تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

خالد ، عن ابن جابر ، قال : رأيت خالد بن عبد الله بن حسين لا يغيّر شيبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، أنا أبو زرعة ، قال خالد بن عبد الله بن حسين منزله دمشق من أصحاب أبي هريرة مولى لعثمان بن عفان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قراءة ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : خالد بن عبد الله دمشقي مولى عثمان.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، وابن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد (١) ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : خالد بن عبد الله بن حسين مولى عثمان بن عفان القرشي الشامي ، سمع أبا هريرة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : خالد بن عبد الله بن الحسين مولى عثمان بن عفان القرشي ، شامي ، روى عن أبي هريرة ، روى عنه إسماعيل بن عبيد الله ، وزيد بن واقد ، ومحمّد بن عبد الله الشّعيثي (٤) ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) بالأصل : «أحمد بن محمد» خطأ والصواب ما أثبت عن م.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٧.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٣٩.

(٤) بالأصل «الشعبي» والمثبت عن الجرح والتعديل وإعجامها مضطرب في م.

١٢١

١٨٩١ ـ خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد

ابن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو أمية القرشي الأموي المكّي (١)

روى عن قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه : الزهري.

وكان مع مصعب بن الزبير بالعراق ، ثم لحق بعبد الملك ، وشهد معه قتل مصعب وولّاه البصرة ثم عزله ، وضم البصرة إلى أخيه بشر بن مروان ، وكان خالد معه وأحضره معه ، وفاته بدمشق ، واستوثق منه بالبيعة للوليد.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، أنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة وعمرة أن عائشة قالت : كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيبعث بالهدي مقلّدا وهو مقيم (٢) بالمدينة ثم لا يجتنب شيئا حتى ينحر هديه ، فلما بلغ الناس قول عائشة أخذوا بفتياها وتركوا فتيا ابن عباس.

قال ابن شهاب : ثم كتب خالد بن عبد الله بن أسيد إلى عبد الله بن زاذان مولى عثمان بن عفان يأمره أن لا يترك عالما بالمدينة إلّا سأله عن ذلك ، فأتى ابن زاذان بكتاب خالد فحدثه هذا الحديث كله فانطلق حتى سأل عروة بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرّحمن فأخبراه عن عائشة مثل الذي أخبرته عنها ، فكتب بذلك إلى خالد بن عبد الله.

قال ابن شهاب : ثم لقيت خالد بن عبد الله قبل أن يحج الوليد بعام فدخلت عليه داره التي ابتاع من أبي خراش ، فقال لي خالد : قد بلغني كتاب ابن زاذان في الحديث الذي حدثته وعن الأحاديث التي حدثتها عائشة وقد كنا التبسنا في ذلك فقد تبيّن لنا اليوم أمر ذلك فلا نشك في شيء ، تابعه عنبسة ، عن يونس.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل بن

__________________

(١) ترجمته في التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٨ الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٣٩.

(٢) في مختصر ابن منظور ٧ / ٣٦٦ معتمر.

١٢٢

خيرون ، وأبو الحسن الصّيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد ابن خيرون ، ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : خالد بن عبد الله بن أسيد سمع قبيصة بن ذؤيب ، عن زيد بن ثابت : إذا طهرت من الحيض (٢) الثالث حلت ، قاله أحمد ، عن أبيه ، سمع إبراهيم عن [محمّد بن](٣) ميسرة ، عن الزّهري ، وقال بشر عن أبيه ، عن الزّهري ، أخبرني خالد بن عبد الله بن خالد عن أسيد مثله ، هو أخو أمية وموسى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبو علي إجازة ح.

قال وأنا الحسين بن سلمة أن علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) : خالد بن عبد الله بن أسيد ، ويقال : خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، روى عن قبيصة بن ذؤيب ، روى عنه الزّهري ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : فولد عبد الله بن خالد بن أسيد خالدا وهو صاحب يوم الجفرة (٥) ، كان خالد وأمية ابنا عبد الله بن خالد بن أسيد مع مصعب بن الزبير بالبصرة ، فلما أرادوا المسير إلى المختار اتّهمهما ، فسيّرهما فلحق خالد بعبد الملك ، وقال :

الحق أمية بالحجاز وخالدا

واضرب علاوة مالك يا مصعب (٦)

فلئن فعلت لتحزمنّ بقتله

وليصفونّ لك بالعراق المشرب

وانطلق خالد بن عبد الله حتى أتى عبد الملك بن مروان ، فقال : وجهني إلى

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٨.

(٢) في البخاري : الحيضة الثالثة.

(٣) الزيادة عن البخاري.

(٤) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٣٩.

(٥) الجفرة موضع بالبصرة. ضبطها ياقوت بالضم وآخرها هاء.

انظر تفاصيل حول وقعة الجفرة (الطبري حوادث سنة ٧١ ومعجم البلدان مادة «الجفرة».

(٦) البيت الأول في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٩.

١٢٣

البصرة وأمددني برجال ، حتى آخذها لك من مصعب ، فإنّ مصعبا قد خرج ، فرجع خالد إلى البصرة فقام معه مالك بن مسمع في ناس من ربيعة وبني تميم (١) والأزد ، فاجتمعوا (٢) بالجفرة ، وعبيد الله بن عبد الله (٣) بن معمر خليفة مصعب وعبّاد بن حصين الحبطي على شرطته ، فسار إليهم فهرب مالك بن مسمع وأصيبت عينه ، وفرّ خالد ولم يمدده عبد الملك ، ودخل الناس في الأمان ، قال عمي مصعب بن عبد الله وفي ذلك يقول الفرزدق (٤) :

عجبت لأقوام ، تميم أبوهم

وهم بعد في سعد عظام المبارك

وكانوا أعزّ الناس قبل مسيرهم

مع الأزد مصفرّا لحاها وملك

فما ظنك بابن الحواريّ مصعب

إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك

ونحن نفينا مالكا عن بلاده

ونحن فقأنا عينه بالنّيازك

قال الزبير : وحدّثني عمي مصعب بن عثمان ، عن أبيه قال : جلست في مسجد البصرة فنسبني شيخ من أهلها فانتسبت له ، فبكى ثم قال : كأني أنظر إلى عمك مصعب بن الزبير على منبر هذا المسجد وهو كأجمل الفتيان :

فما ظنكم بابن الحواريّ مصعب

إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك

فلما ظهر عبد الملك استعمل خالد بن عبد الله على البصرة ، ولخالد يقول الشاعر :

إن الجواد الذي يرجى فواضله

أبو أميّة إن أعطى وإن منعا

يغشي الأراكيب أفواجا سرادقه

كما يوافي أهل المسجد الجمعا (٥)

وأم خالد وأمية وعبد الرّحمن بني عبد الله بن خالد بن أسيد ، أمهم أم حجير بنت

__________________

(١) في نسب قريش للمصعب : بني غنم.

(٢) عن نسب قريش وبالأصل : اجتمعوا.

(٣) في الطبري ٦ / ١٥٢ «عبيد الله بن عبيد الله» وفي نسب قريش للمصعب ص ١٨٩ عمر بن عبيد الله بن معمر.

(٤) الأبيات في ديوانه ط بيروت ٢ / ٥٧ ونسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٩ وتاريخ الطبري ٦ / ١٥٣ ـ ١٥٤ باختلاف بعض الألفاظ في المصادر والديوان.

(٥) البيتان في نسب قريش للمصعب ص ١٩٠ بدون نسبة وفيه : يوافي بأهل.

١٢٤

شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا التّستري ، نا خليفة العصفري ، قال : سنة سبعين فيها وجه عبد الملك بن مروان خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية إلى البصرة ليأخذها له ، ومصعب بالكوفة ، وعمر بن عبيد الله بن معمر من تيم قريش خليفته على البصرة ، فأجاره أبو غسان مالك بن مسمع من بني قيس بن ثعلبة فوجّه عمر بن عبيد الله عبّاد بن حصين الحبطي وكان على شرطه فالتقوا في الجفرة ـ التي يقال لها جفرة خالد ـ فظهر المربد مما يلي بني قيس بن ثعلبة فاقتتلوا أياما كثيرة ، وقال أبو اليقظان وأبو الحسن وغيرهما : أنهم اقتتلوا أربعين يوما ، ثم انهزم خالد ومن معه ولحق مالك بن مسمع بالبحرين ، فأعطاه نجدة مائة ألف درهم ، قال خليفة : وفي سنة اثنتين وسبعين غلب حمران بن أبان على البصرة ، ودعا إلى بيعة عبد الملك (١) ، ثم دخل عبد الملك الكوفة فوجه خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد إلى البصرة ، وقال (٢) : أكرم جفريّتك فقدمها في آخر سنة ثنتين وسبعين ، ثم عزله وضمها إلى بشر بن مروان بن الحكم فقدمها بشر في ذي الحجة سنة أربع وسبعين فأقام بها أشهرا (٣) ثم مات ، فاستخلف خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فعزله عبد الملك وولّى الحجاج ، فقدم العراق في رجب سنة خمس وسبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا سليمان بن حرب ، حدّثني غسان بن مضر ، عن سعيد بن سعيد ، قال : لما قتل المصعب بايعوا (٤) عبد الملك فاستعمل خالد بن أسيد على البصرة.

أخبرنا القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن

__________________

(١) من قوله : نا خليفة العصفري قال : إلى هنا ليس في تاريخ خليفة المطبوع.

(٢) انظر تاريخ خليفة ص ٢٦٨ حوادث سنة ٧٢ وص ٢٩٣ في تسمية ولاة عبد الملك.

(٣) تاريخ خليفة ص ٢٩٣ ـ شهرا.

(٤) الأصل «باعوا» والصواب عن م.

١٢٥

يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، قال : ثم ولّى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب ـ يعني البصرة ـ خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي ، ثم عزله وولّى بشر بن مروان.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (١) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن الأصمعي ، قال : قدم الراعي على خالد بن عبد الله بن أسيد ، ومعه ابن له فمات ابنه بالمدينة ، فلما دخل على خالد سأله عنه فقال : مات بعد ما زوجته وأصدقت عنه ، فأمر له بدية ابنه وصداقه فقال الراعي (٢) :

وديت ابن راعي الإبل إذ حان يومه

وشقّ له قبرا بأرضك لاحد

وقد كان مات الجود حتى نشرته

وأذكيت نار الجود والجود خامد

فلا حملت أنثى ولا آب آئب

[ولا ولدت أنثى إذا مات خالد](٣)

قال أبو الفرج : قول الراعي : «وديت ابن راعي الإبل» : أراد أدّيت ديته ، يقال : وديت القتيل إذا أدّيت ديته إلى أهله ، ووديت عن الرجل إذا تحمّلت عنه دية لزمته ، وأديت عنه من مالك دية جنايته ، وقيل إن هذا مما عايا (٤) به الكسائي محمّد بن الحسن فلم يعرف الفرق بينهما ، وأما قوله : وشقّ له قبرا بأرضك لاحد : فإن وجه الكلام في هذا أن يقال : شقّ شاقّ ولحد لاحد ، ويقال : ألحد ملحد وذلك أن الشق ما كان من الحفر في وسط القبر ، واللحد ما كان في جانبه بيّن هذا قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللحد لنا والشق ما كان لغيرنا» ولكنه لما كان اللحد شقا قد ميل به عن الوسط إلى الجانب قال : وشقّ له ، وأصل اللحد مأخوذ من الميل يقال فيه : لحد وألحد في الدين وغيره [من الميل](٥) ، وقد قرئ باللغتين في القرآن فقرأ الجمهور : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ)(٦) و (لِسانُ الَّذِي

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٨٤.

(٢) الأبيات في الجليس الصالح ، وديوان الراعي ط بيروت ص ٧٣.

(٣) عجزه بالأصل مكانه بياض ، والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن الديوان. وعجزه في الجليس الصالح : ولا بلّ ذو سقم إذا مات خالد.

(٤) المعاياة أن تأتي بكلام لا يهتدى له. ويعني أنه أعجزه به.

(٥) زيادة عن الجليس الصالح.

(٦) سورة الأعراف ، الآية : ١٨٠.

١٢٦

يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ)(١) و (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا)(٢) وقرأ آخرون الأحرف الثلاثة بالفتح ، وممن قرأ كذلك حمزة ، وكان الكسائي يقرأ الذي في الأعراف وحم السجدة بالضم ، ويفتح الذي في النحل لوضوح دلالته على الميل بقوله «إليه» فكان «إلى» أخص بالدلالة إلى معنى الميل من «في» وقد يكون ما اختاره الكسائي بعيدا في تفريقه بين اللفظين إلى الجمع بين اللغتين ، كما قال الله عزوجل : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)(٣) ، وقد كان الكسائي يفعل هذا كثيرا ، من ذلك ما روي عنه من اختياره في قراءة : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ)(٤) ضم عين الفعل في أحد الموضعين وكسرها في الآخر ، والذي اختاره من القراءة على لغة من يقول : «لحد» في موضع وعلى لغة من يقول : «ألحد» في غيره حسن جميل عندي. وقول الراعي :

وقد كان مات الجود حتى نشرته

اللغة الصحيحة : أنشر الله الميت ، فنشر هو ، ونشره فهو منشور لغة قد قرئ بها. وقد مضى من شرح هذا فيما تقدم من مجالسنا هذه ما نكتفي به ونستغني عن إعادته.

وقوله : ولا بلّ من سقم (٥) ، يقال : بلّ الرجل من مرضه ، وأبلّ واستبلّ إذا برأ وصحّ.

قال الشاعر (٦) :

إذا بلّ من داء به ، ظنّ أنّه

نجا ، وبه الداء الذي هو قاتله

وقال الأعشى (٧) :

وكأنها (٨) محموم خي ...

بر ، بلّ من أوصابها

__________________

(١) سورة النحل ، الآية : ١٠٣.

(٢) سورة فصلت ، الآية : ٤٠.

(٣) سورة الطارق ، الآية : ١٧.

(٤) سورة الرحمن ، الآية : ٥٦.

(٥) على رواية الجليس الصالح ، وقد مرّت فيما استدركت من عجز البيت رواية الديوان.

(٦) البيت في اللسان «بلل» بدون نسبة وباختلاف روايته.

(٧) البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص ١٨.

(٨) الأصل : «وكأنها وكأنه وكأنها» كذا ، والمثبت عن الديوان.

١٢٧

أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ح ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، وأبو علي بن نبهان ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، نا ابن شبيب ـ يعني عبد الله ـ ، نا محمّد بن سلام ، حدّثني أبان بن عثمان ، قال : لما ثقل عبد الملك بن مروان أرسل إلى خالد بن معاوية وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، قال : أتدريان لم بعثت إليكما؟ قالا : نعم ، ترينا ما أصحبت فيه من العافية ، قال : لا ولكنه كان في بيعة الوليد وسليمان ما قد علمتما فإن أردتما أن أقيلكما أقلتكما ، قالا : وكيف تقيلنا؟ وقد جعلت لهما في رقابنا في مثل هذه السواري ، فقال أخيرا : أما والله لو قلتما غير هذا لقد متكما أمامي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه ، وقال اروه عني ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين بن دريد (١) ، أنا أبو حاتم ، عن العتبي في حكاية ذكرها ، قال : ثم أرسل عبد الملك بن مروان عند احتضاره إلى عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ، وخالد بن أسيد ، فقال : هل تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا : نعم ، لترينا أثر عافية الله إياك ، قال : لا ، ولكن قد حضر من الأمر ما تريا (٢) فهل في أنفسكما من بيعة الوليد شيء؟ فقالا : لا والله ما نرى أحدا أحق بها منه بعدك يا أمير المؤمنين ، قال : أولى لكما أما والله لو غير ذلك قلتما لضربت الذي فيه أعينكما ، فرفع فراشه فإذا السيف مشهور.

هو خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، نسبه إلى جد أبيه.

١٨٩٢ ـ خالد بن عبد الله بن أبي سفيان بن عبد الله

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي

رجل شاب له ذكر في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية ، ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

__________________

(١) كذا بالأصل : أبو علي محمد بن الحسين بن دريد ، وثمة سقط في السند فابن دريد اسمه محمد بن الحسن وكنيته أبو بكر انظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٩٦ واستنادا إلى السند السابق فثمة شخص بين محمد بن الحسين وبين أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد وفي م : أنا أبو علي محمد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، نا محمد بن الحسن بن دريد.

(٢) الأصل «ترينا» وفي م : تريان.

١٢٨

١٨٩٣ ـ خالد بن عبد الله بن رباح

ويقال ابن عبيد الله ، وهو أصح. ويقال : إن عبيد الله ليس ابن رباح وإنما هو ابن (١) الحجاج بن علاط السّلمي البهزي ، ادّعى نصر بن الحجاج أنه أخوه ، وكان يأبى أن لا ينسب إلى رباح مولى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، وكان عبيد الله أبوه من أهل دمشق صاحبا ليزيد بن معاوية.

حدّث عن معاوية.

روى عنه : الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني أبو سعيد عبد الرّحمن ـ يعني ابن إبراهيم ـ وسليمان بن عبد الرّحمن ، قالا : نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرّحمن بن نمر ، عن الزهري ، أخبرني خالد بن عبد الله بن رباح السّلمي أنه صلى مع معاوية يوم طعن بإيلياء ركعة ، وطعن معاوية حين قضاها فأراد أن يرفع رأسه من سجوده فقال معاوية للناس : أتموا صلاتكم ، فقام كل امرئ فأتم صلاته ولم يقدم أحدا ولم يقدمه الناس.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد الباقلاني : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : خالد بن عبد الله بن رباح ، قال سليمان : نا الوليد ، نا ابن نمر ، عن الزهري ، سمع خالد بن عبد الله بن رباح أنه صلى مع معاوية يوم طعن ، وقال الزبيدي عن الزّهري سمع خالد بن عبد الله : طعن معاوية.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا [أنا](٣) أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) : خالد بن عبيد الله ويقال خالد بن عبد الله شامي ، روى عن

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت فوق السطر.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٩.

(٣) زيادة لازمة للإيضاح.

(٤) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٤١.

١٢٩

معاوية ، روى عنه الزهري ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن (١) سميع يقول في الطبقة الرابعة : خالد بن عبيد الله السّلمي ، وقال ابن جوصا في موضع آخر : خالد بن عبيد الله السّلمي من ولد الحجاج بن علاط.

١٨٩٤ ـ خالد بن عبد الله المطرف بن عمرو

ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (٢)

من نبلاء قريش ووجوهها ، من أهل المدينة ، وفد على يزيد بن عبد الملك ، وجرت له معه قصة ، وهو أخو محمّد بن عبد الله الدّيباج.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : فولد عبد الله بن عمرو بن عثمان : خالدا وعائشة وحفصة ، أمهم أسماء بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة ، ولأم الحسن بنت الزبير بن العوام ، ولأسماء بنت أبي بكر الصديق ، كان خالد بن عبد الله أسن ولد عبد الله بن عمرو ، وكان ذا مروءة ، وقدر. وخطب إليه يزيد بن عبد الملك إحدى أخواته ، فترغّب خالد في الصداق ، فغضب يزيد فأشخصه إليه ، ثم ردّه إلى المدينة وأمر أن يختلف به إلى الكتّاب مع الصبيان يعلم (٣) القرآن فزعموا أنه مات كمدا (٤) ، وله عقب.

__________________

(١) لفظة «بن» سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.

(٢) ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١١٣ جمهرة ابن حزم ص ٨٣ الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٥٧.

(٣) في نسب قريش للمصعب ص ١١٤ : ليعلمهم القرآن.

(٤) قال ابن حزم : وهو الذي أمر به يزيد بن عبد الملك أن يحمل إلى الكتاب حتى يتعلم القرآن مع الصبيان ، فمات كمدا. (جمهرة أنساب العرب ص ٧٦).

١٣٠

وذكر أبو بكر البلاذري هذه القصة أتم من هذا ، فقال : وأمّا خالد بن المطرف فكان نبيلا ، وفد إلى يزيد بن عبد الملك فخطب إليه يزيد أخته ، فقال له : إن عبد الله بن عمرو بن عثمان أبي قد سنّ لنسائه عشرين ألف دينار فإن أعطيتنيها وإلّا لم أزوجك ، فقال له يزيد : أوما ترانا أكفأ إلّا بالمال؟ قال : بلى ، والله إنكم لبنو عمّنا قال : إني لأظنك لو خطب إليك رجل من قريش لزوجته بأقل مما ذكرت من المال ، قال : أي لعمري لأنها تكون عنده مالكة مملكة وهي عندكم مملوكة مقهورة ، وأبى أن يزوّجه فأمر أن يحمل على بعير ثم ينخس به إلى المدينة ، وكتب إلى الضحاك (١) بن قيس الفهري ، وهو عامله على المدينة ، أن وكلّ بخالد من يأخذه بيده في كل يوم وينطلق به إلى شيبة بن نصاح المقرئ ليقرأ عليه القرآن ، فإنه من الجاهلين ، فأتى به شيبة فقيل له : يقول لك أمير المؤمنين علّمه القرآن فإنه من الجاهلين ، فقال شيبة حين قرأ عليه : ما رأيت أحدا قط أقرأ للقرآن منه ، وأن الذي جهّله لأجهل منه ثم كتب يزيد إلى عامله : بلغني أن خالد يجيء ويذهب في سكك المدينة ، فمرّ بعض من معك أن يبطش به ، فضربوه حتى مرض ومات ، وله عقب بالمدينة ، كذا وقع في هذه الحكاية (٢).

ووالي المدينة ليزيد بن عبد الملك هو عبد الرّحمن بن الضحاك بن قيس ، فأما الضحاك فإنه قتل يوم المرج قبل أن يولد يزيد بن عبد الملك بلا خلاف.

وذكر المدائني : أن يزيد بن عبد الملك خطب إلى خالد بنت أخ له ، فقال : أما يكفيه أن سعدة عنده حتى يخطب إليّ بنات أخي ، وبلغ يزيد فغضب ، فقدم عليه خالد يسترضيه وسعدة هي أم سعيد بنت عبد الله أخت خالد بن عبد الله ، وذكر غير هؤلاء أن خالدا بقي حتى وفد على هشام بن عبد الملك.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ـ قراءة عليه ـ أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمة الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، حدّثني سليمان بن منصور بن أبي شيخ ، نا أحمد بن بشير ، عن الكلبي ، قال : قدم على هشام بن عبد الملك عبد الله بن حسن بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) انظر الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٥٧ نقل الحكاية باختصار.

١٣١

حسن أو محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، وخالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فأمر هشام حاجبه أن يبدأ بمحمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان في الإذن فدخل عليه خالد بن عبد الله فقال : يا أمير المؤمنين تبدأ بأخي في الإذن وأنا أسنّ منه ، قال : إنما قدّمته عليك لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولده ، قال : فهذا عبد الله بن حسن قد ولده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرتين ، فقال هشام لآذنه : ابدأ بعبد الله بن حسن ، ثم محمّد ، ثم خالد.

١٨٩٥ ـ خالد بن عبد الله بن الفرج

أبو هاشم العبسي مولاهم (١)

ويعرف بخالد سبلان (٢) ولقب بذلك لعظم لحيته.

سمع معاوية ، وعمرو بن العاص ، وروى عن كهيل بن حرملة النّمري الأزدي.

روى عنه : خالد بن دهقان ، وسعيد بن عبد العزيز [التنوخي].

وشهد مع معاوية صفّين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي ، أنا تمام بن محمّد البجلي ، حدّثني أبو زرعة ، وأبو بكر محمّد وأحمد ابنا عبد الله بن أبي دجانة النّصري ، قالا : نا إبراهيم بن عبد الرّحمن ، نا هشام ، هو ابن عمّار ، نا صدقة بن خالد ، نا خالد بن دهقان ، أخبرني خالد سبلان ، عن كهيل بن حرملة النمري ، عن أبي هريرة أنه أقبل حتى نزل بدمشق على آل أبي كلثم الدّوسي فتذاكروا الصّلاة الوسطى فقال : اختلفنا فيها كما اختلفتم ونحن بفناء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، فقال : أنا أعلم لكم ذلك ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان جريئا عليه فاستأذن عليه ، ثم خرج فأخبرنا أنها صلاة العصر.

أخبر أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٣) ، نا أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال :

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب لابن العديم ٧ / ٣٠٦٥.

(٢) بفتح السين والباء الموحدة ، كما في ابن ماكولا.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٣٢.

١٣٢

حضرت مكحولا ، وخالد سبلان ، وهما يتذاكران ، فخالفه خالد ، فرأيت مكحولا ترتعد شفتاه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : قال عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثني أبو مسهر ، عن سعيد ـ يعني ابن عبد العزيز ـ ، عن مكحول في قوله تعالى : (يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ)(١) قال : يجعل مكان السيئات حسنات ، قال : فقال خالد سبلان : يخرجهم من السيئات إلى الحسنات ، قال : فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة ، قال : خالد سبلان مولى لبني عبس ، عن أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قراءة ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : خالد سبلان مولى ـ (٣) بني عبس.

وقال أحمد : حدّثني يزيد بن أحمد ، عن أبيه ، قال : خالد جدي لأمي ، ونسبه خالد بن عبد الله بن الفرج ، وإنما دعي سبلان لطول كان في لحيته أصهب داره دارنا ، مولى بني عبس (٤).

وقال أحمد بن عمير : خالد بن عبد الله بن الفرج ، وقال أبو غالب بن البرخ :

__________________

(١) سورة الفرقان ، الآية : ٧٠.

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٦٥.

(٣) هنا بالأصل رسم حرف «ب» كذا وبياض بالأصل مقدار كلمة ، والذي في ابن العديم ٧ / ٣٠٦٥ نقلا عن ابن سميع : خالد سبلان دمشقي مولى بني عبس وفي م : «خالد سبلان دمشقي مولى بني عبس».

(٤) الخبر في ابن العديم ٦ / ٣٠٦٥ ـ ٣٠٦٦.

١٣٣

وهو خالد سبلان مولى بني (١) عبس ، وقال أحمد : حدّثني عبد الرّحمن بن الحسن ، عن أبيه بنسبه ، وحدّثني يزيد بن أحمد ، عن أبيه بنسبه ، قال يزيد : دار خالد دارنا وهو جدي لأمي (٢).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم محمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : خالد سبلان ، عن كهيل بن حرملة الشامي ، روى عنه خالد بن دهقان ، سمع منه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، فيما قرأت عليه عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : خالد سبلان يعد في الشاميين ، يروي عن كهيل بن حرملة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : أما سبلان ـ بفتح السين والباء المعجمة بواحدة ـ خالد سبلان هو خالد بن عبد الله بن الفرج مولى بني عبس ولقب سبلان لطول كان في لحيته ، يعد في الشاميين ، يروي عن كهيل بن حرملة ، روى عنه خالد بن دهقان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد ، نا معاوية بن صالح ، قال : خالد سبلان ، قال أبو مسهر : هو ثقة (٥).

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت فوق السطر.

(٢) الخبر في ابن العديم ٧ / ٣٠٦٦.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٤.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٥٠.

(٥) الخبر في بغية الطلب ٧ / ٣٠٦٧.

١٣٤

١٨٩٦ ـ خالد بن عبد الله بن يزيد

ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري

أبو الهيثم البجلي القشيري (١)

أمير مكّة للوليد وسليمان ، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك ، وهو من أهل دمشق.

روى عن أبيه.

روى عنه : سيّار أبو الحكم ، وإسماعيل بن واسط (٢) البجلي ، وحبيب بن أبي حبيب ، وحميد الطويل ، وإسماعيل بن أبي خالد.

وداره بدمشق هي الدار الكبيرة التي [في] مربعة القز ، تعرف اليوم بدار الشريف الزيدي ، وإليه ينسب الحمام الذي يقابل باب قنطرة سنان بباب توما.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم سبط بحرويه ، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي ، قالا : أنا أبو يعلى أحمد بن علي ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا هشيم بن بشير ، نا سيّار ، قال : سمعت خالد القسري على المنبر يقول : حدّثني أبي عن جدي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا يزيد [بن] أسد أحبّ للناس الذي تحب لنفسك» (٣) [٣٨٦٩].

أخبرناه أبو البركات الأنماطي ، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين

__________________

(١) ترجمته في تاريخ الطبري ٧ / ٢٥٤ ـ ٢٦١ بغية الطلب ٧ / ٣٠٦٨ تاريخ خليفة (الفهارس) الأغاني ٢١ / ٣١٢ الوافي بالوفيات ١٣ / ٣٥٧ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٢٥ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. وفي سير الأعلام وفي الوافي : القسري بدل القشيري.

والقسري نسبة إلى قسر ، بطن من بجيلة قال ابن العديم : وقد يقال القصري بالصاد ، فمن نسبه بالصاد فهو منسوب إلى قصر ابن هبيرة ، وقيل إلى قصر بجيلة وهما موضعان.

وفي تهذيب التهذيب ٢ / ٦٣ كنّاه ابن حجر أبا القاسم ويقال : أبو الهيثم.

(٢) في تهذيب التهذيب وابن العديم والسير : أوسط.

(٣) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٦٨ انظر تخريجه فيه.

١٣٥

السكري ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى بن محمّد ، نا محمّد بن يحيى القطعي ، نا روح عن عطاء بن أبي ميمونة ، نا سيّار أبو الحكم أنه شهد خالد بن عبد الله القسري وهو يخطب على المنبر ، وهو يقول : حدّثني أبي عن جدي أنه قال : [قال] لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أسد أتحب الجنة؟» قال : قلت : نعم ، قال : «فأحب لأحد المسلمين ما تحبّ لنفسك» (١) [٣٨٧٠].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، نا عقبة بن مكرم العمّي ، نا مسلم بن قتيبة ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن إسماعيل بن أوسط ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن مرزوق ، نا أبو قتيبة ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن إسماعيل بن أوس ، عن خالد بن عبد الله ، عن جده أسد بن كرز ، [أنه](٢) سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «للمريض تحاتّ خطاياه كما تحاتّ ورق الشجر» وفي حديث ابن مرزوق : «إن المريض لتحاتّ خطاياه كما تتحاتّ».

وفي حديث الخلّال : بن أوس ، وهو خطأ ، والصحيح : ابن أوسط كما في حديث ابن الحصين.

وفيه وهم من وجهين : قوله عن جده وإنما يروي عن أبيه ، عن جده ، وقوله : جدّه أسد وجده يزيد بن أسد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : ومن بجيلة بن أنمار بن أراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ : يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن شكر بن

__________________

(١) نقله ابن العديم ٧ / ٣٠٦٩ انظر تخريجه فيه.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

١٣٦

رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار ، وهو جد خالد بن عبد الله القسري (١).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، وحدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : خالد بن عبد الله القسري البجلي اليماني ، كان بواسط ، ثم قتل بالكوفة قريب من سنة مائة وعشرين ، عن أبيه ، عن جده ، روى عنه سيّار أبو الحكم ، هو الذي قال بوم الأضحى : إني مضحّ بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ، ولم يتخذ إبراهيم خليلا ، ثم (٣) نزل فذبحه ، قاله (٤) قتيبة.

حدّثنا القاسم بن محمّد ، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن حبيب بن أبي حبيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : شهدت خالدا ، وهو أخو أسد ، وهو ابن (٥) يزيد بن أسد بن كرز ، أبو الهيثم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسين بن أحمد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قراءة ، قال : خالد بن عبد الله بن أسد القسري ، كذا قال ، وإنما هو ابن عبد الله بن يزيد بن أسد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٦) : وأما قسر ـ بفتح القاف وسكون السين المهملة ـ فهو قسر بن عبقر ، قبيل من بجيلة ، ينسب إليها يزيد بن أسد صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن ولده خالد بن عبد الله القسري أمير العراق ، يروي عنه

__________________

(١) نقله عن البرقي ابن العديم ٧ / ٣٠٧١.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٥٨.

(٣) الأصل : «لم» والمثبت عن البخاري.

(٤) الأصل : «خاله» والمثبت عن البخاري.

(٥) كذا ، وفي تاريخ البخاري : هو يزيد ، بحذف «بن».

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١١٩.

١٣٧

[عن](١) أبيه ، عن جده ، يقال جده يزيد بن أسد ، ويقال : إنه ليس من ولده.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو علي إجازة ح ، قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) : نا محمّد بن خلف التيمي ، نا يحيى الحمّاني ، قال : قيل لسيّار تروي عن مثل خالد؟ قال : إنه كان أشرف من أن يكذب.

أخبرنا أبو القاسم علي [بن] إبراهيم الخطيب ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المعدّل ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، أنا أبو بكر أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا محمّد بن الحارث ، قال : سمعت المدائني يقول : أول من عرف به سؤدد خالد بن عبد الله القسري أنه مرّ في سوق دمشق ، وهو غلام فأوطئ فرسه صبيا فوقف عليه ، فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله ثم أتى به إلى مجلس قوم ، فقال : إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه أوطأته فرسي ، ولم أعلم (٣).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن الهيثم الشامي ، نا الحسن بن هارون ، نا أبو فروة ، عن بكّار بن نافع ، قال : قال خالد بن عبد الله القسري قبل إمرة العراق لقد رأيتني وأنا أصبح ، فألبس ألين ثيابي ، وأركب فره دوابي ثم آتي صديقي فأسلم عليه أريد بذلك أن أثبت مئونتي في نفسي ، وأزرع مودتي في صدور إخواني ، وأفعل ذلك بغدوي أرد عاديته عني ، وأسلّ غمر صدره عليّ.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٤) : مات عبد الملك وعلى مكّة نافع بن علقمة بن صفوان فأقره الوليد سنتين ثم عزله ، وولى خالد بن عبد الله القسري ، وذلك سنة تسع وثمانين ، فلم يزل بها واليا حتى مات الوليد ، وأقر

__________________

(١) زيادة لازمة عن الاكمال.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٤٠ وانظر بغية الطلب ٧ / ٣٠٧٢ وسير الأعلام ٥ / ٤٢٦.

(٣) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٧٤ ـ ٣٠٧٥.

(٤) انظر تاريخ خليفة ص ٢٩٣ و ٣٠٢ و ٣١٠ و ٣١٧ و ٣٣٧ والخبر نقله عن خليفة ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٧٢ ـ ٣٠٧٣.

١٣٨

ـ يعني سليمان بن عبد الملك ـ عليها خالد بن عبد الله القسري ، ثم عزله وولّى داود بن طلحة. وفيها ـ يعني سنة ست ومائة ـ ولي خالد بن عبد الله القسري العراق ، وقال : سنة عشرين ومائة فيها عزل هشام [بن عبد الملك] خالد بن عبد الله القسري عن العراق وولّاها يوسف بن عمر ، قال : وفيها ـ يعني سنة تسع وثمانين ـ ولي خالد بن عبد الله القسري مكّة ، وقال خليفة : حدّثني الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده وعبد الله بن المغيرة ، عن أبيه وأبي اليقظان وغيرهم ، قالوا : جمعت العراق لخالد بن عبد الله بن أسد بن كرز البجلي في سنة ست ومائة وعزل سنة عشرين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو عبد الله ، قال : ولي خالد سنة ست ـ يعني ومائة ـ وعزل سنة عشرين.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد السّمناني ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا ابن (١) هانئ ، نا أحمد بن حنبل ، قال : سمعت طلق النّخعي ، قال : مات معبد في ولاية خالد ، وولي خالد سنة ست عشرة ، وتوفي سنة عشرين ، كذا قال ، وهو وهم (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : قال أبو مسهر وفي حديث : ماتت أم [خالد](٣) القسري فخرج معها خالد ، وقال : كذب من قال : إن خالدا ولي العراق سنة ولي هشام سنة خمس ومائة ، فأقام عليها إلى سنة عشرين ومائة (٤).

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النّقور ، وأبو منصور بن العطار ،

__________________

(١) الأصل : «أبي».

(٢) نقله ابن العديم ، ونقل توهيم ابن عساكر له ٧ / ٣٠٧٣.

(٣) بالأصل : قاسم ، ثم شطبت ، ووضعت إشارة تحويل إلى الهامش حيث كتبت لفظة : خالد بالهامش وبجانبها كلمة صح. وهو ما استدركناه ..

(٤) ابن العديم ٧ / ٣٠٧٣.

١٣٩

قالا : أنا أبو طاهر المخلّص الذهبي (١) ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا سلمة بن بلال ، عن مجالد ، قال : ولي العراق عمر بن هبيرة الفزاري (٢) فكان على شرطته سويد بن فلان المزني ، وعلى شرطة الكوفة خالد بن عبد الله القسري ، ثم ولي العراق خالد بن عبد الله القسري (٣).

أخبرنا أبو مسعود بن المجلي ، أنا أبو الحسين المهتدي ، وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، نا محمّد بن مخلد بن حفص (٤) ، قال : قرأت على [علي] بن عمرو الأنصاري : حدثكم الهيثم بن عدي ، عن ابن عياش (٥) ، قال في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران : خالد بن عبد الله (٦).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هشيم بن محمّد ، عن الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش (٧) : الأشراف من أبناء النّصرانيات خالد بن [عبد] الله بن يزيد القسري (٨).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [بن](٩) المزرفي (١٠) ، نا أبو الحسين محمّد بن علي الهاشمي ، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن جامع ، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري ، نا هلال بن العلاء ، نا عبد الله بن جعفر ، نا

__________________

(١) اسمه محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي الذهبي المخلّص.

سمي بالمخلص لأنه كان يخلص الذهب من الغش.

ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٣٢٢.

(٢) الأصل : «الغواري» والمثبت عن ابن العديم ٧ / ٣٠٧٤.

(٣) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٧٤.

(٤) عن ابن العديم ٧ / ٣٠٧٤ ورسمها بالأصل غير واضح وفي م : نا مخلد بن حفص.

(٥) في ابن العديم : ابن عباس.

(٦) الخبر في ابن العديم ٧ / ٣٠٧٤.

(٧) في ابن العديم : ابن عباس.

(٨) المصدر السابق.

(٩) عن هامش الأصل.

(١٠) بالأصل وم المزرقي ، بالقاف ، والصواب ما أثبت «المزرفي» بالفاء.

١٤٠