شرح ابن طولون - ج ٢

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢

من أمثلة جمع الكثرة / «فعول» ـ بضمّ الفاء ـ ، ويطّرد في «فعل» ـ بفتح (١) الفاء ، وكسر العين ـ ، نحو «كبد وكبود (٢) ، ووعل ووعول».

وفهم من قوله : «يخصّ» أنّه لا يتجاوز هذا الجمع لغيره (٣) من جموع الكثرة.

وفهم من قوله : «غالبا» أنّه قد يجمع في الكثرة على غير «فعول» قليلا ، ومن ذلك قولهم : «نمر ونمور ، ونمار» (٤).

ثمّ قال :

 ...

 ... كذاك يطّرد

في فعل اسما مطلق الفا ..

 ...

يعني : أنّ «فعولا» يطّرد أيضا في «فعل» ـ بفتح الفاء ، وضمّها ، وكسرها ـ نحو «فلس وفلوس (٥) ، (وجند وجنود) (٦) وضرس وضروس».

واحترز بقوله : «اسما» من الوصف ، نحو «صعب ، وحلو ، وخدن (٧)» ، فلا يجمع شيء من ذلك على «فعول» (٨).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ... وفعل

له وللفعال فعلان حصل

__________________

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٥١ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠١.

(١) في الأصل : فتح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٢) في الأصل : كيد وكيود. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٣) في الأصل : كغيرة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٤) ويقال أيضا : «أنمر ، وأنمار ، ونمر ، ونمر». انظر اللسان : ٦ / ٤٥٤٥ (نمر).

(٥) واطراد ذلك مشروط بألا تكون عينه واوا ، كـ «حوض» ، وشذ «فوج وفؤوج».

انظر شرح المرادي : ٥ / ٥٧ ، الهمع : ٦ / ١٠٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٠ ، التسهيل : ٢٧٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٥٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٣ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٩٠ ـ ٩١.

(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٥. واطراد ذلك مشروط بألا تكون عينه واوا أيضا كـ «حوت» ولا لامه ياء كـ «مدى» ، وألا يكون مضاعفا نحو «خفف» ، وشذ «حص وحصوص» وهو الورس ، و «نؤي ونئي». انظر المراجع المتقدمة.

(٧) في الأصل : حرب. انظر المكودي : ٢ / ١٣٥ ، والخدن ـ بكسر الخاء ـ : الصديق. انظر اللسان : ٢ / ١١١٦. (خدن).

(٨) إلا ما شذ من نحو «ضيف وضيوف» و «كهل وكهول». انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٣٦ ، الهمع : ٦ / ١٠٠ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٧.

٣٢١

أي : «فعول» : لـ «فعل» ، ولم يقيّده باطّراد ، فعلم أنّه محفوظ فيه ، وذلك نحو «أسد وأسود ، وشجن (١) وشجون» (٢).

والضّمير في «له» عائد على «فعول» ، والتقدير : و «فعل» لـ «فعول» ، أي : من المفردات الّتي تجمع على «فعول».

ويحتمل أن يكون «فعلا» معطوفا على «فعل» الأوّل ، و «له» منقطع عنه ، ويكون قد تمّ الكلام عند ذكر «فعل» ، ثمّ استأنف ، فقال :

له وللفعال فعلان حصل

فيكون قد شرّك بين «فعل (٣) وفعال» في الجمع على «فعلان» /.

وقد جاء جمع (٤) «فعل» على «فعلان» نحو «فتى وفتيان ، وأخ وإخوان».

وقوله :

... وللفعال فعلان حصل

من أمثلة جمع الكثرة «فعلان» ـ بكسر الفاء وسكون العين ـ ، وهو مطّرد في اسم على «فعال» ، نحو «غراب وغربان ، وغلام وغلمان».

وقد تقدّم في أوّل الباب (٥) أنّه يطّرد في «فعل» ، نحو «صرد وصردان».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وشاع في حوت وقاع مع ما

ضاهاهما وقلّ في غيرهما

يعني : أنّه (٦) كثر «فعلان» في «فعل» المضموم الفاء ، الواويّ العين ، نحو

__________________

(١) الشجن : الهمّ والحزن ، ويجمع على أشجان وشجون. انظر اللسان : ٤ / ٢٢٠١ (شجن).

(٢) قال ابن مالك في شرح الكافية : وإنه في جمع «فعل» يقل ، ويقتصر على سماعه كـ «أسد وأسود» ، و «شجن وشجون». انتهى. وبه جزم ابنه بدر الدين. وقد ذكر «فعل» في التسهيل مع ما يقاس فيه «فعول» لكن بشرطين : أن يكون اسما ، وأن لا يكون مضافا ، أما نحو «طلول» في «طلل» فمقصور على السماع. وذكر السيوطي أن «فعول» يطرد جمعا لـ «فعل» ـ بفتحتين ـ غير أجوف ، ولا مضاعف ، كـ «أسد وأسود» ، بخلاف الوصف والأجوف ، وشذ «ساق وسؤوق» ، والمضاعف نحو : «طلل وطلول».

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٥٢ ، شرح ابن الناظم : ٧٧٧ ، التسهيل : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٩٦ ، الهمع : ٦ / ١٠٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٦ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٣.

(٣) في الأصل : اشترك فعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٥.

(٤) في الأصل : لجمع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٥.

(٥) انظر ص ٣٠٨ ـ ٣٠٩ / ٢ من هذا الكتاب.

(٦) في الأصل : أن. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٥.

٣٢٢

«حوت وحيتان» وما أشبهه ، نحو «عود وعيدان» ، وفي «فعل» المفتوح الفاء (والعين) (١) ومعتلّها ، نحو «قاع وقيعان» ، وما أشبهه ، نحو «تاج وتيجان».

ثمّ نبّه على قلّة «فعلان» المذكور في غير الوزنين المذكورين ، فقال : «وقلّ في غيرهما».

فمن ذلك قولهم : «صنو (٢) وصنوان ، وخروف وخرفان ، وصبيّ وصبيان».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وفعلا اسما وفعيلا وفعل

غير معلّ العين فعلان شمل

من أمثلة جمع الكثرة «فعلان» ـ بضمّ الفاء ـ وهو مطّرد في اسم على «فعل» ـ بفتح الفاء وسكون العين ـ ، نحو «بطن وبطنان ، وسقف وسقفان» ، أو على «فعيل» ، نحو «رغيف ورغفان ، وقضيب وقضبان» / ، أو على «فعل» ـ بفتح الفاء والعين ـ نحو «ذكر وذكران ، وحمل وحملان».

واحترز بقوله : «اسما» من الصّفة ، نحو «سهل ، وظريف ، وبطل» ، وبغير المعتلّ العين : من المعتلّ العين ، نحو «قاع» ، فلا يجمع شيء من ذلك على «فعلان».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ولكريم وبخيل فعلا

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعلاء» ـ مضموم الفاء ، مفتوح العين ـ ، وهو مطّرد في «فعيل» صفة لمذكّر عاقل (٣) ، بمعنى : «فاعل» ، غير مضاعف ، ولا معتلّ الّلام ، نحو «كريم وكرماء ، وظريف وظرفاء ، وبخيل وبخلاء».

وفهم من تمثيله بالمثالين : أنّ صفة المدح والذّمّ سيّان في ذلك.

وفهم منه أيضا التّنبيه على (أنّ) (٤) الوصفين المذكورين ـ بمعنى : فاعل.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

كذا لما ضاهاهما قد جعلا

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٥.

(٢) الصنو : الأخ الشقيق والعم والابن ، والجمع أصناء وصنوان ، والأنثى صنوة. انظر اللسان : ٤ / ٢٥١٣ (صنا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٥.

(٣) في الأصل : فاعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

٣٢٣

يعني : أنّ ما شابه «كريما ، وبخيلا» يجمع على «فعلاء» ، ويحتمل ذلك وجهين :

أحدهما : ما شابههما من (١) نحو «ظريف وشريف» (٢) في الّلفظ والمعنى ، تعميما للحكم في جميع ذلك.

والآخر : أن يكون المراد ما (٣) شابههما في المعنى ، وإن لم يشابههما في الّلفظ ، فيشمل نحو «صالح وصلحاء ، وعاقل وعقلاء» لشبههما لـ «كريم» في الدّلالة على صفة المدح (٤).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وناب عنه أفعلاء في المعل /

لاما ومضعف وغير ذاك قل (٥)

من أمثلة (جمع) (٦) الكثرة «أفعلاء» ، وينوب عن «فعلاء» في المعتلّ الّلام ، والمضاعف ، (من «فعيل» المذكور ، فالمعتلّ نحو «وليّ وأولياء ، وغنيّ وأغنياء» ، والمضاعف) (٧) ، نحو «شديد وأشدّاء ، وخليل وأخلاء».

__________________

(١) في الأصل : في.

(٢) هذا ما شابه كريما ، أما ما شابه بخيلا ، فنحو «خبيث ولئيم». انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٣٩.

(٣) في الأصل : بما. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٤.

(٤) قال الأشموني في شرحه (٤ / ١٣٩) : قوله : «كذا لما ضاهاهما» أي : شابههما يشمل ثلاثة أمور :

ـ المشابهة في اللفظ والمعنى ، نحو «ظريف وشريف ، وخبيث ولئيم».

ـ والمشابهة في اللفظ دون المعنى ، نحو «قتيل وجريح» وهذا غير صحيح لما عرفت.

ـ والمشابهة في المعنى دون اللفظ ، نحو «صالح وشجاع ، وفاسق وخفاف» بمعنى :

خفيف ، من كل وصف دل على سجية مدح أو ذم ، وهذا صحيح أيضا ، وعليه حمل الشارح معنى كلام الناظم ، لكنه يوهم أن كل وصف يدل على سجية مدح أو ذم يجمع على «فعلاء» ، وأن ذلك مطرد فيه ، وليس كذلك فيهما. أما الأول فواضح البطلان ، وأما الثاني فإن المصنف ذكر في التسهيل أنه يقاس منه إلا ما كان فاعل أو فعال ـ كما مثلت ـ ، وذكر فيه وفي شرح الكافية أن نحو «جبان وسمح وخلم ـ وهو الصديق ـ» مما ندر جمعه على فعلاء ، وكذلك قولهم في جمع «رسول» : «رسلاء» وفي جمع «ودود» : «ودداء» فكل هذا مقصور على السماع». انتهى. وانظر شرح ابن الناظم : ٧٧٨ ـ ٧٧٩ ، التسهيل : ٢٧٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٦١ ، شرح المرادي : ٥ / ٦٣ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٥٩ ، كاشف الخصاصة : ٣٦٢.

(٥) في الأصل : قد. انظر الألفية : ١٧٦.

(٦ ـ ٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

٣٢٤

ونبّه بقوله : «وغير ذاك قل» على ما جاء من «أفعلاء» في غير المعتلّ ، والمضاعف نحو «نصيب وأنصباء (١) ، وهيّن وأهوناء ، وصديق وأصدقاء». على هذا حمله الشّارح (٢) ، وتبعه المراديّ (٣).

قال المكوديّ : «ويحتمل عندي أن يكون ذلك شاملا لما ذكراه ، ولإتيان «فعيل» المعتلّ ، والمضاعف على «فعلاء» ، كقولهم : «سريّ وسرواء ، ونقيّ (٤) ونقواء» (٥) ، فـ «ذاك» على هذا إشارة للحكم السّابق» (٦).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

فواعل لفوعل وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل

وحائض وصاهل وفاعله

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فواعل» ، وهو مطّرد في اسم على «فوعل» ، نحو «جوهر وجواهر» ، أو على «فاعل» ـ بفتح العين ـ ، نحو «طابق (٧) وطوابق» ، أو على «فاعلاء» ، نحو قاصعاء وقواصع» ، أو على وزن «فاعل» اسما ، نحو «كاهل وكواهل» ، أو على وزن «فاعل» صفة لمؤنّث ، نحو «حائض وحوائض» ، أو على «فاعل» صفة لمذكّر غير عاقل ، نحو «صاهل وصواهل» ، أو على وزن «فاعلة» صفة لمؤنّث ، نحو «ضاربة وضوارب ، وفاطمة وفواطم» (٨).

__________________

(١) في الأصل : نصف وأنصاف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

(٢) انظر شرح ابن الناظم : ٧٧٩ ، شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

(٣) انظر شرح المرادي : ٥ / ٦٤ ، انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

(٤) قال في اللسان (٦ / ٤٥٣٢ ـ نقي): «نقي الشيء ـ بالكسر ـ ينقي نقاوة ـ بالفتح ـ ونقاء ، فهو نقي ، أي : نظيف ، والجمع نقاء ونقواء ، الأخيرة نادرة». انتهى.

(٥) والمثبت في شرح المكودي (٢ / ١٣٦): «تقى وتقواء». قال في اللسان : (٦ / ٤٩٠٢ ـ وقى): «ورجل تقي من قوم أتقياء وتقواء ، الأخيرة نادرة». انتهى.

(٦) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٦.

(٧) الطابق : ـ بفتح الباء ـ : العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل ونحوهما وهو أيضا : ظرف يطبخ فيه فارس معرب ، وهو كذلك : نصف الشاة. انظر اللسان : / ٢٦٣٨ ـ ٢٦٣٩ ، ٢٦٤٠ (طبق) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٦ ـ ١٣٧.

(٨) وزاد في شرح الكافية نوعا ثامنا ، وهو «فوعلة» ، نحو «صومعة وصوامع» و «زوبعة وزوابع».

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٦٦ ، شرح المرادي : ٥ / ٦٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٤٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٢.

٣٢٥

وقد شذّ «فواعل» جمعا لـ «فاعل» صفة لمذكّر عاقل (١) ، وإلى / ذلك أشار ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وشذّ في الفارس مع ما ماثله

أي : شذّ «فواعل» في جمع «فاعل» ، نحو «فارس وفوارس».

والمراد بـ «ما ماثله» : «سابق وسوابق ، وناكس ونواكس (٢) ، وداجن ودواجن» (٣).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاء او مزاله

من أمثلة جمع الكثرة (٤) «فعائل» ويكون جمعا لعشرة أوزان كلّها مفهومة من البيت :

ـ «فعالة» الّتي ذكرها ، نحو «سحابة (٥) وسحائب».

وفهم من قوله : «وشبهه» أربعة أوزان كلّها بالتّاء :

ـ «فعالة» ـ بكسر الفاء ـ ، نحو «رسالة ورسائل».

ـ و «فعالة» ـ بضمّ الفاء ـ ، نحو «ذؤابة وذوائب» (٦).

__________________

(١) وذكر المبرد أنه الأصل وأنه جائز سائغ في الشعر ، فقال : وإذا اضطر شاعر جاز أن يجمع «فاعلا» على «فواعل» لأنه الأصل ، قال الشاعر :

وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم

خضع الرّقاب نواكس الأبصار

وفي الارتشاف : وأجاز الأصمعي أن تجمع هذه الصفة جمع الاسم بالحمل عليه. انظر المقتضب : ٢ / ٢١٧ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٣ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ١٥٣.

(٢) الناكس : المطأطىء والخافض رأسه. انظر اللسان : ٦ / ٤٥٤٠ (نكس) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٧.

(٣) الداجن : في الأصل الشاة أو غيرها من كل ما هو في الأصل يألف البيوت ويلتقط الطعام ، ويكون وصفا للعاقل ، يقال : رجل داجن أي : مقيم بمكان. قال ابن حمدون : وباعتبار كونه وصفا للمذكر العاقل مثل به المكودي هنا فيسقط اعتراض من قال : الصواب عدم التمثيل به لأنه غير عاقل. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٣ ، اللسان : ٢ / ١٣٣١ (دجن).

(٤) في الأصل : التكسير. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.

(٥) في الأصل : سحاب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.

(٦) الذؤابة : قطعة من الشعر المرسل الواصل إلى الأذن ، وقيل : شعر الناصية ، وأصل جمعه «ذءائب» بهمزتين ، فأبدلوا الهمزة الأولى واوا ، كراهية اجتماع مثلين بينهما حاجز ، وهو الألف غير حصين لسكونه وزيادته. انظر اللسان : ٣ / ١٤٨٠ (ذأب) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٧.

٣٢٦

ـ و «فعيلة» ـ بالياء ـ نحو «صحيفة وصحائف» ، فإنّه شبيه بـ «فعالة» في كون ثالثه مدّة.

ـ وكذا «فعولة» ، نحو «حمولة (١) وحمائل».

وفهم من قوله : «ذا تاء او مزاله» ، خمسة أخر ، وهي :

ـ «فعال» ـ بفتح الفاء ـ ، نحو «شمال وشمائل».

ـ و «فعال» ـ بكسرها ـ ، نحو «شمال وشمائل».

ـ و «فعال» ـ بضمّها (٢) ـ ، نحو «عقاب وعقائب».

ـ و «فعول» ، نحو «عجوز وعجائز».

ـ و «فعيل» نحو «سعيد» مسمّى به امرأة ، فتقول في جمعها : «سعائد» (٣).

ويشترط في الخمسة المجرّدة : أن تكون مؤنّثة (٤) ، وفي قوله :

وشبهه ذا تاء او مزاله

إشعار بذلك.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى / :

وبالفعالي والفعالى جمعا

صحراء والعذراء والقيس اتبعا

من أمثلة جمع الكثرة «الفعالي ، والفعالى» ، ويطّردان في «فعلاء» ممدودا ـ بفتح الفاء ، وسكون العين ـ اسما ، كـ «صحراء (٥) ، وصحار ، وصحارى» ، ووصفا ، كـ «عذراء ، وعذار ، وعذارى (٦)».

__________________

(١) الحمولة : الإبل التي تحمل ، أو كل ما احتمل عليه الحي من بعير أو حمار أو غير ذلك ، سواء كانت عليها أثقال أو لم يكن. انظر اللسان : ٢ / ١٠٠٣ (حمل) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٧.

(٢) في الأصل : يضمها. مكرر.

(٣) وظاهر كلام ابن مالك هنا اطراد «فعائل» في هذه الأوزان العشرة ، كما هو ظاهر الكافية أيضا. وقال في التسهيل ـ بعد أن ذكر «فعولة وفعالة وفعالة وفعالة» ـ : وإن خلون من التاء مع انتفاء التذكير حفظ فيهن ، وأحقهن به «فعول». انتهى. وقال أبو حيان : ويحفظ «فعائل» لمؤنث على «فعول» قلوص وقلائص ، وعجوز وعجائز».

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٦٣ ، ١٨٦٦ ، التسهيل : ٢٧٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٦٧ ـ ٦٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٤٢.

(٤) في الأصل : مؤنثة بالتاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.

(٥) في الأصل : لصحراء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.

(٦) في الأصل : أرى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.

٣٢٧

وفهم ذلك من تمثيله بالنوعين.

وفهم من قوله : «والقيس اتبعا» أنّ «عذراء» مقيس على «صحراء».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

واجعل فعاليّ لغير ذي نسب

جدّد كالكرسيّ تتبع العرب

من أمثلة جمع الكثرة «فعاليّ» ـ بتشديد الياء ـ ، وهو مقيس في كلّ ثلاثيّ ، ساكن العين ، آخره ياء مشدّدة لغير النّسب ، نحو «كرسيّ وكراسيّ».

واحترز ممّا آخره ياء مشدّدة للدّلالة على النّسب ، نحو «بصريّ» (١).

وشمل نوعين :

أحدهما : ما وضع بالياء المشدّدة ، نحو «كرسيّ».

و (الآخر) (٢) ـ ما أصله النّسب ، وكثر استعمال (٣) (ما هي) (٤) فيه ، حتّى صار النّسب منسيّا كقولهم : «مهريّ» (٥) ، فإنّه في الأصل منسوب إلى «مهرة» ، وهي قبيلة (٦).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثّلاثة ارتقى

من غير ما مضى ومن خماسي

جرّد الآخر انف بالقياس

المراد بشبه «فعالل» : (ما كان) (٧) على شكله في كون ثالثه ألفا بعدها حرفان أو ثلاثة أحرف توسّطها / ياء.

__________________

(١) ويعرف ما ياؤه للنسب بصلاحية حذف الياء المشددة ، وبقاء دلالة الاسم على المنسوب إليه ، وما ليس لتجديد النسب لا يصلح لذلك.

انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٧١ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٤٥ ، شرح شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٦٩.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨.

(٣) في الأصل : استعما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨.

(٥) في الأصل : مهرمي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨.

(٦) مهرة : بطن من قضاعة ، وهم بنو مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحافي بن قضاعة ، كانوا يقيمون باليمن ، وإليهم تنسب الإبل المهرية.

انظر نهاية الأرب للقلقشندي : ٤٢٧ ، جمهرة أنساب العرب : ٤١٢ ، نهاية الأرب للنويري : ٢ / ٢٦٩ ، معجم قبائل العرب : ٣ / ١١٥١.

(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٨.

٣٢٨

وشمل «مفاعل» ، و «فياعل» ، و «فعاول» ، و «مفاعيل» وأشباهها.

وشمل قوله : «ما فوق الثّلاثة ارتقى» ما زاد على الثّلاثة الأحرف (١) بحرف أصليّ ، وهو الرّباعيّ ، كـ «جعفر» ، والخماسيّ ، كـ «سفرجل» ، وما زاد على الثّلاثة بزيادة (٢) كـ «جهور» (٣).

وشمل ما تقدّم ذكر جمعه على غير «فعالل» من المزيد المذكور في الباب كـ «أحمر ، وكاهل» ، ونحوهما ، ولذلك استثناها بقوله : «من غير ما مضى» ، يعني : من غير ما مضى ذكره في هذا الباب ممّا زاد على الثّلاثة.

ثمّ إنّ الزّائد على الثّلاثة ممّا يجمع على نحو «فعالل» ـ رباعيّ ، وزائد على الأربعة.

فأمّا الرّباعيّ فلا إشكال في جمعه على «فعالل» ، أصليّ نحو «جعفر وجعافر» ، أو مزيد نحو «أحمد وأحامد».

وأمّا الزّائد على الأربعة فخماسيّ الأصول نحو «سفرجل» ، وقد أشار إلى الخماسيّ الأصول ، فقال :

 ... ومن خماسي

جرّد الآخر انف بالقياس

يعني : أنّك إذا جمعت الخماسيّ المجرّد من الزّوائد ، نحو «سفرجل» حذفت منه آخره ، فتقول في «سفرجل» : «سفارج» ، وفي «قرطعب» (٤) : «قراطع».

وفهم من قوله : «بالقياس» أنّ العرب لا تجمع ما حذف منه حرف أصليّ ، إلا على استكراه كما ذكره سيبويه (٥).

__________________

(١) في الأصل : أحرف. وذلك لأنه لا يجوز دخول «أل» على أول العدد المضاف بإجماع ، كـ «الثلاثة أثواب». وقد جوز الكوفيون دخولها في جزئي المضاف ، فيقال : «الثلاثة الأثواب».

أما البصريون فقد أجازوا دخولها في ثاني المضاف دون أوله ، نحو «ثلاثة الأثواب» و «مائة الدراهم». انظر الهمع : ٥ / ٣١٤.

(٢) في الأصل : بزيادة. مكرر.

(٣) الجهور : رافع الصوت ، يقال جهر بكلامه يجهر جهرا وأجهر وجهور : رفع به صوته ، وفرس جهور : ليس له بذي صوت أجش ولا أغن. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٨ ، اللسان : ١ / ٧١٠ (جهر).

(٤) القرطعب ـ بكسر القاف وسكون الراء وفتح الطاء ـ : «الذي لا يكسب شيئا قليلا ولا كثيرا ، ويطلق على الحقير من كل شيء». انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٨ ، اللسان : ٥ / ٣٥٩٣ (قرطعب).

(٥) انظر الكتاب : ٢ / ١١٩ ، شرح المكودي : ٢ / ١٣٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٧٧ ، التسهيل : ٢٦٨.

٣٢٩

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والرّابع الشّبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد

يعني : أنّ الحرف الرّابع من الخماسيّ الأصول إذا كان شبيها بالحرف الزّائد ، وإن لم يكن زائدا ـ جاء حذفه دون الآخر (١) /.

وشمل الشّبيه بالمزيد ما كان من حروف الزّيادة ، كـ «خورنق» (٢) ، وما كان شبيها بالحرف الزّائد ، كالدّال من «فرزدق» ، فإنّه شبيه بالتّاء ، لاشتراكهما في المخرج ، فتقول : «خوارق وخوارن (٣) ، وفرازق وفرازد».

وفهم من قوله : «قد يحذف» أنّ حذفه (أقلّ من حذف) (٤) الآخر.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وزائد العادي الرّباعي احذفه ما

لم يك لينا إثره الّلذ ختما

يعني : أنّ الحرف الزّائد في الاسم الّذى زاد على أربعة أحرف ـ يحذف في الجمع.

فشمل الرّباعيّ المزيد ، نحو «مدحرج» ، والخماسيّ المزيد ، نحو «قبعثرى» (٥) ، إلا أنّ الأوّل يحذف منه الزّائد فقط ، فتقول في جمع «مدحرج» : «دحارج» ، والثّاني يحذف منه الزّائد والحرف الّذي قبل المزيد ، لما علمت من أنّ الخماسيّ الأصول يحذف آخره ، فتقول في جمع «قبعثرى» : «قباعث».

ودخل في عبارته ما كان من خمسة أحرف ، قبل آخره لين ، نحو «قرطاس» ، فأخرجه بقوله :

 ... ما

لم يك (٦) لينا إثره الّلذ ختما

__________________

(١) ولك حذف الآخر ، وهو مذهب سيبويه. وقال المبرد : لا يجوز إلا حذف الخامس لا غير.

وذهب الكوفيون والأخفش إلى جواز حذف الحرف الثالث ، كأنهم رأوا حذف الثالث أسهل ، لأن ألف الجمع تحل محله.

انظر الكتاب : ٢ / ١٢١ ، المقتضب : ٢ / ٢٢٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٢ ـ ٢١٣ ، شرح المرادي : ٥ / ٧٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٥ ، الهمع : ٦ / ١١٦.

(٢) الخورنق : نهر بالكوفة ، وبلد بالمغرب ، وقرية ببلخ ، واسم قصر النعمان الأكبر.

انظر اللسان : ١١٤٧ (خرنق) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٣.

(٣) في الأصل : وخوار.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٥) القبعثرى : الجمل العظيم ، وقال المبرد : القبعثري : العظيم الشديد ، وقيل : هو العظيم الخلق. انظر اللسان : ٥ / ٣٥١٦ (قبعثر).

(٦) في الأصل : يكن. انظر الألفية : ١٧٨.

٣٣٠

واحترز به من نحو «قرطاس ، وقنديل ، وعصفور» فلا يحذف من ذلك شيء ، لأنّ بنية الجمع تصحّ دون حذف ، فتقول : «قراطيس ، وقناديل ، وعصافير».

أمّا نحو «قنديل» فلا إشكال في بقاء يائه. وأمّا نحو «قرطاس ، وعصفور» ففهم / انقلاب الألف والواو فيهما (١) ياء بالقاعدة المعروفة من التّصريف.

وشمل قوله : «لينا» ما قبل حرف الّلين (فيه) (٢) حركة مجانسة ـ كالمثل السّابقة ـ ، وما قبله فتحة ، نحو «غرنيق (٣) ، وفرعون» لصحّة إطلاق الّلين على النّوعين ، فتقول : «غرانيق ، وفراعين» (٤).

وخرج ما قبل آخره واو أو ياء متحرّكان ، نحو «كنهور (٥) ، وهبيّخ» (٦) ، فإنّ الواو والياء تحذف منهما ، فتقول : «كناهر ، (٧) وهبايخ (٨)».

وشمل قوله :

 ... ما

لم يك (٩) لينا إثره الّلذ ختما

ألف «مختار ، ومنقاد» وليس حكمهما (١٠) حكم ألف «قرطاس» ، فلا يقال في جمعهما (١١) : «مخاتير ، ومناقيد» ، وإنّما يقال : مخاتر ، ومناقد» ، وفهم ذلك من قوله قبل :

وزائد العادي (١٢) ...

 ...

__________________

(١) في الأصل : فيهما والواو ، تقديم وتأخير. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٢) في الأصل : للقاعدة انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٦.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٦.

(٤) الغرنيق ـ بضم الغين وفتح النون ـ : طائر أبيض ، وقيل : هو طائر أسود من طير الماء طويل العنق. انظر اللسان : ٥ / ٣٢٤٩ (غرنق) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٩.

(٥) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٦) في الأصل : كمهمور. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩. والكنهور ـ بفتح الكاف والنون والواو وسكون الهاء ـ : من السحاب المتراكب الثخين ، وقيل : هو قطع من السحاب أمثال الجبال ، وقيل : هو اسم للسحاب الرقيق. انظر اللسان : ٥ / ٣٩٤٤ (كنهر) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٩.

(٧) الهبيخ ـ بفتح الهاء والباء الموحدة وتشديد الياء ـ للغلام السمين الممتلىء لحما ، وهو أيضا : الرجل الذي لا خير فيه ، وهو كذلك : الأحمق المسترخي.

انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٩ ، اللسان : ٦ / ٤٦٠٢ (هبخ).

(٨) في الأصل : هباخ. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٩) في الأصل : يكن. انظر الألفية : ١٧٨.

(١٠) في الأصل : حكمها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(١١) في الأصل : جمعها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(١٢) في الأصل : العاري. انظر الألفية : ١٧٨.

٣٣١

فكلامه في هذا الفصل إنّما هو في الزّائد ، وألف «مختار ، ومنقاد» منقلبة عن أصل ، وأصله «مختير» بكسر الّياء (١) : إن أريد به اسم الفاعل ، وبفتحها : إن أريد به اسم المفعول (٢) ، وأصل «منقاد» : «منقيد» بكسر الياء (٣) ، لأنّه اسم فاعل.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والسّين والتّا من كمستدع أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخل

نهاية ما يصل إليه بناء الجمع ـ أن يكون على مثل «مفاعل» ، أو «مفاعيل» ، فإذا كان في الاسم من الزّوائد ما يخلّ بقاؤه بأحد البناءين ـ حذف / ، فإن تأتّى بحذف بعض وإبقاء بعض ـ أبقي ما له مزيّة ، وحذف غيره ، فإن تكافآ ـ خيّر.

فإذا تقرّر هذا ، ففي «مستدع» ثلاث زوائد : الميم والسّين والتّاء ، وبقاء الجميع مخلّ ببناء الجمع ، فيحذف ما زاد على أربعة أحرف ، وهو السّين والتّاء ، فتقول في جمعه : مداع ، وإنّما أبقيت الميم للمزيّة الّتي لها ، لأنّها تدلّ على معنى يخصّ الاسم ، وإلى المزيّة الّتي لها على سائر حروف الزّيادة (٤) أشار فقال رحمه‌الله تعالى :

والميم أولى من سواه بالبقا

 ...

يعني : أنّ بقاء الميم أولى من بقاء غيرها من الزّوائد ، لما فيها من المزيّة ـ كما ذكر (٥) ـ وشمل صورتين :

إحداهما : أن يكون الزّائد (٦) لغير الإلحاق ، (كالنّون في منطلق ، فتقول : «مطالق» ، بحذف النّون وإبقاء الميم.

والأخرى : أن يكون الزّائد للإلحاق) (٧) ، نحو «مقعنس» ، فتقول فيه : «مقاعس» (٨) ،

__________________

(١) في الأصل : التاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٢) في الأصل : مفعول. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٣) في الأصل : القاف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٩.

(٤) في الأصل : على سائر الحروف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٥) ذكر ذلك آنفا.

(٦) في الأصل : زائدا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٨) وإن شئت عوضته فقلت : «مقاعيس». هذا مذهب سيبويه والجمهور. ورجح مذهب سيبويه بأن الميم مصدرة ، وهي لمعنى يخص الاسم ، فكان البقاء متعينا بها. انظر الكتاب : ٢ / ١١٢ ،

٣٣٢

خلافا للمبرّد فإنّه يرى (١) أنّ إبقاء أحد المضعّفين (٢) أحقّ من إبقاء الميم (٣).

ويشارك الميم في ذلك : الهمزة والياء ، وإلى ذلك أشار ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

والهمز واليا مثله إن سبقا

يعني : أنّ الهمزة والياء مثل الميم في كونها أحقّ بالبقاء إذا سبقا للمزيّة الّتي لهما بتصدّرهما (٤) ، ولأنّهما في موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، وهي دلالتهما على المتكلّم والغائب في الفعل المضارع ، فتقول في «ألندد ، ويلندد» (٥) : «ألادّ ، ويلادّ» ، بحذف النّون ، وإبقاء الهمزة والياء ، ويدغم / أحد الدّالين (٦) في الآخر.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والياء لا الواو (٧) احذف ان جمعت ما

كحيزبون فهو حكم (٨) حتما

يعني : أنّه يجب إيثار الواو في «حيزبون» ، وشبهه ، كـ «عيطموس» (٩) ممّا قبل آخره واو ، فتقول في جمعهما (١٠) : «حزابين ، وعطاميس» ، بحذف الياء ،

__________________

التبصرة والتذكرة : ٢ / ٦٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٨١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٦ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠.

(١) في الأصل : قوى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٢) في الأصل : الضعفين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٣) فيقول : «قعاسس» بحذف الميم والنون لأنهما زائدتان ، والسين من نفس الكلمة ، وحذف الزائد أولى من الأصلي ، وإذا عوض منه يقول : «قعاسيس».

انظر المقتضب : ٢ / ٢٣٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٤٠ ، التبصرة والتذكرة : ٢ / ٦٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٨١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٦.

(٤) في الأصل : بتصرفهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٥) هما بمعنى : ألد ، وهو الشديد الخصومة الذي لا يرجع للحق ، قال تعالى : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.) انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠ ، اللسان : ٥ / ٤٠٢٠ (لدد).

(٦) في الأصل : الزائدين : راجع كاشف الخصاصة : ٣٦٧.

(٧) في الأصل : والياء والواو. انظر الألفية : ١٧٩.

(٨) في الأصل : كحكم : انظر الألفية : ١٧٩.

(٩) العيطموس : الجميلة من النساء ، وقيل : التامة الخلق. انظر اللسان : ٤ / ٢٩٩٩ (عطمس) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠.

(١٠) في الأصل : جمعها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

٣٣٣

وتقلب الواو ياء ، لانكسار ما قبلها ، كما فعلت في «عصفور» حين قلت : «عصافير».

وإنّما وجب حذف الياء دون الواو ، لأنّ حذف الياء يستلزم بقاء الواو ، ولو حذفت الواو لم يغن حذفها عن حذف (١) الياء ، إذ لا يمكن بها (٢) صيغة الجمع.

والحيزبون : العجوز (٣).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وخيّروا في زائدي (٤) سرندى

وكلّ ما ضاهاه كالعلندى

وزن «سرندى» : «فعنلى» بزيادة الألف والنّون ، فإذا (٥) جمعتها (٦) فأنت مخيّر بين حذف النّون ، وحذف الألف ، فتقول : «سراند ، وسراد» ، وأصله : «سرادي».

وكذلك «علندى ، وعلاند ، أو علاد.

وإنّما جاز فيه الوجهان ، لكون كلّ واحد من الزّائدين لا مزيّة له على الآخر.

والسّرندى : الجريء على الأمور (٧) ، والعلندى : البعير الضّخم (٨)(٩).

__________________

(١) في الأصل : خلاف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٢) في الأصل : فيها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٣) قال ابن منظور : الحيزبون : العجوز من النساء ، وناقة حيزبون : شهمة حديدة.

انظر انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠ ، اللسان : ٢ / ٨٥٤ (حزبن).

(٤) في الأصل : زائد. انظر الألفية : ١٧٩.

(٥) في الأصل : فا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٦) في الأصل : جمعتهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٧) وقيل : الشديد ، وقيل : القوي الجريء من كل شيء. انظر اللسان : ٣ / ٢٠٠٠ (سرند) ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٤٠ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٥١.

(٨) في الأصل : والضخم. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.

(٩) وفي اللسان : العلندى : البعير الضخم الطويل ، والأنثى علنداة. انتهى. وقيل : العلندى : اسم نبت ، وقيل : الغليظ من كل شيء.

انظر اللسان : ٤ / ٣٠٨٦ (علند) ، شرح المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٤٠ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٥١.

٣٣٤

الباب الخامس والستون

التصغير

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

التّصغير (١)

فعيلا اجعل الثّلاثيّ إذا

صغّرته نحو قذيّ في قذا

فعيعل مع فعيعيل لما

فاق كجعل درهم دريهما /

__________________

(١) التصغير لغة : التقليل. واصطلاحا ـ كما في التعريفات ـ تغيير صيغة الاسم لأجل تغيير المعنى تحقيرا أو تقليلا ، أو تقريبا أو تكريما أو تلطيفا ، كـ «رجيل» ، و «دريهمات» ، و «قبيل» ، و «فويق» ، و «أخي». انتهى. وله فوائد وعلامات وشروط وأبنية : أما فوائده عند البصريين فأربعة : تصغير ما يتوهم أنه كبير نحو «جبيل» ، وتحقير ما يتوهم أنه عظيم نحو «ضبيع» ، وتقليل ما يتوهم أنه كثير نحو «دريهمات» ، وتقريب ما يتوهم أنه بعيد زمنا أو محلا أو قدرا ، نحو «قبيل العصر ، وبعيد المغرب ، وفويق هذا ، ودوين ذاك ، وأصيغر منك» ، وزاد الكوفيون معنى خامسا وهو التعظيم ، كقوله :

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفرّ منها الأنامل

ورد البصريون ذلك بالتأويل إلى تصغير التحقير ، وزاد بعضهم : التحبب ، نحو «يا بني» ، والترحم كـ «مسيكين». وأما علاماته فثلاث : ضم أوله وفتح ثانيه واجتلاب ياء ثالثة. وأما شروطه فأربعة :

أحدهما : أن يكون اسما ، فلا يصغر الفعل ولا الحرف ، وشذ «ما أحيسنه» عند البصريين.

الثاني : ألا يكون متوغلا في شبه الحرف ، فلا تصغر المضمرات ، ولا «من ، وكيف» ونحوهما.

الثالث : أن يكون خاليا من صيغ التصغير وشبهها ، فلا يصغر نحو «كميت» ، لأنه على صيغة التصغير ، ولا «سبيطر» لأنه على صيغة تشبه التصغير. قاله ابن مالك.

الرابع : أن يكون قابلا لصيغة التصغير ، فلا تصغر الأسماء المعظمة ، كأسماء الله وأنبيائه وملائكته ونحوها ، ولا جمع الكثرة و «كل وبعض» ولا أسماء الشهور والأسبوع عند سيبويه ، والمحكي و «غير» و «سوى» والبارحة والغد والأسماء العاملة. وأما أبنيته فثلاثة كما سيأتي.

انظر التعريفات : ٦٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٧ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ١١٣ ـ ١١٤ ، شرح الشافية للرضي : ١ / ١٩٠ ـ ١٩٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٦٣ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٥٥ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٨٩ ، الكتاب : ٢ / ١٣٦ ، التسهيل : ٢٨٤ ، الهمع : ٦ / ١٣٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٦٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٥٦ ـ ١٥٧ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٩ ـ ٩١.

٣٣٥

إنّما ذكر باب التّصغير إثر باب التّكسير ، لأنّهما كما قال سيبويه : «من واد (١) واحد» (٢) ، لاشتراكهما في مسائل كثيرة ، يأتي ذكرها.

والمصغّر : ثلاثيّ ، وزائد ، وقد أشار إلى الأوّل بقوله :

فعيلا ...

 ... إلى آخر البيت

يعني : أنّك إذا صغّرت الاسم الثّلاثيّ ضممت أوّله ، وفتحت ثانيه ، وزدت ياء ساكنة بعد ثانيه ، فتقول في «زيد» : «زييد» ، وفي «قذى» : «قذيّ» بإدغام ياء التّصغير في لام الكلمة. ثمّ أشار إلى بنيتي التّصغير فيما زاد على الثّلاثيّ بقوله :

فعيعل ...

 ... إلى آخره

يعني : أنّك إذا صغّرت الزّائد على الثلاثيّ ـ قلت : «فعيعل (أو فعيعيل) (٣)».

فـ «فعيعل» للرّباعيّ المجرّد ، نحو «جعفر وجعيفر ، وبرثن وبريثن» ، و «فعيعيل» للرّباعيّ المزيد (٤) الّذي قبل آخره ياء ، نحو «قنديل وقنيديل» ، أو ألف (٥) نحو «شملال (٦) وشميليل» ، أو واو نحو «عصفور وعصيفير». وقد يصغّر على فعيعيل (٧) ما حذف منه وعوّض منه الياء ، وسيأتي (٨).

ثمّ قال :

وما به لمنتهى الجمع وصل

به إلى أمثلة التّصغير صل

يعني : أنّه يتوصّل في التّصغير إلى «فعيعل» ، «وفعيعيل» بما توصّل به في التّكسير إلى «فعلل ، وفعاليل» ، فتقول في تصغير «سفرجل ، ومستدع ، وحيزبون ، ومنطلق» : «سفيرج ، ومديع ، (وحزيبين) (٩) ، ومطيلق».

__________________

(١) في الأصل : في باب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

(٢) قال سيبويه في الكتاب (٢ / ١٠٦): «فالتصغير والجمع من واد واحد» وانظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٥٥.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

(٤) في الأصل : للزيد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

(٥) في الأصل : وألف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

(٦) في الأصل : شملان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١. يقال : ناقة شملال وشمليل أي : خفيفة سريعة. انظر اللسان : ٤ / ٢٣٣٣ (شمل) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤١.

(٧) في الأصل : فعيعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

(٨) عند قوله :

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف

(٩) ما بين القوسيين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.

٣٣٦

وتقول في نحو : «سرندى» : «سريند» ، وإن شئت «سريّد».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى / :

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف

يعني : أنّه يجوز أن يعوّض من المحذوف ياء في باب التّكسير والتّصغير.

وفهم من قوله : «جائز» أنّ التّعويض في ذلك لا يلزم.

وشمل قوله : «بعض الاسم» ما حذف منه أصل ، كـ «سفاريج (١) ، وسفيريج» ، وما حذف منه زائد ، كـ «مطاليق ، ومطيليق».

والضّمير في قوله : «فيهما» عائد على التّكسير والتّصغير.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وحائد عن القياس كلّ ما

خالف في البابين حكما رسما

يعني : أنّ جميع ما أتى في باب التّكسير والتّصغير مخالفا لما تقدّم في التّكسير والتّصغير ـ خارج عن القياس ، فيحفظ ولا يقاس عليه.

فممّا (٢) جاء على غير قياس في التّكسير قولهم في جمع «رهط» : «أراهط» ، و «باطل» «أباطيل» (٣) وهي ألفاظ كثيرة.

وممّا جاء من ذلك في التّصغير قولهم في «مغرب» : «مغيربان» ، وفي «ليلة» «لييلة» (٤) ، وهي ألفاظ كثيرة ، فليكتف من ذلك (بما ذكر) (٥).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

لتلويا التّصغير من قبل علم

تأنيث او مدّته الفتح انحتم

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق

__________________

(١) في الأصل : لسفاريج. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٢) في الأصل : فما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٣) والقياس في جمع «رهط» جمع قلة : «أراهط» ، وجمع كثرة : «رهوط» ، وقياس جمع «باطل» : «بواطل». انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٩ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٢٠٥ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٢.

(٤) في الأصل : لييلات. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢. فكأن «مغيربان» تصغير «مغربان» ، وقياسه : «مغيرب» ، وكأن «لييلة» تصغير «ليلاة» ، وقياسه : «لييلية».

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٩٥ ، شرح الشافية للرضي : ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، تذكرة النحاة لأبي حيان : ٦٦٩ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٥٩.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٨.

٣٣٧

اعلم أنّ ما بعد ياء التّصغير إن كان حرف إعراب ، نحو «زييد ، ورجيل» ـ فلا إشكال ، وإن فصل بينهما وبين حرف الإعراب فاصل ـ فالوجه فيه / الكسر ، نحو «جعيفر» إلا في خمسة مواضع ، نبّه على ثلاثة منها بقوله :

لتلويا التّصغير ...

 ...

البيت يعني : أنّ الحرف الّذي بعد ياء التّصغير ، إن لم يكن حرف إعراب ـ فإنّه يجب فتحه قبل علامة التّأنيث.

وشمل التّاء وألف التأنيث المقصورة ، نحو «قصعة وقصيعة ، ودرجة ودريجة ، وحبلى وحبيلى ، وسلمى وسليمى» ، وكذلك ما قبل مدّة التّأنيث ، وهي ألف التّأنيث الممدودة نحو «صحراء وصحيراء ، وحمراء وحميراء».

والمراد بمدّة التّأنيث : الألف (الّتي قبل الهمزة ، فإنّ المدّة ليست علامة للتّأنيث وإنّما علامة التّأنيث الألف) (١) المنقلبة همزة ، والألف الّتي قبلها زائدة للمدّ ، بخلاف ألف التّأنيث المقصورة ، فإنّها علامة تأنيث ، فلذلك لم يكتف بعلم التّأنيث عن الممدود.

ثمّ أشار إلى الموضعين الباقيين من المواضع الخمسة بقوله :

كذاك ...

 ...

البيت يعني : أنّ الحرف الواقع بعد ياء التّصغير ، إذا كان قبل مدّة «أفعال» أو قبل مدّة (٢) «سكران» ـ يجب أيضا فتحه.

وشمل «(مدّة) (٣) أفعال» الجمع الباقي على جمعيّته (٤) وما سمّي به (من ذلك ، فتقول في تصغير «أجمال» : أجيمال ، وكذلك في نحو «أفعال» إذا سمّي به) (٥) رجل : «أفيعال».

والمراد بـ «سكران» (٦) : «فعلان» الّذي مؤنّثه «فعلى» ، وعلى هذا نبّه بقوله : «وما به التحق» ، فتقول في تصغير «سكران ، وعطشان» : «سكيران ، وعطيشان» ، وتقول في تصغير «عثمان ، وسرحان» : «عثيمين ، وسريحين» ، لأنّه / ليس من باب «فعلان فعلى».

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٢) في الأصل : مد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٤) في الأصل : جميعه. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٦) في الأصل : بالسكران : انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

٣٣٨

وإنّما وجب الفتح في هذه المواضع الخمسة ، لأنّ تاء التّأنيث (١) والألف يستحقّان (٢) أن يكون ما قبلهما (٣) مفتوحا.

ولم يقولوا في تصغير «أفعال» : «أفيعيل» (٤) ، لئلا يتغيّر صيغة الجمع ، ولم يقولوا : «سكيرين» ، لأنّهم لم يقولوا في جمعه : «سكارين» ، كما قالوا في «سرحان» «سراحين».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وألف التّأنيث حيث مدّا

وتاؤه منفصلين عدّا

كذا المزيد آخرا للنّسب

وعجز المضاف والمركّب

وهكذا زيادتا فعلانا

من بعد أربع كزعفرانا

وقدّر انفصال ما دلّ على

تثنية أو جمع تصحيح جلا

قد تقدّم أنّ أبنية التّصغير ثلاثة : «فعيل ، فعيعل ، وفعيعيل» ، وتقدّم أيضا أنّه يتوصّل إلى بناء (التّصغير بما يتوصّل إلى بناء) (٥) الجمع من الحذف ، لكن خرج عن ذلك هذه المواضع الثّمانية الّتي ذكرها في هذه الأبيات الأربعة ، فلم يعتدّ فيها بالثّاني ، بل جعل بناء التّصغير معتبرا في صدرها ، وصار الثّاني بمنزلة كلمة أخرى ، غير داخلة في حكم البنية.

الأوّل : ألف التّأنيث الممدودة (٦) ، نحو «حمراء» فتقول في تصغيره : «حميراء» ، فيكون المعتبر في صيغة المصغّر «حمير» ، وهو المنبّه عليه بقوله :

وألف التّأنيث حيث مدّا

__________________

(١) في الأصل : لأن تأنيث العلم. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٢) في الأصل : يستحق. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٣) في الأصل : قبلها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٢.

(٤) في الأصل : افعيعيل. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٩.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٣.

(٦) كلام الناظم هنا وابن طولون موافق لمذهب المبرد في اعتبار ألف التأنيث الممدودة كتائه في عدم الاعتداد بها من كل وجه. أما سيبويه فإن الألف الممدودة عنده ليست كتاء التأنيث في عدم الاعتداد بها من كل وجه ، لأن مذهبه في نحو «جلولاء ، وبراكاء ، وقريثاء» مما ثالثه حرف مد حذف الواو والألف والياء ، فيقول في تصغيرها : «جليلاء ، وبريكاء ، وقريثاء» بالتخفيف ، بخلاف نحو «فروقة» فإنه يقول في تصغيرها : «فريقة» بالتشديد ، ولا يحذف ، فقد ظهر أن الألف يعتد بها من هذا الوجه ، بخلاف التاء. ومذهب المبرد في هذه إبقاء الواو والألف والياء في «جلولاء» وأخويه ، فيقول في تصغيرها : «جليلاء ، وبريكاء ،

٣٣٩

الثّاني : تاء التّأنيث ، نحو «دحيرجة» في تصغير «دحرجة» ، فالمعتبر / في صيغة التّصغير ما قبل التّاء ، وهو «فعيعل» (١) ، فيكون كـ «جعيفر» ، وهو المنبّه عليه بقوله : «وتاؤه».

الثّالث : ياء النّسب ، نحو «بصريّ» ، فتقول في تصغيره : «بصيريّ» والياء غير معتدّ بها أيضا ، وهو المنبّه عليه بقوله :

كذا المزيد آخرا للنسب

الرّابع : عجز المضاف ، نحو «عبد شمس» ، فتقول في تصغيره : «عبيد شمس» ، وهو المنبّه عليه بقوله : «وعجز المضاف».

الخامس : عجز المركّب تركيب مزج ، نحو «بعلبكّ» ، فتقول في تصغيره «بعيلبكّ» ، وهو المنبّه عليه بقوله : «والمركّب».

السّادس : الألف والنون الزّائدتان على أربعة أحرف ، نحو : «زعفران» ، فتقول في تصغيره : «زعيفران» ، فصار المصغّر إنّما هو «زعفر» ، والألف والنّون غير معتدّ بهما.

واحترز بقوله : «من بعد أربع» من نحو «سكران ، وسرحان» ، وقد تقدم حكمهما (٢).

السّابع : علامة التّثنية ، نحو «زيدان» (٣) ، فتقول في تصغيره : «زييدان».

الثّامن : علامة جمع المذكّر السّالم ، نحو «زيدون» ، فتقول في تصغيره : «زييدون» ، وهو المنبّه عليه بقوله :

وقدّر انفصال ...

 ...

البيت

__________________

وقريثاء» بالإدغام ، مسويا بين ألف التأنيث وتائه. وقد صحح الناظم في شرح الكافية والتسهيل مذهب سيبويه.

انظر الكتاب : ٢ / ١١٨ ، المقتضب : ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، شرح المرادي : ٥ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٠٠ ـ ١٩٠١ ، التسهيل : ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٧٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٦٣ ، شرح الشافية للرضي : ١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، الهمع : ٦ / ١٤٠.

(١) في الأصل : فعيل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٣.

(٢) عند قول الناظم :

لتلو يا التّصغير من قبل علم

تأنيث أو مدّته الفتح انحتم

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق

(٣) في الأصل : زايدان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٣.

٣٤٠