أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]
المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٤٤
ومثال الثّالث : أن تبني من «قرأ» نحو «زبرج» ، فتقول : «قرء» ، بعد أن تفعل به ما فعلت بالّذي قبله (١).
(وهذا النّوع والّذي قبله يقدّر فيهما الرّفع والجرّ ، ويظهر النّصب ، فتقول : «هذا قرء ، ومررت بقرء ، ورأيت قرئيا».
ومثال الرّابع : أن تبني من «قرأ» نحو «قمطر» فتقول : «قرأي») (٢).
وهذا النّوع الرّابع هو القسم الثالث من أقسام الهمزتين الواقعتين في كلمة واحدة ، وهي أن تكون الأولى ساكنة ، والثّانية متحرّكة.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... وأؤمّ |
|
ونحوه وجهين في ثانيه أم |
يعني : أن ما اجتمع فيه همزتان متحرّكتان ، وكانت الأولى همزة المتكلّم في الفعل المضارع ـ جاز فيه التّحقيق والقلب ، فتقول : «أؤمّ» / بمعنى : أقصد ، و «أومّ».
وفهم منه أنّ ذلك جائز في نحو «أئنّ» مضارع «أنّ» ، إذ لا فرق ، وسبب ذلك أنّ الهمزة فيهما كأنّها قائمة بنفسها.
ثمّ قال :
وياء اقلب ألفا كسرا تلا |
|
أو ياء تصغير ... |
يعني : أنّ الألف يجب قلبها ياء في موضعين :
أحدهما : أن يعرض كسر ما قبلها ، كـ «مصابيح» في جمع «مصباح» ،
__________________
«قرؤؤ» بهمزتين فأبدل من الثانية ياء وكسرت الهمزة التي قبلها لتصح الياء ، فصار «قرئي» فاستثقلت ... إلخ هكذا في بعض نسخ المكودي المصلحة ، وهو الصواب ، وفي غالب النسخ ما نصه : والأصل «قرأو» كسر ما قبل الواو ، وأبدل من الواو ياء ، لانكسار ما قبلها فاستثقلت ... إلخ ، وهي نسخة فاسدة ، لأنه لا وجه لذكر الواو لا في الأصل ، ولا في الحالة الراهنة. انتهى. وانظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ٢٣٥.
(١) فأصل «قرء» : «قرئي» بهمزتين ، الأولى مكسورة كالقاف ، فتبدل الثانية ياء لأن الواو لا تقع طرفا ، فيصير «قرئي» ، بياء محركة منونة ، فتقول : استثقلت الضمة على الياء ، فحذفت الضمة ، فالتقى ساكنان : الياء والتنوين ، فحذفنا الياء لذلك كما فعل بـ «قاص». انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٤ ـ ١٨٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٥.
فانقلبت (١) الألف فيه ياء ، لكسر ما قبلها ، إذ لا يصحّ النّطق بالألف بعد غير الفتح.
والثّاني : أن يقع قبلها ياء التّصغير ، نحو «غزيّل» في تصغير «غزال» ، فأبدل الألف ياء ، وأدغم في ياء التصغير (لأنّ ياء التّصغير) (٢) لا تكون إلا ساكنة ، (فلم) (٣) يمكن النّطق بالألف بعدها ، فردّت إلى الياء ، كما ردّت إليه بعد الكسرة.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... بواو ذا افعلا |
في آخر أو قبل تا التّأنيث أو |
|
زيادتي فعلان ... |
يعني : أنّه يفعل بالواو الواقعة آخرا ـ ما فعل بالألف من إبدالها ياء لكسر ما قبلها ، أو لمجيئها بعد ياء التّصغير.
فالأوّل : «رضي ، وقوي» أصلهما «رضو ، وقوو» لأنّهما من «الرّضوان (٤) ، والقوّة» ، ولكنّه لمّا كسر ما قبل الواو ، وكانت بتطرّفها معرّضة لسكون الوقف ، عوملت بما يقتضيه السّكون من وجوب إبدالها ياء ، توصّلا للخفّة.
(والثّاني : نحو : «جريّ» في تصغير «جرو» فأصله «جريو» فاجتمعت الياء والواو ، وسبقت إحداهما بالسّكون فقلبت الواو ياء ، وأدغمت فيها ياء التّصغير) (٥).
وفهم من قوله : «في آخر» أنّها لو كانت غير آخر / لم تبدل ، نحو «عوض ، وحول». ولمّا كانت تاء التّأنيث ، وزيادتا «فعلان» زائدتين (٦) على بنية الكلمة (٧) وكانتا (٨) في حكم المنفصل لم يمنعا (٩) من الإعلال ، وعلى ذلك نبّه (١٠) بقوله : «أو قبل تا التّأنيث أو زيادتي فعلان».
__________________
(١) في الأصل : فانقلب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٥.
(٢ ـ ٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٥.
(٤) الرضوان ـ بكسر الراء ، وضمها لغة قيس وتميم ـ : مصدر «رضي» بمعنى : الرضا ، وهو خلاف السخط. انظر اللسان : ٣ / ١٦٦٣ (رضي) ، المصباح المنير : ١ / ٢٢٩١ (رضي).
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٦.
(٦) في الأصل : زائدين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٦.
(٧) في الأصل : كلمة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٦.
(٨) في الأصل : وكان.
(٩) في الأصل : يمنع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٦.
(١٠) في الأصل : بنيت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٦.
فمثال ما لحقته تا التّأنيث فأعلّ : «شجيّة» ، أصله «شجوة» ، لأنّه من «الشّجو» (١) ، فقلبت الواو ياء لكونها متطرّفة ، ولم يعتدّ بالتّاء.
ومثال ما لحقته زيادتا فعلان : أن تبني من «الغزو» مثل «ظربان» (٢) ، فتقول : «غزيان» فأعلّ أيضا لعدم الاعتداد بالألف والنّون.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... ذا أيضا رأوا |
في مصدر المعتلّ عينا والفعل |
|
منه صحيح غالبا نحو الحول |
يعني : أنّ ما كان من مصدر الفعل المعتلّ العين بعدها ألف ـ وجب إعلاله وما كان منه على «فعل» بغير ألف ، فالغالب في عينه التّصحيح.
وشمل المعتلّ الثّلاثيّ ، نحو «قام قياما» ، والمزاد نحو «انقاد انقيادا».
واحترز بالمعتلّ العين : من الفعل الصّحيح العين ، نحو «لاوذ لواذا» (٣) ، فإنّه (٤) لا يعلّ لكون فعله غير معلّ.
وفهم اشتراط الألف بعد العين من قوله : «والفعل منه صحيح غالبا» ، لأنّ سبب التّصحيح عدم الألف ، فالغالب في «فعل» التّصحيح ، نحو «حال حولا / ، وعاد المريض عودا».
ثم اعلم أنّ جميع ما سكنت عينه من الثّلاثيّ نحو «ثوب» ، أو اعتلّت نحو «دار» على ثلاثة أقسام : «فعال ، وفعلة ، وفعل» ، وقد أشار إلى الأوّل فقال رحمهالله تعالى :
وجمع ذي عين أعلّ أو سكن |
|
فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عن |
يعني : أنّ جمع المفرد المعتلّ من جمع الثّلاثيّ المعتلّ العين أو السّاكنها
__________________
(١) الشجو : الهم والحزن. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٦ ، اللسان : ٤ / ٢٢٠٣ (شجا).
(٢) الظربان : دويبة شبه الكلب ، أصم الأذنين ، صماخاه يهوياه ، طويل الخرطوم ، أسود السراة ، أبيض البطن ، كثير الفسو ، منتن الرائحة ، يفسو في حجر الضب ، فيسدر من خبث رائحته فيأكله. وقيل : هي دابة شبه القرد ، وقيل : هي على قدر الهر ونحوه. انظر اللسان : ٤ / ٢٧٤٦ (ظرب).
(٣) بمعنى استتر ، قال تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) أي : ملاذا يستر بعضكم بعضا حتى يخرج من يخرج ، وهو جالس مع المصطفى صلىاللهعليهوسلم. انظر اللسان : ٥ / ٤٠٩٧ (لوذ) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٦.
(٤) في الأصل : فإنه. مكرر.
ـ يحكم له في الإعلال بالإعلال المذكور ، وهو قلب الواو ياء ، نحو «دار وديار ، وثوب وثياب» (١).
فالإشارة بـ «ذا» للإعلال السّابق في مصدر الفعل المعلّ.
وفهم من قوله : «جمع» أنّ (ما) (٢) كان على «فعال» من المفرد لا يعلّ ، نحو «صوان» (٣).
وفهم من قوله : «أعلّ أو سكن» أنّ عين المفعول المفرد إذا لم تعلّ ، ولم (٤) تسكن ـ لم يعلّ الجمع ، نحو «طويل وطوال».
ثمّ أشار إلى الثّاني والثّالث ، فقال :
وصحّحوا فعلة وفي فعل |
|
وجهان والإعلال أولى كالخيل |
يعني : أنّ جمع ما أعلّ عينه أو سكّن ، إذا كان على وزن «فعلة» وجب تصحيحه ، لعدم الألف ولحاق التّاء ، إذ بها بعد عن الطّرف ، وذلك نحو «عود (٥) وعودة ، وزوج (٦) وزوجة».
وإذا (٧) كان على وزن «فعل» جاز فيه الوجهان : التّصحيح (٨) والإعلال
__________________
(١) أصل «دار» المفرد : «دور» بفتح الواو ، وأصل «ديار وثياب» الجمع : «دوار ثواب» ولكن لما كان ما قبل الواو مكسورا في الجمع وكانت الواو في المفرد معلة أو ساكنة ـ ضعفت ، فسلطت الكسرة عليها ، وقوى تسلطها وجود الألف بعد الواو.
انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٠٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٧٨.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٣) يقال : جعلت الثوب في صوانه ـ بضم الصاد وكسرها ـ : وهو وعاؤه الذي يصان فيه.
انظر اللسان : ٤ / ٢٥٣٠ (صون) ، حاشية الصبان : ٢ / ١٨٧.
(٤) في الأصل : ولا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٥) العود ـ بعين ودال مهملتين ـ : المسن من الإبل والشاة. انظر اللسان : ٤ / ٣١٦٠ ـ ٣١٦١ (عود) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٧٨ ، المصباح المنير : ٢ / ٤٣٦ (عود) ، حاشية الصبان : ٤ / ٣٠٥ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٧.
(٦) الزوج : ثوب يجعل على الهودج. والهودج : القبة التي تجعل من خشب أو أعواد على الإبل لركوب النساء. وأما الزوج الذي هو البعل ، فجمعه : أزواج. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٧ ، اللسان : ٣ / ١٨٨٦ (زوج).
(٧) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٨) في الأصل : التصح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(والإعلال) (١) أولى (٢) ، نحو «حيلة (٣) وحيل ، وقيمة وقيم» لقربه من الطّرف ، وجاء أيضا غير معلّ (٤) ، نحو «حاجة وحوج».
ومن هذا البيت يفهم أنّ الجمع الّذي يجب إعلاله في البيت الّذي / قبله يكون فيه الألف بعد الواو لكونه نطق في هذا البيت بـ «فعل وفعلة» بغير ألف ، فعلم أنّ (ما) (٥) سواهما ـ وهو الأوّل ـ بالألف.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والواو لاما بعد فتح يا انقلب |
|
كالمعطيان يرضيان ... |
يعني : أنّ الواو إذا كانت لام الكلمة ، وكانت رابعة فصاعدا ، وقبلها فتحة ـ وجب قلبها ياء.
وشمل قوله : «لاما» ما كانت الواو فيه متطرّفة ـ كما مثّل (٦) ـ ، أو بعدها تاء التّأنيث نحو «المعطاة» (٧).
ومثّل ذلك بقوله : «كالمعطيان يرضيان» ، فـ «المعطيان» أصله «المعطوان» (٨) ، لأنّه من «عطا يعطو» إذا أخذ ، لكن لمّا صارت رابعة قلبت ياء بالحمل على اسم الفاعل ، وهو «المعطي» ، لأنّ (في) (٩) اسم الفاعل موجب للقلب ، وهو انكسار ما قبل الواو ، وليس كذلك في اسم المفعول.
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٢) في الأصل : أول. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٣) في الأصل : حيل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٤) في الأصل : فعلت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٧.
(٦) في قول المؤلف : «كما مثل» نظر ، لأن الناظم لم يمثل للمتطرفة أصلا ، لأن بعد الواو في مثاليه : الألف والنون ، وهما ألزم للكلمة من تاء التأنيث ، كما سيقوله بعد في قول الناظم :
كتاء بان من رمى كمقدره |
|
كذا إذا كسبعان صيّره |
ويمكن أن يمثل له بـ «أعطيت» أصله : «أعطوت» ، لأنه من «عطا يعطو» بمعنى : أخذ ، فلما دخلت همزة النقل صارت الواو رابعة ، فقلبت ياء حملا للماضي على مضارعه. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٩٨.
(٧) «المعطاة» : أصله : «المعطوة» أبدلت الواو ياء لوقوعها رابعة إثر فتحة ، فصار : «المعطية» ، تحركت الياء ، وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ، فصار «المعطاة». انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٨ ، حاشية الصبان : ٤ / ٣٠٦.
(٨) في الأصل : المعطون. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٨.
(٩) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٨.
و «يرضيان» أصله «يرضوان» ، لكن قلبت الواو فيه ياء بالحمل على فعل المفعول وهو «رضي» (١) ، لوجود موجب القلب فيه.
وفهم من التّمثيل أنّ ذلك يكون في الأسماء والأفعال.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... ووجب |
إبدال واو بعد ضمّ من ألف |
|
... |
يعني : أنّه يجب إبدال الواو من الألف إذا انضمّ ما قبلها ، فإن كانت في موضع يجب فيه تحريكها ـ حرّكت ، نحو «ضويرب» في «ضارب» ، وإن كانت في موضع يجب فيه سكونها ـ سكّنت / ، نحو «ضورب» في «ضارب».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
ويا كموقن بذا لها اعترف |
يعني : أنّه يجب إبدال الياء واوا كما في «موقن» اسم فاعل من «أيقن» ، أصله «ميقن» ، فأبدلت الياء فيه واوا لانضمام ما قبلها.
وفهم من هذا المثال كون الياء المبدلة ساكنة ، فلو كانت متحرّكة لم تبدل ، نحو «زييد (٢) ، وهيام» (٣).
وفهم منه أيضا كون الياء مفردة ، فلو كانت مدغمة لم تبدل ، نحو «حيّض» (٤).
__________________
(١) تبع ابن طولون في هذا المكودي ، فقال ابن حمدون في حاشيته عليه : «الأولى ـ كما في المعرب وابن عقيل وظاهر الأشموني ـ أن «يرضيان» في النظم ـ بضم الياء ـ مبني للمفعول من «أرضى» الرباعي. فيكون محمولا على المضارع المبني للفاعل ، وهو «يرضي» بضم الياء ، حرف المضارعة ـ فيكون الفرع الذي هو مبني للمفعول محمولا على الأصل الذي هو مبني للفاعل ، وأما على ما في المكودي فيكون المضارع محمولا على الماضي ، والفرع محمولا على الفرع ، ولا يناسب». انتهى.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٨٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٠٦.
(٢) زييد : تصغير «زيد». انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩.
(٣) الهيام : بضم الهاء ، كالجنون من العشق ، والهيام أيضا : نحو الدوار جنون يأخذ البعير حتى يهلك ، يقال : بعير مهيوم. انظر اللسان : ٦ / ٤٧٣٩ (هيم) المصباح المنير : ٢ / ٦٤٥ (هيم) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩.
(٤) وبه مثل في شرح المرادي والأشموني والتوضيح ، واعترضه الأزهري بأنه جمع والكلام في المفرد والصواب التمثيل بنحو بناء مثل «حياض» من البيع ، فتقول : «بياع» بالياء.
وفهم منه أيضا كون الياء في المفرد ، فلو كان ما فيه الياء السّاكنة بعد ضمّة جمعا ، فقد أشار إليه ، فقال رحمهالله تعالى :
ويكسر المضموم في جمع كما |
|
يقال هيم عند جمع أهيما |
يعني : أنّه إذا وقعت الياء السّاكنة بعد ضمّة (في الجمع) (١) ، نحو «هيم» في جمع «أهيم» قلبت الضّمّة الّتي قبل الياء كسرة ، لتصحّ الياء.
فـ «هيم» أصله «هيم» (٢) نحو «أحمر وحمر» ، وإنّما لم تقلب الياء واوا لأجل الضّمّة كما قلبت في المفرد ، نحو «موقن» ، لأنّ الجمع أثقل من المفرد ، فكان أحقّ بمزيد التّخفيف (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وواوا اثر الضّمّ ردّ اليا متى |
|
ألفي لام فعل أو من قبل تا |
يعني : أنّ الياء المتحرّكة تبدل بعد الضّمّة واوا في ثلاثة مواضع :
أحدها : أنّ تكون (٤) لام فعل نحو «قضو» (٥) أصله «قضي» لأنّه من «قضى يقضي» ، و «نهو» (٦) / ، لأنّه من «النّهية» وهو العقل (٧).
الثّاني : أن تكون (٨) لام اسم مبنيّ على التّأنيث بالتّاء ، نحو : «مرموة» مثال «مقدرة» من «رمى» ، وهو ما أشار إليه فقال رحمهالله تعالى :
__________________
وأجيب : بأن شرط الإفراد لم يذكر إلى الآن ، وقال ابن حمدون : والصواب أن الاعتراض غير وارد من أصله ، لأنه مبني على أن «حيض» جمع ، والصواب أنه مفرد ففي القاموس أنه يطلق على جبل بالطائف. انتهى. والذي في القاموس المحيط : وحيض ـ بسكون الياء ـ جبل بالطائف.
انظر شرح المرادي : ٦ / ٣٧ ، الأشموني مع الصبان : ٤ / ٣٠٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٤ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩ ، القاموس المحيط : ٢ / ٣٢٩ (حيض).
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٢) في الأصل : هوم. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٣) في الأصل : التحقيق. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٤) في الأصل : يكون. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٥) يقال : قضو الرجل إذا تعجب من شدة معرفته للقضاء والحكم ، فمعناه : ما أقضاه وما أحكمه. انظر المنصف : ٣ / ٨٩ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٤ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٩٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١١٨.
(٦) يقال : نهو الرجل إذا تعجب من كثرة عقله ، فمعناه : ما أنهاه. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩. شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١١٨.
(٧) انظر اللسان : ٦ / ٤٥٦٥ (نهى) ، شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٨) في الأصل : يكون. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
كتاء بان من رمى كمقدره |
|
... |
وفهم من المثال : لزوم التّاء ، لأنّ «مقدرة» (لا) (١) تتجرّد من التّاء ، فلو كانت التّاء عارضة أبدلت الضّمّة كسرة ، وسلمت الياء ، كما يجب ذلك مع التّجرّد ، نحو «توان» مصدر «توانى» ، أصله «تواني» على وزن «تفاعل» ، لأنّه نظير «تدارك» ، فأبدلت الضّمّة فيه كسرة (٢) ، ولم يبدلوا الياء واوا ، لأنّه ليس في الأسماء المتمكّنة ما آخره واو قبلها ضمّة (لازمة) (٣) ، فلو لحقته التّاء بقي على إعلاله (٤) ، لعروض التّاء نحو «توانية».
الثّالث : أن يبنى من «الرّمي» على نحو «سبعان» اسم مكان (٥) ، فتقول : «رموان» ، لأنّ الألف والنّون لازمتان لهذا ، فلم يحكم لها بحكم المتطرّف (٦) ، لأنّه ألزم للكلمة (٧) من تاء التّأنيث ، وهو ما أشار إليه فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
كذا إذا كسبعان صيّره |
يعني : كذلك يعلّ بالقلب إذا صيّره الباني من «الرّمي» مثل «سبعان».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن يكن عينا لفعلى وصفا |
|
فذاك بالوجهين عنهم يلفى |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٢) أي : أبدلت ضمة النون كسرة ، يعني : ثم استثقلت الضمة أو الكسرة على الياء ، فحذفت ، فالتقى ساكنان ، فحذفت الياء لذلك ، وأما في النصب فتظهر الفتحة ، فهو اسم منقوص. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٤) في الأصل : الإعلاله. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٥) سبعان : قيل : هو موضع معروف في ديار قيس ، وقيل : هو جبل قبل الفلج ، وقيل : واد شمال سلم ، عنده جبل يقال له : العبد ، أسود ليست له أركان. و «سبعان» في النظم بفتح النون على لغة من أجرى المسمى به مجرى «سلمان» ، ولا يجوز كسر النون على أنه مثنى حقيقة ، وإلا قال : «كسبعين» بالياء ، إلا على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال كلها ، ويعربه بالحركات الظاهرة على النون.
انظر معجم ما استعجم : ٣ / ٧١٩ ، معجم البلدان : ٣ / ١٨٥ ، الجبال والأمكنة : ١٢٥ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٦٩٠ ، اللسان : ٣ / ١٩٢٧ (سبع) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠ ، حاشية الصبان : ٤ / ٣٠٩.
(٦) في الأصل : المتطوف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠.
(٧) في الأصل : الكلمة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠.
يعني : إذا كانت (١) الياء المضموم ما قبلها عينا لوصف على وزن «فعلى» ، جاز أن تبدل الضّمّة كسرة وتصحّ الياء ، وأن تبقى الضّمّة وتبدل الياء واوا لأجل الضّمّة ، فتقول في «الأكيس / ، والأضيق» : «كوسى وكيسى ، وضوقى وضيقى».
وفهم من قوله : «وصفا» أنّها إذا كانت عينا لـ «فعلى» اسما ، لم يجز فيها الوجهان ، بل يلزم قلب الياء واوا على الأصل ، نحو «طوبى» بمعنى : «طيبة» (٢).
__________________
(١) في الأصل : كان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠.
(٢) طيبة : مصدر «طاب» ، يقال : طاب الشيء يطيب طيبا وطيبة وتطيابا ، قال ثعلب : وقرىء : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) ، فجعل «طوبى» مصدرا ، كقولك : سقيا له ، أو يكون طوبى : اسما لشجرة في الجنة.
انظر اللسان : ٤ / ٢٧٣١ ـ ٢٧٣٢ (طيب) ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٥.
فصل في إبدال الواو من الياء والعكس
ثمّ قال :
فصل : [في إبدال الواو من الياء والعكس]
من لام فعلى اسما أتى الواو بدل |
|
ياء كتقوى غالبا جا ذا البدل |
يعني : أنّ الياء تبدل غالبا واوا إذا كانت لاما لـ «فعلى» اسما ـ بفتح الفاء وسكون العين ـ نحو «شروى (١) ، وفتوى ، وتقوى» لأنّ الأصل «شريا ، وفتيا ، وتقيا» ، وإنّما قلبت ـ وإن لم يكن لقلبها موجب لفظيّ ـ فرقا بين الاسم والصّفة.
وفهم من قوله : «اسما» ، أنّها إذا كانت وصفا ـ لا تبدل ، نحو «خزيا (٢) وصديا» (٣).
وأشار بقوله : «غالبا» إلى ما جاء من ذلك غير مبدل ، نحو «ريّا» للرّائحة (٤) ، و «طغيا» لولد البقرة الوحشيّة (٥).
ثمّ قال :
بالعكس جاء لام فعلى وصفا |
|
وكون قصوى نادرا لا يخفى |
__________________
(١) في الأصل : سيروى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠. والشروى : المثل ، وشروى الشيء : مثله ، ورواه مبدلة من الياء قلبت واوا ، كما قلبت في «تقوى» ونحوها. انظر اللسان : ٤ / ٢٢٥٢ (شرا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠.
(٢) في الأصل : خزيان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠. وخزيا : مؤنث خزيان ، والخزيان : الرجل الكثير الحياء. انظر اللسان : ٢ / ١١٥ (خزا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠.
(٣) صديا : مؤنث صديان ، والصديان : الشديد العطش. انظر اللسان : ٤ / ٢٤٢١ (صدى) ، حاشية ابن حمدون : ٢٥ / ١٩٠.
(٤) والذي ذكره سيبويه وغيره من النحويين : أن «ريا» صفة ، وليس بشاذ ، والأصل : «رائحة ريا» أي : مملوءة طيبا. والريا : الريح الطيبة ، يقال : امرأة طيبة الريا : إذا كانت عطرة الجرم.
انظر الكتاب : ٢ / ٣٨٤ ، المنصف : ٢ / ١٥٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٣ ، المقتضب : ١ / ٣٠٦ ، اللسان : ٣ / ١٨٧٧ (روى) ، الأشموني مع الصبان : ٤ / ٣١١ ، الممتع : ٢ / ٥٧٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٤٤.
(٥) و «سعيا» اسم موضع أيضا. انظر اللسان : ٤ / ٢٦٧٨ (طغى) ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١١ ، شرح المرادي : ٦ / ٤٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٢١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٤٤.
يعني : أن لام «فعلى» وصفا ـ بضمّ الفاء ـ إذا كانت واوا أبدلت ياء نحو «دنيا ، وعليا» ، أصلها «دنوى وعلوى» ، لأنّهما من «الدّنوّ ، والعلوّ» ، وإنّما أبدلت هنا أيضا ـ فرقا بين الاسم والوصف.
وفهم من قوله : «وصفا» أنّها إذا كانت في الاسم لم تبدل ، نحو «حزوى» اسم موضع (١).
وأشار بقوله : «وكون قصوى نادرا» إلى لغة الحجازيّين في «قصوى» ، والقياس «قصيا» ، لأنّه من باب «دنيا ، وعليا».
وبنو / تميم يقولون : «قصيا» على القياس (٢).
__________________
(١) حزوى : موضع بنجد في ديار بني تميم ، وقيل : موضع قريب من السواد ، وقيل : جبل من جبال الدهناء ، وقيل : نخل باليمن ، وقيل : رمل بالدهناء.
انظر معجم ما استعجم : ٢ / ٤٤٣ ، اللسان : (حزا) ، مراصد الاطلاع : ١ / ٤٠٠ ، معجم البلدان : ٢ / ٢٥٥.
(٢) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٢٢ ، شرح المرادي : ٦ / ٤٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٢.
فصل في اجتماع الواو والياء وقلبهما ألفا وقلب النون ميما
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فصل [في اجتماع الواو والياء وقلبهما ألفا وقلب النّون ميما]
إن يسكن السّابق من واو ويا |
|
واتّصلا ومن عروض عريا |
فياء الواو اقلبنّ مدغما |
|
وشذّ معطى غير ما قد رسما |
يعني : أنّه إذا اجتمع في كلمة واو وياء ، وسكن أوّلهما ـ وجب إبدال الواو ياء ، وإدغامها في الياء ، وذلك بشرطين :
الأوّل : أن يكونا متّصلين ـ أي : في كلمة واحدة ـ فلو كان أوّلهما في كلمة وثانيهما في كلمة أخرى ـ لم تبدل ، نحو «أخو يزيد ، وبني واقد» ، وهو المنبّه عليه بقوله : «واتّصلا».
الثّاني : أن لا يكون اجتماعهما عارضا ، وشمل صورتين :
إحداهما : عروض السّكون نحو «قوي» ـ بسكون الواو ـ تخفيف «قوي».
والأخرى : عروض الحرف (١) ، نحو «الرّويا» ، بتخفيف الهمزة ، وإبدالها (٢) واوا.
وهو المنبّه عليه بقوله : «ومن عروض عريا» ، وكلامه شامل للنّوعين.
وشمل ما استوفى الشّروط صورتين :
إحداهما : تقدّم الياء على الواو ، نحو : «سيّد» ، أصله «سيود».
والأخرى : تقدّم الواو على الياء ، نحو : «مرميّ» أصله «مرموي» ، لأنّه (٣) اسم مفعول من «رمى».
وقد يخالف هذا القياس على وجه الشّذوذ ، وإلى ذلك أشار بقوله :
وشذّ معطى غير ما قد رسما
__________________
(١) في الأصل : الحروف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩١.
(٢) في الأصل : وإبدالهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩١.
(٣) في الأصل : لا. بدل : «لأنه». انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩١.
فشمل ثلاث صور :
إحداها : ما شذّ فيه الإبدال لكونه لم يستوف الشّروط ، كقراءة / من قرأ : إن كنتم للريا تعبرون [يوسف : ٤٣] ـ بتشديد الياء (١) ـ.
الثّانية : ما شذّ فيه التّصحيح مع استيفاء الشّروط ، كقولهم لـ «السّنّور» : «ضيون» (٢).
الثّالثة : ما شذّ فيه إبدال الياء واوا ، نحو «عوى الكلب عوّة» (٣).
فهذه الصّور كلّها داخلة في قوله :
وشذّ معطى غير ما قد رسما
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
من واو او ياء بتحريك أصل |
|
ألفا ابدل بعد فتح متّصل |
يعني : أنّه يجب إبدال الواو والياء ، المفتوح ما قبلهما (٤) ـ ألفا ، وذلك بشروط ، ذكر منها في هذا البيت شرطين :
أحدهما : أن يكون التّحرّك أصليا ، وهو المنبّه عليه بقوله : «أصل» ، واحترز به من نحو : «توم ، وجيل» ، أصلهما «توأم (٥) ، وجيأل» (٦) ، فنقلت حركة الهمزة إلى الواو والياء فلم يقلبا ، لأنّ الحركة عارضة ، فهي غير أصليّة.
والثّاني : أن يكون الواو والياء متّصلتين بالفتحة ، وهو المنبّه عليه بقوله : «بعد فتح متّصل».
__________________
(١) وهي قراءة ابن جعفر ، واللام فيه زائدة تقوية للفعل لما تقدم مفعوله عليه ، ويجوز حذفها في غير القرآن لأنه يقال : عبرت الرؤيا.
انظر إتحاف فضلاء البشر : ٢٦٥ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ٥٤ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩١ ، وفي القراءات الشاذة (٦٢) : قد صدقت الريا فياض ، وسمع الكسائي : «رياك ورياك» بضم الراء وكسرها.
(٢) انظر اللسان : ٤ / ٢٦٢١ (ضون) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩١.
(٣) أي : لوى خطمه ثم صوت (وخطمه : مقدم أنفه وفمه) ، وقيل : مد صوته ولم يفصح. انظر اللسان : ٤ / ٣١٨١ (عوى) ، ٢ / ١٢٠٣ (خطم) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩١.
(٤) في الأصل : قبلها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٥) التوأم : المولود مع غيره في بطن ، من الاثنين إلى ما زاد ، ذكرا كان أو أنثى ، أو ذكرا مع أنثى.
انظر اللسان : ١ / ٤١٣ (تأم) ، المصباح المنير : ١ / ٧٨ (توم).
(٦) الجيأل : الضبع. انظر اللسان : ١ / ٥٢٩ (جأل) ، حاشية الصبان : ٤ / ٣١٤.
وشمل صورتين :
إحداهما (١) : أن يكون الفاصل ظاهرا ، نحو «واو (٢) ، وزاي».
والأخرى : أن يكون مقدّرا ، وذلك إذا بنيت مثل «علبط» (٣) من «الرّمي ، والغزو» ، فتقول : «رمي ، وغزو» منقوصا ، والأصل «رميي ، وغزوو» ، فأعلّت الواو والياء الأخيرتان بحذف حركتهما (٤) ، كإعلال سائر المنقوصات ، ولم تقلب الواو ولا الياء الأولى ، للفاصل (٥) بين (الفتحة) (٦) والحرف (٧) ـ وهو الألف ـ ، لأنّ الأصل («رمايي وغزاوو» كـ «علبط» أصله) (٨) «علابط» ، فحذفت (الألف) (٩) تخفيفا ، وهي مقدّرة ، فمنعت من القلب.
ثم اعلم أنّ / هذين الشّرطين يطّردان في كلّ واو وياء متحرّكتين ، مفتوح ما قبلهما ، سواء كانا لام الكلمة أو عينها.
وثمّ شرط (١٠) آخر يختلف فيه الّلام وغيرها ، أشار إليه (١١) ، فقال رحمهالله تعالى :
إن حرّك التّالي وإن سكّن كف |
|
إعلال غير الّلام ... |
يعني : أنّ إعلال الياء والواو بالإعلال المذكور إذا كانا غير لامين ـ مشروط بأن (١٢) يتحرّك ثانيهما نحو «قام ، وباع ، وانقاد ، واختار» ، فإن سكّن تاليهما ـ منع إعلال (١٣) غير الّلام مطلقا ، وشمل العين نحو «بيان ، وطويل ، وغيور» وغيرهما نحو «خورنق».
__________________
(١) في الأصل : أحدهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٢) في الأصل : وأي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٣) يقال : رجل علبط وعلابط : ضخم عظيم ، والعلبط والعلابط أيضا : القطيع من الغنم.
انظر اللسان : ٤ / ٦٤ ، ٣٠٦٥ (علبط) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٢.
(٤) في الأصل : حركتها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٥) في الأصل : الفاصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٧) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٤٠.
(٩) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(١٠) في الأصل : شروط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(١١) في الأصل : إليها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(١٢) في الأصل : با. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
(١٣) في الأصل : الإعلال. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٢.
وأمّا الّلام : ففيها تفصيل أشار إليه ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وهي لا يكف |
إعلالها بساكن غير ألف |
|
أو ياء التّشديد فيها قد ألف |
يعنى : أنّ لام الكلمة إذا كان واوا أو ياء متحرّكين بعد فتحة ، وبعدهما ساكن : فإمّا أن يكون السّاكن ألفا ، أو ياء مشدّدة ، أو غيرهما. فإن كان غيرهما ، لم يكفّ الإعلال ، نحو «رموا ، وغزوا ، ويخشون ، ويرضون» ، لأنّ أصلها (١) «رميوا ، وغزووا ، ويخشيون ، ويرضيون» (٢) فقلبت في ذلك كلّه الواو والياء ـ ألفا ، ثمّ حذفت لالتقاء السّاكنين. وإن كان السّاكن ألفا أو ياء مشدّدة كفّا (٣) الإعلال ، نحو «رميا ، وغزوا ، ومعنويّ ، وعلويّ».
وإنّما لم يكفّ السّاكن إعلال الّلام / لقربها من الطّرف ، وإنّما كفّت (٤) الألف ، والياء المشدّدة إعلالها ، لأنّهم لو أعلّوا «رميا ، وغزوا» لصار «رمى ، وغزا» فيلتبس بفعل الواحد (٥).
وأمّا نحو : «علويّ» فلم تبدل لامه ألفا ، لأنّه في موضع تبدل فيه الألف واوا. ثمّ إنّه قد يعرض للواو والياء المذكورتين أسباب تمنعها من الإعلال ، أشار إلى الأوّل منها ، فقال رحمهالله تعالى :
وصحّ عين فعل وفعلا |
|
ذا أفعل كأغيد وأحولا |
يعني : أنّ ما كان من الأفعال على وزن «فعل» ، وكان مصدره (على «فعل») (٦) ممّا جاء اسم فاعله على «أفعل» (٧) يصحّح هو ومصدره ، وإن كان مستوفيا لشروط الإعلال ، نحو «غيد غيدا (٨) ، وحول حولا» (٩) وسبب تصحيحهما : أنّ «حول» وشبهه من أفعال الخلق والألوان.
__________________
(١) في الأصل : أصلهما. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٤٠.
(٢) في الأصل : ويخشون ويرضون. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٣) في الأصل : لفا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٤) في الأصل : لفت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٥) في الأصل : الواو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٧) في الأصل : أفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٨) الغيد : النعومة ، والغيداء : المرأة المتثنية من اللين ، وقد تغايدت في مشيها. وقد صرف الناظم هنا «أغيد» للضرورة.
انظر اللسان : ٥ / ٣٣٢٤ (غيد) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٣ ، حاشية الصبان : ٤ / ٣١٦.
(٩) الحول في العين : أن يظهر البياض في مؤخرها ، ويكون السواد من قبل الماق ، وقيل : الحول
وقياس الفعل في (١) (ذلك) (٢) أن يأتي على «افعلّ» ، نحو «احولّ احولالا ، واعورّ اعورارا» فصحّ عين فعله ومصدره ، لأنّهما في معنى ما لا يعلّ (٣) ، لعدم الشّروط.
ثمّ أشار (إلى الثّاني) (٤) ، فقال :
وإن يبن تفاعل من افتعل |
|
والعين واو سلمت ولم تعلّ |
يعني : أنّ وزن «افتعل» من الواويّ العين ، إذا أظهر (٥) معنى «تفاعل» ممّا يدلّ على الاشتراك ـ صحّ (٦) ، نحو «اجتوروا» بمعنى «تجاوروا».
وإنّما صحّ مع توفّر شروط الإعلال ، لأنّه حمل على «تفاعل» الّذي بمعناه وليس في «تفاعل» شروط الإعلال.
وفهم منه : أنّ / وزن «افتعل» إذا لم يبن معنى «تفاعل» أعلّ على مقتضى القياس نحو «اعتاد ، وارتاب» أصلهما «اعتود ، وارتيب».
وفهم من قوله أيضا : «والعين واو» أنّ ما عينه ياء ـ أعلّ ، وإن أبان معنى «تفاعل» ، نحو «استافوا» أي : تضاربوا بالسّيوف (٧).
وإنّما أعلّت في ذلك الياء دون الواو (٨) ، لثقل الواو في المخرج (٩) ، بخلاف الياء.
__________________
إقبال الحدقة على الأنفس ، وقيل : ذهاب حدقتها قبل مؤخرها. انظر اللسان : ٢ / ١٠٥٨ (حول).
(١) في الأصل : الفعل في. مكرر.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٣) في الأصل : يعمل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٥) في الأصل : ظهر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٦) في الأصل : وصح.
(٧) انظر اللسان : ٣ / ٢١٧١ (سيف) ، شرح المرادي : ٦ / ٥٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٨) في الأصل : الواو دون الياء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤. قال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١٩٤): «وقوله : إنما أعلت في ذلك الياء دون الواو» هذه النسخة هي الصواب ، وفي بعض النسخ : «وإنما أعلت في ذلك الواو دون الياء» ، وهي فاسدة ، لأن الذي يعل إنما هو الياء لا الواو ، وفي بعض النسخ : وإنما صححت في ذلك الواو ... إلخ ، وهي صحيحة أيضا». وقال الملوي في حاشية على المكودي (٢٤٠): «وصوابه أن يقول : «وإنما أعلت في ذلك الياء دون الواو لقرب الياء من الألف في المخرج بخلاف الواو».
(٩) قال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١٩٤): «وقوله : «لثقل الواو» هكذا في غالب النسخ ،
ثمّ أشار إلى الثّالث ، فقال :
وإن لحرفين ذا الإعلال استحقّ |
|
صحّح أوّل .... |
يعني : إذا اجتمع في كلمة حرفا علّة ، وكلّ واحد منهما متحرّك ، ومفتوح ما قبله ، فلا بدّ من إعلال أحدهما ، وتصحيح الآخر ، لئلا يتوالى إعلالان ، والأحقّ بالإعلال منهما الثّاني ، لتطرّفه ، وذلك نحو «الهوى (١) ، والجوى (٢)(٣) ، والحيا (٤)» أصلها «هوي ، وجوي ، وحيي» ، فالسّبب المانع من إعلال الأوّل فيهما ـ إعلال الثّاني.
وقد يعلّ الأوّل ، ويصحّح (٥) الثّاني ، فقال منبّها عليه رحمهالله تعالى :
... |
|
... وعكس قد يحقّ |
ومن (٦) ذلك قولهم : «راية ، وطاية ، وغاية».
وفهم قلّة ذلك من قوله : «قد يحقّ».
ثمّ أشار إلى الرّابع ، فقال :
وعين ما آخره قد زيد ما |
|
يخصّ الاسم واجب أن يسلما |
يعني : أنّه يمنع من قلب الواو والياء ألفا ، لتحرّكهما وانفتاح ما قبلهما ـ
__________________
وهي علة غير صواب ، لأن الثقل إنما يناسبه الإعلال لا التصحيح ، لأن القلب تخفيف ، وفي بعض النسخ : «لبعد الواو في المخرج» ، أي : من الألف ، وهي أولى ، وبيانها : أن الواو بعد من مخرج الألف بعدا جدا ، فلهذا لم تعل ، والياء بعيدة أيضا من مخرج الألف ، إلا أن بعدها ليس كبعد الواو ، فاستحقت الإعلال ، وليس المراد أن الياء قريبة من مخرج الألف بل بينهما بعد». انتهى. وانظر حاشية الملوي : ٢٤٠.
(١) الهوى : ميل النفس إلى الشيء ، وتشاع في المذموم. انظر حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٢ ، اللسان : ٦ / ٤٧٢٨ (هوى).
(٢) الجوى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن. انظر اللسان : ١ / ٧٣٤ (جوا).
(٣) تبع ابن طولون في التمثيل بـ «الجوى» المكودي ، والأولى أن يمثل بـ «الحوى» لتكتمل الأمثلة ، فيكون «الهوى» مثالا لما اجتمع فيه الواو والياء ، و «الحوى» مثالا لما اجتمع فيه واوان ـ لأنه من الحوّة ، وهي سمرة الشفتين ـ و «الحيا» مثالا لما اجتمع فيه ياآن. أما التمثيل بـ «الجوى» فلا فائدة منه ، لأنه مثال لما اجتمع فيه واو وياء ، وقد مثل له بـ «الهوى».
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٦ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٣ ، اللسان : ٢ / ١٠٦١ (حوى) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٤) الحيا ـ مقصور ـ : المطر. انظر حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٢ ، اللسان : ٢ / ١٠٧٨ (حيا).
(٥) في الأصل : ويصح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٦) في الأصل : من. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
كونهما عينا فيما آخره زيادة تخصّ (١) الأسماء ، لأنّه بتلك الزّيادة يبعد شبهه بما هو الأصل في الإعلال وهو الفعل / ، فصحّح لذلك (٢).
وشملت (٣) الزّيادة الخاصّة بالأسماء : الألف والنّون ، نحو «جولان» (٤) ، وألف التّأنيث نحو «حيدى (٥) ، وصورى» (٦)(٧).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
(١) في الأصل : تختص. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٢) وما جاء من هذا النوع معلا عد شاذا نحو «داران» و «ماهان» ، وقياسهما : «دوران» و «موهان».
هذا مذهب سيبويه والمازني ، وخالف المبرد في هذا فذهب إلى أن الإعلال هو القياس ، وعليه جاء «داران» و «ماهان».
انظر الكتاب : ٢ / ٤٧١ ، المنصف شرح تعريف المازني : ٢ / ٨ ، شرح المرادي : / ٥٣ ٦ ـ ٥٤ ، الممتع : ٢ / ٤٩٢ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٤٦ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ١٠٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٠ ، المقرب : ١٨٨.
(٣) في الأصل : وشملت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٤) جولان : مصدر جال الشيء يجول به ، إذا كان يطوف به. وانظر اللسان : ١ / ٧٣٠ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٤.
(٥) الحيدى : مشية المختال ، أي : الذي يتبختر ، وحمار حيدي : إذا كان يعدل عن ظله لنشاطه.
انظر اللسان : ٢ / ١٠٦٦ (حيد) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٤.
(٦) صورى : قال الصفاني : اسم واد ، وقال ابن مالك : اسم ماء من مياه العرب ، وقال ياقوت : موضع أو ماء قرب المدينة. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٣٣ ، معجم ما استعجم : ٤ / ١٣٢٠ ، شرح المرادي : ٦ / ٥٤ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٨ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٠ ، معجم البلدان : ٣ / ٤٣٢ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٥٥.
(٧) وقد اختلف في ألف التأنيث المقصورة نحو «صورى» : فذهب سيبويه والمازني إلى أنها مانعة من الإعلال لاختصاصها بالاسم فتصحيح «صورى» عندهم قياسي. وذهب الأخفش إلى أنها لا تمنع الإعلال ، لأنها لا تخرجه عن شبه الفعل ، لأنها في اللفظ بمنزلة ألف «فعلا» فتصحيح «صورى» عنده شاذ. وقد اضطرب اختيار الناظم في هذه المسألة ، فاختار في التسهيل مذهب الأخفش ، وفي بعض كتبه مذهب سيبويه والمازني ، وبه جزم ابنه بدر الدين في شرحه.
انظر الكتاب : ٢ / ٣٧٠ ، المنصف شرح تصريف المازني : ٢ / ٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٣٣ ـ ٢١٣٤ ، التسهيل : ٣١٠ ، شرح ابن الناظم : ٨٥٨ ، شرح المرادي : ٦ / ٥٤ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٨ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ١٠٥.
وقبل يا (١) اقلب ميما النّون إذا |
|
كان مسكّنا كمن (٢) بتّ انبذا |
يعني : أنّ النّون السّاكنة إذا وقعت قبل الباء (٣) ـ وجب قلبها ميما ، وذلك لما في النّطق بالنّون السّاكنة قبل الباء من العسر ، لاختلاف مخرجيهما ، مع منافرة بين (٤) النّون وغنّتها ، وذلك فيما كان من كلمتين ، أو من كلمة ، ولذلك مثّل بالنّوعين :
فالمنفصل نحو : «من بتّ» ، والمتّصل نحو : «انبذا» (٥).
__________________
(١) في الأصل : يا ، انظر الألفية : ٢٠٨.
(٢) في الأصل : لمن. انظر الألفية : ٢٠٨.
(٣) في الأصل : الياء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٥.
(٤) في الأصل : لين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٥.
(٥) قوله : «من بت انبذا» أي : من قطعك فألقه عن بالك واطرحه ، وألف «انبذا» بدل من نون التوكيد الخفيفة. انظر شرح المرادي : ٦ / ٥٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٩.
فصل في نقل الحركة إلى الساكن قبلها
ثمّ قال رحمهالله :
فصل [في نقل الحركة إلى السّاكن قبلها]
لساكن صحّ انقل التّحريك من |
|
ذي لين ات عين فعل كأبن |
يعني : أنّ عين الفعل إذا كانت واوا أو ياء ، وكان ما قبلها ساكنا صحيحا ـ وجب نقل حركة العين إلى السّاكن قبلها ، لاستثقال الحركة في حرف العلّة ، وذلك نحو «يقوم» أصله «يقوم» ـ بضمّ الواو ـ فنقلت حركة الواو إلى السّاكن قبلها (١) ، وبقيت الواو ساكنة.
ثمّ إن خالفت العين الحركة المنقولة ـ أبدلت من مجانسها ، نحو «أبان ، وأعان» أصلهما «أبين ، وأعون» ، فدخل النّقل (والقلب) (٢) فصارا (٣) «أبان وأعان».
وفهم من قوله : «صحّ» أنّ السّاكن إذا كان معتلا ، لا ينقل إليه ، نحو «بايع (٤) ، وفوّق ، وبيّن».
ثمّ إنّ هذا الفعل له أربعة شروط :
ذكر الأوّل في قوله : «صحّ» ، وأشار إلى باقيها ، فقال / :
ما لم يكن فعل تعجّب ولا |
|
كابيضّ أو أهوى بلام علّلا |
شمل فعل التّعجّب «ما أفعله» ، نحو «ما أقومه ، وما ألينه» ، و «أفعل به» نحو «أقوم به ، وألين به». وإنّما صحّ فيهما بالحمل على أفعل التّفضيل ، لأنّهما من واد واحد.
وأمّا نحو «ابيضّ» فلو نقلت فيه الحركة للسّاكن ، لذهبت همزة الوصل
__________________
(١) في الأصل : قبهل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٥.
(٣) في الأصل : فصار. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٥.
(٤) في الأصل : باع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.