قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

تحمیل

الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة

514/947
*

النعت

ص : الأوّل : النّعت ، وهو ما دلّ على معنى في متبوعه مطلقا ، والأغلب اشتقاقه ، وهو : إمّا بحال موصوفه ، ويتبعه إعرابا وتعريفا وتنكيرا وإفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ، أو بحال متعلّقه ويتبعه في الثلاثة الأوّل ، وأمّا في البواقي فإن رفع ضمير الموصوف فموافق أيضا ، نحو : جاءتني امرأة كريمة الأب ، وجاءني رجلان كريما الأب ، ورجال كرام الأب ، وإلا فكالفعل ، نحو : جاءني رجل حسنة جاريته ، أو عإلى ة ، أو عال داره ، ولقيت امرأتين حسنا عبداهما ، أو قائمة في الدار جاريتهما.

ش : الأوّل من التوابع النعت ، وقدّمه على سائرها لأنّ استعماله أكثر ، ولكونه أشدّ متابعة وأوفر فائدة ، وكان الأولى أن يتبعه بالبيان ثمّ التوكيد ثمّ البدل ثمّ عطف النسق ، لأنّها إذا اجتمعت في التبعيّة ، رتّبت كذلك ، والتعبير بالنعت اصطلاح الكوفيّين ، وربّما قاله البصريّون ، والأكثر عندهم الوصف والصفة.

«وهو ما» أي تابع ، وهو كالجنس يشتمل جميع التوابع «دلّ على معنى في متبوعه» أخرج ما عدا النعت من التوابع وأورد نحو : أعجبني زيد علمه ، وجاء القوم كلّهم. قال بعضهم : بل كلّ التوابع يدلّ على معنى في متبوعها ، فإنّ المعطوف يدلّ على كون المتبوع ممّا يشاركه الغير في كونه مقصودا بالنسبة ، والتأكيد يدلّ أنّ المتبوع ليس متجوّزا فيه ، ولا ممّا ذكر سهوا ، والبدل يدلّ على أنّ المتبوع غير مقصود بالنسبة. وعطف البيان يدلّ على أنّ المتبوع هذا الأمر المعيّن ، وأجيب بأنّ المراد بالدلالة الدلالة المقصودة ، ولا شيء من هذه الدلالات بمقصود.

«مطلقا» قيد للظرف أي كائن في متبوعه كونا مطلقا غير مقيّد بزمان نسبة حصول لمنعوته في الكلام. قيل : قصد به إخراج الحال ، إذ الحال يدلّ على معنى كائن في ذي الحال في زمان نسبة حصول لذي الحال ، ويردّه على أنّ الحال خارجة عن مبحث التوابع ، وأيضا فتقدّم ذكر التابع والمتبوع يمنع إخراجها به.

قال بعضهم : يصحّ أن يقال : ذكر لبيان مدلول الصفة بحيث يتميّز عن مدلول الحال ، إذ هذا تعريف للصفة بتعيين مدلولها ، فقوله : مطلقا ، وإن كان مستغنى عنه في إتمام التعريف ، لكنّه يحتاج إليه في تعيين مدلولها الّذي قصد في ضمن التعريف ، ولا خفاء في أنّه يخرج به سائر التوابع عن التعريف ، إذ دلالتها على معنى كائن في متبوعها كونا مقيّدا بزمان نسبة حصول لمتبوعها.