شرح ابن طولون - ج ٢

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

واحذف من المقصور في جمع على

حدّ المثنّى ما به تكمّلا

هذا شروع في جمع المقصور ، يعني : أنّك إذا جمعت الاسم المقصور الجمع الّذي على حدّ المثنّى ، وهو جمع المذكّر السّالم ـ حذفت ما تكمّل (١) به ، وهو الألف ، وسبب حذفها التقاء السّاكنين ، لأنّ الألف ساكنة ، وواو (٢) الجمع ساكنة ، فإذا حذفت الألف لالتقاء السّاكنين ، أبقيت الفتحة (٣) الّتي قبلها ، لتدلّ عليها ، وإلى ذلك أشار فقال رحمه‌الله تعالى :

والفتح أبق مشعرا بما حذف

 ...

فتقول في نحو : «موسى ، ومصطفى» : «موسون (٤) / ، ومصطفون» رفعا ، و «موسين ، ومصطفين» جرّا ونصبا (٥).

ثمّ انتقل إلى جمع المقصور جمع المؤنّث السّالم ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وإن جمعته بتاء وألف

فالألف اقلب قلبها في التّثنيه

وتاء ذي التّا ألزمنّ تنحيه

«الهاء» في «جمعته» عائد على المقصور ، أي : (إن) (٦) جمعت المقصور بألف وتاء ـ اقلب ألفه كما قلبتها في التثنية ، ففهم منه : أنّها إذا كانت رابعة فصاعدا ، أو ثالثة منقلبة عن ياء ، أو مجهولة سمعت إمالتها ـ قلبت ياء ، وإن كانت ثالثة منقلبة عن (٧) واو ، أو مجهولة (٨) لم يسمع إمالتها ـ قلبت واوا.

__________________

انظر شرح الأشموني : ٤ / ١١٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤ ، الهمع : ١ / ١٤٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٥٩.

(١) في الأصل : يكمل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.

(٢) في الأصل : وأوو. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ١٦٩.

(٣) في الأصل : الفتح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٤) في الأصل : موسون. مكرر.

(٥) وجوز الكوفيون إجراءه كالمنقوص فضموا ما قبل الواو ، وكسروا ما قبل الياء مطلقا ، حملا له على السالم ، وحكاه ابن ولاد لغة عن بعض العرب. نقل ابن مالك عنهم تفصيلا ، وهو إجراء ذلك في الأعجمي كـ «موسى» ، وما فيه ألف زائدة كـ «أرطى وحبلى» علمي مذكر ، بخلاف ما ألفه عن أصل. انظر الهمع : ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٠٠ ، التسهيل : ١٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٤.

(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٧) في الأصل : نحو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٨) في الأصل : أو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

٣٠١

فإن كان آخر الاسم المقصور تاء ، فقد أشار إليه بقوله :

وتاء ذي التّا ألزمنّ تنحيه

يعني : أنّ ما آخره تاء من المقصور تحذف منه التّاء ، لئلا يجمع بين تاءي تأنيث ، فتقول في «فتاة ، (وقناة) (١)» : «فتيات ، وقنوات».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والسّالم العين الثّلاثي اسما أنل

إتباع عين فاءه بما شكل

إن ساكن العين مؤنّثا بدا

مختتما بالتّاء أو مجرّدا

يعني : أنّ ما جمع بألف وتاء ، وكانت فيه هذه الشروط المذكورة في هذين البيتين ، جاز إتباع عينه لفائه في الحركة ، فتفتح عينه إن كانت الفاء مفتوحة ، وتضمّ إن كانت مضمومة ، وتكسر إن كانت مكسورة.

والشّروط المذكورة خمسة :

الأوّل : أن يكون سالم العين ، / واحترز به عن شيئين :

أحدهما : المضعّف (٢) ، نحو : «جنّة ، وجنّة ، وجنّة (٣)» (٤).

والآخر : المعتلّ العين ، وشمل ما عينه ألف ، نحو «دار» ، وما أوّله مضموم ، نحو : «سورة» ، وما أوّله مكسور ، نحو : «ديمة» (٥) ، وما أوّله مفتوح ، نحو «بيضة» ، فلا يتبع شيء من ذلك ، إلا ما أوّله مفتوح ، فإنّ فيه لغتين على ما سنذكر.

الثّاني : أن يكون ثلاثيّا ، واحترز به من الزّائد على الثّلاثة ، فلا يغيّر (٦).

الثّالث : أن يكون اسما ، واحترز به من الصّفة ، نحو : «صعبة» ، فإنّه لا يتبع. وهذه الشّروط الثّلاثة مفهومة من قوله : «والسّالم العين الثّلاثي اسما».

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٢) في الأصل : الضعف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٣) في الأصل : وجبة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٤) الجنة : ـ بفتح الجيم ـ الحديقة ذات الشجر والنخل ، وهي أيضا دار النعيم في الآخرة ، والجنة ـ بالضم ـ : ما واراك من السلاح واستترت به ، والجنة ـ بالكسر ـ اسم جماعة الجن ذكورا أو إناثا.

انظر حاشية ابن حمدون ٢ / ١٢٦ ، اللسان : ١ / ٧٠٢ ـ ٧٠٥ (جنن) ، حاشية الصبان : ٤ / ١١٦ ، المصباح المنير : ١ / ١١١ ـ ١١٢ (جنن).

(٥) الدّيمة : المطر الدائم الذي لا رعد فيه ولا برق ، وأقله ثلث يوم أو ثلث ليلة. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٦ ، واللسان : ٢ / ١٤٦٧ (ديم).

(٦) في الأصل : فلا يضر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

٣٠٢

الرّابع : أن يكون ساكن العين ، واحترز به من المحرّك العين ، نحو «سمرة» (١).

الخامس : أن يكون مؤنثا ، واحترز به من نحو «بكر» (٢) ، فإنّه لا يجمع بالألف والتّاء.

وهذان الشرطان مفهومان من قوله :

إن ساكن العين مؤنّثا بدا

ولا فرق في ذلك بين المختوم بتاء ، والمجرّد (منها) (٣) ، وإلى ذلك أشار بقوله :

مختتما بالتّاء أو مجرّدا

وفهم من الشّروط (٤) : أنّ مراده ثلاثة أوزان بالتّاء ، نحو : «قصعة ، وسدرة (٥) ، وغرفة» ، وثلاثة مجرّدة ، نحو «دعد ، وهند ، وجمل» ، فجميع ذلك (يجوز) (٦) فيه الإتباع ، فتقول : «قصعات ، وهندات ، وغرفات ، ودعدات ، وجملات (٧) ، وسدرات».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وسكّن التّالي غير الفتح أو

خفّفه بالفتح فكلّا قد رووا

اعلم / أنّ المفتوح الفاء ممّا تقدّم ـ ليس فيه إلا الإتباع ـ كما ذكر ـ.

وأمّا المضموم الفاء والمكسورها ـ فيجوز فيهما وجهان آخران زائدان على الإتباع ، أشار إليهما في هذا البيت ، وهما : السّكون والفتح.

__________________

(١) السمرة ـ بضم الميم ـ : من شجر الطلح ، والجمع : سمر وسمرات وأسمر في أدنى العدد.

والطلح : شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس ، والإبل ، وورقها قليل ولها أغصان طوال عظام ، ولها شوك كثير من سلاء النخل ، ولها ساق عظيمة لا تلتقي عليها يدا الرجل ، تأكل الإبل منها أكلا كثيرا ، وهي أم غيلان تنبت في الجبل ، الواحدة طلحة.

انظر اللسان : ٣ / ٢٠٩٢ (سمر) ، ٤ / ٢٦٨٦ (طلح) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٦.

(٢) في الأصل : نكر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٧.

(٤) في الأصل : الشرط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٧.

(٥) القصعة : الصحفة الضخمة تشبع العشرة. والسّدرة : شجرة النبق. انظر اللسان : ٥ / ٣٦٥٣ (قصع) ، ٣ / ١٩٧١ (سدر) ، وحاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧.

(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٧.

(٧) في الأصل : وجمولات. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٧.

٣٠٣

وشمل «التّالي غير الفتح» : التّالي الضّمّ ، نحو «غرفة» ، والتّالي الكسر ، نحو «هند» فيجوز في كلّ واحد منهما ثلاثة أوجه :

الإتباع ـ كما سبق ـ ، والسّكون ، والفتح ، فتقول : «غرفات ، بالضّمّ ، إتباعا لحركة الفاء ، و «غرفات» بالسّكون (١) ، تخفيفا ، و «غرفات» بالفتح أيضا مخفّفا ، وفي نحو «هند» : «هندات» بالكسر ، إتباعا ، و «هندات» بالسّكون ، و «هندات» بالفتح ، وكذلك في سائرها.

وفهم منه : أنّ التّالي الفتح لا يجوز فيه إلا الإتباع ـ كما سبق ـ.

ثمّ استثنى من التّالي غير الفتح نوعين :

ما كان على «فعلة» بكسر الفاء ، ولامه واو ، أو على «فعلة» بضمّ الفاء ، ولامه ياء ، فقال رحمه‌الله تعالى :

ومنعوا إتباع نحو ذروه

وزبية وشذّ كسر جروه

يعني : أنّه يمتنع في هذين الاسمين وما أشبههما ـ الإتباع ، فلا يقال في «ذروة» (٢) : «ذروات» ، ولا في «زبية» (٣) : «زبيات» ، لثقل الواو بعد الكسرة ، والياء بعد الضّمّة.

ثمّ نبّه على أنّه قد سمع في «فعلة» بكسر الفاء ، ممّا لامه واو ـ الإتباع شذوذا بقوله : «وشذّ كسر جروه». يعني : شذّ كسر جمع «جروة» (٤).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى / :

ونادر أو ذو اضطرار غير ما

قدّمته أو لأناس انتمى

يعني : أنّ ما خالف ما تقدّم من الأحكام ، إمّا نادر ، كقول بعضهم في

__________________

(١) في الأصل : بالكسر. راجع شرح المكودي : ١ / ١٢٧.

(٢) ذروة كل شيء ـ بضم الذال وكسرها ـ : أعلاه.

انظر اللسان : ٣ / ١٥٠٠ (ذرا) ، المصباح المنير : ١ / ٢٠٨ (ذرا) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧.

(٣) الزبية : حفرة يحفرها الصائد لأجل أن يقع فيها ما يصطاده من أسد وغيره ، ولا يحفر إلا في موضع عال ، ولذا يقول في الأمر إذا عظم : بلغ السيل الزبى.

انظر اللسان : ٣ / ١٨١٠ (زبى) ، المصباح المنير : ١ / ٢٥١ (زبى) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢.

(٤) الجروة ـ مثلث الجيم مع سكون الراء ـ : الأنثى من ولد الكلب أو السبع.

انظر اللسان : ١ / ٦٠٩ (جرا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧ ، المصباح المنير : ١ / ٩٨ (جرى) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣.

٣٠٤

«كهلة» : «كهلات» (١) ، وحقّه الإسكان ، لأنّه صفة ، وإمّا ضرورة كقول الرّاجز :

٢٨٦ ـ فتستريح النّفس من زفراتها

فسكّن «زفرات» ، وحقّه الفتح ، لأنّه اسم ، وإمّا لغة قوم من العرب ، كفتح جمع نحو «بيضة ، وجوزة» فيقولون : «جوزات ، وبيضات» بالفتح ، وهي لغة هذيل ، قال شاعرهم :

٢٨٧ ـ أخو بيضات رائح متأوّب

 ...

__________________

(١) حكي عن ابن حاتم : انظر اللسان : ٥ / ٣٩٤٧ (كهل).

٢٨٦ ـ من الرجز ، ولم أعثر على قائله ، وقبله :

علّ صروف الدّهر أو دولاتها

يدلننا اللّمّة من لماتها

دولاتها : الدولة بفتح الدال وضمها ، قال الأزهري : هي الانتقال من حال الضر والبؤس إلى حال الغبطة والسرور ، وقال أبو عبيد : الدولة بالضم : اسم للشيء الذي يتداول به بعينه ، والدولة بالفتح : الفعل. يدلننا : الإدالة : الغلبة. اللمة : الشدة. الزفرات : جمع زفرة ، وهي الاسم من زفر ، يزفر زفيرا ، والزفرة : هي أن يخرج نفسه ـ بالتحريك ـ بلين وصوت مرة بعد مرة.

والشاهد في قوله : «زفراتها» : حيث سكن الفاء فيها ضرورة لإقامة الوزن ، والقياس تحريكها.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٥٤ ، ٤ / ١٨٠٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣١٢ ، ٤ / ١١٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٩٦ ، ٥١٧ ، الخصائص : ١ / ٣١٦ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ٢٩ ، شواهد الشافية : ١٢٨ ، مغني اللبيب (رقم) : ٢٨٠ ، شرح ابن الناظم : ٦٨٥ ، ٧٦٧ ، شرح المرادي : ٥ / ٣١ ، البهجة المرضية : ١٧١ ، الضرائر : ٨٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٥٢ ، اللسان : (زفر ، لمم) ، الجنى الداني : ٥٨٤ ، سر الصناعة : ١ / ٤٠٧ ، كاشف الخصاصة : ٣٥٤ ، التبصرة والتذكرة : ٨١٨ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٧.

٢٨٧ ـ من الطويل : لأحد الهذليين : (وليس في ديوان الهذليين) يصف ظليما (ذكر النعام) ، ولم يسمه أحد ، وعجزه :

رفيق بمسح المنكبين سبوح

ويروى : «أبو بيضات» بدل «أخو بيضات». أخو بيضات : أي صاحب بيضات ، والبيضات : جمع بيضة الطير. الرائح : الذاهب والسائر بالليل. المتأوب : الذي يسير نهارا ، وأصله من الأوب ، وهو الرجوع. وأراد بقوله : «رفيق بمسح المنكبين» : أنه عالم بتحريك المنكبين في السير ، والمنكب : مجتمع ما بين البعضد والكتف. سبوح : أي : حسن الجري. قال العيني : البيت في مدح جمله ، شبهه بالظليم ، فيقول : جملي في سرعة سيره كالظليم الذي له بيضات ، يسير ليلا ونهارا ليصل إليها ، والظليم إذا كانت له بيضات يسرع في السير ، وهو في نفسه سريع في السير ، فإذا كانت له بيضات يكون أسرع. انتهى. والشاهد في قوله : «بيضات» حيث جاءت مفتوحة العين في جمع «بيضة» وهو معتل العين ، والقياس فيه تسكين العين ، لكنه جاء بالفتح على لغة هذيل ، وهذيل يجرون المعتل مجرى الصحيح في الأسماء ، وغيرهم يسكنونها ، لأن تحريك الياء بعد فتحة موجب لإبدالها ألفا ، وهذيل لم تلتفت إلى هذا لأنه تحريك عارض.

٣٠٥

الباب الرابع والستون

جمع التكسير

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

جمع التّكسير

إنّما سمّي جمع التّكسير لتغيّر بناء الواحد فيه ، والتّكسير : هو (١) التّغيير ، ومقابله جمع السّالم.

ثمّ إنّ جمع التّكسير على قسمين : جمع قلّة ، وجمع كثرة ، وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمه‌الله تعالى :

أفعلة أفعل ثمّ فعله

ثمّت (٢) أفعال جموع قلّه

يعني : أنّ هذه الأوزان الأربعة الّتي ذكرها في هذا البيت ، تدلّ على جمع القلّة ، وهو من ثلاثة إلى عشرة ، نحو «أغربة ، وأفلس ، وفتية ، وأجمال».

وفهم أنّ ما سوى هذه الأربعة من جمع التّكسير جمع كثرة ، وهو ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له ، وسيأتي أمثلتها في أثناء الباب.

ثمّ إنّه قد يقع جمع القلّة موقع جمع الكثرة ، وجمع الكثرة موقع جمع القلّة ، وإلى ذلك أشار ، فقال رحمه‌الله تعالى / :

وبعض ذي بكثرة وضعا يفي

كأرجل والعكس جاء كالصّفي

__________________

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٠٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٩ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٥١٧ ، شواهد الشافية : ٢ / ١٣٢ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٣٩٢ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ٣٠ ، الخزانة : ٨ / ١٠٢ ، شرح ابن الناظم : ٧٦٧ ، الخصائص : ٣ / ١٨٤ ، المنصف : ١ / ٣٤٣ ، الهمع رقم : ١٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٣٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٥٢٢ ، المحتسب : ١ / ٥٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٨ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٨٣ ، شرح المرادي : ٥ / ٣٢ ، سر الصناعة : ٢ / ٧٧٨ ، التبصرة والتذكرة : ٦٤٩.

(١) في الأصل : وهو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٨.

(٢) في الأصل : ثم. انظر الألفية : ١٧١.

٣٠٦

فمن وقوع جمع القّلّة موقع (جمع) (١) الكثرة : «رجل وأرجل ، وعنق وأعناق ، وفؤاد وأفئدة».

ومن وقوع جمع الكثرة موقع جمع القلّة ، نحو : «رجل ورجال ، وقلب وقلوب ، وصفاة وصفيّ» ، والصّفاة (٢) : الصّخرة الملساء (٣) ، وأصل «صفيّ» : «صفوي» ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء ، وكسر ما قبلها.

ثمّ اعلم أنّ اصطلاح النّحويّين (٤) في الجموع : أن يذكروا المفرد ، ثمّ يقولوا : يجمع على كذا وعلى كذا ، وعكس المصنّف واصطلح على أن يذكر الجمع فيقول : هذا الوزن يكون جمعا لكذا وكذا ، ولكلّ وجه.

وبدأ بـ «أفعل» فقال رحمه‌الله تعالى :

لفعل اسما صحّ عينا أفعل

وللرّباعيّ اسما ايضا يجعل

ذكر أنّ «أفعل» يطّرد في نوعين :

أحدهما : «فعل» بشرطين :

أحدهما : أن يكون اسما ، نحو «فلس وأفلس» ، واحترز به من (٥) الوصف ، نحو : «صعب».

الثّاني : أن يكون صحيح العين ، واحترز به من معتلّ العين ، نحو «ثوب» ، وشمل الصّحيح ـ كما مثّل ـ ، والمعتلّ الفاء ، نحو : «وجه وأوجه» ، والمعتلّ الّلام ، نحو : «دلو وأدل ، وظبي (٦) وأظب».

والثّاني : الرّباعي ، لكن بشروط ذكرها فقال رحمه‌الله تعالى :

إن كان كالعناق والذّراع في

مدّ وتأنيث وعدّ الأحرف

فذكر أربعة شروط :

الأول : أن يكون اسما ، وفهم ذلك من قوله :

وللرّباعيّ اسما أيضا يجعل

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٢) في الأصل : والصفي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٣) انظر اللسان : ٤ / ٢٤٦٩ (صفو) ، شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٤) في الأصل : الاصطلاح للنحويين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٥) في الأصل : عن. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٦) في الأصل : وظب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

٣٠٧

وفهم من قوله : «إن» / كان كالعناق» الثّلاثة الشّروط الباقية :

الثاني : أن يكون مؤنّثا ، لأنّ العناق مؤنّث ، وهي أنثى الجدي (١) ، واحترز به من الذّكر ، نحو «الحمار».

ـ وأن يكون ثالثه مدّة (٢) ، واحترز به من نحو «خنصر».

ـ وأن يكون غير مختتم بتاء التّأنيث ، واحترز به من نحو «سحابة».

وفهم من تمثيله بـ «العناق والذّراع» أنّ حركة الأوّل لا يشترط كونها فتحة ، (بل تكون فتحة) (٣) وكسرة ـ كالمثالين ـ ، وضمّة ، نحو «عقاب» (٤) ، فتقول : «ذراع وأذرع ، وعناق وأعنق ، وعقاب وأعقب».

وفهم من إطلاقه في المدّ في قوله : «في مدّ» أنّه لا يشترط كونه ألفا ، بل يكون غير ألف ، نحو : «يمين وأيمن».

وفهم من قوله : «وعدّ الأحرف» الشّرط الرّابع.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وغير ما أفعل فيه مطّرد

من الثّلاثي اسما بأفعال يرد

يعني : أنّ «أفعالا» جمع لكلّ اسّم ثلاثيّ ، ليس على «فعل» ممّا هو صحيح العين ، وذلك ما يطّرد فيه «أفعل» ، فشمل غير «فعل» من الثّلاثيّ ، وذلك تسعة أوزان ، نحو : «جمل وأجمال ، وعنق وأعناق ، وضلع وأضلاع ، وكتف وأكتاف ، وإبل وآبال ، وعدل وأعدال ، وقفل وأقفال ، (وعضد وأعضاد ، ورطب وأرطاب»)» (٥).

وشمل أيضا ما كان على «فعل» معتلّ العين ، نحو «ثوب وأثواب».

واحترز بقوله : «اسما» من الصّفة ، نحو «حسن ، وبلز» (٦) ونحوهما ، فإنّها لا تجمع على «أفعال».

__________________

(١) والجمع أعنق وعنق وعنوق. انظر اللسان : ٤ / ٣١٣٥ (عنق) ، شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٢) في الأصل : مد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٩.

(٤) العقاب : طائر من الجوارح ، مؤنثه ، وقيل : العقاب يقع على الذكر والأنثى. إلا أن يقولوا هذا عقاب ذكر. انظر اللسان : ٤ / ٣٠٢٨ (عقب) المصباح المنير ٢ / ٤٢٠ (عقب).

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

(٦) في الأصل : وبلد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠. يقال : امرأة بلز وبلز ـ بتشديد الزاي ـ : أي : ضخمة مكتنزة ، ويقال : امرأة بلز ، أى : ولود ، بمعنى : كثيرة الأولاد. انظر اللسان : ١ / ٣٤٣ (بلز) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠.

٣٠٨

ولمّا دخل في هذا القانون «فعل» / ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين ـ ، وكان الغالب في جمعه غير «أفعال» ـ نبّه عليه فقال رحمه‌الله تعالى :

وغالبا أغناهم فعلان

في فعل كقولهم صردان

يعني : أنّ الغالب في «فعل» أن يجيء جمعه على «فعلان» ـ بكسر الفاء ـ نحو : «صرد وصردان» لطائر (١) ، و «جرذ وجرذان» لفأر (٢).

وفهم من قوله : «غالبا» أنّه قد يجيء على «أفعال» قليلا ، ومنه قولهم : «رطب وأرطاب» (٣).

ثم قال رحمه‌الله تعالى :

في اسم مذكّر رباعيّ بمد

ثالث افعلة عنهم اطّرد

(والزمه في فعال أو فعال

مصاحبي تضعيف او إعلال) (٤)

يعني (٥) : أنّ «أفعلة» (يلزم) (٦) في هذين الوزنين ، وهما «فعال وفعال» مفتوح (٧) الفاء ، ومكسورها ، إذا كانا مضعّفين أو معتلّين.

__________________

(١) قيل : الصرد طائر أبقع ، ضخم الرأس يكون في الشجر ، نصفه أبيض ونصفه أسود ، ضخم المنقار ، له برثن عظيم ، وقيل : هو طائر فوق العصفور ، وقد نهى عليه‌السلام عن قتل أربع : النملة والنحلة والصرد والهدهد.

انظر اللسان : ٤ / ٢٤٢٧ ، ٢٤٢٨ (صرد) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠.

(٢) في الأصل : خرذ وخرذان لفا. راجع شرح المكودي : ٢ / ١٣٠. والجرذ : الذكر من الفأر ، وقيل : الذكر الكبير منه ، وقيل : هو أعظم من اليربوع أكدر في ذنبه سواد ، وقيل : ضرب من الفأر. انظر اللسان : ١ / ٥٩١ (جرذ).

(٣) ونص في التسهيل على أن «أفعالا» فيه نادر. انظر التسهيل : ٢٦٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٢٤.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ١٧٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

(٥) هذا شروع في شرح البيت الثاني من البيتين ، ولعل المؤلف أغفل شرح الأول منهما لوضوحه ، وفي شرحه قال المكودي (٢ / ١٣٠): «يعني : أنّ «أفعلة» يطّرد جمعا لاسم مذكّر رباعيّ بمدّة قبل آخره ، واحترز بالاسم من الصّفة نحو «جواد» وبالمذكّر من المؤنّث نحو «عنق» فإنّه يجمع على «أفعل» كما تقدّم ، وشمل قوله : «بمد ثالث» ما كانت مدّته ألفا أو واوا أو ياء ، نحو : «قذال وأقذلة» ، و «رغيف وأرغفة» ، و «عمود وأعمدة».

وانظر شرح ابن الناظم : ٧٧١ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٢٦ ، شرح دحلان : ١٧٢ ، البهجة المرضية : ١٧٢ ، شرح ابن عقيل : ١٥٥ ، كاشف الخصاصة : ٣٥٦.

(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

(٧) في الأصل : مفتوحي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

٣٠٩

مثال المضعّف فيهما «بتات (١) وأبتّة (٢) ، وزمام وأزمّة» ، ومثال المعتلّ : «فناء وأفنية (٣) ، وقباء (٤) وأقبية».

ومعنى الّلزوم فيهما ـ أنّهما لا يتجاوز فيهما هذا الجمع.

وفهم من قوله : أنّ ما ليس بمضاعف ولا معتلّ يتجاوز (٥) فيه هذا الجمع ، وسيأتي.

ثمّ قال :

فعل لنحو أحمر وحمرا

 ...

من أمثلة جمع (٦) الكثرة «فعل» ـ بضمّ الفاء ، وسكون العين ـ ، وهو مطّرد في «أفعل» المقابل لـ «فعلاء» (٧) ، و «فعلاء» المقابلة لـ «أفعل» ، نحو «أحمر وحمراء» ، فتقول فيهما معا «حمر».

وفهم من قوله : «لنحو» أنّ ذلك الجمع مطّرد (أيضا) (٨) في «أفعل» الّذي ليس له «فعلاء» ، لمانع من الخلقة ، نحو «رجل أكمر» للعظيم الكمرة ، وهي

__________________

(١) في الأصل : بتان. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠. بتات : بموحدة مفتوحة ، ففوقيتين : متاع البيت ، والزاد. انظر اللسان : ١ / ٢٠٥ (بتت) ، حاشية الصبان : ٤ / ١٢٧ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٥.

(٢) أصله : «ابتتة» بتائن ، التقى مثلان ، فنقلت حركة أولهما إلى الساكن قبله ثم أدغم أحد المثلين في الآخر ، وكذا يقال في «أزمة» ، ونحوه. انظر حاشية الصبان : ٤ / ١٢٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٥.

(٣) في الأصل : فتاء وأفتية. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ٢٠٠. الفناء ـ بكسر الفاء ـ : ما حول الدار ، وقيل : سعة أمام الدار ، وأصله : «فناي» بالياء. انظر اللسان : ٥ / ٣٤٧٧ (فنى) ، المصباح المنير : ٢ / ٤٨٢ (فنى) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٥.

(٤) القباء : نوع من الثياب ، وأصله : «قباو» ، وفي المصباح : كأنه من قبوت الحرف ، أقبوه إذا ضخمته. انتهى. أي : عند النطق به ، سمي بذلك لأنه يضم على البدن ، فكأنه المسمى الآن بالقفطان.

انظر اللسان : ٥ / ٣٥٢٣ (قبا) ، المصباح المنير : ٢ / ٤٨٩ (قبو) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٥ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠.

(٥) في الأصل : أنه يتجاوز. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

(٦) في الأصل : أجمع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٠.

(٧) في الأصل : المقابل أفعلاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣١.

(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣١.

٣١٠

رأس الذّكر (١) ، و «امرأة عفلاء» (٢) للمرأة الّتي يخرج من قبلها شيء شبيه بالأدرة (٣) ، فتقول : «رجال كمر ، ونساء عفل» (٤).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى / :

 ...

وفعلة جمعا بنقل يدرى

من أمثلة جمع القلّة «فعلة» ـ بكسر الفاء ، وسكون العين ـ ، ولم يطّرد في شيء من الأبنية ، بل هو محفوظ في ستّة أبنية : «فعيل» نحو «صبيّ وصبية» ، و «فعل» نحو «فتى وفتية» ، و «فعل» نحو «شيخ وشيخة» ، و «فعال» نحو «غلام وغلمة» ، و «فعال» نحو «غزال وغزلة» ، و «فعل» نحو «ثنى (٥) وثنية».

ومعنى قوله : «بنقل يدرى» أنّه غير مطّرد في وزن ، وإنّما بابه النّقل ، أي : السّماع.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وفعل لاسم رباعيّ بمد

قد زيد قبل لام اعلالا فقد

من أمثلة جمع الكثرة «فعل» ـ بضمّ الفاء والعين ـ ، وهو ـ كما قال ـ جمع لكلّ اسم رباعيّ بمدّ قبل لام صحيحة.

واحترز بالاسم من الصّفة ، فإنّها لا تجمع على «فعل».

__________________

(١) انظر اللسان : ٥ / ٣٩٢٩ (كمر) ، شرح المكودي : ٢ / ١٣١.

(٢) في الأصل : عقلاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣١.

(٣) والأدرة : الخصية المنتفخة. انظر اللسان : ٣٠١٧ (عفل) ، ١ / ٤٤ (أدر) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٠.

(٤) وفي اطراد «فعل» في هذا النوع خلاف : فقيل : يطرد فيه «فعل» ، وجزم فيه ابن مالك في شرح الكافية ، وهو مفهوم كلامه هنا ، وتبعه ابنه. وقيل : يحفظ ، وجزم به في التسهيل.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٢٨ ، التسهيل : ٢٧١ ، شرح ابن الناظم : ٧٧٠ ، الهمع : ٦ / ٩٢ ، شرح المرادي : ٢ / ٤١ ـ ٤٢ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٢٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٩٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٤.

(٥) الثّنى : الأمر الذي يعاد مرتين ، والثنى أيضا : السيد الثاني الذي فوقه من هو أعظم منه في السيادة ، وذلك كالوزير مع الأمير مثلا. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣١ ، اللسان : ١ / ٥١٤ ، ٥١٦ (ثنى).

٣١١

وفهم من إطلاقه في قوله : «اسم» أنّ ذلك يشترك فيه المذكّر والمؤنّث ، نحو «قذال (١) وقذل ، وأتان (٢) وأتن».

وفهم أيضا من إطلاقه في قوله : «بمد» أنّ المدّ يكون ألفا ، نحو «قذال وقذل» ، وياء : نحو «قضيب وقضب» ، وواوا (٣) نحو «عمود وعمد».

وفهم من قوله : «قبل لام إعلالا فقد» أنّ المعتلّ الّلام نحو «كساء» لا يجمع على «فعل» ، لأنّه لو جمع على «فعل» لزم قلب الواو (ياء) (٤) ، وانكسار ما قبلها ، فيؤدّي إلى ورود «فعل» ، وهو مهمل.

وشمل قوله : «بمد» الواو والياء والألف في الصّحيح والمضاعف.

فأمّا الصّحيح : فهو كما ذكر.

وأمّا / المضعّف : فإن كان واوا أو ياء ـ فكذلك ، وإن كان ألفا ـ فقد أشار إليه ، فقال رحمه‌الله تعالى :

ما لم يضاعف في الأعمّ ذو الألف

 ...

يعني : أنّ المضاعف من نحو : «فعال» ، كـ «زمام» لا يجمع على «فعل» كراهية التّضعيف ، بل يستغنى عنه بـ «أفعلة» ـ كما تقدّم ـ.

وفهم من قوله : «في الأعمّ» أنّه قد جاء جمعه على «فعل» قليلا ، (كقولهم) (٥) في جمع «عنان» : «عنن» (٦) ، وفي «حجاج» (٧) : «حجج».

وفهم من تخصيصه المنع بذي الألف أنّ ذا الياء وذا الواو ـ يجمعان على «فعل» ، نحو «سرير وسرر ، وذلول (٨) وذلل».

__________________

(١) القذال : جماع مؤخر الرأس من الإنسان والفرس ، فوق فأس القفا. انظر اللسان : ٥ / ٣٥٦١ (قذل).

(٢) الأتان : اسم أنثى الحمار ، قال ابن السكيت : ولا يقال : أتانة. انظر اللسان : ١ / ٢١ (أتن) ، المصباح المنير : ١ / ٣ (أتن) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣١.

(٣) في الأصل : وأووا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣١.

(٤ ـ ٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكوديي : ٢ / ١٣١.

(٦) في الأصل : عناق عنق. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣١. وعناق اللجام : السير الذي تمسك به الدابة. انظر اللسان : ٣١٤١ (عنن).

(٧) الحجاج ـ بفتح الحاء وكسرها ـ : العظم المستدير بالعين ، وقيل : ما ينبت عليه شعر الحاجب فقط. انظر اللسان : ٢ / ٨٧٠ (حجج) ، المصباح المنير : ١ / ١٢١ (حجج) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣١ ـ ١٣٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٦.

(٨) في الأصل : دلو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢. والذلول من الذل ـ بالكسر ـ وهو اللين ،

٣١٢

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وفعل جمعا لفعلة عرف

ونحو كبرى ...

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعل» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين ـ ، ويجيء جمعا لـ : «فعلة» نحو «غرفة وغرف» ، ول «فعلى» نحو «كبرى وكبر».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ... ولفعلة فعل

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعل» ـ بكسر الفاء ، وفتح العين ـ ، ولم يشترط اسميّته ، لأنّ «فعلة» في الصّفات قليل ، فلم يعتبره (١) هنا (٢).

وشمل «فعلة» (٣) الصّحيح ، نحو «قربة وقرب» ، والمعتلّ العين ، نحو «قيمة وقيم» ، والمعتلّ الّلام ، نحو «مرية ومرى» ، والمضاعف ، نحو «حجّة وحجج» (٤).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وقد يجيء جمعه على فعل

الضّمير في «جمعه» عائد على «فعلة» ، أي : يأتي جمع «فعلة» المكسورة الفاء على / «فعل» ، بضمّ الفاء ، نحو «حلية وحلى».

وفهم من قوله : «قد يجيء» قلّة ذلك.

__________________

وهو ضد الصعوبة ، يقال : ذل يذل ذلا فهو ذلول ، ويكون في الإنسان والدابة. انظر اللسان : ٣ / ٥١٣ (ذلل) ، المصباح المنير : ١ / ٢١٠ (ذلل). وذكر ابن حمدون أن التمثيل بـ «ذلول» غير صحيح ، لأن «ذلول» من «الذل» ـ بكسر الذال ـ ضد الصعوبة ، وموضوع كلام الناظم الأسماء ، وذكر أن الأولى التمثيل. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٢ ، حاشية يس : ٢ / ٣٠٥.

(١) في الأصل : يعتبر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٢) ونص في التسهيل على اشتراط كون «فعلة» اسما تاما. انظر التسهيل : ٢٧٢ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣١.

(٣) في الأصل : أفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٤) وقاس الفراء «فعلا» في «فعلى» اسما ، نحو «ذكرى وذكر» ، وفي «فعلة» يائي العين نحو «ضيعة وضيع» ، وذلك عند الجمهور مقصور على السماع.

انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٣١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٣٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٩ ، التسهيل : ٢٧٢ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٠ ، الهمع : ٦ / ٩٧.

٣١٣

ثمّ قال :

في نحو رام ذو اطّراد (١) فعله

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعلة» (٢) ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين ـ ، وهو مطّرد في وصف على «فاعل» معتلّ الّلام ، لمذكّر عاقل ، نحو «رام (ورماة) (٣) ، وقاض وقضاة».

وفهمت هذه الشّروط من المثال.

واحترز بالوصف من الاسم ، نحو «واد» (٤) ، وبالمعتلّ من الصّحيح ، نحو «ضارب» ، وبالمذكّر من المؤنّث ، نحو «ضاربة» ، وبالعاقل من غير العاقل ، نحو «صاهل» ، فلا يجمع شيء من ذلك على «فعلة».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وشاع نحو كامل وكمله

من أمثلة جمع الكثرة «فعلة» ـ بفتح الفاء والعين ـ ، وهو مطّرد في وصف على «فاعل» ، صحيح الّلام ، لمذكّر عاقل.

وفهمت الشّروط من المثال أيضا.

وشمل الصّحيح ، نحو «كامل وكملة» ، والمعتلّ الفاء ، نحو «وارث وورثة» ، والمعتلّ العين ، نحو «خائن وخونة» ، والمضاعف ، نحو «بارّ وبررة».

وأمّا المعتلّ الّلام فقد تقدّم أنّه مضموم الفاء.

وأراد بالشّياع : الاطّراد.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

فعلى لوصف كقتيل وزمن

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعلى» مقصورا (٥) ـ بفتح الفاء ، وسكون العين ـ ، وهو مطّرد في وصف على «فعيل» بمعنى : مفعول ، دالّ / على هلك أو توجّع (٦) ،

__________________

(١) في الأصل : اضطراد. انظر الألفية : ١٧٣.

(٢) في الأصل : فعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٤) في الأصل : أود. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٥) في الأصل : مقصور. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٦) قال ابن مالك في شرح الكافية (٤ / ١٨٤٣): «والقياس منه ما كان لـ «فعيل» بمعنى :

٣١٤

كـ «قتيل وقتلى ، وجريح وجرحى ، وأسير وأسرى» ، ويحمل (١) عليه ما أشبهه في المعنى ، وإن لم يكن من باب «فعيل» المذكور ، وإليه أشار فقال رحمه‌الله تعالى :

 ... (وزمن) (٢)

وهالك وميّت به قمن

يعني : أنّ (هذه الأوزان) (٣) الثّلاثة : «فعل ، وفاعل ، وفيعل (٤)» حقيقة بذلك الجمع ، لمشاركتها في المعنى لـ «فعيل» المذكور في الدّلالة على الهلك أو التّوجّع (٥).

ومعنى «قمن» حقيق (٦) ، وينبغي أن يظبط «قمن» بفتح الميم ، لكونه خبرا عن أكثر من اثنين ، فإنّ «قمنا» المفتوح الميم يخبر به عن الواحد والمثنّى والجمع (٧).

__________________

«مفعول» دال على هلك أو توجع أو تشتيت ، كـ «قتيل وقتلى» ، و «جريح وجرحى» ، وأسير وأسرى». وانظر شرح المرادي : ٥ / ٥١ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٢.

(١) في الأصل : وتحمل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٢ ـ ٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٢.

(٤) في الأصل : فعيل. انظر شرح المكودي : ١٣٣.

(٥) وزاد ابن مالك في التسهيل وشرح الكافة : «فعيل» بمعنى «فاعل» ، كـ «مريض ومرضى» ، و «افعل» كـ «أحمق وحمقى» ، و «فعلان» كـ «سكران» و «سكرى» ، قال : وبه قراءة حمزة والكسائي : وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، وقال : وما سوى ذلك محفوظ كـ «كيس وكيسى» ، و «رجل جلد ورجال جلدى» ، و «سنان ذرب وأسنة ذربى» فإنها ليس فيها ذلك المعنى.

انظر التسهيل : ٢٧٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٤٣ ـ ١٨٤٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٥١ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ١٤٤ ، الهمع : ٦ / ١٠٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٧ ، إعراب ابن النحاس : ٣ / ٨٦.

(٦) يقال : هو قمن بكذا أي : حقيق وخليق وجدير. انظر اللسان : ٥ / ٣٧٤٥ (قمن) ، شرح المكودي : ٢ / ١٣٣ ، إعراب الألفية : ١٢٦ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٣٢.

(٧) فـ «قمن» خبر عن «زمن» ، و «هالك وميت» معطوفان عليه ، وبه قال المكودي. وقال الشاطبي : «قمن» خبر عن «ميت» ، وعليه فـ «زمن وهالك» بالجر عطفا على «قتيل».

انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣ ، إعراب الألفية : ١٢٦ ، حاشية الصبان : ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣.

وقال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١٣٣) : لا حاجة لهذا ، والحق أنه «قمن» بكسر الميم ، وله احتمالان : أحدهما : أن تقول : أن «زمن» مبتدأ و «قمن» خبره ، و «هالك وميت» كل منهما مبتدأ حذف خبر كل منهما ، لدلالة خبر «زمن» عليه. والثاني : أن تقول : أن «زمن وهالك» بالجر ، معطوفان على «قتيل» ، وأما «ميت» فهو بالرفع مستأنف مبتدأ ، و «قمن» خبره. انتهى.

٣١٥

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

لفعل اسما صحّ لاما فعله

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعلة» ـ بكسر الفاء ، وفتح العين ـ ، وهو مطّرد في : فعل» ـ بضمّ الفاء ، وسكون العين ـ.

وشمل الصحيح نحو : «درج ودرجة» ، والمعتلّ ، نحو «كوز وكوزة» ، والمضاعف نحو : «دبّ ودببة» (١).

واحترز بقوله : «اسما» من الصّفة ، نحو «حلو» ، وبقوله : «صحّ لاما» من المعتلّ الّلام ، نحو «عضو» ، فلا يجمع شيء من ذلك على «فعلة».

وقد يجمع على «فعلة» غير «فعل» المضموم الفاء ، وإليه أشار ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

والوضع في فعل وفعل قلّله

يعني : أنّه قد يجمع على : («فعلة») (٢) «فعل» ـ بفتح الفاء ، وسكون العين ـ ، و «فعل» ـ بكسر الفاء ، وسكون العين ـ.

فمن الأوّل : «زوج وزوجة» ، ومن الثّاني : «قرد وقردة» /.

ومعنى : «قلّله» أي : الوضع قلّل (٣) جمع «فعل وفعل» على «فعلة». وفهم منه (٤) : اطّراده في «فعل» بالضّمّ.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وفعّل لفاعل وفاعله

وصفين نحو عاذل وعاذله

من أمثلة جمع الكثرة «فعّل» ـ بضمّ الفاء وفتح العين مشدّدة ـ ، وهو مطّرد في «فاعل وفاعلة» ، بشرط صحّة لامهما (٥) ، نحو «ضارب وضرّب ، وضاربة وضرّب».

واحترز بالوصف من غيره ، نحو «حائط».

ثمّ إنّ المذكّر من هذين الوصفين ـ يختصّ عن المؤنّث بـ «فعّال» بزيادة ألف بعد العين ، وإليه أشار ، فقال :

__________________

(١) في الأصل : رب وديته. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل : انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٣) في الأصل : في بدل «قلّل». انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٤) في الأصل : من. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٥) في الأصل : لامها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

٣١٦

ومثله الفعّال فيما ذكّرا

 ...

يعني : أنّ ما ذكّر من الوصفين (١) يجمع على «فعّال» فتقول : «رجال ضرّاب وصوّام» (٢).

ثمّ نبّه على أنّ هذين الوزنين قد يجيئان (جمعين) (٣) للمعتلّ الّلام ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وذان في المعلّ لاما ندرا

يعني : مثال «فعّل» في المعتلّ الّلام نحو «غاز وغزّى» ، ومثال «فعّال» نحو «غاز وغزّاء».

وفهم من قوله : «ندرا» أنّ ذلك إنّما يطّرد في الصّحيح الّلام.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

فعل وفعلة فعال لهما

 ...

من أمثلة جمع الكثرة «فعال» ـ بكسر الفاء ـ ، وهو مطّرد في «فعل ، وفعلة» ، وفهم من إطلاقه فيهما : اشتراك الاسم والوصف فيهما ، نحو «كعب وكعاب ، وصعب وصعاب ، وقصعة وقصاع» ، وشمل / الصّحيح العين ـ كما مثّل ـ والمعتلّها ، نحو «ثوب وثياب» إلا أنّه قليل فيما عينه الياء ، وإلى ذلك أشار ، فقال رحمه‌الله تعالى :

 ...

وقلّ فيما عينه اليا منهما

يعني : أنّ «فعالا» قليل فيما عينه ياء من «فعلة وفعل» ، ومنه : «ضيف (٤) وضياف» (٥).

__________________

(١) في الأصل : الوضعين. اشرح شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٢) وندر في المؤنث ، كقوله :

أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة

وقد أراهنّ عنّي غير صدّاد

فجمع «صادة» على «صداد» ، وهو نادر. وتأوله بعضهم على أن «صداد» في البيت جمع : صاد ، وجعل الضمير لـ «الإبصار» لأنه يقال : بصر صاد ، كما يقال : بصر حاد.

انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٣٣ ، الهمع : ٦ / ١٠١ ، ارتشاف الضرب : ١٨٤٦ ، شرح المرادي : ٢ / ٥٢ ـ ٥٣.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٣.

(٤) في الأصل : ضعيف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٥) وكذلك فيما فاؤه ياء أيضا ، قال ابن مالك في شرح الكافية : «وشذ فيما فاؤه أو عينه ياء

٣١٧

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وفعل أيضا له فعال

ما لم يكن في لامه اعتلال

يعني : أنّ «فعالا» يطّرد في «فعل» ـ بفتح الفاء والعين ـ ، نحو «جمل وجمال ، وجبل وجبال» ، لكن بشرطين :

أشار إلى الأوّل منهما بقوله :

ما لم يكن في لامه اعتلال

وإلى الثّاني ، فقال رحمه‌الله تعالى :

أو يك مضعفا ...

 ...

يعني : أنّ «فعلا» (١) لا يجمع على «فعال» إذا كان معتلّ الّلام ، نحو «فتى» أو مضعّفا ، نحو «طلل».

وأطلق في «فعل» ، وهو مقيّد بأن يكون اسما (٢) ، احترازا من نحو «حسن وبطل» ، فلا يجمع على «فعال».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ... ومثل فعل

ذو التّا ...

يعني : أنّ «فعلة» يطّرد أيضا في جمعه على «فعال» ، نحو «رقبة ورقاب».

وفهم من قوله : «ومثل فعل» أنّه يشترط فيه عدم التّضعيف ، وإعلال الّلام.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ...

 ... وفعل مع فعل فاقبل

يعني : أنّ «فعالا» يطّرد في «فعل» ـ بكسر الفاء ، وسكون العين ـ ، وفي «فعل» ـ بضم الفاء ، وسكون العين ـ.

__________________

كـ «يعر ويعار» ، و «ضيف وضياف». انتهى. وقال في التسهيل : «فعال» وهو لـ «فعل» غير يائي العين ، ول «فعلة» مطلقا.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٤٩ ، التسهيل : ٢٧٢ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٣ ، الهمع : ٦ / ٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٤ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٩١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٨.

(١) في الأصل : فعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٢) ونص ابن مالك على هذا القيد في التسهيل.

انظر التسهيل : ٢٧٢ ، الهمع : ٦ / ٩٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠١ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٨.

٣١٨

فالأوّل نحو «قدح (١) وقداح» ، والثّاني نحو «رمح ورماح» (٢).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وفي فعيل وصف فاعل ورد

كذاك في أنثاه أيضا اطّرد

يعني : يطّرد «فعال» أيضا في «فعيل» ، ومؤنّثه «فعيلة» ، إذا كانا وصفين (٣) ، نحو «ظريف وظراف ، وظريفة وظراف (٤)» (٥) ، واحترز به من / «فعيل» اسما ، نحو «قضيب» ، ومن «فعيل» بمعنى : مفعول ، نحو «جريح» ، فلا يجمعان على «فعال».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وشاع في وصف على فعلانا

أو أنثييه أو على فعلانا

ومثله فعلانة ...

 ...

يعني : أنّ «فعالا» (٦) المذكور شاع ـ أي : كثر ـ في «فعلان» ، نحو «ندمان وندام» ، والمراد بأنثييه (٧) : «فعلانة» (٨) نحو «ندمانة» (وندام) (٩) ، و «فعلى» ،

__________________

(١) القدح ـ بكسر القاف ـ : السهم قبل أن ينصل ويراش ، وقال أبو حنيفة : القدح : العود إذا بلغ فشذب عنه الغصن ، وقطع على مقدار النبل الذي يراد من الطول والقصر. انظر اللسان : ٥ / ٣٥٤٢ (قدح).

(٢) ويشترط في هذين الوزنين أن يكونا اسمين احترازا من نحو «جلف وجلوف». ويشترط في ثانيهما ألا يكون واوي العين كـ «حوت» ، وقياسه «حيتان» ، ولا يائي اللام كـ «مدى» وقياسه «أمداء». انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٥٠ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٤ ، الهمع : ٦ / ٩٨ ـ ٩٩ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٠٨ ، التسهيل : ٢٧٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٤.

(٣) في الأصل : وضعين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٤) في الأصل : فظراف. بدل «وظراف». انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٥) واشترط في التسهيل كون «فعيل» بمعنى : فاعل ، وأنثاه : أن يكونا صحيحي اللام.

انظر التسهيل : ٢٧٣ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠١ ، التصريح على التوضيح : ٣٠٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٥.

(٦) في الأصل : فعال. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٧) في الأصل : ما تأنيثه. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٨) في الأصل : فعلان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٩) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

٣١٩

نحو «غضبى وغضاب» (١) ، أو على «فعلان» ـ بضمّ الفاء ـ ، نحو «خمصان وخماص» (٢).

وقوله : «ومثله» أي : ومثل «فعلان» ـ بضمّ الفاء ـ «فعلانة» ـ بضمّها أيضا ـ ، وهو مؤنّثه (نحو) (٣) «خمصانة (وخماص) (٤)».

فجملة ما يجمع على «فعال» ثلاثة عشر وزنا ، ثمانية تطّرد فيها ، وهي :

«فعل وفعلة ، وفعل وفعلة ، وفعل وفعل (٥) ، وفعيل وفعيلة» (٦) ، وخمسة يكثر فيها دون اطّراد ، وهي : «فعلان ، وفعلانة ، وفعلى ، وفعلان (٧) ، وفعلانة» (٨).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

 ... والزمه في

نحو طويل وطويلة تفي

أي : ألزم «فعالا» فيما عينه واو ولامه صحيحة من «فعيل» بمعنى «فاعل» ، ومؤنّثه «فعيلة» ، نحو «طويل وطوال» ، و «طويلة وطوال» (٩).

والمراد بلزوم «فعال» فيهما : أنّهما لا يجمعان (١٠) على غيره من جموع التّكسير.

وفهم من تخصيصهما بذلك : أنّ ما عداهما ممّا يجمع على «فعال» قد يجمع على غيره (١١).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبفعول فعل نحو كبد

يخصّ غالبا ...

__________________

(١) في الأصل : وغضباب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٢ ـ ٣ ـ ٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٥) في الأصل : وفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٦) في الأصل : وفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٧) في الأصل : وفعلا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(٨) وقد صرح بعدم اطراد هذه الأوزان الخمسة في شرح الكافية حيث قال : «وشاع دون اطراد في «فعلان» وصفا ، وفي أنثييه ، وهما «فعلى» و «فعلانة» وفي «فعلان ، وفعلانة» أوصافا. انتهى.

وكلامه في التسهيل يقتضي الاطراد. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٥٠ ، التسهيل : ٢٧٣ ، شرح المرادي : ٥ / ٥٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٣٥.

(٩) في الأصل : أو طويل وطوال. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(١٠) في الأصل : يجتمعان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٤.

(١١) تقول : «كريم وكرماء وكرام» ، و «ظريف وظرفاء وظراف» ، و «شريف وشرفاء وشراف» ، ولا يجاوز في نحو «طويل وطويلة» إلا إلى التصحيح نحو «طويلين وطويلات».

٣٢٠