرة أخرى ، فقال : وخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان داره دار الحجارة باب الدرج شرقي المسجد (١).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أحمد بن عبد الله في كتابه ح.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٢) : خالد بن يزيد بن معاوية أخو عبد الرّحمن بن يزيد شامي ، روى عنه الزهري ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : هو من الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٣) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، نا والدي أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد (٤) بن حفص قال :

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش : خالد بن يزيد بن معاوية ، يكنى أبا هاشم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة. قال : خالد بن [يزيد بن](٥) معاوية أبو هاشم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني

__________________

(١) ابن العديم ٧ / ٣١٨٥.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٥٧.

(٣) الأصل : «المحلى» والصواب ما أثبت.

(٤) في ابن العديم ٧ / ٣١٨٥ أحمد.

(٥) زيادة لازمة للإيضاح.

٣٠٤

عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان دمشقي ، قدم مصر مع مروان بن الحكم ، روى عنه خالد بن عامر الزيادي.

كتب إليّ أبو جعفر الهمداني ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الأصبهاني ، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد (١) بن محمّد بن أحمد ، قال : أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي ، قوله ، سمع منه أبو بكر محمّد بن مسلم الزهري ، هو أخو عبد الرّحمن ومعاوية ابني يزيد (٢).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو محمد الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٣) ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد ربّ الزاهد ، قال : قلت لأبي الأخضر مولى خالد بن يزيد : خالد قد علم علم العرب والعجم ففي أيّ ذلك وجد بناء هذه الدار؟ ـ يعني دار الحجارة ـ.

قال (٤) : وحدّثني هشام ، عن مغيرة بن مغيرة ، عن عرود بن رويم (٥) ، عن رجاء بن حيّوية ، قال : قال خالد بن يزيد كنت معنيا بالكتب ، وما أنا من العلماء ولا من الجهال.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، حدّثني أبو محمد التميمي ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز : أن خالد بن يزيد بن معاوية كان إذا لم يجد أحدا يحدّثه حدّث جواريه ، ثم يقول : إني لأعلم أنكن لستن له بأهل ـ يريد بذاك : الحفظ ـ.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكّي ، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة الدمشقي (٦) :

__________________

(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.

(٢) ابن العديم ٧ / ٣١٨٦.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٥.

(٤) المصدر نفسه ١ / ٣٥٦.

(٥) عن تاريخ أبي زرعة ، وبالأصل «رديم» وفي ابن العديم : زياد.

(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ونقله ابن العديم ٧ / ٣١٨٦.

٣٠٥

نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال : قال أصحابنا : كان خالد بن يزيد إذا لم يجد أحدا يحدّثه حدّث جواريه ثم يقول : إني لأعلم أنكن لستن له بأهل.

قال (١) : فمعاوية ، وعبد الرحمن ، وخالد أخوة ، وكانوا من صالحي القوم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى الذّهلي ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، عن عقيل ، عن ابن شهاب : أن خالد بن يزيد بن معاوية كان يصوم الأعياد كلها : السبت والأحد والجمعة (٢).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد (٣) ، أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان ، أنا إسماعيل بن عيسى العطار ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا الأوزاعي ، وأبو بكر الهذلي ، ومحمد بن الفضل ، عن سليمان الأعمش ، عن عروة بن رويم اللّخمي ، عن خالد بن يزيد القرشي ، قال : كانت لي حاجة بالجزيرة فاتّخذتها طريقا مستخفيا قال : فبينا أنا أسير بين أظهرهم فإذا أنا بشمامسة (٤) ورهبان ـ وكان رجلا لبيبا لسنا ذا رأي ـ فقلت لهم : ما جمعكم هاهنا؟ قالوا : إن شيخا سيّاحا نلقاه في كل يوم مرة في مكانك هذا ، فنعرض عليه ديننا وننتهي فيه إلى رأيه قال : وكنت رجلا معنيا بالحديث ، فقلت : لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئا انتفع به ، قال : فدنوت منه فلما نظر إلي : قال لي : ما أنت من هؤلاء؟ قلت : أجل ، قال : من أمّة محمد أنت؟ قلت : نعم قال : من علمائهم أو من جهّالهم؟ قال : قلت : لست من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : ألستم تزعمون في كتابكم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون؟ قال : قلت : نعم نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن لهذا مثلا في الدنيا ، فما هو؟ قال : قلت مثل هذا الصبي في بطن أمه يأتيه رزق الرحمن بكرة وعشيا لا يبوّل ولا يتغوط ، قال : فتربّد وجهه وقال لي : ألم تزعم أنك لست من علمائهم ، قال :

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ونقله ابن العديم ٧ / ٣١٨٦.

(٢) الخبر نقله ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣١٨٧.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ١٨٧.

(٤) شمامسة جمع شماس ، من رءوس النصارى الذي يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة (اللسان).

٣٠٦

قلت بلى ، ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم. قال لي : ألستم تزعمون أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينتقص مما في الجنة شيء؟ قال : نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قال : فقلت مثل هذا مثل رجل أتاه الله علما وحكمة وعلّمه كتابه فلو اجتمع جميع من خلق الله فتعلموا منه ما نقص من علمه شيء ، قال : فتربد وجهه ، فقال : ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال : قلت : أجل ، ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، فقال لي : ألستم تقولون في صلاتكم : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؟ قال : قلت بلى ، قال : فلهي عني ، ثم أقبل على أصحابه فقال : ما بسط لأحد من الأمم ما بسط لهؤلاء من الخير ، إنّ أحد هؤلاء إذا قال في صلاته : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لم يبق عبد لله صالح في السموات والأرض إلّا كتب له بها عشر حسنات ، ثم قال لي : ألستم تستغفرون للمؤمنين والمؤمنات؟ قلت : بلى ، فقال لأصحابه : إنّ أحد هؤلاء إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات لم يبق عبد لله مؤمن في السموات من الملائكة ولا في الأرض من المؤمنين ولا من كان على عهد آدم ، أو من هو كائن إلى يوم القيامة إلّا كتب الله له به عشر حسنات ، قال : ثم أقبل عليّ فقال : إنّ لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قلت : كمثل رجل مر بملإ ، كثيرا كانوا أو قليلا ، فسلّم عليهم فردّوا عليه أو دعا لهم فدعوا له قال : فتربد وجهه ، قال : ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال : قلت أجل ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، فقال لي : ما رأيت من أمة محمد من هو أعلم منك ، فسلني عما بدا لك ، قال : فقلت : كيف أسأل من تزعم أن له ولدا قال : فشقّ مدرعته حتى أبدى عن بطنه ثم رفع يديه فقال : لا غفر الله لمن قالها ، منها فررنا واتّخذنا الصوامع ، فقال لي : إني سائلك عن شيء فهل أنت مخبري؟ قال : قلت : نعم ، قال : أخبرني هل بلغ ابن القرن فيكم أن يقوم إليه الناشئ أو الطفل فيشتمه أو يتعرض لضربه فلا يغير ذلك عليه؟ قال : قلت : نعم ، قال : ذلك حين رقّ دينكم ، واستحسنتم دنياكم ، وآثرها من آثرها منكم ، فقال رجل من القوم وابن كم القرن؟ قال : أما أنا قلت ابن ستين ، وأما هو فقال : ابن سبعين سنة ، فقال رجل من جلسائه يا أبا هاشم ما كان سرّنا أن يكون أحد لقيه من هذه الأمة غيرك.

رواه المغيرة بن المغيرة الرملي ، عن عروة وزاد فيه : رجاء بن حيوة قبل خالد.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن

٣٠٧

محمّد ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد الله ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم ح.

قال ونا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد ، نا أبو بكر محمّد بن خريم (١) ، قالا : نا هشام بن عمّار ، نا المغيرة بن المغيرة ، نا عروة بن رويم ، عن رجاء بن حيوة ، عن خالد بن يزيد ، قال : بينا أنا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة فسلّمت فردوا السلام ، قلت : أين تريدون؟ قالوا : نريد راهبا في هذا الدير نأتيه في كل عام فيخبرنا بما يكون في ذلك العام حتى لمثله من قابل (٢) ، فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده ، وكنت معنيا بالكتب ، فأتيته وهو على باب ديره فسلّمت فردوا السلام ثم قال : ممّن أنت؟ فقلت : من المسلمين ، قال : أمن أمة محمّد (٣)؟ فقلت : نعم ، فقال : من علمائهم أنت أم من جهّالهم؟ فقلت : ما أنا من علمائهم ولا أنا من جهّالهم ، قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا تبولون فيها ولا تتغوطون ، قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا ، فأخبرني بما هو؟ قلت : مثله كمثل الجنين في بطن أمه يأتيه رزق الله في بطنها ولا يبول ولا يتغوط ، قال : فتربد وجهه ، ثم قال له : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : فإنكم تزعمون إنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا ينقص ذلك منها شيء؟ قلت : نعم نحن نقول ذلك ، وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها خلق الله أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا ، قال : فتربد وجهه ثم قال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : وأنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها؟ قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا ، فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك فيسلّم عليهم فيردّون عليه‌السلام أجمعون ، قال : فتربّد وجهه ، وقال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت :

__________________

(١) الأصل : حريم ، والصواب عن م بالخاء المعجمة المضمومة. وقد مرّ.

(٢) الأصل : من قائل والمثبت عن م.

(٣) الأصل : «محمد حمد» وفي ابن العديم : أحمد واللفظة غير مقروءة في م.

٣٠٨

ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : وأنتم ترون حقا عليكم في صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين والمؤمنات؟ قلت : نعم ، قال : فالتفت إلى أصحابه فقال : ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات إلّا كتب الله له من كل مؤمن ومؤمنة حسنة قال : وأنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، قلت : نعم فالتفت إلى أصحابه فقال : ما منهم من أحد يقول ذلك إلّا ردّ الله عليه‌السلام من كل عبد صالح من أهل السماء والأرض مضى ، أو هو كائن إلى يوم القيامة ، قال : ثم قال : فيكم ذو القرن يقوم إليه طفل من أطفاله فيرد قوله ويضرب (١) وجهه قلت : قد كان ذلك ، قال : هيهات هلكت هذه الأمة ، ولن تقوم الساعة على دين أرقّ من هذا الدين ، وأرجو أن يكون كذب إن شاء الله. فقلت لعروة : كم تعدون القرن؟ قال : ابن ستين سنة. واللفظ لابن خريم (٢)(٣).

وأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي ح.

وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار ، أنا محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار فذكر بإسناده نحوه إلى قوله : أرقّ من هذا الدين ، وزاد قال خالد : فصدمته في حديثه إلّا في قوله : ولن تقوم الساعة على دين أرقّ من هذا الدين ، والباقي نحوه.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن سلام ، عن بعض العلماء قال : ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة خمسة في الشرف : كلّ رجل منهم من أشرف أهل زمانه : خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة ،

__________________

(١) ابن العديم : ويصرف وجهه.

(٢) ابن العديم : لابن حزم.

(٣) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٩٢ ـ ٣١٩٣.

٣٠٩

وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف (١).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا محمّد بن فضالة النحوي لرجل في خالد بن يزيد ، وذكر أنه أتاه ، فقال : إني قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما إلّا بحكمي قال : قل ، فقال :

سألت الندى والجود حرّان أنتما؟

فقالا جميعا : إننا لعبيد

فقلت ، ومن مولاكما فتطاولا

عليّ وقالا : خالد بن يزيد (٢)

فقال له : سل؟ قال : مائة ألف درهم ، فأمر له بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا عمرو بن عتبة ، عن أبيه قال : تهدد عبد الملك بن مروان خالد بن يزيد بن معاوية بالحرمان والسطوة ، فقال خالد : أتهددني ويد الله فوقك مانعة ، وعطاؤه دونك مبذول.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن موسى ، نا محمّد بن الحارث ، عن المدائني قال : كان بين خالد بن يزيد بن معاوية ، وبين عبد الملك بن مروان كلام فجعل عبد الملك يتهدده ، فقال له خالد : أتهددني ويد الله فوقك مانعة ، وتمنعني وعطاء الله دونك مبذول (٣).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن مسلّم بن قيراط ، قراءة عليهما ـ قالا : أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أبو زيد (٤) عمر بن

__________________

(١) ابن العديم ٧ / ٣١٨٧.

(٢) البيتان في معجم الأدباء ١١ / ٣٧ وعجز الأول :

فقالا : بلى عبدان بين عبيد

بكسر حرف الروي.

وفي مختصر ابن منظور ٨ / ٣٦ بإسكان القافية ، والبيتان في سير الأعلام ٤ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣.

(٣) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٩٠.

(٤) الأصل «أبو زرعة» والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٦٩.

٣١٠

شبّة ، نا أبو غسان المدني ، قال : أجرى عبد الله بن يزيد بن معاوية الخيل مع الوليد بن عبد الملك فسبقه عبد الله ، فدخل الوليد على خيل عبد الله فعقرها ، فجاء عبد الله خالدا أخاه فقال : ألم تر أني سابقت الوليد فسبقته فعقر خيلي ، والله لهممت أن أقتله ، قال : فدخل خالد على عبد الملك فقال : يا أمير المؤمنين أتاني عبد الله فحلف لهمّ بقتل الوليد فقال عبد الملك : ولم يقتله؟ قال : سابقه فسبقه ، فدخل على خيله فعقرها ، فقال عبد الملك : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً ، وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ)(١) فقال خالد : يا أمير المؤمنين اقرأ الآية الأخرى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً)(٢) ، فقال عبد الملك : أما والله لنعم المرء عبد الله على لحن فيه ، قال : أفعلى لحن ابنك تعول؟ قال : إن أخا الوليد سليمان قال : وأخو عبد الله خالد ، قال : مدحت والله نفسك يا خالد ، قال : وقبلي والله ما مدحت نفسك يا أمير المؤمنين ، قال : ومتى؟ قال : حين قلت أنا قاتل عمرو بن سعيد ، قال : حق والله لمن قتل عمرا أن يفخر بقتله ، قال : أما والله لمروان كان أطولهما (٣) باعا ، قال : أما إنّي أرى ثأري في مروان صباح مساء ، ولو أشاء أن أزيله لأزلته ، وعنى بقوله أن أم خالد قتلت مروان ، قال : إذا شئت أن نطفئ نورك فافعل ، قال : ما جرأك علي يا خالد خلني عنك ، قال : لا والله ما قال الشاعر :

ويجر اللسان من أسلات الحرب

ما لا يجر منها البنّان

قال : فاستحيا عبد الملك وقال : يا وليد أكرم أخاك وابن عمك ، فقد رأيت أباه يكرم أباك وجده يكرم جدك (٤).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا الحسن بن عليل ، نا مسعود بن بشر ، نا الأصمعي ، قال : قيل لخالد بن يزيد بن معاوية : ما أقرب شيء؟ قال : الأجل ، قال : فما أبعد شيء؟ قال : الأمل ، قال : فما أرجى شيء؟ قال : العمل ، قال : فما أوحش شيء؟

__________________

(١) سورة النمل ، الآية : ٣٤.

(٢) سورة الإسراء ، الآية : ١٦.

(٣) الأصل : أطولها والصواب عن م.

(٤) الخبر نقله ابن العديم في سير الأعلام ٧ / ٣١٩٠ ـ ٣١٩١.

٣١١

قال : الميت قيل : فما آنس شيء؟ قال : الصاحب الموالي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا علي بن عبد الله ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قيل لخالد بن يزيد : ما أقرب شيء وأبعد شيء ، وآنس شيء ، وأوحش شيء؟ قال : أقرب شيء الأجل ، وأبعد شيء الأمل ، وآنس شيء الصاحب ، وأوحش شيء الموت.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، نا عبد الوهاب بن الحسن ح.

قال : وأنا الخليل ، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه ، قالا : أنا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا الأصبغ بن الفرج ، أن ابن وهب أخبره ، قال : أخبرني يحيى بن أيوب ، عن خالد بن يزيد بن معاوية ، قال ابن وهب : وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي (١) حبيب ، عن خالد بن يزيد بن معاوية أنه كان يقول : إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا إبراهيم بن هانئ النيسابوري ، نا سعيد بن عفير ، أنا يحيى بن أيوب ، عن خالد بن يزيد الجمحي ، عن خالد بن يزيد بن معاوية ، قال : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا فقد تمت خسارته (٢).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران ، قالا : أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني علي بن الحسن بن يمان ، عن إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن عبد الله (٣) : أن الحجّاج بن يوسف سأل خالد بن يزيد عن الدنيا ، قال : ميراث قال : فالأيام؟ قال : دول ، قال : فالدهر؟ قال : أطباق والموت بكل سبيله فليحذر العزيز

__________________

(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.

(٢) نقله ابن العديم ٧ / ٣١٨٩ وانظر سير الأعلام ٤ / ٣٨٣.

(٣) ابن العديم : عبد العزيز.

٣١٢

الذل والغني الفقر ، فكم من عزيز [قوم](١) قد ذل وكم من غني فقد افتقر (٢).

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي القاضي ، أنا عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن ح.

وحدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر ، أنا علي بن الحسن بن عبد السلام ، وعبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (٣) ، أنا أبو الحسن بن أبي الجزور ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، نا منصور بن جعفر بن ملاعب ، نا عبيد الله بن محمّد النحوي ، نا ابن قتيبة ، نا أبو حاتم عن العتبي ، قال : لزم خالد بن يزيد بيته ، قيل له : كيف تركت مجالسة الناس وقد عرفت فضلها ولزمت بيتك؟ قال : وهل بقي إلّا حاسد على نعمة ، أو شامت بنكبة (٤).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو الأشعث العجلي ، نا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يذكر عن خالد بن يزيد أنه كان عند عبد الملك بن مروان فذكروا الماء فقال خالد بن يزيد : منه من السماء ، ومنه ماء يستقيه الغيم من البحر ، فيعذبه الرعد والبرق ، فأما ما يكون من البحر فلا يكون له نبات ، وأما النبات فما كان من ماء السماء ، وقال : إن شئت أعذبت ماء البحر ، قال : فأمر بقلال من ماء ثم وصف كيف يصنع به حتى يعذب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السّوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا أبو عمرو ، محمّد بن مروان السعيدي ، قال : وقال خالد بن يزيد بن معاوية يرثي جده وأباه (٥) :

__________________

(١) الزيادة عن ابن العديم.

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٩٠.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٩١.

(٥) الخبر والأبيات في بغية الطلب ٧ / ٣١٩٦.

٣١٣

تجلّد للعداة الشامتينا

ولا تر للحوادث مستكينا

وعزّ النفس إن سخطت بصبر

ينسيها التشكي والأنينا

فقد صكّت قناتك بالمرادي

شعوب صدعت منها متونا

وغالت من بني حرب رجالا

هم كانوا الرجال الكاملينا

وهم كانوا الحماة من المخازي

وهم كانوا السقاة المطعمينا

بإذن الله والسّاعين فيما

يشرف أمر دين المؤمنينا

فغالتهم شعوب غيبتهم

وهم عمد لأمر المسلمينا

فلو لقيت نفوسهم عليهم

ولم تجرزهم (١) الدنيا المنونا

لأصبح ماء أهل الأرض عذبا (٢)

وأصبح لحم دنياهم سمينا

رأيت الناس لاقوا بعد جدي

معاوية الذي أبكى العيونا

وبعد أخي معاوية ابن أمي (٣)

وبعد أبي يزيد الأقورينا

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوه (٤) ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنشدني أبي لخالد بن يزيد بن معاوية (٥)

أتعجب أن كنت ذا نعمة

وأنك فيها شريف مهيب

فكم ورد الموت من ناعم

وحبّ الحياة إليه عجيب

أجاب (٦) المنية لمّا دعت

وكرها يجيب لها من يجيب

سقته ذنوبا (٧) من أنفاسها

ويذخر للحيّ منها ذنوب

قال : وأنشدني أبي لخالد بن يزيد (٨) :

__________________

(١) الأصل : يجرزهم.

(٢) صدره في ابن العديم : لأصبح ما أهل الأرض عدنا.

(٣) ابن العديم : ابن أخي.

(٤) ضبطت عن التبصير.

(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ٤٠ وابن العديم ٧ / ٣١٩٦.

(٦) ابن العديم : أخاف.

(٧) عن معجم الأدباء وبالأصل «دنونا» والذنوب : الدلو العظيمة المملوءة.

(٨) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ٤٢ وابن العديم ٧ / ٣١٩٧.

٣١٤

إن سرّك الشرف العظيم مع الفتى (١)

وتكون يوم أشدّ خوف (٢) وائلا

يوم الحساب إذا النفوس تفاضلت

في الوزن إذ غبط الأخف الثاقلا (٣)

فاعمل لما بعد الممات ولا تكن

عن حظّ نفسك في حياتك غافلا

بلغني أن خالد بن يزيد ، وأمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد ، وروح بن زنباع ماتوا بالصّنّبرة (٤) في عام واحد.

وبلغني من وجه آخر : أن روح بن زنباع مات في سنة أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان ، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري ، أخبرني أحمد بن محمّد بن القاسم ، حدّثني أبي عفير ، حدّثني أبي ، حدّثني يزيد الرّقّي ، قال : توفي خالد بن يزيد بن معاوية سنة تسعين ، فشهده الوليد بن عبد الملك وهو يومئذ خليفة ، فصلّى عليه ، وقال : لتلق بني أمية الأردية على خالد فلن يتحسروا على مثله (٥).

١٩٣٣ ـ خالد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

قتله مروان بن محمّد وصلبه على باب الجابية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، نا محمّد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٦) : وفيها ـ يعني سنة سبع وعشرين ومائة ـ قتل زامل (٧) بن عمرو ـ بأمر مروان ـ خالد بن يزيد بن [الوليد بن](٨) عبد الملك.

__________________

(١) معجم الأدباء : «الغنى» ابن العديم : «التقى».

(٢) الأصل «جوف» والمثبت عن معجم الأدباء.

(٣) معجم الأدباء : الأثقلا.

(٤) الصنبرة : بالكسر ثم الفتح والتشديد ثم سكون الباء الموحدة ، وراء ، موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق ، بينه وبين طبرية ثلاثة أميال (ياقوت).

(٥) نقله ابن العديم عن ابن عساكر. بغية الطلب ٧ / ٣١٩٧.

(٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٧٤.

(٧) عن خليفة ، بالأصل «زمل».

(٨) زيادة عن خليفة.

٣١٥

١٩٣٤ ـ خالد بن يزيد بن هبّار

خلّفه مروان بن محمّد بدمشق في ألف فارس معينا لزامل بن عمرو السّكسكي عامله على دمشق ، له ذكر.

١٩٣٥ ـ خالد بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

١٩٣٦ ـ خالد بن يزيد الكلبي

حرسي كان بدمشق في الخضراء في أيام الوليد بن يزيد ، له ذكر.

١٩٣٧ ـ خالد بن يزيد [بن] أبي خالد

أبو هاشم ـ ويقال : أبو محمود ـ السّلمي ، والد محمود (١)

روى عن عيسى بن المسيّب البجلي ، ومحمّد بن راشد المكحولي ، وسفيان الثوري ، ومحمّد بن سعيد الأردني المصلوب ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعمرو بن قيس الملائي (٢) ، وليث بن أبي سليم.

روى عنه : ابنه محمود ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ودحيم ، وصفوان بن صالح ، وأحمد بن بكروية البالسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو بكر الدوري ، نا أبو عمر بن فضالة ، نا أحمد بن محمّد المرّي المقرئ ، وجعفر بن أحمد بن الرّوّاس ، قالا : نا محمود بن خالد ، نا أبي ، نا محمّد ـ يعني ابن راشد ـ ، عن سليمان بن موسى ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ومن قتل متعمّدا رفع إلى أولياء القتيل ، فإن شاءوا قتلوا ، وإن شاءوا أخذوا الدية ، وهي ثلاثون حقّة وثلاثون

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٧٩.

(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الملاء والملاءة ، وهو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت (قال السمعاني : وظني أن النسبة إلى بيعه) ، ذكره السمعاني وترجمه.

٣١٦

جذعة (١) وثلاثون خلفة ، وكذلك عقل العمد وما صالحوا عليه فهو لهم» [٣٩٣٨].

وذلك تشديد العقل ، قال : وكذا في كتابي ثلاثون ، والصواب : أربعون خلفة.

ومما وقع إلي عاليا من حديثه ، ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا محمود بن خالد ، نا أبي ، نا محمّد بن راشد ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن : أن عليا كان يخطب بالكوفة فقام إليه ابن الكوّا فقال : يا أمير المؤمنين إنها قد فشت أحاديث ، قال علي : وقد فعلوها إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سيكون فتن» فقيل : فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال : «كتاب الله عزوجل» مرتين ، «فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، وهو العروة الوثقى ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً)(٢) من قال به صدق ، ومن قال به حق ، ومن حكم به هدي إلى صراط مستقيم» قال : ثم أمسك علي رضي‌الله‌عنه وجلس [٣٩٣٩].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة ، قال في تسمية نفر متقاربين : خالد بن أبي خالد السّلمي ذكره مع صدقة بن يزيد ، وصدقة بن المنتصر ، وصدقة بن عبد الله.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة : خالد بن أبي خالد السّلمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى التميمي ، أنا عبد الله بن سعيد بن حاتم ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ،

__________________

(١) في القاموس : «الحق بالكسر ، من الإبل : الداخلة في الرابعة ... وهي حق وحقّه». (قاموس).

والجذعة : أنثى الجذع ، وهو البعير الذي استكمل السنة الرابعة ودخل في الخامسة.

والخلفة : الناقة الحامل (اللسان).

(٢) الآية الأولى من سورة الجن.

٣١٧

أخبرني أبي قال : أبو محمود خالد بن يزيد الدمشقي ، والد محمود.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أحمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) : خالد بن يزيد الأزرق ، ويكنى بأبي هاشم والد محمود بن خالد الدمشقي ، روى عن عيسى بن المسيّب ، روى عنه ابنه محمود بن خالد.

١٩٣٨ ـ خالد بن يزيد البلوي

حكى عن الوليد بن مسلم.

حكى عنه إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النّصري الدمشقي.

١٩٣٩ ـ خالد مولى الوليد بن عبد الملك

حكي عن عبد الله بن عياش أنه كان حاجب الوليد.

١٩٤٠ ـ خالد مولى يزيد بن عبد الملك

كان حاجبه ، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إسحاق النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٢) : في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك قال : حاجبه خالد مولاه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، أنا أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، نا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال :

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي ، عن ابن عياش ، قال : وكان يزيد يأذن عليه مولاه خالد.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٦٠.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٣٥.

٣١٨

١٩٤١ ـ خالد السلمي والد عبد الله

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه ابنه خالد بن عبد الله.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله الثعلبي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا عبد الله بن الوليد الأندلسي ، أخبرني محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ :

أخبرني جدي عبد الله بن محمّد بن علي اللّخمي ، أنا عبد الله بن يونس ، أنا بقي بن مخلد ، نا أحمد بن إبراهيم الدوري ، نا يحيى بن علي بن الحارث المحاربي ، نا خالد بن عبد الله السلمي ، عن أبيه ، قال : صلّيت مع عمر بن عبد العزيز العتمة ، ثم دخلت معه أمشي في صحن داره في ليلة مقمرة ، وكان إذا صلّى أو مشى أو قعد إنما يضع كفه اليمنى على ذراعه اليسرى منذ ولي ، فغفل تلك الساعة عن نفسه فأرخى يديه ثم خطر بيديه وكمّيه خطرانا أنكرت ذلك منه ، فالتفت إليّ وأعاد يده فقال : أستغفر الله يا سلمي ، إنّا والله ضربنا على ما رأيت ضربا ، وأدبنا عليه أدبا ، قال يحيى بن يعلى : أي يمشي هذه المشية.

١٩٤٢ ـ خالد صامة حجازي

مغنّ (١) وفد على الوليد بن يزيد ، وحكى عنه.

حكى عنه : ابنه أبو بسطام موسى بن خالد.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٢) ، أخبرني علي بن سليمان الأخفش ، نا محمّد بن يزيد ، قال : حدّث الزبيري عن خالد صامة ، قال : قدمت على الوليد بن يزيد ، فدخلت إليه وهو في مجلس ناهيك به ، وهو على سريره وبين يديه : ابن عائشة ، ومعبد ، ومالك ، وأبو كامل (٣) ، فجعل القوم يغنون حتى إذا بلغت النوبة إليّ اندفعت فغنّيت (٤) :

__________________

(١) الأصل وم : مغني.

(٢) الخبر في الأغاني ١٨ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤ في أخبار عروة بن أذينة.

(٣) الأربعة من المغنين ، انظر أخبارهم في الأغاني (انظر الفهارس).

(٤) الأبيات في الأغاني.

٣١٩

سري همّي وهمّ المرء يسري

وغاب (١) النجم إلّا قيس فتري

أراقب في المجرّة كلّ نجم

تعرّض للمجرّة كيف يجري

لهمّ ما أزال به مديما

كأنّ القلب أضرم حرّ جمري

على بكر أخي ولّى حميدا

وأيّ العيش يصفو بعد بكر

فقال الوليد : أعد يا صامة ، ففعلت ، فقال لي : من يقول هذا الشعر؟ قلت : عروة بن أذينة يرثي أخاه بكرا ، فقال لي : وأي العيش لا يصفو بعد هذا العيش؟ والله الذي نحن فيه على رغم أنفه ، لقد جحد (٢) واسعا.

قال أبو الفرج : أخبرني الحسين بن يحيى الموداسي ، أنا حمّاد بن إسحاق ، قال : قرأت على أبي ، عن أبي بسطام موسى بن الصامة عن أبيه ، وكان مغنيا.

١٩٤٣ ـ خالد

حدّث عن أبي جعفر الرازي.

روى عنه : ابنه محمّد بن خالد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية ، أنا أبو الفضل محمّد بن الفضل بن محمّد بن عبيد الله القرشي ، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن زنجويه ، حدّثني عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا أحمد بن محمود بن صبيح ، نا حاتم بن يونس ، نا محمّد بن خالد الدمشقي ، حدّثني أبي عن أبي جعفر الرازي ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي العالية ، قال : كنا نأتي أبا سعيد الخدري فيقول : مرحبا بوصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر الحديث.

١٩٤٤ ـ ختكين أبو منصور القائد الداعي المعروف بالضيف (٣)

ولّي إمرة دمشق مرتين ، مرة من قبل الملقب بالحاكم بعد علي بن جعفر بن فلاح سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فأساء السيرة في الجند ، وكان أحمق فوشوا به وظاهرهم

__________________

(١) الأغاني : وغار.

(٢) الأغاني : تحجر واسعا.

(٣) انظر ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٥٧.

٣٢٠