شرح ابن طولون - ج ٢

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

شرح ابن طولون - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢

٢٣٨ ـ فما كان حصن ولا حابس

يفوقان مرداس في مجمع

الثّاني : طلب التّناسب لما بعده ، كقراءة نافع : (سَلاسِلَ وَأَغْلالاً)(٢) [الإنسان : ٤] ، أو لما قبله ، كقراءة الأعمش : لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا (٣) [نوح : ٢٣].

__________________

٢٣٨ ـ من المتقارب للعباس بن مرداس الصحابي رضي‌الله‌عنه من قصيدة له يعاتب فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أعطى من سبي حنين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل واحد منهما مائة من الإبل وأعطاه دون ذلك ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهبوا فاقطعوا عني لسانه ، فأعطوه حتى رضي ، وقيل : أتموه المائة ، وبعده :

وما كنت دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

ويروى : «وما» بدل «فما» ، ويروى : «شيخي» بدل «مرداس» ، ومرداس : هو مرداس بن عامر السلمي والد الشاعر. والشاهد في قوله : «مرداس» حيث منعه من الصرف ـ وهو اسم مصروف ـ للضرورة وهو ما أجازه الكوفيون وبعض البصريين.

انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٧٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١١٩ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٦٩ ، ٣٦٥ ، الخزانة : ١ / ١٤٧ ، ٢٥٣ ، الإنصاف : ٤٩٩ ، الهمع (رقم) : ٤٣ ، ٩٥٦ ، الدرر اللوامع : ١ / ١١ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٧٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٥٦٦ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٦٨ ، شرح ابن الناظم : ٦٦٢ ، شرح دحلان : ١٥٠ ، الضرائر : ١٠٢ ، سر الصناعة : ٥٤٦ ، ٥٤٧ ، الإفصاح : ٥٩ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ١٤٨ ، الأصول : ٣ / ٤٣٧.

(١) وذلك بفتح «سلاسل» مع التنوين. وهي قراءة أبي بكر والكسائي وهشام وأبي جعفر أيضا. وقرأ الباقون بالفتح من غير تنوين لأن «فعالل» لا تنصرف.

انظر حجة القراءات : ٧٣٧ ، إتحاف فضلاء البشر : ٤٢٨ ، المبسوط في القراءات العشر : ٤٥٤ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ٢٧٥ ، إعراب النحاس : ٥ / ٩٦ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ٤٨٠.

(٢) وذلك بصرف «يغوث ويعوق» وهي قراءة عبد الله أيضا ، قال النحاس : هذا عند الخليل وسيبويه لحن وهو أيضا مخالف للسواد الأعظم ، وذهب الفراء إلى أن ذلك يجوز صرفه لكثرته أو كأنه نكرة. والجمهور على المنع من الصرف لوزن الفعل والتعريف.

انظر القراءات الشاذة : ١٦٢ ، إعراب النحاس : ٥ / ٤١ ، إتحاف فضلاء البشر : ٤٢٥ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ٢٧٠ ، معاني الفراء : ٣ / ١٨٩.

٢٠١

الباب الرابع والخمسون

إعراب الفعل

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

إعراب الفعل

ارفع مضارعا إذا يجرّد

من ناصب وجازم كتسعد

لمّا فرغ من ذكر إعراب الاسم وأحكامه وعوارضه ـ أخذ في ذكر إعراب الفعل وقد سبق أنّ الإعراب مختص بالمضارع منه (١).

وقول الكوفيّين : إنّ افعل مجزوم بلام مقدّرة (٢) ـ ضعيف (٣).

وقد اختار المصنّف أنّ الرّافع للفعل المضارع تجرّده من الجازم والنّاصب ، موافقة للكوفيّين (٤).

__________________

(١) راجع باب المعرب والمبني ص ٦٠ / ١ من هذا الكتاب.

(٢) لأنه عندهم قطعة من المضارع المجزوم بها ، فحذفت اللام تخفيفا ، ثم حرف المضارعة خوف الالتباس بغير المجزوم عند الوقف ، ثم يؤتى بهمزة الوصل عند الاحتياج إليها. قال ابن هشام : وبقولهم أقول ، لأن الأمر معنى حقه أن يؤدي بالحرف ، ولأنه أخو النهي. ومذهب البصريين أنه مبني على السكون.

انظر الإنصاف (مسألة : ٧٢) : ٢ / ٥٤٢ ، الهمع : ١ / ٤٦ ، ابن عقيل مع الخضري : ١ / ٣٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٥٥ ، شرح المرادي : ١ / ٥٩ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٦١ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٦٨ ، شرح الأشموني : ١ / ٥٨ ، مغني اللبيب : ٣٠٠.

(٣) وذلك لأن عوامل الأفعال ضعيفة فلا يجوز حذفها وإعمالها ، كما لم يجز ذلك في «لم ، ولن» ونظائرهما. ورد الكوفيين على هذا بأن «رب» تعمل الخفض مع الحذف بعد الواو والفاء و «بل» عند البصريين.

انظر شرح ابن يعيش : ٧ / ٦١ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٢٦ ، حاشية الصبان : ١ / ٥٨ ، الإنصاف : ٢ / ٥٩٢.

(٤) قال ابن مالك في شرح الكافية (٣ / ١٥١٩): «وينبغي أن يعلم أن رافع الفعل معنى ، وهو إما وقوعه موقع الاسم ، وهو قول البصريين ، وإما تجرده من الجازم والناصب ، وهو قول حذاق الكوفيين ، وبه أقول لسلامته من النقض» انتهى.

وانظر التسهيل : ٢٢٨ ، كما وافقهم ابن هشام في الجامع الصغير (١٦٩). وذهب الكسائي إلى أنه يرتفع بالزائد في أوله. وذهب ثعلب من الكوفيين ، والزجاج من البصريين إلى أنه

٢٠٢

وردّ قول البصريّين : إنّ الرّافع له وقوعه موقع الاسم ؛ بثبوت الرّفع بعد أدوات التّحضيض ، وفي خبر أفعال المقاربة المجرّدة عن «أنّ» ، وفي الصّلة ، نحو «جاءني الّذي يقوم» ، مع عدم صلاحيّة هذه المواضع للاسم (١).

وقدّم الجازم لكونه من خصائص الفعل (٢).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبلن انصبه وكي كذا بأن

لا بعد علم والّتي من بعد ظن

فانصب بها والرّفع صحّح واعتقد

تخفيف أن (٣) من أنّ فهو مطّرد

الّذي ينتصب بعده المضارع ينقسم إلى : ما هو ناصب بنفسه ، وإلى ما ينصب بـ «أن» مضمرة بعده ، فبدأ بالقسم الأوّل ، وهو أربعة أحرف :

أحدها : «لن» ، وليست مركّبة من «لا» ، و «أن» ، حذفت الهمزة تخفيفا ، ثمّ الألف لالتقاء الساكنين ، كما ذهب إليه الخليل (٤) ، ولا أصلها «لا» ، أبدلت

__________________

يرتفع بنفس المضارعة للاسم. انظر في ذلك الإنصاف (مسألة : ٧٤) : ٢ / ٥٥١ ، الكتاب : ١ / ٤٠٩ ، شرح المرادي : ٤ / ١٧٢ ، شرح ابن الناظم : ٦٦٤ ، الهمع : ٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٢ ، المقتضب : ٢ / ٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٩ ، شرح المكودي : ٢ / ٨٣.

(١) قال ابن مالك في شرح الكافية (٣ / ١٥١٩): «بخلاف الأول ـ يقصد قول البصريين ـ فإنه ينتقض بنحو : «هلا تفعل» ، و «جعلت أفعل» ، و «ما لك لا تفعل» و «رأيت الذي يفعل» فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع ، مع أن الاسم لا يقع فيها ، فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعا بلا رافع ، فبطل القول بأن رافعه وقوعه موقع الاسم ، وصح القول بأن رافعه التجرد من الجازم والناصب انتهى. وانظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٩ ، الهمع : ٢ / ٢٧٣.

(٢) لعله يقصد بهذا التقديم : التقديم الموجود في الكافية حيث قال ابن مالك فيها (٣ / ١٥١٣) :

تجرّد من جازم وناصب

رافع فعل كـ «أجلّ صاحبي»

ولم يقدم الناظم في الألفية الجازم ، بل قدم الناصب حيث قال :

ارفع مضارعا إذا يجرّد

من ناصب وجازم كتسعد

(٣) في الألفية (٤٦): «تخفيفها» بدل «تخفيف أن».

(٤) والكسائي والخازرنجي أيضا. وذلك لأن دعوى التركيب إنما تصح إذا كان الحرفان ظاهرين حالة التركيب كـ «لو لا» ، والظاهر هنا جزء كل منهما ، ولأنه لا معنى للمصدرية في «لن» كما كانت في «أن» ، ولأنه جاء تقديم معمول معموله عليه ، حكى سيبويه : «عمرا لن أضرب» ومنع التقديم الأخفش الصغير.

انظر شرح المرادي : ٤ / ١٧٣ ، الكتاب : ١ / ٤٠٧ ، الهمع : ٤ / ٩٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٠ ، مغني اللبيب : ٣٧٤ ، الأشموني : مع الصبان : ٣ / ٢٧٨ ، الجنى الداني : ٢٧١ ،

٢٠٣

الألف نونا ، كما ذهب إليه الفرّاء (١) ، لانتفاء الدّليل عليهما (٢) /. وهي ناصبة بنفسها اتّفاقا (٣) ، والرّفع بعدها ندور ، كندور الجزم بها (٤) ، كقوله :

٢٣٩ ـ ...

فلن يحل للعينين بعدك منظر

__________________

شرح الرضي : ٢ / ٢٣٥ ، جواهر الأدب : ٣٢١ ، المفصل : ٣٠٧ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٥ ، التسهيل : ٢٢٩ ، معاني الحروف للرماني : ١٠٠ ، الجامع الصغير : ١٦٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٠.

(١) لأن المعهود إبدال النون ألفا كـ «نسفعا» لا العكس.

انظر شرح المرادي : ٤ / ١٧٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٠ ، الهمع : ٤ / ٩٤ ، الأشموني مع الصبان : ٣ / ٢٧٨ ، مغني اللبيب : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، الجنى الداني : ٢٧٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٣٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٦ ، المفصل : ٣٠٧ ، الجامع الصغير : ١٦٩ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٠.

(٢) بل هي بسيطة كما ذهب إليه سيبويه والجمهور.

انظر الكتاب : ١ / ٤٠٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٣٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٠ ، الجنى الداني : ٢٧٧٠ ، الهمع : ٤ / ٩٣ ، شرح المرادي : ٤ / ١٧٣ ، جواهر الأدب : ٣٢١ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٥ ـ ١٦ ، المفصل : ٣٠٧.

(٣) لكن عند الخليل لا ينتصب المضارع إلا بـ «أن» ظاهرة أو مقدرة ، فإذا نصبت ما بعد «لن» كان بـ «أن» مقدرة. وذكر سيبويه أنه لو نصب بتقدير «أن» لامتنع تقديم معمول فعلها عليها لكونه من الصلة ، ولا يتقدم شيء من الصلة على الموصول ، وقد جاء عنهم مقدما نحو : «زيد لن أضرب» ، فدل على أن النصب ليس بـ «أن».

انظر الكتاب : ١ / ٤٠٧ ، معاني الحروف للرماني : ١٠٠ ، جواهر الأدب : ٣٢١.

(٤) وحكى اللحياني : أن الجزم بها لغة لبعض العرب.

انظر الهمع : ٤ / ٩٧ ، شرح المرادي : ٤ / ١٧٤ ، مغني اللبيب : ٣٧٥ ، الجنى الداني : ٢٧٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٧٨ ، الجامع الصغير : ١٦٩ ، حاشية الخضري : ٢ / ١١٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٠.

(٢٣٩) ـ من الطويل لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي (صاحب عزة) من قصيدة له يمدح فيها عبد الملك بن مروان في ديوانه (٢٥٤) وانظر (٣٢٨) ، وصدره :

أيادي سبا يا عزّ ما كنت بعدكم

ويروي : «فلم يحل بالعينين» بدل «فلن يحل للعينين» ، ويروي : «منزل» بدل «منظر».

أيادي سبا : اتخذ الناس هذا مثلا مضروبا في التفريق والتمزيق. منظر : إما مصدر ميمي أو اسم مكان ، والمعنى كنت بعد فراقك يا عزة مشتت الحال مفرق البال فلم يحل لعيني نظر أو منظر. قال البغدادي : فظهر بهذا أن المعنى مع «لم» فإن ما ذكره حكاية حال ماضية لا أخبار عن أمر مستقبل ، والرواية : «فلم يحل بالعينين» بالباء لا باللام ، وهو المذكور في كتب اللغة. انتهى. والشاهد فيه على أن الجزم بـ «لن» نادر ، و «يحل» مجزوم بحذف الألف. وقيل : الجزم بها لغة.

انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٧٨ ، أبيات المغني : ٥ / ١٥٩ ، مغني اللبيب : ٥١٩ ، شواهد

٢٠٤

وتقتضي نفي ما أثبت بحرف التّنفيس» (١) ، من غير دلالة على التّأبيد (٢) ، ولا منافاة له (٣).

الثّاني : «كي» ، وظاهر كلامه هنا أنّها ناصبة بنفسها مطلقا ، والصواب ما قسّمه في غير هذا الموضع ، من أنّ المصدريّة ناصبة بنفسها ، والتّعليليّة الّتي بمعنى الّلام ، النّصب بعدها بإضمار «أن» (٤).

وتعرف المصدريّة بدخول لام التّعليل عليها ، نحو : (لِكَيْلا)(٥) تَأْسَوْا [الحديد : ٢٣] ، والتّعليليّة بدخولها على الّلام ، نحو :

__________________

المغني : ٢ / ٦٨٧ ، الجنى الداني : ٢٧٢ ، حاشية الصبان : ٣ / ٢٧٨ ، المنقوص والممدود للفراء : ٣٦.

(١) أي : لنفي الفعل المستقبل ، إما في غاية ينتهي إليها ، نحو : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ،) وأما إلى غير غاية نحو : (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ،) وهذا مذهب الجمهور.

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٩ ، المقتضب : ٢ / ٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩١.

(٢) لأنها لو كانت للتأبيد لزم التناقض بذكر «اليوم» في قوله تعالى : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ،) ولزم التكرار بذكر «أبدا» في قوله تعالى : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً) ولم تجتمع مع ما هو لانتهاء الغاية ، نحو قوله تعالى : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ،) قال الأزهري : «وتأبيد النفي في (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) لأمر خارجي ، لا من مقتضيات «لن». انتهى. وخالف الزمخشري في بعض نسخ أنموذجه فذهب إلى أنها تفيد تأبيد النفي ، ووافقه المرتضي في التاج. وذهب في مفصله وبعض نسخ أنموذجه الأخرى إلى أنها تفيد توكيد النفي ، ووافقه العصام في شرح الفريد. قال ابن هشام : «وكلاهما دعوى بلا دليل».

انظر الهمع : ٤ / ٩٤ ـ ٩٥ ، شرح المرادي : ٤ / ١٧٣ ، جواهر الأدب : ٣٢٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٧٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٩ ، الأنموذج بشرح الأردبلي : (٨٩ / أـ مخطوط) ، الأنموذج : ١٠٢ ، مغني اللبيب : ٣٧٤ ، موصل الطلاب للأزهري : ١٣١ ، الجنى الداني : ٢٧٠ ، التسهيل : ٢٢٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٣٥ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ١١١ ، المفصل : ٣٠٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٣١ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٨٣ ، شرح الفريد : ٢٢٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ١١٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩١ ، شرح القطر للفاكهي مع حاشية يس عليه : ١ / ١٤٣.

(٣) الظاهر من قول ابن طولون هنا أنه موافق للزمخشري فيما ذهب إليه في أنموذجه أن «لن» تفيد تأبيد النفي.

(٤) قال ابن مالك في شرح الكافية : (٣ / ١٥٣١): «ثم بينت أن «كي» على ضربين :

أحدهما : كونها حرفا مصدريا بمعنى : «أن» ، ومساوية لها في الاستقلال بالعمل.

والثاني : كونها حرف تعليل بمعنى اللام ، والنصب بعدها حينئذ بـ «أن» مضمرة غير جائزة الإظهار. انتهى.

(٥) في الأصل لليلا.

٢٠٥

٢٤٠ ـ فأوقدت ناري (٢) كي ليبصر ضوؤها

 ...

لامتناع الفصل بين الموصول (٣) وصلته (٤) بحرف الجرّ ، ودخول حرف موصول على مثله (٥) ، وتقدّر الّلام مؤكدة لتعليل «كي» (٦).

ومع التجرّد عن الّلام ، نحو : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) [الحشر : ٧] ، فيجوز الوجهان ، ولم يسمع في كلامهم : «كي أن يقوم زيد» (٧).

الثّالث : أن المصدريّة ، نحو : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) [الشعراء : ٨٢] ، وتعرف بصحّة تأوّلها وما بعدها بالمصدر ، بخلاف المخفّفة من الثّقيلة ، وهي الواقعة بعد فعل دالّ على العلم ، نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ) [المزمل : ٢٠] ، فإنّه يتعيّن رفع الفعل بعدها ، وأكثر ما يقع مفصولا منها بحرف التّنفيس ، أو نفي ، أو «قد» ، أو «لو» ـ كما سبق (٨) ـ وقد تأتي بلا فصل كقوله :

٢٤١ ـ علموا أن يؤمّلون فجادوا

 ...

__________________

٢٤٠ ـ من الطويل ، لمنصور بن الزبرقان النمري ، من قصيدة له في ديوانه (١٣١) ، وعجزه :

وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله

ونسبه العيني لحاتم الطائي (وليس في ديوانه) ، وقيل : هو لرجل من باهلة. وروي صدره في الديوان :

فأبرزت ناري ثمّ أثقبت ضوءها

والشاهد فيه على أن «كي» هاهنا تعليلية لدخولها على اللام ، قال العيني : «وإنما جمع بينهما للتأكيد ، وهذا تركيب نادر». انتهى. وعلى رواية الديوان فلا شاهد فيه.

انظر الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٠٦ ، شرح المرزوقي : ١٦٩٧ ، شرح الحماسة للتبريزي : ٤ / ١١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٠ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣٣٥ ، شواهد المغني : ١ / ٥٠٩ ، أبيات المغني : ٤ / ١٥٩ ، شرح المرادي : ٤ / ١٧٦.

(١) في الأصل نارا. انظر المراجع المتقدمة.

(٢) في الأصل المصدر.

(٣) أي صلة «كي» ، وذلك على تقدير أنها موصولة ناصبة بنفسها.

(٤) أي دخول «كي» على «أن» المقدرة بعد اللام لأنهما حينئذ موصولان حرفيان.

(٥) وإنما يقدر هذا ، لامتناع دخول حرف جر على مثله.

(٦) قال السيوطي : قال أبو حيان : والمحفوظ إظهارها بعد «كي» الموصولة بـ «ما» ، كقوله :

كيما أن تغرّ وتخدعا

ولا أحفظ من كلامهم : «جئت كي أن تكرمني». انتهى.

انظر الهمع : ٤ / ١٠٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٣٣.

(٧) في «أن» المخففة. انظر ص ٢٦٤ / ١ من هذا الكتاب.

٢٤١ ـ من الخفيف ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل

٢٠٦

والنّصب بعدها في قراءة / بعضهم : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ)(١) [طه : ٨٩] ـ نادر. فإن وقعت بعد فعل دالّ على الظّنّ ، كـ : «حسب ، وزعم ، وظنّ» ونحوها ـ جاز أن تجعل مصدريّة ناصبة ، وأن تجعل مخفّفة من الثّقيلة ، فلا تعمل ، ويكون الفعل بعدها مرفوعا (٢) ، وبهما قرىء في التواتر (٣) : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ)(٤) فِتْنَةٌ (٥) [المائدة : ٧١] ، وتترجّح المصدريّة عند عدم الفصل بينها وبين الفعل ، ولذلك أجمعوا على النّصب في : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)(٦) [العنكبوت : ٢].

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبعضهم أهمل أن حملا على

ما أختها حيث استحقّت عملا

بعض العرب يهمل «أن» مطلقا حملا على «ما» المصدريّة في نحو : (وَيَعْلَمُ ما) يفعلون (٧) [الشورى : ٢٥] ، ومنه قوله :

__________________

وقد تقدم الكلام عليه ص ٣٧٠ من هذا الكتاب. والشاهد في قوله : «أن يؤملون» حيث وقع خبر «أن» المخففة من الثقيلة جملة فعلية فعلها متصرف وليس بدعاء ، ولم يفصل بينهما فاصل ، وهو قليل ، والكثير أن يأتي بفاصل ويقول : سيأملون.

(١) يرجع : بالنصب. وهي قراءة أبي حيوة ، وقرأ الجمهور «يرجع» بالرفع ، وهو أولى.

انظر القراءات الشاذة : ٨٩ ، إعراب النحاس : ٣ / ٥٥ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ١٢٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٢٥ ، الهمع : ٤ / ٨٨.

(٢) في الأصل : مروعا.

(٣) في الأصل : التوتر.

(٤) في الأصل : يكون.

(٥) فقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب : «ألا تكون» بالرفع ، وقرأ الباقون : «ألا تكون» بالنصب.

انظر المبسوط في القراءات العشر : ١٨٧ ، حجة القراءات : ٢٣٣ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٥٥ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٠٢ ، إملاء ما من به الرحمن : ١ / ٢٢٢ ، إعراب النحاس : ٢ / ٣٢ البيان لابن الأنباري : ١ / ٣٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٢٣ ـ ١٥٢٤ ، الهمع : ٤ / ٨٩.

(٦) و «أن» وصلتها في موضع نصب بـ «حسب» ، وقد سدت بصلتها مسد مفعولي «حسب».

انظر إعراب النحاس : ٣ / ٢٤٧ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٤١ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ١٨١.

(٧) «ويفعلون» قرأها حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وخلف : «تفعلون» بالتاء ، وقرأها الباقون : «يفعلون» بالياء.

انظر المبسوط في القراءات العشر : ٣٩٥ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٣٦٧ ، حجة القراءات : ٦٤١ ، إتحاف فضلاء البشر : ٣٨٣.

٢٠٧

٢٤٢ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما

 ...

وقرىء شاذّا : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [البقرة : ٢٣٣] ـ بضمّ الميم (٢) ـ وأندر منه الجزم بها (٣) في نحو :

٢٤٣ ـ ...

تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب

وتقع أن تفسيريّة ، وزائدة ، فلا تعمل شيئا.

__________________

٢٤٢ ـ من البسيط ، آخر أبيات ثلاثة لم أعثر على قائلها ، وعجزه :

منّي السّلام وألا تشعرا أحدا

ويروى : «وألا تعلما» و «وألا تخبرا» بدل «وألا تشعرا». قوله : «ويحكما» : «ويح» كلمة ترحم ورأفة ، وهو مصدر منصوب بفعل واجب الحذف. والشاهد في قوله : «أن تقرآن» حيث أهملت «أن» عن العمل ، حملا على أختها «ما» المصدرية. وزعم الكوفيون أن «أن» هذه هي المخففة من الثقيلة شذ اتصالها بالفعل.

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٧ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٠ ، شرح المرادي : ٤ / ١٨٦ ، جواهر الأدب : ٢٣٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٢٧ ، شواهد المغني : ١ / ١٠٠ ، أبيات المغني : ١ / ١٣٥ ، ٤ / ١٢٣ ، ٨ / ١٢٤ ، الخزانة : ٨ / ٤٢٠ ، مجالس ثعلب : ١ / ٣٢٢ ، المنصف : ١ / ٢٧٨ ، الإنصاف : ٢ / ٥٦٣ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٥ ، ٨ / ١٤٣ ، مغني اللبيب : ٣٤ ، ١١٩٢ ، الخصائص : ١ / ٣٩٠ ، شرح ابن الناظم : ٦٦٨ ، الجنى الداني : ٢٢٠ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٤٣٧ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٦١٦ ، الضرائر : ١٦٣ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٨٤ ، كاشف الخصاصة : ٣٠٤ ، النكت الحسان : ١٤٢.

(١) وهي قراءة مجاهد وابن محيص.

انظر القراءات الشاذة : ١٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٢٧ ـ ١٥٢٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٢ ، شرح المرادي : ٤ / ١٨٧ ، شرح المكودي : ٢ / ٨٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٠.

(٢) قال السيوطي : «قال الرؤاسي من الكوفيين : فصحاء العرب ينصبون بـ «أن» وأخواتها الفعل ، ودونهم قوم يرفعون بها ، ودونهم قوم يجزمون بها ، وأنشد على الجزم :

أحاذر أن تعلم بها فتردّها

وممن حكى الجزم بها لغة من البصريين : أبو عبيدة واللحياني ، وزاد أنها لغة بني صباح». انتهى.

وانظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩١ ، الجنى الداني : ٢٢٦ ، مغني اللبيب : ٤٥ ـ ٤٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٤.

٢٤٣ ـ من الطويل ، لامرىء القيس الكندي من قصيدة له في ديوانه (٣٩٨) وصدره :

إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا

ويروى : «غدونا» بدل «ركبنا» ، ويروى : «هلم» بدل «تعالوا» ، وغدونا : ذهبنا غدوة ، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. والولدان : جمع وليد وهو الصبي ، نحطب : جزم في جواب الأمر ، وهو «تعالوا» ، وكسر للقافية. والشاهد فيه جزم «يأتنا» بـ «أن» المفتوحة ، وأصله : «يأتينا» فسقطت الياء للجزم.

٢٠٨

وتعرف الأولى : بأن يتقدّم عليها جملة متضمّنة لمعنى القول دون حروفه (١) ، وأكثر ما يليها الأمر ، نحو : (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ)(٢) أَنْ سَبِّحُوا [مريم : ١١] ، (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) [المؤمنون : ٢٧].

وأكثر ما تقع الثّانية بعد «لمّا» ، نحو : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) [يوسف : ٩٦] ، (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) [العنكبوت : ٣٣].

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ونصبوا بإذن المستقبلا

إن صدّرت والفعل بعد موصلا

أو قبله اليمين وانصب وارفعا

إذا إذن من بعد عطف وقعا /

هذا هو الحرف الرّابع ممّا ينصب الفعل المضارع بنفسه وهو : «إذن» (٣).

قال سيبويه : «وهي حرف جزاء وجواب» (٤).

وذكر المصنّف لعملها ثلاثة شروط :

__________________

انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٤ ، مغني اللبيب : ٣٢١ ، المحتسب : ٢ / ٢٥٩ ، شواهد المغني : ١ / ٩١ ، أبيات المغني : ١ / ١٢٨ ، الجنى الداني : ٢٢٧ ، الإفصاح : ١٠٧ ، حاشية يس : ٢ / ٢٤٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ١١١.

(١) ولا تقع بعد صريح القول خلافا لابن عصفور ، حيث ذهب إلى أنها قد تكون مفسرة بعد صريح القول ، وجعل منه قوله تعالى : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) فـ «أن» في الآية تفسيرية لـ «ما» في «ما أمرتني» لا للمجرور في «به» ، وتمسك بقوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) فإن التقدير : قائلا بعضهم لبعض : «أن امشوا». وأجيب : إما بأن «أن» زائدة ، أو بأن القول المقدر كالفعل المؤول بالقول في عدم الظهور ، أو بأن «انطلق» متضمن لمعنى القول ، لأن المنطلقين عن مجلس يتفاوضون فيما جرى فيه.

انظر مغني اللبيب : ٤٨ ، جواهر الأدب : ٢٣٧ ، الجنى الداني : ٢٢١ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٢.

(٢) في الأصل : فأوحينا إليه ، تحريف.

(٣) هذا عند الأكثرين ، وقال الزجاج والفارسي : الناصب «أن» مضمرة بعدها لا هي ، ونقل عن الخليل. وقد اختلف في حقيقتها : فذهب الجمهور إلى أنها حرف ، وذهب بعض الكوفيين إلى أنها اسم ظرف ، وأصلها «إذ» الظرفية لحقها التنوين عوضا من الجملة المضاف إليها. ثم اختلف القائلون بحرفيتها : فقال الأكثرون إنها بسيطة ، وذهب الخليل في أحد قوليه إلى أنها مركبة من «إذ» و «أن».

انظر الهمع : ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، شرح المرادي : ٤ / ١٩٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٠ ، مغني اللبيب : ٣٠ ، الجنى الداني : ٣٦٣ ، جواهر الأدب : ٤١٨ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٣٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٥.

(٤) قال سيبويه في الكتاب (٢ / ٣١٢): «وأما «إذن» فجواب وجزاء».

٢٠٩

أحدها : أن يكون الفعل الّذي دخلت عليه مستقبلا ، فلا يجوز النّصب في نحو : «إذن تصدق» ، جوابا لمن قال : «أحبّ زيدا».

الثّاني : أن تكون مصدّرة ، فلو وقعت حشوا ، كقوله :

٢٤٤ ـ لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها

وأمكنني منها إذن لا أقيلها

لم تعمل شيئا ، فإن تقدّمها عاطف ـ كالواو والفاء ـ فالأكثر أن تقدّر خارجة عن التّصدّر بذلك ، فيرفع الفعل بعدها ، وبه قرأ السّبعة : وإذن لا يلبثون خلفك (٢) [الإسراء : ٧٦] ، فإذن لا يؤتون الناس (٣) [النساء : ٥٣] ، وبعضهم

__________________

٢٤٤ ـ من الطويل لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي (صاحب عزة) من قصيدة له في ديوانه (٣٠٥) يمدح فيها عبد العزيز بن مروان ، وقبله :

حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى

يغول البلاد نصّها وذميلها

ويروي : «لا أفيلها» بدل «لا أقيلها» أي : لا أفيل رأيه فيها ، والفيلولة : ضعف الرأي ، قال البغدادي : وهي رواية مناسبة. قوله : «بمثلها» أي : بمقالة مثلها ، وهي قول عبد العزيز له : «حكمك يا أبا صخر» عند ما أنشده القصيد ، وأعجب عبد العزيز بقوله فيها :

إذا ابتدر النّاس المكارم بذّهم

عراضة أخلاق ابن ليلى وطولها

فقال كثير : فأنى احكم أن أكون مكان ابن رمانة ـ وكان ابن رمانة كاتب عبد العزيز وصاحب أمره ـ فرده عبد العزيز. لا أقيلها : أى : اطلب منه ما لا اعتراض عليّ فيه ولا قدح ، والإقالة : الرد. والشاهد في قوله «إذن» حيث ألغيت عن العمل لوقوعها حشوا بين القسم وهو قوله في البيت قبله : «حلفت ...» وجوابه ، وهو قوله : «لا أقيلها» ، والتقدير : حلفت برب الراقصات لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها لا أقيلها إذن.

انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٤ ، شرح ابن الناظم : ٦٦٩ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٢ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤١٢ ، شواهد ابن السيرافي : ٢ / ١٤٤ ، شرح ابن يعيش : ٩ / ١٣ ، ٢٢ ، الحلل : ٢٦٦ ، جمل الزجاجي : ١٩٥ ، الخزانة : ٨ / ٤٧٣ ، ١١ / ٣٤٠ ، شواهد الفيومي : ٨٩ ، شواهد المغني : ١ / ٦٣ ، أبيات المغني : ١ / ٧٨ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥ ، شواهد ابن النحاس : ٢٧٠ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٦٣٥ ، شذور الذهب : ٢٩٠ ، مغني اللبيب : ١٨ ، الهمع : ١٠١١ ، المقتصد : ٢ / ١٠٥٥ ، معاني الأخفش : ٢ / ٤٩٨ ، شرح دحلان : ١٥١ ، البهجة المرضية : ١٥١.

(١) وقرأ أبي بن كعب : «لا يلبثوا» بإسقاط النون. انظر القراءات الشاذة : ٧٧. وخلفك : بغير ألف أي : بعدك ، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي بكر ، وقرأ الباقون «خلافك» أي : مخالفتك.

انظر حجة القراءات : ٤٠٨ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ٩٥ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٣٠٨ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٨٥ ، المبسوط في القراءات العشر : ٢٧١.

(٢) وقرأ ابن مسعود : «لا يؤتوا» بحذف النون ، جعله جوابا في موضع النصب. انظر القراءات الشاذة : ٢٩٩.

٢١٠

ينصب بها ، ولا يخرجها عن التّصدّر بسبق العاطف لها ، كما لا يخرج سبق العاطف أدوات الاستفهام عمّا استقرّ لها من التّصدّر ، نحو : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) [آل عمران : ١٣٥].

الثّالث : أن يتّصل بها الفعل ، إلا إذا حصل الفصل بالقسم ، فلا يبطل العمل ، كقوله :

٢٤٥ ـ إذن والله نرميهم بحرب

 ...

وإليه أشار المصنّف بقوله : «أو قبله اليمين».

ولا حجّة لمن أجاز الفصل بالنّداء والدّعاء (٢) ، أو معمول الفعل (٣).

ثمّ قال :

وبين لا ولام جرّ التزم

إظهار أن ناصبة وإن عدم /

لا فأن اعمل مظهرا أو مضمرا

وبعد نفي كان حتما أضمرا

أخذ في ذكر المواضع الّتي ينتصب فيها الفعل بـ «أن مضمرة» ، وهي منقسمة إلى ما إضمارها فيه جائز ، وإلى ما إضمارها فيه واجب.

__________________

٢٤٥ ـ من الوافر لحسان بن ثابت الأنصاري رضي‌الله‌عنه (وليس في ديوانه) ، وعجزه :

تشيب الطّفل من قبل المشيب

والشاهد فيه نصب «نرميهم» بـ «إذن» مع الفصل بينهما بالقسم.

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٩ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٠٦ ، شذور الذهب : ٢٩١ ، مغني اللبيب : ١١٧٧ ، الهمع : ١٠١٠ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥ ، أبيات المغني : ٨ / ١٠٨ ، شواهد المغني : ٢ / ٩٧٠ ، شواهد الفيومي : ٩٠ ، شرح دحلان : ١٥١ ، المطالع السعيدة : ٣٧٩ ، أوضح المسالك : ٢٣١ ، فتح رب البرية : ١ / ٣٠٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٧.

(١) وأجاز ابن طاهر ، وابن بابشاذ الفصل بينهما بالدعاء والنداء ، نحو : «إذن يا زيد أحسن إليك» ، و «إذن يغفر الله لك يدخلك الجنة». وأجاز ابن عصفور وأبو الحسن الأبدي الفصل بالظرف. قال أبو حيان : والصحيح أن ذلك لا يجوز.

انظر الهمع : ٤ / ١٠٥ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٧٧ ، شرح المرادي : ٤ / ١٨٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٥ ، مغني اللبيب : ٣٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٩ ، الجنى الداني : ٣٦٢.

(٢) وذهب الكسائي والفراء وهشام إلى جواز الفصل بينهما بمعمول الفعل نحو «إذن زيدا أكرم» ، والاختيار حينئذ عند الكسائي النصب ، وعند الفراء وهشام الرفع نحو «إذن فيك أرغب وأرغب» ، و «إذن صاحبك أكرم وأكرم».

انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٧ ، الهمع : ٤ / ١٠٥ ، مغني اللبيب : ٣٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٨٩ ، شرح المرادي : ٤ / ١٨٩ ، الجنى الداني : ٣٦٣.

٢١١

فالإضمار الجائز في موضعين ذكرهما المصنّف :

أحدهما : بعد لام التّعليل ، إذا لم يقترن الفعل بعدها بـ «لا» (١).

ومن إظهارها قوله : (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) [الزمر : ١٢] ، (ومن) (٢) إضمارها : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) [الأنعام : ٧١].

وإن اقترن الفعل بعدها بـ «لا» التزم إظهار «أن» كما أشار إليه بالبيت الأول ، وسواء كانت «لا» نافية ، كقوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) [البقرة : ١٥٠] ، أو زائدة مؤكّدة ، نحو : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩].

والموضع الثّاني : ما إذا عطف المضارع على اسم في تأويل الفعل ـ كما يأتي ـ.

والإضمار الواجب في خمسة مواضع :

أحدها : بعد لام (٣) الجرّ الواقعة بعد «كان» المنفيّة الدّالة على معنى (ماض) (٤) إمّا بلفظ ، نحو : (ما كانَ (اللهُ)(٥) لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : ١٧٩] ، وإمّا لاقترانها بـ «لم» ، نحو : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) [النساء : ١٣٧] ، وتسمّى لام الجحود (٦).

__________________

(١) ذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة بنفسها من غير تقدير «أن». وقال ثعلب : ناصبة ، لكن لقيامها مقام «أن».

انظر الإنصاف : (مسألة : ٧٩) : ٢ / ٥٧٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٢ ، الجنى الداني : ١١٥ ، الهمع : ٤ / ١٠٨ ، شرح المرادي : ٤ / ١٩٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠١ ، اللامات للهروي : ١٦٥ ـ ١٦٦ ، اللامات للزجاجي : ٦٦.

(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.

(٣) في الأصل : لا.

(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل ، راجع التصريح : ٢ / ٢٣٥. قال المرادي في الجنى الداني (١١٧٧٧): «وأجاز بعض النحويين وقوع لام الجحود بعد أخوات «كان» قياسا عليها ، وأجاز بعضهم ذلك في «ظننت» ، وقال بعضهم : تقع في كل فعل تقدمه منفي نحو : «ما جئت لتكرمني» ، والصحيح أنها لا تقع إلا بعد «كان» الناقصة. انتهى.

(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل.

(٦) وقد سماها بذلك أكثر النحويين ، وذلك لأنها ملازمة للجحد أي : النفي ، وقال الأزهري : من تسمية العام بالخاص فإن الجحود عبارة عن إنكار الحق لا عن مطلق النفي ، والنحويون أطلقوه وأرادوا الثاني. وقال النحاس : والصواب تسميتها لام النفي ، لأن الجحد في اللغة إنكار ما تعرفه لا مطلق الإنكار. وأطلق عليها الرماني : لام الجر ، وابن هشام : لام توكيد

٢١٢

ثمّ قال :

كذاك بعد أو إذا يصلح في

موضعها حتّى أو الّا أن خفي

هذا هو الموضع الثّاني مما ينتصب فيه الفعل بـ «أن» واجبة الإضمار ، وهو بعد «أو» المقدّرة بـ «حتّى» (١) ، أو بـ «إلا».

وقول المصنّف : «أن خفي» (٢) (لا) (٣) حاجة / إليه ، لأنّ «أن» مقدّرة (٤) ، وقد يتعيّن التّقدير الأوّل ، نحو : «لأسيرنّ (٥) أو لأدخلنّ البصرة» ، وقوله :

٢٤٦ ـ لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى

 ...

__________________

النفي ، والزمخشري : اللام المؤكدة. وقال السيوطي : ولام الجحود عند البصريين تسمى مؤكدة ، لصحة الكلام بدونها ، إذ يقال في : «ما كان زيد ليفعل : ما كان زيد يفعل» ، لا لأنها زائدة ، إذ لو كانت زائدة لما كان لنصب الفعل بعدها وجه صحيح. وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة بنفسها ، وقال ثعلب : ناصبة ، لكن لقيامها مقام «أن».

انظر في ذلك شرح ابن يعيش : ٧ / ٢٨ ، شرح الأشموني مع الصبان : ٣ / ٢٩٢ ، الهمع : ٤ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٤١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، شرح المرادي : ٤ / ١٩٧ ، مغني اللبيب : ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ، معاني الحروف للرماني : ٥٦ ، المفصل : ٢٦٤ ، الجنى الداني : ١١٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٩٩.

(١) المرادفة «إلى» ، وقدرها بعضهم بـ «كي» ، مثاله بعد «حتى» التي بمعنى «إلى» : «لا تنظرنه أو يجيء» ، ومثاله بعد «حتى» التي بمعنى «كي» : «أسلمت حتى أدخل الجنة».

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٦ ، شرح ابن الناظم : ٦٧٣ ، الهمع : ٤ / ١١٢ ، شرح المرادي : ٤ / ١٩٨ ، شرح المكودي : ٢ / ٨٦.

(٢) في الأصل : أو إلا أن. راجع شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٨٨٠.

(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.

(٤) قال الشاطبي في شرح الألفية (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٨٨٠ ـ ٨٨١ : «فإن قلت ما الذي أحرز بقوله : «أن خفي» ، وكان قوله «كذاك» مجزيا عنه ، لأنه يعطي تشبيه حكم هذا المتأخر بحكم المتقدم ، وذلك يكفي ، فالظاهر لبادىء الرأي أنه حشو. فالجواب أنه احتراز وليس بحشو ، وذلك أن قوله : «كذاك» إشارة إلى متقدم فإما أن تعتبر دلالة الكاف ، فتقول : إنه إشارة إلى غير القريب ، وذلك لام «كي» إذا لم تكن بـ «لا» ، والوجهان هنالك جائزان ، فلو لم ينص على لزوم الإخفاء لأخذ له الوجهان وهو فاسد ، وإما ألا تعتبر دلالتها ، فتقول : إنه يشير إلى أقرب مذكور ، فذلك غير ظاهر ، لأن الكاف لا تقع في الإشارة إلى القريب ، فلا يفهم له أنه راجع في لزوم الإضمار إليه ، فلا بد من ذكر ذلك رفعا لهذا الإبهام. انتهى.

(٥) في الأصل : لأسرن.

٢٤٦ ـ من الطويل ، ولم أعثر على قائله ، وعجزه :

فما انقادت الآمال إلا لصابر

أو بمعنى : «حتى» الغائية أو التعليلية ، قيل : والثاني أظهر. والشاهد في قوله : «أو أدرك» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد «أو» التي بمعنى : حتى.

٢١٣

وقد يتعيّن الثّاني ، نحو : «لأطلّقنّك (١) أو تحسن صحبتي» ، وقوله :

٢٤٧ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما

وقد يجوز الأمران ، نحو : «لألزمنّك أو تقضيني حقّي».

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبعد حتّى هكذا إضمار أن

حتم كجد حتّى تسرّ ذا حزن

وتلو حتّى حالا او مؤولا

به ارفعنّ وانصب المستقبلا

هذا هو الموضع الثالث مما يجب فيه إضمار «أن» وهو بعد «حتّى» الجارّة (٣) ، سواء كانت لانتهاء الغاية ، نحو : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢١٤] ، أو

__________________

انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٦ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٤ ، شذور الذهب : ٢٩٨ ، مغني اللبيب : ١٠٤ ، الهمع : ١٠١٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ٧ ، شواهد المغني : ١ / ٢٠٦ ، أبيات المغني : ٢ / ٧٤ ، شواهد الفيومي : ٩١ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٣ ، شواهد الجرجاوي : ٢٢٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٠ ، المطالع السعيدة : ٣٨١ ، فتح رب البرية : ١ / ٢١٦ ، شواهد العدوي : ٢٢٧.

(١) الإطلاق والتطليق يكون بمعنى الترك والإرسال ، قال : طلقت القوم : تركتهم ، وأطلقت الأسير : خليته. انظر اللسان : ٤ / ٢٦٩٣ ، ٢٦٩٥ (طلق).

٢٤٧ ـ من الوافر لزياد الأعجم (زياد بن سلمى مولى عبد القيس ، وكانت فيه لكنة ، فقيل له الأعجم) من أبيات له هجا بها المغيرة بن حبناء الحنظلي ، وقبله :

عوى فرميته بسهام موت

كذاك يردّ ذو الحمق الّلئيم

الغمز : ضم الأصابع على الرمح ونحوه وتحريكها وهزها. القناة : الرمح. الكعوب : جمع «كعب» وهو من القصب العقدة الناشزة في طرف الأنبوب ، (والأنبوب ما بين الكعبين) ، ومن الرمح : الطرف من الجهتين. كسرت : أي أردت كسرها إلا أن تستقيم من عوجها. والشاهد في قوله : «أو تستقيما» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة بعد «أو» التي بمعنى «إلا».

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٠ ، النكت الحسان : ١٤٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٥ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٥ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٢٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٦ ، المقتضب : ٢ / ٢٨ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ٣١٩ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ١٥ ، المقرب : ١ / ٢٦٣ ، مغني اللبيب : ١٠٣ ، شذور الذهب : ٩٩ ، اللسان (غمز) ، أبيات المغني : ٢ / ٦٨ ، شواهد ابن النحاس : ٢٨١ ، شواهد ابن السيرافي : ٢ / ١٦٩ ، شواهد الجرجاوي : ٢٢٨ ، شرح ابن الناظم : ٦٧٤ ، البهجة المرضية : ١٥٢ ، التبصرة والتذكرة : ٣٩٨ ، فتح رب البرية : ١ / ٢١٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤١٦ ، ٤١٧.

(٢) هذا عند البصريين ، وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة بنفسها ، وأجازوا إظهار «أن» توكيدا ، كما أجازوا ذلك بعد لام الجحود ، ثم اختلفوا. فذهب الفراء إلى أن الجر بعدها إنما هو لنيابتها مناب «إلى». وذهب الكسائي إلى أنها جارة بإضمار «إلى».

انظر الهمع : ٤ / ١١٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٤٠ ، الإنصاف : (مسألة : ٨٣) : ٢ / ٥٩٧ ، شرح

٢١٤

التعليل ، نحو : (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا)(١) [المنافقون : ٧] ، أو محتملة لهما ، نحو : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ) [الحجرات : ٩].

وشرط النّصب بعدها أن يكون الفعل مستقبلا ـ كما مثّل ـ ، فأمّا إن كان حالا أو مؤّولا بالحال ـ تعيّن رفعه (٢).

فمن الحال قولهم : «مرض حتّى (٣) لا يرجونه» (٤) ، ومن المؤوّل به قراءة نافع : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ)(٥) [البقرة : ٢١٤] ، إذ هي في تأويل : حتّى حال الرّسول والّذين آمنوا معه أنّهم (٦) / يقولون ذلك.

و (من) (٧) شروط الرّفع أن يكون ما بعدها فضلة مسبّبا عمّا قبله (٨) ، فلا

__________________

ابن عصفور : ٢ / ١٤١ ، الجنى الداني : ٥٥٤ ، مغني اللبيب : ١٦٨ ـ ١٦٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٨ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٠٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ١١٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٣.

(١) في الأصل : ينفض.

(٢) قال المرادي : «إذا كان الفعل حالا أو مؤولا به فـ «حتى» ابتدائية ، وإذا كان مستقبلا أو مؤولا به فهي الجارة و «أن مضمرة بعدها». انظر شرح المرادي : ٤ / ٢٤٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٧.

(٣) في الأصل : حتى أنهم. راجع التصريح : ٢ / ٢٣٧.

(٤) أي : فهو الآن لا يرجى.

انظر الهمع : ٤ / ١١٤ ، الكتاب : ١ / ٤١٣ ، كاشف الخصاصة : ٣٠٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٤٠ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٢٤٦ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٦.

(٥) وقرأ الباقون بالنصب على تأويله بالمستقبل ، لأن قولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى قص ذلك علينا.

انظر المبسوط في القراءات العشر : ١٤٦ ، حجة القراءات : ١٣١ ، إتحاف فضلاء البشر : ١٥٦ ، إعراب النحاس : ١ / ٣٠٤ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ١٥٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٩٩ ، ٣٠١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٣ ، شرح دحلان : ١٥٢ ، البهجة المرضية : ١٥٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٠٣.

(٦) في الأصل : أن. راجع التصريح : ٢ / ٢٣٧.

(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل.

(٨) قال المرادي : «علامة كونه حالا أو مؤولا به : صلاحية جعل الفاء في موضع «حتى» ، ويجب حينئذ أن يكون ما بعدها فضلة مسببا عما قبلها».

انظر شرح المرادي : ٤ / ٢٠٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠١ ، الهمع : ٤ / ١١٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٧.

٢١٥

يجوز الرّفع في نحو : «سيري حتّى أدخلها» ، لانتفاء الفضلة (١) ، ولا في نحو : «لأسيرن (٢) حتّى تطلع الشّمس» لانتفاء السّببيّة (٣).

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وبعد فاجواب نفي أو طلب

محضين أن وسترها حتم نصب

هذا هو الموضع الرّابع ممّا يجب فيه إضمار «أن» وهو بعد الفاء الواقعة جوابا لنفي محض (٤) ، نحو : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر : ٣٦] ، أو طلب محض ، سواء كان أمرا ، نحو :

٢٤٨ ـ يا ناق سيري عنقا فسيحا

إلى سليمان فنستريحا (٦)

أو نهيا نحو : (لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَ) [طه : ٨١] ، أو دعاء كقوله :

__________________

(١) في الأصل : الفضلة. راجع التصريح : ٢ / ٢٣٨.

(٢) في الأصل : لا أسيرن. راجع التصريح : ٢ / ٢٣٧.

(٣) وأجاز الكسائي : رفع المستقبل إذا كان غير مسبب عما قبله ، ونسبه المرادي للكوفيين.

انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٧ ، الهمع : ٤ / ١٤ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٠٤ ، التصريح على التوضح : ٢ / ٢٣٧.

(٤) وذهب الكسائي ومن وافقه من أصحابه والجرمي من البصريين إلى أن الفاء هي النّاصبة بنفسها ، وذهب الفراء وبعض الكوفيين إلى أن النصب بالخلاف.

انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٧ ، مغني اللبيب : ٢١٣ ، الجنى الداني : ٧٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٥ ، الإنصاف (مسألة : ٧٦) : ٢ / ٥٥٧ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٤٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٠٨.

٢٤٨ ـ من الرجز لأبي النجم العجلي (الفضل بن قدامة). ناق : ترخيم «ناقة». عنقا : ضرب من سير الإبل السريع. فسيحا : أي سريعا ، وهو وصف كاشف لـ «عنق». سليمان : هو سليمان ابن عبد الملك بن مروان. والشاهد في قوله : «فنستريحا» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء الواقعة في جواب الأمر.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٤ ، توجيه اللمع : ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٨٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٩ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٧ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٢١ ، المقتضب : ٢ / ١٣ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٢٦ ، شذور الذهب : ٣٠٥ ، الهمع : ٧١٦ ، ١٠٢١ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٥٨ ، ٢ / ٧ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٦ ، شواهد الجرجاوي : ٢٢٩ ، شواهد الفيومي : ٩٣ ، شرح ابن الناظم : ٦٧٧ ، شرح دحلان : ١٥٣ ، كاشف الخصاصة : ٣٠٩ ، الأصول : ٢ / ١٨٣ ، اللمع : ٢١٠ ، البهجة المرضية : ١٥٢.

(٥) في الأصل : فيستريحا. انظر المراجع المتقدمة ، فإن المعنى على ما أثبته.

٢١٦

٢٤٩ ـ ربّ وفّقني فلا أعدل عن

سنن السّاعين في خير سنن

ويلتحق بذلك جواب الاستفهام ، والتّمنّي ، والعرض ، نحو : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) [الأعراف : ٥٣] ، (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ ، فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) [النساء : ٧٣] ، (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ) [المنافقون : ١٠] ، وقوله :

٢٥٠ ـ يابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدّثوك فما راء كمن سمعا

فلو كان النّفي والطّلب غير محضين ، كالنّفي الدّاخل عليه همزة الاستفهام لقصد التّقرير (٣) ، نحو : «ألم تأتني فأحسن إليك» ، والنّفي الدّاخل (٤) على النّفي ، نحو : «ما يزال يأتينا فيحدّثنا» (٥) ـ لم يجز النّصب ، وكذلك إن كان الطّلب غير محض ، بأن يكون / أمرا بغير «افعل» ـ كما يأتي (٦) ـ.

__________________

٢٤٩ ـ من الرمل ولم أعثر على قائله. فلا أعدل : أي : فلا أميل. والسنن : الطريقة. الساعين : السالكين. والشاهد في قوله : «فلا أعدل» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء الواقعة في جواب الدعاء.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٢ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٩ ، شذور الذهب : ٣٠٦ ، الهمع : ١٠٢٣ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٨ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٨٨ ، شواهد الفيومي : ٩٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٦ ، شواهد الجرجاوي : ٢٢٩ ، شرح ابن الناظم : ٦٧٨ ، البهجة المرضية : ١٥٢ ، المطالع السعيدة : ٣٨٢.

٢٥٠ ـ من البسيط ولم أعثر على قائله. والشاهد في قوله : «فتبصر» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء الواقعة في جواب العرض.

انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٥ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٨٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٢ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٨٩ ، شذور الذهب : ٣٠٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٩ ، شواهد الفيومي : ٩٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٦ ، شواهد الجرجاوي : ٢٣٠ ، شرح ابن الناظم : ٦٧٨ ، البهجة المرضية : ١٥٢ ، كاشف الخصاصة : ٣٠٩ ، المطالع السعيدة : ٣٨٣.

(١) في الأصل : التقدير. راجع التصريح : ٢ / ٢٣٩.

(٢) في الأصل : الدال. راجع التصريح : ٢٣٩ ، ٢٤٠.

(٣) فمعناه الإثبات ، لأن «زال» للنفي ، وقد دخل عليها النفي ، ونفي النفي إثبات. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٠.

(٤) عند قول الناظم :

والأمر إن كان بغير افعل فلا

تنصب جوابه وجزمه اقبلا

٢١٧

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

والواو كالفا إن تفد مفهوم مع

كلا تكن جلدا وتظهر الجزع

هذا هو الموضع الخامس مما يجب فيه إضمار «أن» ، وهو بعد الواو الدّالّة على المعيّة (١) ، وتسمّى : واو الجمع (٢) ، وواو الصّرف (٣).

وشرط النّصب بعدها : أن يتقدّمها ما يتقدّم الفاء من نفي ، نحو : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران : ١٤٢] ، أو طلب من أمر ، نحو :

٢٥١ ـ فقلت : ادعي وأدعو إنّ أندى

لصوت أن ينادي داعيان

__________________

(١) وذهب الكسائي ومن وافقه من أصحابه ، والجرمي من البصريين إلى أن الواو ناصبة بنفسها ، وذهب الفراء وبعض الكوفيين إلى أن النصب بالخلاف.

انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٠٧ ، مغني اللبيب : ٤٧٢ ، الجنى الداني : ١٥٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٨ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٠٨ ، ٢١٠ ، الإنصاف : (مسألة : ٧٥) : ٢ / ٥٥٥ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٤١.

(٢) انظر الهمع : ٤ / ٢٦ ، التسهيل : ٢٣٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٩ ، أسرار النحو : ٢٣٤.

(٣) وهذه التسمية للكوفيين. انظر مغني اللبيب : ٤٧٢ ، حاشية الصبان : ٣ / ٣٠٦ ، أسرار النحو : ٢٣٤ ، مصطلحات الكوفيين النحوية : ٢١١ ـ ٢١٢ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٢٥.

٢٥١ ـ من الوافر ، وقد اختلف في قائله فنسب في أبيات المغني لدثار بن شيبان النمري ، من قصيدة له يمدح فيها الزبرقان بن بدر ، أولها :

من يك سائلا عنّي فإنّي

أنا النّمريّ جار الزّبرقان

ونسب في الكتاب للأعشى (وليس في ديوانه) ، ونسبه الزمخشري لربيعة بن جشم ، ونسب في أمالي القالي للفرزدق (وليس في ديوانه) ، وقيل : هو للحطيئة. وتعاقبت روايته في المراجع الآتية بين «ادعو» و «ادع» ، وبين «أن أندى» و «فأن أندى». أندى : من الندى وهو بعد ذهاب الصوت. والشاهد في قوله : «وأدعو» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة في جواب الأمر.

انظر الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٢٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٨ ، أبيات المغني : ٦ / ٢٢٩ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٣٣ ، اللسان : (ندى ، لوم) ، أمالي القالي : ٢ / ٩٠ ، سمط اللآلىء : ٢ / ٧٢٦ ، المفصل : ٢٤٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٩٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٩ ، شواهد الجرجاوي : ٢٣١ ، شواهد الفيومي : ٩٦ ، شواهد ابن النحاس : ٢٧٩ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٤٩٠ ، مجالس ثعلب : ٢ / ٤٥٦ ، الإنصاف : ٢ / ٥٣١ ، مغني اللبيب : ٧٤٢ ، شذور الذهب : ٣١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٧ ، شرح ابن الناظم : ٦٨١ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٧ ، جواهر الأدب : ٢٠٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٩٥ ، شرح دحلان : ١٥٣ ، كاشف الخصاصة : ٣١١ ، توجيه اللمع : ٣٠٦ ، شواهد المغني : ٢ / ٨٢٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤١٤.

٢١٨

أو نهي ، نحو : «لا تكن جلدا وتظهر (١) الجزع» ، ومثله :

٢٥٢ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله

 ...

ويلتحق بهما : التّمنّي ، كقراءة بعضهم : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ) [الأنعام : ٢٧] ـ بفتح الباء الموحّدة (٣) ـ.

فلو لم تدلّ على المعيّة ، كالواو العاطفة في قولك : «لا تأكل السّمك وتشرب الّلبن» (٤) إذا أردت النّهي عن كلّ منهما ، والاستئنافيّة في قولك :

__________________

(١) في الأصل : أو تظهر. انظر الألفية : ١٤٨.

٢٥٢ ـ من الكامل ، والمشهور أنه لأبي الأسود الدؤلي ، وهو من قصيدة له من ملحقات ديوانه (١٣٠) ، وعجزه :

عار عليك إذا فعلت عظيم

ونسب في الكتاب للأخطل ، فقال العيني : «وليس بصحيح» ، ونسب في المؤتلف والمختلف للمتوكل بن عبد الله الليثي ، وهو من قصيدة له في شعره (٨١) ، أولها :

للغانيات بذي المجاز رسوم

فببطن مكّة عهدهنّ قديم

ونسب في شواهد ابن السيرافي لحسان (وليس في ديوانه) ، ونسب في شواهد ابن النحاس للأعشى (وليس في ديوانه) ، وقيل : وهو لسابق البربري ، وقيل : للطرماح. وفي أبيات المغني (٦ / ١١٣): «وقال اللخمي في شرح أبيات الجمل : الصحيح أنه لأبي الأسود الدؤلي ، فإن صح ما ذكره أنه للمتوكل فإنما أخذ البيت من شعر أبي الأسود ، والشعراء كثيرا ما تفعل ذلك». انتهى. والشاهد في قوله : «وتأتي مثله» حيث نصب الفعل بأن مضمرة بعد واو المعية الواقعة في جواب النهي.

انظر الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٢٤ ، المؤتلف والمختلف : ١٧٩ ، شواهد ابن السيرافي ٢ / ١٨٨ ، شواهد ابن النحاس : ٢٧٨ ، أبيات المغني : ٦ / ١١٢ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٩٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٨ ، معجم الشعراء : ٤١٠ ، المقتضب : ٢ / ٢٥ ، جمل الزجاجي : ١٨٧ ، الحلل : ٢٦٠ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٢٤ ، الخزانة : ٨ / ٥٦٤ ، مغني اللبيب : ٦٧١ ، شذور الذهب : ٩٦ ، شواهد المغني : ٢ / ٧٧٩ ، شرح ابن الناظم : ٦٨٢ ، شرح دحلان : ١٥٣ ، الجنى الداني : ١٥٧ ، كاشف الخصاصة : ٣١ ، التبصرة والتذكرة : ٣٩٩ ، شرح الجمل لابن هشام : ٢٧٠ ، اللمع : ٢١١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٧ ، الأصول : ٢ / ١٥٤ ، توجيه اللمع : ٣٠٦ ، معاني الفراء : ١ / ٣٤ ، فتح رب البرية : ١ / ٢١٢ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤١٤.

(٢) وهي قراءة حفص وحمزة وابن عامر ويعقوب ، وقرأ الباقون بالرفع.

انظر حجة القراءات : ٢٤٥ ، إملاء ما من به الرحمن : ١ / ٢٣٩ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٠٦ ، المبسوط في القراءات العشر : ١٩٢ ، إعراب النحاس : ٢ / ٦١ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ٣١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٣٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤١٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٤٩.

(٣) يجوز في «وتشرب» ثلاثة أوجه : الجزم على التشريك بين الفعلين في النهي ، والنصب على النهي عن الجمع ، والرفع على الاستئناف ، إذا أردت النهي عن الأول فقط.

٢١٩

«وتشرب الّلبن» إذا أردت النّهي عن الأوّل فقط ـ لم يكن من هذا الباب ، لأنّك إنّما تنصب بـ «أن» إذا أردت الجمع بينهما.

وكذلك لا ينتصب الفعل بعد الفاء الّتي لا تدلّ على الجواب ، كالعاطفة في قوله : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) [المرسلات : ٣٦] ، والاستئنافيّة في قوله :

٢٥٣ ـ ألم تسأل الرّبع القواء فينطق

 ...

والمراد بالجواب : أن يكون ما بعدها مسبّبا عمّا قبلها.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى / :

وبعد غير النّفي جزما اعتمد

إن تسقط الفا والجزاء قد قصد

وشرط جزم بعد نهي أن تضع

إن قبل لا دون تخالف يقع

المراد بغير النّفي : الطلب ، فإذا أسقطت الفاء بعد الطّلب ، مع إرادة الجواب بالفعل ـ فحكمه الجزم (٢) ، نحو : (تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)

__________________

انظر مغني اللبيب : ٦٢٦ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٣٢ ، ٢ / ٣٩٦ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٢٤١ ، شرح المرادي : ٤ / ٢١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤١٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٨.

٢٥٣ ـ مطلع قصيدة من الطويل لجميل بن معمر العذري (صاحب بثينة) في ديوانه (١٤٤) ، وعجزه :

وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

ويروى : «ألا» بدل «ألم» ، ويروى :

ألم تسل الرّبع القديم فينطق

ويروى : «الخواء» ، و «الخلاء» بدل «القواء» ، وتعاقبت روايته بين «يخبرنك» و «تخبرنك».

الربع : الدار بعينها حيث كانت. القواء : الخالي. البيداء : الفقر الذي يبيد من سلك فيه ، أي : يهلك. السملق : الأرض التي لا تنبت ، وهي السهلة المستوية. والشاهد في قوله : «فينطق» حيث رفع الفعل على القطع مما قبله لوقوعه بعد الفاء الاستئنافية ، فهو خبر مبتدأ محذوف تقديره : فهو ينطق.

انظر الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٢٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٠ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٠٣ ، اللسان : (سملق) ، شواهد ابن السيرافي : ٢ / ٢٠١ ، الهمع : ١٠٢٤ ، ١٦٠٠ ، الحلل : ٢٦٣ ، الخزانة : ٨ / ٥٢٤ ، شواهد الفيومي : ٩٢ ، شواهد المغني : ١ / ٤٧٤ ، أبيات المغني : ٤ / ٥٥ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٨ ، ١٧١ ، شذور الذهب : ٣٠٠ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٤٩٤ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ٣٦ ، مغني اللبيب : ٣٠١ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٩٤ ، جمل الزجاجي : ١٩٤ ، البهجة المرضية : ١٥٢ ، التبصرة والتذكرة : ٤٠٣ ، فتح رب البرية : ١ / ٢١٠.

(١) وفي جازمه أقوال :

الأول : أنه بأداة شرط مقدرة ، هي وفعل الشرط ، وإليه ذهب أكثر المتأخرين ، ونسب في التصريح للجمهور.

٢٢٠