تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال محمّد بن عمر (١) : وكانت راية بني خطمة مع خزيمة بن ثابت في غزوة الفتح ، وشهد خزيمة بن ثابت صفّين مع علي بن أبي طالب ، وقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين ، وله عقب وكان يكنى أبا عمارة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

وأخبرني أبو الفضل الحافظ عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : ومن بني خطمة ، واسمه عبد الرّحمن بن جشم بن مالك بن الأوس : خزيمة بن ثابت بن الفاكه (٢) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة ، وهو ذو الشهادتين ، وقتل يوم صفّين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد ، ـ زاد ابن خيرون : ومحمّد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : خزيمة بن ثابت الأنصاري ، قال عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عمارة بن خزيمة ، عن عمه ، قال : خزيمة الذي أجاز النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته بشهادة رجلين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : عنان هو من أجداد خزيمة بن ثابت الأنصاري ، فيما حدّثنا علي بن محمّد بن عبيد ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول : خزيمة بن ثابت بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة ، وهكذا نسبه شباب (٤) أيضا فيما أخبرنا القاضي أبو الطاهر ، عن موسى بن زكريا عنه ، وذكر الطبري (٥) نسب

__________________

(١) ابن سعد ٤ / ٣٨١.

(٢) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٠٥.

(٤) يعني خليفة بن خياط ، انظر ما مرّ عن طبقات خليفة قريبا. وانظر بغية الطلب ٧ / ٣٢٤٩.

(٥) كذا بالأصل وم وفي ابن العديم : الطبراني.

٣٦١

خزيمة بن ثابت ، فقال : هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه (١) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان (٢) بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : خزيمة بن ثابت بن الفاكه (٣) بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري من بني خطمة من الأوس ، روى عنه جابر بن عبد الله وابناه عبد الله وعمارة ، جعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته شهادة رجلين (٤).

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : خزيمة بن ثابت بن الفاكه (٥) بن عمرو بن عدي بن وائل بن منبّه بن امرئ القيس بن سلمى بن حبيب بن عدي بن ثعلبة بن امرئ القيس بن علقمة بن معاوية بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن مالك بن الأوس (٦).

قال لنا أبو القاسم الواسطي ، قال لنا أبو بكر الخطيب : ذكر الدارقطني ـ يعني ـ جد خزيمة بن ثابت ـ في الترجمة بكسر العين ، وفي سياقه النسب بفتحها ، وكان ينبغي أن ينسب ما ذكره في الترجمة من كسر العين إلى قائله وقد نسب خزيمة كذلك أبو بكر بن البرقي.

فأخبرنا أبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الجوهري ، قالا : أنا محمّد بن المظفّر ، نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني ، نا أبو بكر بن البرقي ، قال : خزيمة بن ثابت ثم ساق نسبه مثل ما ذكر سعد بن عبد الحميد سواء غير أنه قال : عنان بكسر العين ، وقال أيضا حنظلة بدل خطمة ، وقوله حنظلة خطأ ، والصواب خطمة بغير شك ، وأما ما حكاه عن الطبري من قوله في نسب خزيمة غيّان بدل عنان ، وقد ذكره كذلك عبد الله بن

__________________

(١) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٢) الأصل : عيان وسقطت اللفظة من م.

(٣) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٤) الخبر في بغية الطلب ٧ / ٣٢٥٠.

(٥) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٦) المصدر نفسه.

٣٦٢

محمّد بن عمارة بن القداح في نسب الأنصار (١).

أنبأنا أبو الحسين بن محمّد الرافقي ، أنا أحمد بن كامل القاضي ، قال : أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين ، نا مصعب بن عبد الله ، عن ابن القداح ، قال : خزيمة بن ثابت بن الفاكه (٢) بن ثعلبة بن ساعدة بن غيّان (٣) بن عامر بن خطمة ، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد وهو ذو الشهادتين ، قال الخطيب : ولم يذكر بين ساعدة وبين غيّان عامرا ، والله أعلم بالصواب (٤).

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : وأما عنان بفتح العين فهو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان (٦) بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس ، هكذا نسبه سعد بن عبد الحميد بن جعفر وشباب ، وقال أبو بكر بن البرقي كما ذكرنا إلّا أنه قال : عنان بكسر العين ، وقال عوض خطمة حنظلة وهو غلط بغير إشكال.

وقال الطبري في نسبه مثل ما ذكر شباب ، وابن عبد الحميد إلّا أنه قال : غيّان بغين معجمة وياء مشددة ، وقال ابن القداح في نسبه : هو خزيمة بن ثابت (٧) بن الفاكه (٨) بن ثعلبة بن ساعدة [بن غيان بن عامر بن خطمة وأسقط عامرا بين ساعدة](٩) وغيّان ووافق ابن جرير في أنه بغين ، والصحيح إثبات عامر لاتفاق الجماعة عليه.

كتب إليّ أبو جعفر ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أحمد ، قال : أبو عمارة خزيمة بن ثابت بن عمارة بن فاكه بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة ، وخطمة (١٠) هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطمي ، وأمّه كبشة بنت أوس بن

__________________

(١) ليس لخزيمة بن ثابت ترجمة في تاريخ بغداد ، والخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٥١.

(٢) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٣) الأصل وم : عيان.

(٤) ابن العديم ٧ / ٣٢٥١.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٨٣.

(٦) الأصل : عمان ، والمثبت عن ابن ماكولا.

(٧) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

(٨) الأصل : الفاكهة والمثبت عن م.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن م وانظر الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٨٣.

(١٠) بالأصل : حطمة بالحاء المهملة ، خطأ.

٣٦٣

عدي بن أمية بن عامر بن ثعلبة ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الذي أجاز شهادته بشهادة رجلين ، قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ح.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا الحسن بن علي بن الحسين الزهري ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، وأبو عبد الله محمّد بن العمركي ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية (١) السّرخسي ، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي (٢) ، نا عبد بن حميد ، قالا : أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت ح.

وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم المعروف بالأدمي ، أنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا سلمة بن شبيب ، ومحمّد بن يحيى ، قالا : نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، قال : لما كتبنا المصاحف فقد [ت] آية كنت أسمعها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدتها عند خزيمة ـ زاد عبد وسلمة ومحمّد بن ثابت ، وقالوا : ـ الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) حتى ـ وقال أحمد إلى : ـ (تَبْدِيلاً)(٤) ، قال : وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين ، أجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته بشهادة رجلين ، زاد أحمد وسلمة ، ومحمّد بن يحيى ، قال الزهري : وقتل يوم صفين مع علي رضي‌الله‌عنهما.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن

__________________

(١) الأصل «حمريه» والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٢.

(٢) كذا بالأصل «خزيم» بالزاي ، وفي ابن العديم «خريم» وفي ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٨٦ خريم ، بالراء أيضا وفي م : خزيم.

(٣) بالأصل المزرقي بالقاف وفي م : المرزقي والصواب «المزرفي» بالفاء.

(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٢٣.

٣٦٤

يحيى بن جعدة ، قال : كان عمر لا يقبل آية من كتاب الله عزوجل حتى يشهد عليها شاهدان ، فجاء رجل من الأنصار (١) بآيتين فقال عمر : لا أسألك عليهما شاهدا غيرك : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٢) إلى آخر السورة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أبو الطاهر ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن محمّد بن طلحة الليثي ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقّى من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب (٤) ، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ؛ فقتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده من كتاب الله عزوجل شيء فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان ؛ فجاء خزيمة بن ثابت ، فقال : إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال : ما هما؟ قال : تلقيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) إلى آخر السورة (٥) ، قال عثمان : وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن تجعلهما؟ قال : أختم بهما آخر ما نزل من القرآن ؛ فختمت بهما براءة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة عليه ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، أنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة (٦) ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نا أبو حنيفة ـ يعني عن حمّاد ـ ، عن إبراهيم ، عن أبي عبد الله ، عن خزيمة بن ثابت : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل شهادته شهادة رجلين [٣٩٦١].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن

__________________

(١) الأصل : الأنصاري والمثبت عن م.

(٢) سورة التوبة ، الآية : ١٢٨.

(٣) بالأصل المزرقي بالقاف ، والصواب «المزرفي» بالفاء.

(٤) جمع عسيب : جريدة من النخل ، وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص (ابن الأثير نقله اللسان عنه).

(٥) سورة التوبة ، الآيتان : ١٢٨ ـ ١٢٩.

(٦) تقرأ بالأصل «ميسرة» والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٦٣٢.

٣٦٥

الدارقطني ، حدّثني سعيد بن أحمد بن العراد ، حدّثني يوسف بن إسماعيل بن عبدويه الهروي ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، عن أبي حنيفة ، عن حمّاد ، عن إبراهيم ، عن أبي عبد الله الجدلي ، عن خزيمة بن ثابت : أن رسول الله جعل شهادته شهادة رجلين ، قال الدارقطني : تفرد به أبو حنيفة ، عن حمّاد.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه.

وأخبرنا أبو البركات أبو الحسن (١) صافي بن إبراهيم بن الحسن الطّرسوسي الضرير المقرئ بدمشق ، أنا سهل بن بشر ، قالا : أنا علي بن محمّد بن سهل (٢) الفارسي ، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد الذّهلي ، نا موسى بن هارون ، نا إبراهيم بن محمّد ـ هو ـ الشافعي ، حدّثني محمد بن علي ، قال جدي : أخبرني عبد الله بن علي بن السائب أنه لقي عمر بن أحيحة بن الجلّاح فسأله : هل سمعت في إتيان المرأة في دبرها شيئا ، قال : أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته شهادة رجلين : أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إني آتي امرأتي من دبرها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم» ، فقالها مرتين أو ثلاثا ، ثم فطن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أمن دبرها في قبلها فنعم ، فأما في دبرها فإن الله ينهاكم أن تأتوا (٣) النساء في أدبارهن» (٤) [٣٩٦٢].

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا زيد بن الحباب ، حدّثني محمد بن زرارة بن خزيمة ، حدّثني عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اشترى فرسا من سواء بن قيس (٥) المحاربي فحجد ، فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا»؟ قال : صدّقتك بما جئت به ، وعلمت أنك لا تقول إلّا حقا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه» [٣٩٦٣].

__________________

(١) كذا أبو البركات أبو الحسن بالأصل وم.

(٢) في ابن العديم : علي.

(٣) الأصل : «توتوا» والمثبت عن م.

(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٤٥.

(٥) كذا بالأصل وأسد الغابة ١ / ٦١٠ ونقل ابن حجر الحديث في الإصابة في ترجمة سواء بن الحارث المحاربي ٢ / ٩٤ ثم قال : وأخرجه ابن شاهين فقال : عن سواء بن قيس وأظنه وهما.

٣٦٦

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاري : أن عمّه حدّثه وهو من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليقضيه ثمن فرسه ، فأسرع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس لا يشعرون أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتاعه ، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنادى الأعرابي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلّا بعته ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال : «أوليس قد ابتعته منك»؟ قال الأعرابي : لا والله ما بعتك ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ق ابتعته منك» فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأعرابي وهما يتراجعان ، فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد أني بايعتك ، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي : ويلك إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن ليقول إلّا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومراجعة الأعرابي ، وطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد أني بايعتك ، فقال خزيمة : أنا أشهد أنك قد بايعته ، فأقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خزيمة فقال : «بم تشهد؟» فقال : بتصديقك يا رسول الله ، فجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين [٣٩٦٤].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال (٢) : قال محمد بن عمر : لم يسمّ لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث ، وكان له إخوان يقال لأحدهما وحوح وحوح ولا عقب له ، وللآخر عبد الله وله عقب ، وأمهما أم خزيمة كبشة (٣) بنت أوس بن عدي بن أمية الخطمي.

قال : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني عاصم بن سويد ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شهادته (٤) شهادة رجلين» [٣٩٦٥].

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦ وابن سعد ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٧٩.

(٣) في ابن سعد : كبيشة.

(٤) يعني شهادة خزيمة ، انظر تتمة الخبر في ابن سعد ٤ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠.

٣٦٧

قال : وأنا هشيم ، أنا زكريا ، عن الشعبي ، وجويبر عن الضحاك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين [٣٩٦٦].

قال : (١) وأنا الفضل بن دكين ، نا زكريا ، قال : سمعت عامرا يقول : كان خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته بشهادة رجلين ، قال : اشترى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعض البيع من رجل ، فقال الرجل : هلم شهودك (٢) ، قال : «ما تقول؟» فقال خزيمة : أنا أشهد لك يا رسول الله ، قال : «وما علمك؟» قال : أعلم أنك لا تقول إلّا حقا ، قد أمناك على أفضل من ذلك ، على ديننا ، فأجاز شهادته [٣٩٦٧].

قال : وأنا عمرو بن عاصم الكلابي ، نا همّام بن يحيى ، نا قتادة أن رجلا طلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحقّ (٣) ، فأنكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فشهد خزيمة بن ثابت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صادق عليه ، وأنه ليس له عليه حق ، فأجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته.

قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ذلك : «أشهدتنا»؟ قال : لا ، قد عرفت أنك لم تكذب ، قال : فكانت شهادة خزيمة بعد ذلك تعدل شهادة رجلين [٣٩٦٨].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد (٤) الجنزرودي ، أنا أبو عمرو الحيري ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي ، أنا محمد بن عبد الله الأزدي ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج ، فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ، ومنا من اهتزّ له عرش الرّحمن سعد بن معاذ ، ومنا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (٥) ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، وقال الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يجمعه غيرهم : زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، وأبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل (٦).

أخبرنا أبو المظفّر أيضا ، أنا والدي الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن ، أنا

__________________

(١) المصدر نفسه.

(٢) ابن سعد : «هلم شهودك على ما تقول» وبذلك تصبح «ما تقول» ليس من كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) لفظة «بحق» سقطت من ابن سعد.

(٤) الأصل «أبو سعيد» خطأ والمثبت عن م.

(٥) الأصل : «الأفلح» خطأ والمثبت عن م.

(٦) باختصار نقله ابن حجر في الإصابة ١ / ٤٢٦.

٣٦٨

عبد الكريم بن حسن بن محمد ، أنا يعقوب بن إسحاق الحافظ ، قال الصنعاني وغيره : قالا : نا عيد الوهاب بن عطاء ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج ، فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ، ومنا من اهتزّ له عرش الرّحمن ، ومنا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت بن الأقلح (١) ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، وقال الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يجمعه أحد غيرهم ، زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، وأبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا محمد بن مصفّى ، نا يحيى بن سعيد ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس ، عن ابن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : ما زال جدي كافّا سلاحه حتى قتل عمّار بصفّين فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل.

كذا قال ، ومحمد بن قيس مزيد في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا يونس ، وخلف بن الوليد ، قالا : نا أبو معشر ، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : ما زال جدي كافّا سلاحه يوم الجمل ، حتى قتل عمّار بصفّين ، فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتل عمّارا الفئة الباغية» [٣٩٦٩].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن البسري ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد وأبو محمّد ، وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان ، وعاصم بن الحسن (٣) ، والحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة ، قالوا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا علي بن حفص ـ يعني المدائني ـ عن أبي معشر ، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : كان جدي

__________________

(١) غير واضحة بالأصل وفي م : الأفلح.

(٢) الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٢١٤ ـ ٢١٥.

(٣) ابن العديم : الحسين.

٣٦٩

كافّا سلاحه يوم الجمل ، ويوم صفين حتى قتل عمّار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتل عمّارا الفئة الباغية» ، ثم سلّ سيفه ، فقاتل حتى قتل [٣٩٧٠].

قال : ونا جدي ، أنا الفضل بن دكين ، نا عبد الجبار ـ يعني ابن العباس الهمداني ـ وهو عبد الجبار الشامي ، عن أبي إسحاق ، قال : لما قتل عمّار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عليه سلاحه ، ثم سن (١) عليه من الماء ، ثم قاتل حتى قتل (٢).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة ، نا أبو نعيم ، نا عبد الجبار بن عباس ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : لما قتل عمّار بن ياسر اغتسل خزيمة بن ثابت فقاتل حتى قتل (٣).

أخبرنا أبو بكر الفرضي الشاهد ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن الحارث بن الفضل ، عن أبيه ، عن عمارة بن خزيمة ، قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل ، وهو لا يسل سيفا ، وشهد صفّين ، وقال : أنا لا أقتل أحدا حتى يقتل عمّار بن ياسر ، [فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية» [٣٩٧١].

قال : فلما قتل عمّار بن ياسر](٤) قال خزيمة : قد بانت لي الضلالة ، ثم اقترب فقاتل حتى قتل (٥).

وكان الذي قتل عمّار بن ياسر أبو غادية المزني (٦) طعنه برمح فسقط ، وكان يومئذ

__________________

(١) سن الماء : صبه.

(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٥٤.

(٣) لم أعثر على هذا الخبر لا في طبقات خليفة ولا في تاريخه.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن ابن العديم ومختصر ابن منظور.

(٥) لم أجد الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع ، نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٥٥ وأسد الغابة ٣ / ٦٣٢ في ترجمة عمّار بن ياسر.

(٦) في أسد الغابة ٣ / ٦٣٢ وقيل «الجهني» وفيه : وقيل : حمل عليه عقبة بن عامر الجهني ، وعمرو بن حارث الخولاني ، وشريك بن سلمة المرادي ، فقتلوه.

٣٧٠

يقاتل في محفّة (١) فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين سنة ، فلما وقع أكبّ عليه رجل آخر (٢) فاحتز رأسه ، فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : والله إن يختصمان إلّا في النار ، فسمعها منه معاوية ، فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص : ما رأيت مثل ما صنعت يوم بذلوا أنفسهم دوننا ، تقول لهما إنكما تختصمان في النار ، فقال عمرو : هو والله ذاك ، والله إنك لتعلمه ، ولوددت أني متّ قبل هذا بعشرين سنة (٣).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني محمود ، حدّثني عبد الرزاق ، أنا معمر ، قال : قال الزّهري : قتل خزيمة بن ثابت يوم صفّين مع علي.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أحمد بن محمّد الطّريثيثي (٤) ، قالا : أنا أبو الفضل السعدي ، أنا منير بن أحمد الخلال ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن (٥) الهيثم ، قال : قال أبو نعيم الفضل بن دكين في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة : خزيمة بن ثابت الأنصاري قتل بصفّين (٦).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : التقوا بصفّين في صفر سنة سبع وثلاثين فلم يزالوا يقتتلون بها أياما وقتل بصفّين عمّار بن ياسر وخزيمة بن ثابت ، وأبو عمرة المازني ، وكانوا مع علي (٧).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف ، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سفيان بن عمر ، عن محمّد بن عبد الله ، عن الحكم ، قال : قيل

__________________

(١) المحفة مركب كالهودج ، غير مقبّب (اللسان).

(٢) في الاستيعاب : أكبّ عليه ابن جزء.

(٣) انظر خبر مقتل عمّار بن ياسر في الاستيعاب وأسد الغابة (ترجمته فيهما).

(٤) الأصل «الطرثيثي».

(٥) الأصل «أبو».

(٦) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٥٣.

(٧) انظر ابن سعد ٤ / ٣٨١ والخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٢٥٥.

٣٧١

له : أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ قال : ليس به ولكنه غيره من الأنصار ، مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنهما (١).

١٩٥٩ ـ خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي (٢)

قيل إن له صحبة ، وإنه خرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بصرى (٣) في تجارة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي صهر خديجة بنت خويلد ، خرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تجارة قبل بصرى ، روى حديثه أحمد بن النعمان بن الوجيه بن النعمان ، عن أبيه ، عن جده الوجيه ، عن منصور ، عن قبيصة بن إسحاق الخزاعي ، عن خزيمة بن حكيم بهذا لم يزد عليه (٤).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن القاضي أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنا [أبو](٥) المعمّر المسدّد بن علي بن عبد الله الحمصي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي ، نا أبو عمير بن عدي بن عبد الباقي ، نا عبد الله بن إسماعيل ، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الحرّاني ، نا أبي عبد الرّحمن بن المفضّل ، عن عبيد بن حكيم ، عن ابن جريج ، عن الزّهري ، قال : قدم خزيمة بن حكيم السّلمي ثم البهزي على خديجة ابنة خويلد ، وكان إذا قدم عليها أصابته بخير ، ثم انصرف إلى بلاده ، وإنّه قدم عليها مرة فوجّهته مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومع غلام لها يقال له ميسرة إلى بصرى ، وبصرى من أرض الشام ، فأحب خزيمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حبا شديدا حتى اطمأنّ إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له خزيمة : يا محمّد إني أرى فيك أشياء ما أراها في أحد من الناس ، وإنّك لصريح في ميلادك ، أمين في أنفس قومك ، وإني أرى عليك من الناس محبة ، وإني لأظنك الذي يخرج بتهامة ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإني محمّد رسول الله» ، قال : أشهد أنك لصادق وأني قد آمنت بك ،

__________________

(١) ابن العديم ٧ / ٣٢٥٦.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٦١٢ الإصابة ١ / ٤٢٧ وفي م : خزيمة بن حكم.

(٣) تقدم التعريف بها.

(٤) انظر أسد الغابة ١ / ٦١٢.

(٥) زيادة لازمة للإيضاح ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥١٨.

٣٧٢

فلما انصرفوا من الشام رجع خزيمة إلى بلاده ، وقال : يا رسول الله إذا سمعت بخروجك أتيتك فأبطأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا كان يوم فتح مكّة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما نظر إليه : «مرحبا بالمهاجر الأول» ، قال خزيمة : أما والله يا رسول الله لقد أتيتك عدد أصابعي هذه ، فما نهنهني عنك إلّا أن أكون مجدا في إعلانك ، غير منكر لرسالتك ، ولا مخالف لدعوتك ، آمنت بالقرآن ، وكفرت بالأوثان ، لكن أصابتنا سنوات شداد تركت المخّ رارا (١) والمطي هارّا ، غاضت لها الدّرّة ، ونقصت لها الثّرة ، وعاد لها اليراع مجرنثما (٢) ، والفريش مستحلكا ، والعضاة مستهلكا ، ألبست (٣) بارض الوديس (٤) ، واجتاحت بها جميم اليبيس ، وأفنت أصول الوشيج (٥) حتى آل السلّامى ، وأخلف الخزامي ، وأينعت العنمة (٦) ، وسقطت البرمة ، وبضّت الحنمة ، وتفطّر اللّحاء ، وتبحبح الجدا (٧) وحمل الراعي العجالة ، واكتفى من حملها بالقيلة ، وأتيتك يا رسول الله غير مبدّل لقولي ، ولا ناكث لبيعتي. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يعرض على عبده في كل يوم نصيحة ، فإن هو قبلها سعد ، وإن تركها شقي فإن الله باسط يده لمسيء النهار ليتوب ، قال : فإن تاب تاب الله عليه ، وإنّ الحقّ ثقيل (٨) كثقله يوم القيامة ، وإنّ الباطل خفيف كخفّته يوم القيامة ، وإنّ الجنة محظور عليها بالمكاره ، وإنّ النار محظور عليها بالشهوات ، أنعم صباحا تربت يدك».

قال خزيمة : يا رسول الله أخبرني عن ظلمة الليل وضوء النهار ، وحرّ الماء في الشتاء وبرده في الصيف ، ومخرج السحاب ، وعن قرار ماء الرجل وماء المرأة ، وعن موضع النفس من الجسد ، وما شراب المولود في بطن أمه ، وعن مخرج الجراد ، وعن

__________________

(١) أي لا شيء فيه.

(٢) غير واضحة بالأصل وم والصواب عن مختصر ابن منظور ٨ / ٤٩.

(٣) الأصل وم : «ليست» والمثبت عن المختصر.

(٤) بارض الوديس : البارض : أول ما تخرج الأرض من نبت قبل أن تتبين أخباسه. (قاموس).

والوديس : النبات الجاف (قاموس).

(٥) بالأصل : «الوجيش» والصواب عن م ، وانظر آخر الخبر ، الفقرة التي خصها لتفسير غريب الحديث ووحشيه.

(٦) بالأصل هنا وفي تفسير غريب الحديث في آخره : «العتمة» والصواب عن م. وهي واحدة الغنم ، وهي شجرة حجازية لها ثمرة حمراء تشبه بها البنان المخضوب (القاموس).

(٧) الأصل وم «الحدا» والصواب ما أثبت ، والجدا : المطر العام.

(٨) الأصل : «كثقيل» والمثبت عن م.

٣٧٣

البلد الأمين؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ظلمة الليل وضوء النهار ، فإن الله عزوجل خلق خلقا من غثاء الماء ، باطنه أسود وظاهره أبيض ، وطرفه بالمشرق وطرفه بالمغرب تمدّه الملائكة ، فإذا أشرق الصبح طردت الملائكة الظلمة بجعلها في المغرب ، وتنسلخ الجلبات ، وإذا أظلم الليل طردت الملائكة الضوء حتى تحلّه في طرف الهواء ، فهما كذلك يتراوحان لا يبليان ولا ينفذان.

وأما إسخان الماء في الشتاء وبرده في الصيف ، فإنّ الشمس إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها ، فإذا طال الليل في الشتاء كثير لبثها في الأرض ، فيسخن الماء لذلك ، فإذا كان الصيف مرّت مسرعة لا تلبث تحت الأرض لقصر الليل ، فثبت الماء على حاله باردا.

وأما السحاب فينشق من طرف الخافقين بين السماء والأرض ، فيظلّ عليه الغبار مكففا (١) من المزاد المكفوف ، حوله الملائكة صفوف ، تخرقه الجنوب والصّبا ، وتلحمه الشّمال والدّبور.

وأما قرار ماء الرجل فإنه يخرج ماؤه من الإحليل وهو عرق يجري في ظهره حتى يستقر قراره في البيضة اليسرى ، وأمّا ماء المرأة فإن ماءها في التريبة يتغلغل ، لا يزال يدنو حتى يذوق عسيلتها.

وأمّا موضع النفس ففي القلب ، والقلب معلق بالنياط (٢) ، والنّياط يسقي العروق ، فإذا هلك القلب انقطع العرق.

وأما شراب المولود في بطن أمه فإنه يكون نطفة أربعين ليلة ، ثم علقة أربعين ليلة ، ومشيجا أربعين ليلة ، وغبيسا (٣) أربعين ليلة ، ثم مضغة أربعين ليلة ، ثم العظم حنيكا أربعين ليلة ، ثم جنينا ، فعند ذلك يستهلّ فينفخ فيه الروح ، فإذا أراد الله جلّ اسمه أن يخرجه تاما. وإن أراد أن يؤخره في الرحم تسعة أشهر فأمره نافذ ، وقوله صادق ، تجتلب (٤) عليه عروق الرحم ومنها يكون الولد.

__________________

(١) الأصل : مكفف.

(٢) عرق غليظ نيط به القلب إلى الوتين ، ج أنوطة ونوط (قاموس).

(٣) في القاموس : الغبس محركة والغبسة بالضم الظلمة ، أو بياض فيه كدرة رماد (قاموس).

(٤) غير واضحة بالأصل وتقرأ «تحلت» وفي م : تجملت والمثبت عن المختصر.

٣٧٤

وأما مخرج الجراد : فإنه نترة حوت في البحر ، يقال له الإبزار ، وفيه يهلك.

وأما البلد الأمين : فبلد مكّة ، مهاجر الغيث والرعد والبرق ، لا يدخلها الدجّال وآية خروجه إذا منع الحياء وفشا الزنا ونقض العهد» [٣٩٧٢].

ولخزيمة في مقدمه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شعر يقول فيه :

من راكب يدع المدينة جانبا

ويأم مكّة قاصدا متأملا

حتى يعارضه البطاح وطلحها

وادي تهامة آمنا متهللا

حتى يبلغ هاشما في جمعها

قولا يصيب من القريض المفصلا

أنتم دعامة غالب في ذروها

حيث استقر قرارها والمعقلا

لا تتركن أخاكم بمضيعة

وابن الأكارم من قريش مهملا

نصر الإله من البرية معشرا

نصروا النبي محمّدا والموئلا

ضربوا العدو على خطاه وصدقوا

قول النبي به الكتاب المنزلا

من كل أبيض من قريش باسل

يرجو الثواب بحبله متوصلا

إني أتيتك يا ابن آمنة الذي

في الكتب يأتينا نبيا مرسلا

فشهدت أنك أحمد ونبيه

خير البرية حافيا ومنعلا

أوصى به عيسى ابن مريم بعده

كانت نبوته لزاما فيصلا

غيث البلاد إذا السنون تتابعت

متجلببا بفعاله متسربلا

يمشي بهم نحو الكتيبة حاسرا

جعل الإله بذاك جيشا جحفلا

قول خزيمة : تركت المخ رارا قال : لا شيء فيه ، ويقال ذائب مثل الماء. والمطي هارا أي هالكا. وقال الشاعر :

هارت ضرائر معشر قد دمروا

قال : نزعوا.

وقوله : غاضت لها الدّرّة : أي ذهبت لها الألبان ، ونقصت لها الثرة : أي السعة ، ومن ذلك قيل : ما ثري أي واسع. وعاد لها اليراع مجرنثما (١) واليراع : ضعيف ، يقال

__________________

(١) الأصل : «بحرتها» وغير مقروءة في م والمثبت عن المختصر ، وقد صوبت اللفظة في بداية الخبر.

٣٧٥

فلان يراعه إذا كان ضعيفا ، ومجرنثما اجرنثم الرجل : إذا سقط. والذيخ (١) محرنجما ، والذيخ : ولد الضبع ، ويقال : إنه السمين من الغنم ، وكل شيء. محرنجما : كالحا ؛ والفريش مستحلكا : أي مسودا ، يقال استحلك الشيء ، والفريش هو من قول الله عزوجل (حَمُولَةً وَفَرْشاً)(٢) وهو صغار الإبل. والعضاة : الشجر الملتف من طلح ودوح ، وما كان ملتفا. ألبست (٣) بارض الوديس ، يقال : ودست الأرض إذا رمت بما فيها ، والجميم والعميم : متقاربان ، وهو من النبت إلّا أن الجميم ما اجتمّ فصار كالجمّة ، والعميم : ما اعتمّ فصار كالعمّة ، إلّا أن العميم أطول من الجميم. وأفنت (٤) أصول الوشيج ، والوشيج : الشجر الملتف بعضه ببعض ، وكذلك وشيج الرحم ، يقول الرجل بيني وبينه وشجة رحم ، وقوله حتى آل السلامى : أي حتى رجع ، والسّلامي : عرق في الأخمص وهو في الرجل ، والخزامى نبت والعثمة : العنبة ، والبرمة : من الأراك. بضت الحنمة أي سالت ، والحنمة : الحوض الذي لم يبق فيه من الماء إلّا قليل ، ومن ذلك ، يقال : فلان ما أن يبض لنا به ، تبحبح : توسط الحبوة ، والحبوة : مساقط القوم الذين يحلون فيها ، وهي المحامي. والعجالة : التي تحمل من زاد الراعي واكتفى من حملها بالقيلة ، وهي الشربة الواحدة.

أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : خزيمة بن حكيم السلمي البهزي (٥) ذكر بعض المتأخرين وزعم أنه كان صهر خديجة بنت خويلد خرج تاجرا إلى بصرى مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر أن حديثه عند الوجيه بن النعمان ، عن منصور ، عن قبيصة بن إسحاق ، عن خزيمة بن حكيم.

١٩٦٠ ـ خزيمة الأسدي

من أصحاب معاوية ، شاعر له أبيات أجاب بها أبا الطّفيل عامر بن واثلة الليثي ،

__________________

(١) قوله : «والذيخ محرنجما» سقط في بداية الحديث من كلام خزيمة بن حكيم بالأصل وم وقد أثبت هنا في تفسير غريب الحديث.

(٢) سورة الأنعام ، الآية : ١٤٢.

(٣) الأصل وم هنا أيضا : «ليست» وقد تقدم تصويبها عن المختصر : أيبست.

(٤) تقرأ بالأصل : «وأنبت» والصواب ما أثبت عن أول الحديث.

(٥) غير واضحة بالأصل وم ، والصواب ما أثبت.

٣٧٦

وهي فيما قرأته في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي (١) ، حدّثني أحمد بن عيسى العجلي الكوفي المعروف بابن أبي موسى ، نا الحسين بن نصر بن مزاحم ، حدّثني أبي ، حدّثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت ابن حزيم (٢) الناجي يقول : لما استقام لمعاوية أمره ، لم يكن شيء أحبّ إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فلم يزل يكاتبه وتلطف له حتى أتاه ، فلما قدم عليه جعل يسائله عن أمر الجاهلية ، ودخل عليه عمرو بن العاص وهو معه فقال لهم معاوية : أما تعرفون هذا؟ هو فارس صفّين وشاعرها. خليل أبي الحسن ، ثم قال : يا أبا الطّفيل ما بلغ من حبّك لعلي؟ قال : حب أم موسى لموسى ، قال : فما بلغ من بكائك عليه؟ قال : بكاء العجوز الثكلى (٣) والشيخ الرقوب (٤) ، وإلى الله أشكو التقصير ، قال معاوية : لكن أصحابي هؤلاء لو كانوا يسألون عني ما قالوا فيّ ما قلت في صاحبك ، قال : إذا والله لا نقول الباطل ، قال لهم معاوية : لا والله ولا الحق تقولون ، ثم قال : هو الذي يقول :

إلى رجب السبعين تعترفونني

ثم قال له : انشد هذه الأبيات يا أبا الطفيل ، فأنشده :

إلى رجب السبعين تعترفونني

مع السيف في جلواء (٥) جمّ عديدها

زحوف (٦) كركن الطّود فيها معاشر

كغلب السّباع نمرها وأسودها

__________________

(١) الخبر في الأغاني ١٥ / ١٤٩ في أخبار أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وهو في وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص ٥٥٤ ـ ٥٥٥ باختلاف.

(٢) في الأغاني : «ابن حذيم» بالذال المعجمة ، وفي وقعة صفين : تميم بن حذيم الناجي.

ويقال فيه : «حذلم» على وزن جعفر ، انظر حاشية وقعة صفين ص ١٦٩ وتقريب التهذيب وتهذيب التهذيب.

(٣) وقعة صفّين : «المقلات» وهي التي لا يبقى لها ولد.

(٤) الرقوب الذي لا يبقى له ولد.

(٥) في الأغاني : «حواء» والحواء : السواد ، وعنى بها الكتيبة التي يعلو الصدأ سلاحها (هامش الأغاني).

وفي وقعة صفّين : مع السيف في خيل وأحمي عديدها.

(٦) الأغاني : رجوف كمتن الطود فيها معاشر.

وفي وقعة صفّين :

زحوف كركن الطود كل كتيبة

إذا استمكنت فيها يغل شديدها

وفيها : لها سرعان من رجال كأنها

دواهي السباع نمرها وأسودها

٣٧٧

كهول وشبّان وسادات معشر (١)

على الخيل فرسان قليل صدودها

كأن شعاع الشمس تحت لوائها

إذا طلعت أعشى العيون حديدها (٢)

يمورون مور الريح إمّا ذهلتم

وزلّت بأكفال الرجال لبودها (٣)

شعارهم سيما النبيّ وراية

بها انتقم (٤) الرحمن ممن يكيدها

تخطّفهم آباؤكم (٥) عند ذكركم

كخطف ضواري الطير طيرا تصيدها

فقال معاوية لجلسائه : أعرفتموه؟ قالوا : نعم ، فهذا أفحش شاعر وألأم جليس ، فقال معاوية : يا أبا الطفيل ، أتعرفهم؟ فقال : ما أعرفهم بخير ولا أبعدهم من شرّ ، قال : فقام خزيمة الأسدي (٦) فأجابه فقال (٧) :

إلى رجب أو غرة الشهرة بعده

تصبّحكم حمر المنايا وسودها

ثمانون ألفا دين عثمان دينهم

كتائب فيها جبريل يقودها

فمن عاش منكم عاش عبدا ومن يمت

ففي (٨) النار سقياه هناك صديدها

١٩٦٠ ـ خشنام بن إسماعيل بن منيب

أبو بكر النيسابوري

ابن أخت أبي النضر. رحل وسمع بالشام محمّد بن عوف ، وإبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم وبمصر : الحسن بن عبد العزيز الجروي ، وبخراسان بشر بن الحكم ، وإسحاق بن راهوية وبالعراق أبا سعيد الأشج وجعفر بن محمّد التغلبي والحسن بن عرفة.

روى عنه : جعفر بن محمّد بن سوار ، وزنجويه بن محمّد بن اللبّاد ، وعبد الله بن المبارك الشعيري.

__________________

(١) صدره في وقعة صفّين :

إذا نهضت مدت جناحين منهم.

(٢) عجزه في وقعة صفّين :

مقارمها حمر النعام وسودها

(٣) يكنى بزلل اللبود عن اشتداد المعركة.

(٤) وقعة صفّين : بها ينصر.

(٥) الأغاني : إياكم عند ذكرهم.

(٦) في وقعة صفّين : فأجابه أيمن بن خريم الأسدي.

(٧) الأبيات في الأغاني ووقعة صفّين.

(٨) عجزه في وقعة صفّين :

ففي النار يسقى ، مهلها وصديدها.

٣٧٨

أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن ـ إجازة ـ أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الحيري ، أنا جعفر بن محمّد بن سوار ، حدّثني خشنام بن إسماعيل ، نا جعفر بن محمّد التغلبي ، نا المحاربي ، نا سعير بن الخمس ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشربوا في آنية الذهب والفضة فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة».

قال : وقال لنا أبو عبد الله الحافظ : خشنام بن إسماعيل بن منيب أبو بكر النيسابوري من المتقنين الأثبات ورفيق أبي عمرو المستملي في السماع وهو من الزهّاد. سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بخراسان وأقرانه وبالعراق أبا سعيد الأشج وأقرانه ، وبالحجاز محمّد بن عبد الله بن يزيد وأقرانه ، ومن المصريين الحسن بن عبد العزيز الجروي وأقرانه ومن الشاميين محمّد بن عوف الحمصي وأقرانه. روى عنه جعفر بن محمّد بن سوار](١).

١٩٦١ ـ خشنام بن بشر بن العنبر

أبو محمّد النّيسابوري

رحل وسمع بدمشق ومصر ، وحدّث عن هشام بن عمّار ، ودحيم الدمشقيين ، وعمرو بن عثمان بن كثير بن سعيد الحمصي ، ومحمّد بن المتوكل العسقلاني ، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي ، وعيسى بن حمّاد ، ومحمّد بن رمح ، وحرملة بن يحيى المصري ، وعبد الأعلى بن حمّاد البصري وغيرهم.

روى عنه : أحمد بن علي الرازي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ ، وأبو الوليد حسان بن محمّد الفقيه ، وعبد الله بن سعد الحافظ ، وأبو الحسن أحمد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد ، وعبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن الحيري ، وأبو عمرو محمّد بن جعفر بن مطر الزاهد ، وأبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي ، ومحمّد بن طلحة بن منصور بن هانئ القطان وغيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي ، أنا أبو عمرو محمّد بن جعفر بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدركت ترجمته عن م.

٣٧٩

مطر ، نا خشنام بن بشر بن العنبر ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، أنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار ، حدّثني عمر بن حفص بن ذكوان ، عن مولى الحرقة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمّة ينزل هذا عليها ، وطوبى لأجواف تحمل هذا ، وطوبى لألسن تتكلّم بهذا» [٣٩٧٣].

تابعه مطين ، عن إبراهيم في قوله : «بألفي عام» وخالفه غيره.

أخبرناه عاليا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع ، قال زاهر الجرجاني : ـ وقال ابن القشيري : السّجستاني ـ بجرجان : نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ، عن عمر بن حفص بن ذكوان ، عن مولى الحرقة فذكره ، وقال : «بألف عام» ، وقال : «طوبى لأمة ينزل هذا عليهم» ، والباقي مثله ، تابعه الحسن بن علي بن زياد.

كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله ، قال : سمعت أبا الوليد حسان بن محمّد الفقيه ، يقول : سمعت خشنام بن أبي معروف يقول : كنت في حداثة سني أمتنع عن التزويج تزهّدا ، ووالدتي تلحّ عليّ في ذلك ، فقلت : كل امرأة أتزوّجها فهي طالق ثلاثا ، ثم احتجت إلى التزويج بعد ذلك ، وفي قلبي منه شبهة (١). فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فقصصت عليه القصة فقال لي : تزوّج فإنه لا طلاق قبل نكاح.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحاكم ، قال : خشنام بن أبي معروف النيسابوري ، وهو أبو محمّد خشنام بن بشر بن العنبر ، وكنية العنبر : أبو معروف ، أكثر حديثه عند المصريين والشاميين ، وقد سمع بالعراق من عبد الأعلى بن حمّاد وأقرانه وهو شيخ حسن الحديث مفيد في الشاميين إلّا أنه قليل الحديث.

سألت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي ، عن خشنام فقال : ثقة ثبت صاحب أصول.

__________________

(١) في مختصر ابن منظور ٨ / ٥٣ شهية.

٣٨٠