أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]
المحقق: الدكتور عبد الحميد جاسم محمّد الفيّاض الكبيسي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3522-8
الصفحات: ٥٤٤
العدد ، وفي الافتقار إلى تمييز ، إلا أنّ تمييزها مخالف لتمييز «كم» وإلى ذلك أشار بقوله :
... وينتصب |
|
... إلى آخره |
يعني : أنّ تمييز «كأيّن وكذا» إمّا منصوب نحو : «كأيّن رجلا رأيت ، وكذا رجلا رأيت» ، أو مجرور (١) بـ «من» ، نحو : «كأيّن من رجل رأيت» ، إلا أنّ النّصب بعد «كذا» أكثر ، والجرّ بـ «من» بعد «كأيّن» أكثر ، كقوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) [يوسف : ١٠٥] ، وهو في القرآن كثير.
__________________
انظر شرح الأشموني : ٤ / ٨٦ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٨٨ ، الهمع : ٤ / ٣٩٠ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٣٩ ، التصريح على التوضيح : ٢٨١ ، شرح الرضي : ٢ / ٩٤ ، مغني اللبيب : ٢٤٧ ، أسرار النحو : ١٩٥.
(١) في الأصل : ومجرور. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٥.
الباب الستون
الحكاية
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
الحكاية
احك بأيّ ما لمنكور سئل |
|
عنه بها في الوقف أو حين تصل |
ذكر في هذا الباب ثلاثة أنواع من الحكاية : (الحكاية) (١) بـ «أيّ» ، وب «من» ، وحكاية العلم بعد «من» ، وبدأ بـ «أيّ» ، فقال :
احك ... |
|
... |
البيت يعني : أنّ في الحكاية / بـ «أيّ» لغتين (٢) :
إحداهما (٣) : وهي الفصحى ، أن يحكى بها ـ وصلا ووقفا ـ ما لمسؤول عنه مذكور (٤) منكّر من إعراب ، وتذكير وتأنيث ، وإفراد وتثنية ، وجمع تصحيح موجود فيه ، أو صالح لوصفه (٥) ، كقولك لمن قال : «رأيت رجلا ، وامرأة ،
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦.
(٢) في الأصل : لغات.
(٣) في الأصل : أحدها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦٢.
(٤) في الأصل : بما لمذكور. بدل «ما لمسؤول عنه مذكور». انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦.
(٥) يقصد بقوله : «موجود فيه» المثنى الحقيقي ، وجمع التصحيح الحقيقي. ويقصد بقوله : «أو صالح لوصفه» ما ليس مثنى حقيقة ، لكنه يصح وصفه بالمثنى ، نحو «رأيت شاعرا وكاتبا» ، فتقول في حكايتهما «أيين» ، لأن «شاعرا وكاتبا» صالحان لوصفهما بالمثنى ، فتقول : «ظريفين» مثلا. ويقصد به أيضا ما ليس جمع تصحيح حقيقة ، لكنه صالح لوصفه بجمع التصحيح ، نحو «رأيت رجالا ونساء» ، فإنك تقول في حكاية الأول : «أيين» ، وفي حكاية الثاني : «أيان» ، وذلك لأنهما صالحان لوصفهما لجمع التصحيح ، فتقول : «رأيت رجالا صالحين ونساء صالحات» ، أما إن كان غير صالح لوصفه بجمع التصحيح ، فلا يصح حكايته بـ «أي» ، نحو «عندي دراهم» ، فلا تقول في حكايته : «أيون» لأن «دراهم» لا يوصف بجمع التصحيح ، لأنه غير عاقل. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١١٦ ، حاشية الصبان : ٤ / ٨٩.
وغلامين وجاريتين ، (وبنين) (١) ، وبنات» : «أيّا ، وأيّة ، وأيّين (٢) ، وأيّتين ، وأيّين ، وأيّات».
والأخرى : أن يحكى بها ما له من إعراب وتذكير وتأنيث فقط.
وقوله : احك بأيّ محتمل لهما ، والّذي ينبغي أن يحمل عليه كلامه الأولى ، لكونها أفصح.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ووقفا احك ما لمنكور بمن |
|
والنّون حرّك مطلقا وأشبعن |
هذا إشارة إلى الحكاية بـ «من» ، يعني : أنّ «من» يحكى بها في الوقف دون الوصل ما للمسؤول عنه المنكّر من إعراب (٣) ، وإفراد وتذكير ، وفرعهما (٤) ، وتشبع الحركة في الإفراد ، وذلك كقولك لمن قال : «قام رجل» : «منو» ، و «رأيت رجلا» : «منا» ، و «مررت برجل» : «مني».
وقوله : «مطلقا» أي : بالحركات الثّلاث.
ثمّ قال :
وقل منان ومنين بعد لي |
|
إلفان بابنين ومّكّن تعدل |
ما تقدّم حكاية المفرد المذكّر ، وأمّا المثنّى فقد أشار إليه بهذا البيت.
يعني : أنّك إذا قلت : «لي إلفان بابنين» (٥) وأردت حكاية هذين الاسمين ، قلت : «منان» في (٦) حكاية «إلفان» ، و «منين» / في حكاية «ابنين» (٧).
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦.
(٢) في الأصل : وايتين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦.
(٣) في الأصل : الإعراب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٦.
(٤) واختلف في هذه الأحرف اللاحقة لـ «من» : فذهب السيرافي إلى أن الحكاية وقعت بالحركات ، ثم أشبعت فنشأت عنها الحروف ليوقف عليها ، وبهذا يشعر كلام ابن مالك «وأشبعن».
وقال الفارسي والمبرد : الحكاية وقعت بالحروف ، فلزم عنها تحريك ما قبلها ، واستصوبه ابن خروف ، وصححه أبو حيان. وذهب قوم إلى أن هذه الأحرف مبدلة من التنوين.
انظر شرح المرادي : ٤ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، الهمع : ٥ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ، التسهيل : ٢٤٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧١٧ ، التصريح على التوضيح : ١٨٤ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٤٣ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١١٧ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٢.
(٥) أي : مع ابنين. انظر حاشية الصبان : ٤ / ٨٩ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٤٣.
(٦) في الأصل : وفي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٧.
(٧) في الأصل : بابنين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٧.
ولمّا لم يتمكّن له النّطق بسكون النّون في «منان ومنين» في (١) النّظم ، إذ لا يجمع فيه بين ساكنين ـ نطق بهما متحرّكين للضّرورة ، ثمّ نبّه على أنّهما يسكّنان ، إذ لا يحكى بهما إلا وقفا ، والوقف متضمّن السّكون.
ثمّ قال :
وقل لمن قال أتت (٢) بنت منه |
|
والنون قبل تا المثنّى مسكنه |
والفتح نزر ... |
|
... |
المصراع الأوّل إشارة إلى حكاية المفرد المؤنّث ، يعني : أنّك تقول في حكاية من قال : «أتت (٣) بنت» : منه ، بهاء ساكنة ، وأصلها التّاء ، لكن الوقف أوجب رجوعها.
ثمّ أشار إلى تثنية المؤنّث بالمصراع الثّاني ، يعني : أنّه يقال في حكاية (تثنية) (٤) المؤنّث : «منتان» ـ بتسكين النّون ـ ، فيقال في حكاية «جاءت امرأتان» : «منتان» ، و «رأيت امرأتين ، ومررت بامرأتين» : «منتين». هذه هي الّلغة الفصحى ، وفيها لغة أخرى أشار إليه بقوله : «والفتح نزر».
يعني : فتح النّون نزر ـ أي : قليل ـ فتقول على هذه الّلغة في «قامت امرأتان» : «منتان» ـ بالفتح ـ.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... وصل التّا والألف |
|
بمن بإثر ذا بنسوة كلف |
هذا إشارة إلى حكاية جمع المؤنّث ، يعني : أنّك تزيد في حكاية جمع المؤنّث على النون من «منه» ألفا وتاء ، فتقول لمن قال : «جاءت نسوة» : «منات» ، ولمن قال : «ذا بنسوة كلف» / : «منات» بإسكان التّاء أيضا ، لما علمت من أنّ «من» لا يحكى بها إلا في الوقف.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وقل منون ومنين مسكنا |
|
إن قيل جا قوم لقوم فطنا |
وإن تصل فلفظ من لا يختلف |
|
ونادر (٥) منون في نظم عرف |
__________________
(١) في الأصل : وفي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٧.
(٢) في الأصل : أنت. انظر الألفية : ١٦٢.
(٣) في الأصل : أنت. انظر المكودي بحاشية الملوي : ١٩٠.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٧.
(٥) في الأصل : وما نادر. انظر الألفية : ١٦٣.
هذا إشارة إلى حكاية جمع المذكّر ، يعني : إذا قيل : «جاء قوم لقوم» ، قلت في حكاية «قوم» المرفوع : «منون» ، وفي حكاية «قوم» المجرور : «منين» ـ بسكون النون فيهما ـ. وقوله :
وإن تصل فلفظ من لا يختلف
تصريح بما يفهم من قوله : «ووقفا» (١) ، فتقول : «من يا فتى» في الأحوال كلّها ، وقد جاء «منون» في ضرورة الشّعر ، وعلى ذلك نبّه بقوله :
ونادر منون في نظم عرف
أشار به إلى قول الشّاعر :
٢٨٣ ـ أتوا ناري فقلت : منون أنتم |
|
فقالوا الجنّ ، قلت عموا ظلاما |
وهو لتأبّط شرّا.
__________________
(١) في البيت الثاني من هذا الباب ، وهو :
ووقفا احك ما لمنكور بمن |
|
والنّون حرّك مطلقا وأشبعن |
٢٨٣ ـ من الوافر ، وقد اختلف في نسبته لقائله ، فنسب في نوادر أبي زيد لشمير بن الحارث الضبي (قال أبو الحسن : حفظي سمير ، وقيل : شمر ، وقيل : شهر) من أبيات له وبعده :
فقلت إلى الطّعام فقال منهم |
|
زعيم نحسد الإنس الطّعاما |
ونسبه المؤلف لتأبط شرا ، وهو في ديوانه (القسم الثاني : المنسوب إليه) : ٢٥٦ ، وقيل هو لجذع بن سنان الغساني على رواية من روى : «عموا صباحا» بدل «عموا ظلاما». ونسب للفرزدق في حاشية السيد على الكشاف (١ / ٢٨) وليس في ديوانه ، وتردد الجاحظ في نسبته ، فنسبه في الحيوان (٤ / ٤٨٢) لسهم بن الحارث ، ثم نسبه في (٦ / ١٩٧) لشمر بن الحارث الضبي ، وأورده بلا نسبة في (١ / ٣٢٨). ويروى :
أتوا ناري فقلت منون قالوا |
|
سراة الجنّ قلت عموا ظلاما |
سراة الجن : أشرافهم. عموا : انعموا. «وعموا ظلاما» : أي : انعموا وقت ظلامكم ، أي : وقت انتشاركم ، إذ الغالب انتشار الجن في الظلام. والشاهد في قوله : «منون أنتم» حيث إن فيه شذوذين ، الأول : إلحاق الواو والنون بـ «من» في الوصل ، والثاني : تحريك النون ، وهي إنما تكون ساكنة.
انظر الكتاب مع الأعلم : ١ / ٤٠٢ ، شرح الأشموني : ٤ / ٩١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٨٣ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٩٨ ، ٥٥٧ ، الخزانة : ٦ / ١٦٧ ، شواهد ابن السيرافي : ٢ / ١٨٤ ، الحلل : ٣٩١ ، جمل الزجاجي : ٣٣٦ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٦ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٢١٩ ، ٢٣٧ ، اللسان (أتن ، أنس ، حسد ، منن ، سرا) ، المقتضب : ٢ / ٣٠٦ ، الخصائص : ١ / ١٢٩ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٤٤ ، ٥ / ١٨٥ ، الهمع رقم : ١٧٤٢ ، ١٨٠٨ ، جواهر الأدب : ١١٦ ، المقرب : ١ / ٣٠٠ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٤٦٨ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٢٩٩ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٢٣٩ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١١٨ ، ١٦٣ ، شرح دحلان : ١٦٦ ، كاشف الخصاصة : ٣٤٢.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والعلم احكينّه من بعد من |
|
إن عريت من عاطف بها اقترن |
هذا إشارة إلى النّوع الثّالث من الحكاية ، يعني : أنّ العلم إذا سئل عنه بـ «من» حكي إعرابه بعدها ، فتقول لمن قال : «قام زيد : («من زيد») (١) و «رأيت زيدا» : «من زيدا» ، و «مررت بزيد» ، («من زيد») (٢) برفع (٣) الأوّل ، ونصب الثّاني ، وجرّ الثّالث ، وذلك بشرط / أن لا يدخل على «من» حرف عطف ، وإليه أشار بقوله :
إن عريت من عاطف بها اقترن
فإذا قيل : «رأيت زيدا ، ومررت بزيد» (٤) ، قلت : «ومن زيد» بالرّفع فيهما ، لدخول حرف العطف (٥) على «من».
وقوله : «احكينّه» يريد : جوازا ، فإنّ فيه لغتين :
ـ لغة أهل الحجاز الحكاية (٦).
ـ ولغة بني تميم الرّفع (٧).
__________________
(١ ـ ٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٨.
(٣) في الأصل : ييرفع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١١٨.
(٤) قال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١١٨) : الواو في «ومررت» بمعنى : «أو» لأن كلا منهما تركيب مستقل. انتهى.
(٥) أي : صورة ، لأنه للاستئناف كما قال بعضهم. قاله الصبان. وقال الرضي : إنه عطف على كلام المخاطب ، ويلزم عليه عطف الإنشاء على الخبر إذا كان كلام المخاطب خبرا كـ «رأيت زيدا». انظر حاشية الصبان : ٤ / ٩١ ، حاشية الخضري : ٢ / ١١٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٤.
(٦) وهي إحدى لغتين عندهم ، لأنهم لا يلتزمون الحكاية بل يجوزون الحكاية والإعراب ، بل يرجحون الإعراب ، كما قال الصبان. وعلى الحكاية فالرفع مقدر ، لأن الواقع بعد «من» مبتدأ خبره «من» ، أو خبر مبتدؤه «من».
انظر الأشموني مع الصبان : ٤ / ٩١ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٤٦ ، الكتاب : ١ / ٤٠٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١٧١٩ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١١٩ ، الهمع : ٥ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٣ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ١٤٤.
(٧) أي : يجيئون بالعلم المسؤول عنه بعد «من» مرفوعا في الأحوال الثلاثة لأنه مبتدأ خبره «من» ، أو خبر مبتدؤه «من» ، قال سيبويه : وهو أقيس الوجهين.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ٩١ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٤٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٨٥ ، الكتاب : ١ / ٤٠٣ ، الهمع : ٥ / ٣٢٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٤ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٤٤.
الباب الحادي والستون
التأنيث
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
التّأنيث
علامة التّأنيث تاء أو ألف |
|
وفي أسام قدّروا التّا كالكتف |
التّأنيث فرع التّذكير ، ولذلك يحتاج إلى علامة ، وإلى ذلك أشار بقوله :
علامة التّأنيث تاء أو ألف
فذكر للتّأنيث علامتين (١).
ثمّ إنّ التّاء تكون ظاهرة ، كـ «فاطمة ، وقصعة» ، وتكون مقدّرة ، وإلى ذلك أشار بقوله :
وفي أسام قدّروا التّا كالكتف
يعني : أنّ بعض الأسماء لا تكون فيها تاء ظاهرة ، بل مقدّرة ، وسواء كان لمن يعقل ، كـ «هند» ، أو لمن لا يعقل ، كـ «كتف».
وقال رحمهالله تعالى :
ويعرف التّقدير بالضّمير |
|
ونحوه كالرّد في التّصغير |
هذا إشارة إلى ما يعرف به التّقدير.
فالضّمير ، نحو : «الكتف أكلتها» ، فعلم أنّ «الكتف» مؤنّث ، لإعادة ضمير المؤنّث عليها.
__________________
(١) وهما : التاء ، والألف مقصورة وممدودة. هذا مذهب سيبويه والجمهور ، والممدودة عندهم فرع المقصورة. وذهب الكوفيون والأخفش والزجاج إلى أن علامات التأنيث ثلاث : التاء والألف والهمزة في «حمراء» ، ونحوه ، وذهب بعضهم إلى أن الهمزة والألف قبلها معا علامتا التأنيث. وهمزة حمراء عند الجمهور بدل من ألف التأنيث ، قلبت همزة لعدم إمكان الجمع بين ألفين.
انظر الكتاب : ٢ / ٨ ـ ١٠ ، شرح المرادي : ٥ / ٣ ، الهمع : ٦ / ٦١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٨٥ ، شرح التسهيل : ١ / ١٠٠ ، حاشية الصبان : ٤ / ٩٤ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣٦٩.
«ونحوه» أي : ونحو الضّمير «كالرّدّ في التّصغير» ، أي : كردّ التاء في التّصغير ، نحو «هنيدة (١) ، وكتيفة» في تصغير «هند وكتف».
وممّا يعلم به التّقدير أيضا : اسم الإشارة نحو : «هذه هند ، وتلك كتف».
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
ولا تلي فارقة فعولا |
|
أصلا ولا المفعال والمفعيلا |
كذاك مفعل ... |
|
... |
تاء التّأنيث لها فوائد ، وأصلها التّاء الفارقة بين المذكّر والمؤنّث ، وتكون في الأسماء ، نحو : «رجل ورجلة ، وفتى وفتاة» ، وفي الصّفات ، وهي أكثر ، نحو : «ضارب وضاربة ، وفرح وفرحة» (٢) ، إلا أنّها لم تلحق بعض الصّفات ، وإلى ذلك أشار بقوله :
ولا تلي ... |
|
... |
فذكر أربعة أوزان لا تلحقها التّاء الفارقة :
الأوّل : «فعول» ، وقيّده بالأصل ، والمراد به : اسم الفاعل ، فإنّه أصل لاسم المفعول ، وذلك نحو : «رجل صبور ، وامرأة صبور».
واحترز بقوله : «أصلا» من اسم المفعول ، فإنّ تاء الفرق تلحقه ، نحو (٣) : «ركوب (وركوبة) (٤)» (٥).
الثّاني : «مفعال» نحو : «رجل معطار ، وامرأة معطار».
الثّالث : «مفعيل» نحو : «معطير ، ومنطيق».
الرّابع : «مفعل» نحو : «مغشم» (٦).
ولم يقيّد الثّلاثة ، كما قيّد الأوّل ، لأنّها لا تكون أسماء (٧) مفاعيل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... وما تليه |
|
تا الفرق من ذي فشذوذ فيه |
__________________
(١) في الأصل : هندة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٢) في الأصل : فرج وفرجة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٣) في الأصل : يجوز. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٥) قال المكودي : لأنه بمعنى : مركوب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٦) المغشم من الرجال : ـ بكسر الميم وسكون الغين المعجمة ـ الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد ويهوى من شجاعته. انظر اللسان : ٥ / ٣٢٦٠ (غشم) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٠.
(٧) في الأصل : لا تكون إلا أسماء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
قد لحقت تاء الفرق بعض الأوزان شذوذا ، قالوا : «عدوّ وعدوّة ، ومسكين ومسكينة ، وميقان وميقانة» (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومن فعيل كقتيل إن تبع |
|
موصوفه غالبا التّا تمتنع / |
هذا إشارة إلى الوجه الخامس ، وهو أنّ فعيلا (٢) تمتنع فيه تاء الفرق في المؤنّث في الغالب.
وفهم من قوله : «كقتيل» أن يكون بمعنى مفعول ، لأنّ «قتيلا» بمعنى : مقتول ، ولو كان بمعنى : «فاعل» لحقته التّاء ، نحو : «رأيت ظريفا وظريفة».
وفهم من قوله : «إن تبع» أنّه إن لم يتبع موصوفه (لحقته التّاء نحو : «رأيت قتيلا وقتيلة» للّبس. وشمل ما كان نعتا نحو : «رأيت امرأة قتيلا» ، وما ذكر موصوفه) (٣) ، قبله ، وإن لم يكن نعتا ، نحو : «هند قتيل ، ولحيتك دهين» لعدم الّلبس.
وفهم من قوله : «غالبا» أنّ التّاء تلحق مع استيفاء الشّروط (٤) ، كقولهم : «صفة ذميمة ، وخصلة حميدة».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وألف التّأنيث ذات قصر |
|
وذات مدّ نحو أنثى الغرّ |
هذا شروع في ألف التّأنيث ، وقد قسّمها إلى مقصورة ، وممدودة.
ومثال المقصورة : «حبلى» ، والممدودة : ما مثّله (٥) النّاظم بقوله : «أنثى الغرّ» ، وهو «غرّاء» ، ومذكّر «الغرّ» : «أغرّ».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والاشتهار في مباني الأولى |
|
يبديه وزن أربى والطّولى |
ومرطى ووزن فعلى جمعا |
|
أو مصدرا أو صفة كشبعى |
وكحبارى سمّهى سبطرى |
|
ذكرى وحثّيثى مع الكفرّى |
__________________
(١) ميقان وميقانة : من اليقين ، يقال : رجل ميقان وامرأة ميقانة ، بمعنى : كثيري اليقين ، لا يسمعان شيئا إلا أيقناه. انظر اللسان : ٦ / ٤٩٦٥ (يقن) ، حاشية الملوي : ١٩٢.
(٢) في الأصل : فعيل. راجع المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٤) في الأصل : الشرط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٥) في الأصل : ما قاله.
كذاك خلّيطى مع الشّقّارى |
|
واعز لغير هذه استندارا |
هذا بيان للأوزان الّتي تلحقها المقصورة ، إذ المراد بـ «الأولى» : ألف التّأنيث المقصورة ، وقد ذكر لها / اثني عشر بناء.
الأوّل : «فعلى» بضمّ الفاء ، وفتح العين ـ نحو : «أربى» ، وهي الدّاهية (١).
والثّاني : «فعلى» ـ بضمّ الفاء ، وسكون العين ـ نحو : «الطّولى» وهو صفة مؤنّث «الأطول»(٢).
الثّالث : «فعلى (٣)» ـ بفتح الفاء والعين ـ نحو : «مرطى» ، وهو نوع من المشي (٤).
الرّابع : «فعلى» ـ بفتح الفاء وسكون العين ـ ، ونوّعها إلى جمع (٥) ، نحو : «قتلى ، وجرحى» (٦) ، وإلى مصدر ، نحو : «دعوى» ، وإلى صفة ، نحو : «شبعى».
الخامس : «فعالى» ـ بضمّ الفاء ـ نحو : «حبارى» اسم طائر (٧).
السّادس (٨) : «فعّلى» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين مشدّدة ـ نحو : «سمّهى» (٩).
السّابع : «فعلّى» ـ بكسر الفاء (وفتح) (١٠) العين (والّلام مشدّدة) (١١) ، نحو : «سبطرى» (١٢) لنوع من المشي (١٣).
__________________
(١) وتجمع على دواه. وأعظمها الموت. انظر اللسان : ١ / ٥٥ (أرب) ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢١.
(٢) في الأصل : للأطول. انظر المكودي بحاشية الملوي : ١٩٣.
(٣) في الأصل : فعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٤) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١ ، في اللسان : ضرب من العدو ، قال الأصمعي : هو فوق التقريب ودون الإهذاب ، والتقريب في عدو الفرس : أن يرجم الأرض بيديه ، والإهذاب : الإسراع. انظر اللسان : ٦ / ٤١٨٣ (مرط) ، ٣٥٦٨ (قرب) ، ٦ / ٤٦٤٣ (هذب).
(٥) في الأصل : الجمع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٦) في الأصل : وجرعي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٧) وهو على شكل الإوزة ، برأسه وبطنه غبرة ، ولون ظهره وجناحيه كلون السمان غالبا ، والجمع حبابير وحباريات ، وقيل : هو ذكر الحبارى. انظر اللسان : ٢ / ٧٥٠ (حبر).
(٨) في الأصل : الثالث السادس. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٩) في الأصل : ثمها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١ ، وسمهى : للباطل والكذب. انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢١ ، اللسان : ٣ / ٢١٠٥ (سمه).
(١٠) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(١١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. ٢ / ١٢١.
(١٢) في الأصل : صبطري. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(١٣) وهو مشي فيه تبختر. انظر اللسان : ٣ / ١٩٢٤ (سبطر) ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢١.
الثامن : «فعلى» ـ بكسر الفاء ، وسكون العين ـ نحو : «ذكرى» مصدر «ذكر».
التّاسع : «فعّيلى» (١) ـ بكسر الفاء والعين مشدّدة ـ نحو : «حثّيثى» مصدر «حثّ».
العاشر : «فعلّى» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين ، والّلام مشدّدة ـ ، نحو : «الكفرّى» ، وهو وعاء «الطّلع» (٢).
الحادي عشر : «فعّيلى» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين مشدّدة ـ نحو : «خلّيطى» للاختلاط.
الثّاني عشر : «فعّالى» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين مشدّدة ـ ، نحو : «شقّارى» اسم نبت (٣).
وفهم من قوله : «والاشتهار» أنّه قد جاء المؤنّث (٤) بألف التّأنيث المقصورة على غير هذه الأوزان (٥) ، وهو الّذي نبّه عليه بقوله :
واعز لغير هذه استندارا
__________________
(١) في الأصل : فعلى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٢) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١ ، وفي اللسان : وعاء طلع النخل ، وقيل لوعاء الطلع ذلك ، لأنه يكفر ويستر الطلع ، فهو غلافه. انظر اللسان : ٥ / ٣٩٠١ (كفر) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢١.
(٣) وهو شقائق النعمان ، وقيل : نبت أحمر ، وقيل : نبت في الرمل ، ولها ريح زفرة ، وتوجد في طعم اللبن. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٤ / ٢٢٩٨ (شقر).
(٤) في الأصل : لمؤنث. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢١.
(٥) وذلك نادر ، ومما ندر : «فيعلى» كـ «خيسرى» للخسارة ، و «فعلوى» كـ «هرنوى» لنبت ، و «فعولى» كـ «قعولى» لضرب من شيء الشيخ ، و «فيعولى» كـ «فيضوضى» و «فوعولى» كـ «فوضوضى» للمفاوضة ، و «فعلايا» كـ «برحايا» للعجب و «أفعلاوى» كـ «أربعاوى» لقعدة المتربع ، و «فعلوتى» كـ «رهبوتى» للرهبة ، و «فعللولى» كـ «حندقوقى» لنبت ، و «فعيّلى» كـ «هبيّخى» لمشية بتبختر ، و «يفعلّى» كـ «يهيّرى» للباطل ، و «إفعلى» كـ «إيجلى» لموضع ، و «مفعلّى» كـ «مكورّى» للعظيم الروثة من الدواب ، و «مفعلّى» كـ «مرقدّى» للكثير الرقاد ، و «فوعلى» كـ «دودرى» للعظيم الخصيتين ، و «فعللّى» كـ «شفصلّى» لحمل نبت ، و «فعليّا» كـ «مرحيّا» للمرح ، و «فعللايا» كـ «بردرايا» ، و «فوعالى» كـ «حولايا» وهذان لموصفين ، و «أفعلى» كـ «أربعى» لضرب من مشي الأرنب ، و «مفعلى» كـ «مكورى» للعظيم الأرنبة.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٠٠ ـ ١٠٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٤٥ ـ ١٧٤٨ ، التسهيل : ٢٥٥ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ٣ / ٣٠٩ ـ ٣١٤.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
لمدّها فعلاء أفعلاء |
|
مثلّث العين وفعللاء |
ثمّ فعالا فعللا فاعولا |
|
وفاعلاء فعليا مفعولا |
ومطلق العين فعالا وكذا |
|
مطلق فاء فعلاء أخذا |
هذا شروع في بيان الممدودة ، وذكر لها سبعة عشر بناء :
الأوّل : «فعلاء» ، نحو : «حمراء ، وصحراء».
الثّاني : «أفعلاء» ، وشمل قوله : «أفعلاء ، مثلّث العين» ، ثلاثة أبنية ، وهي مجموعة في «أربعاء» ، فإنّ فيه ثلاث لغات : كسر الباء ، وفتحها ، وضمّها.
الخامس : «فعللاء» ، نحو «عقرباء ، وحرملاء» لموضعين (١).
السادس : «فعالاء» ـ بفتح العين ، وكسر الفاء ـ نحو : «قصاصاء» (٢) ، بمعنى : «قصاص» (٣).
السّابع : «فعللاء» ـ بضمّ الفاء والّلام ـ نحو «قرفصاء» لنوع من الجلوس (٤).
الثّامن : «فاعولاء» ، نحو : «عاشوراء» في اليوم العاشر من المحرّم (٥).
التّاسع : «فاعلاء» ـ بكسر العين ـ نحو «نافقاء» وهو جحر اليربوع (٦).
العاشر : «فعلياء» ـ بكسر الفاء ، نحو : «كبرياء» للتكبّر.
الحادي عشر : «مفعولاء» ، نحو : «مشيوخاء» لجماعة الشّيوخ.
وقد شمل قوله : «ومطلق العين فعالا» ثلاثة أبنية :
__________________
(١) عقرباء : ذكر ياقوت «عقرباء» اسما لموضعين :
الأول : منزل من أرض اليمامة في طريق النباح ، قريب من قرقرى.
والثاني : في مدينة الجولان ، وهي كورة من كور دمشق كان ينزلها ملوك غسان.
وحرملاء : موضع تلقاء ملهم ، وملهم : حصن لبني غبر من بني يشكر بأرض اليمامة.
انظر معجم البلدان : ٤ / ١٣٥ ، اللسان : ٤ / ٣٠٣٩ (عقرب) ، ٢ / ٨٥١ (حرمل) ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٩٤٩ ، معجم ما استعجم : ٢ / ٤٤٠ ، ٤ / ١٢٥٩.
(٢) في الأصل : قصاصي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢.
(٣) وهو القود : أي : القتل بالقتل ، أو الجرح بالجرح. انظر اللسان : ٥ / ٣٦٥٢ (قصص).
(٤) وهو أن يجلس على إليتيه ، ويلزق فخذيه ببطنه ، ويحتبي بيديه ، يضعها على ساقيه ، كما يحتبى بالثوب ، تكون يداه مكان الثوب.
انظر اللسان : ٥ / ٣٦٠١ (قرفص) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٢.
(٥) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٤ / ٢٩٥٢ (عشر).
(٦) وجحر الضب أيضا. انظر اللسان : ٥ / ٤٥٠٨ (نفق) ، شرح المكودي : ٢ / ١٢٢.
ـ «فعالاء» نحو «براساء» ، يقال : «لا أدري من أيّ البراساء هو» ، أي : النّاس (١).
ـ و «فعيلاء» نحو «كثيراء» في بزر (٢).
ـ و «فعولاء» نحو : «دبوقاء» للعذرة (٣)(٤).
والفاء مفتوحة في الثّلاثة (٥).
فهذه أربعة عشر وزنا. وشمل قوله :
... وكذا |
|
مطلق فاء (٦) فعلاء أخذا |
ثلاثة أبنية :
ـ «فعلاء» ـ بفتح الفاء والعين ـ / نحو «جنفاء» (٧) اسم موضع (٨).
ـ و «فعلاء» ـ بضمّ الفاء ، وفتح العين ـ نحو «عشراء» للنّاقة (٩) القريبة الوضع (١٠).
ـ و «فعلاء» ـ بكسر الفاء ، وفتح العين ـ نحو : «سيراء» لثوب مخطّط (١١).
فهذه سبعة عشر بناء ، وقد ذكر في الممدود أبنية أخر (١٢) ، وإنّما اكتفى بهذه لشهرتها.
__________________
(١) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ١ / ٢٥٧ (برس).
(٢) وقيل : هو عقير معروف ، وقيل : هو الثمر قبل صيرورته رطبا. انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٣٨٢٩ (كثر).
(٣) في الأصل : ربوقاء للعدوة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢.
(٤) والعذرة : الغائط الذي هو السلح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٢ / ١٣٢٣ (دبق) ، ٤ / ٢٨٦٠ (عذر).
(٥) في الأصل : الثلاثة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢.
(٦) في الأصل : مطلق الفاء فاء. انظر الألفية : ١٦٦.
(٧) في الأصل : حنقاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢.
(٨) جنفاء : اسم موضع في بلاد بني فزارة ، والجنفاء : موضع بين خيبر وفيد.
انظر معجم البلدان : ٢ / ١٧٢ ، اللسان : ١ / ٧٠١ (جنف) ، مراصد الاطلاع : ١ / ٣٥١.
(٩) في الأصل : للفافة انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ،
(١٠) وهي التي مضى لحملها عشرة أشهر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٤ / ٢٩٥٤ (عشر).
(١١) وقيل : ضرب من البرود ، وقيل : برود يخالطها حرير. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٢ ، اللسان : ٣ / ٢١٧٠ (سير).
(١٢) منها : «فيعلاء» نحو «ديكساء» لقطعة من الغنم ، و «يفاعلاء» نحو «ينابعاء» لمكان ، و «تفعلاء» كـ «تركضاء» لمشية المتبختر ، و «فعنالاء» ، نحو «برناساء» بمعنى : براساء ، وهم الناس ، و «فعنلاء» نحو «برنساء» بمعناه أيضا ، و «فعللاء» نحو «طرمساء» لليلة المظلمة ،
الباب الثاني والستون
المقصور والممدود
(ثمّ قال) (١) :
المقصور والممدود
المقصور : هو الاسم الّذي حرف إعرابه ألف لازمة.
والممدود : هو الّذي حرف إعرابه همزة قبلها ألف زائدة.
وبدأ بالمقصور وهو قياسيّ ، وغير قياسيّ ، وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمهالله تعالى :
إذا اسم استوجب من قبل الطّرف |
|
فتحا وكان ذا نظير كالأسف |
فلنظيره المعلّ الآخر |
|
ثبوت قصر بقياس ظاهر |
يعني : أنّ الاسم المعتلّ الآخر ، إذا كان نظيره من الصّحيح مستوجبا لفتح ما قبل آخره ، وكان له نظير من المعتلّ الآخر كان ذلك الاسم المعتلّ مقصورا قياسا ، (نحو : «جوى» مصدر «جوي» ، فـ «الجوى» (٢) مقصور قياسا) (٣) ، لأنّ له نظيرا من الصحيح يستوجب الفتح ، وهو «الأسف» (٤) ، إذ كلّ واحد منهما مصدر «فعل» ـ بكسر العين ـ ، لما علمت من أنّ مصدر «فعل» الّلازم ، المكسور العين ـ «فعلا» بفتح العين ـ.
__________________
و «فنعلاء» نحو «خنفساء» و «عنصلاء» وهو بصل البر ، و «فعلولاء» نحو «معكوكاء وبعكوكاء» للشر والجلبة ، و «فعولاء» نحو «عشوراء» لغة في «عاشوراء» ، و «مفعلاء» نحو «مشيخاء» للاختلاط ، و «فعليلياء» نحو «مزيقياء» لعمرو بن عامر ملك اليمن.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٠٤ ـ ١٠٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٥١ ـ ١٧٥٦ ، التسهيل : ٢٥٩.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٢) الجوى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن. انظر اللسان : ١ / ٧٣٤ (جوى) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٤) الأسف المبالغة في الحزن والغضب. انظر اللسان : ١ / ٧٩ (أسف) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٣.
ثمّ أتى بمثالين منه ، فقال رحمهالله تعالى :
كفعل وفعل في جمع ما |
|
كفعلة وفعلة نحو الدّمى |
يعني : أنّ «فعلا» (١) ـ بكسر الفاء ـ و «فعلا» ـ بضمّها ـ جمعين لـ «فعلة» (٢) / و «فعلة» مقصوران قياسا.
فمثال «فعل» : «لحية ، ولحى» (٣) ، ونظيره من الصحيح «قربة وقرب» ، ومثال «فعل» : «دمية ودمى» ، ونظيره من الصحيح «غرفة وغرف».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وما استحقّ قبل آخر ألف |
|
فالمدّ في نظيره حتما عرف |
هذا شروع في بيان الممدود ، يعني : أنّ الاسم الصحيح إذا استحقّ الألف قبل آخره ، فإنّ نظيره من المعتلّ الآخر ممدود قياسا ، ثمّ مثّل ذلك ، فقال رحمهالله تعالى :
كمصدر الفعل الّذي قد بدئا |
|
بهمز وصل كارعوى وكارتأى |
مصدر «ارعوى» «وارتأى» (٤) : «ارعواء» ، و «ارتياء» لأنّ نظيرهما من الصّحيح يستحقّ أن يكون ما قبل آخره ألفا ، نحو : «احمرّ احمرارا ، واقتدر (٥) اقتدارا».
ثمّ انتقل إلى غير القياسيّ من النّوعين ، فقال رحمهالله تعالى :
والعادم النّظير ذا قصر وذا |
|
مدّ بنقل كالحجا وكالحذا |
يعني : أنّ ما كان من المعتلّ الآخر ، ولا نظير (له) (٦) من الآحاد ـ يطّرد فتح (ما قبل) (٧) آخره (٨) ، فهو مقصور سماعا ، وما كان آخره همزة قبلها ألف ، ولم يطّرد في نظيره زيادة ألف قبل آخره ، فهو ـ أيضا ـ ممدود سماعا.
__________________
(١) في الأصل : إن الاسم فعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٢) في الأصل : كفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٣) في الأصل : نحية ونحى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٤) في الأصل : وكارتأى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٥) في الأصل : واقتدار. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٦ ـ ٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٨) في الأصل : آخر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
وقد (١) مثّل المقصور بـ «الحجا» ـ وهو العقل (٢) ـ والثّاني (٣) بـ «الحذا» ـ وهو النّعل (٤) ـ وقصره ضرورة.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وقصر ذي المدّ اضطرارا مجمع |
|
عليه والعكس بخلف يقع |
يعني : أنّ النّحويّين اتّفقوا على قصر الممدود في ضرورة الشّعر (٥) ، واختلفوا في مدّ المقصور : والمنع مذهب البصريّيّن ، والجواز مذهب الكوفيّين (٦).
فمن قصر الممدود قول الشّاعر :
٢٨٤ ـ ليلى وما ليلى ولم (أر) (٨) مثلها |
|
بين السّما والأرض ذات عقاص |
ومن مدّ المقصور قوله :
٢٨٥ ـ والمرء يبليه بلاء السّربال (١٠) |
|
تعاقب (١١) الإهلال بعد الإهلال |
__________________
(١) في الأصل : فقد انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٢) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣ ، اللسان : ٢ / ٧٩٢ (حجا) ، إعراب الألفية : ١٢٣.
(٣) في الأصل : الواو ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٤) انظر اللسان : ٢ / ٨١٤ (هذا) ، وشرح المكودي : ٢ / ١٢٣ ، وإعراب الألفية : ١٢٣.
(٥) ومنع الفراء قصر الممدود للضرورة فيما له قياس يوجب مده ، نحو : «فعلاء» ، لأن «فعلاء» تأنيث «أفعل» لا يكون إلا ممدودا ، فلا يجوز عنده أن يقصر للضرورة. ورد بقول الأقيشر :
وأنت لو باكرت مشمولة |
|
صفرا كلون الفرس الأشقر |
فقصر «صفراء» للضرورة ، وهي «فعلاء» أنثى «أفعل» ، قال الأزهري : فلهذا لم يعتد بخلافه ، وحكي الإجماع على الجواز تبعا للناظم. انتهى.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٣ ، شرح المرادي : ٥ / ١٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٠٩ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٦٨.
(٦) ووافقهم ابن خروف وابن ولاد ، وفصل الفراء فأجاز ما لا موجب لقصره كـ «الغنى» ، ومنع مد ماله موجب قصر كـ «سكرى». قال المرادي : والظاهر جوازه لوروده.
انظر شرح المرادي : ٥ / ١٦ ـ ١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٦٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٥٠.
٢٨٤ ـ من الكامل ، لأمية بن أبي عائذ الهذلي ، من أبيات له في ديوان الهذليين (١٩٢) ، وبعده :
بيضاء صافية المدامع هولة |
|
للنّاظرين كدرّة الغوّاص |
عقاص : جمع عقيصة ، وهي الشعر المضفور ، أي : المفتول. والشاهد فيه : قصر «السماء» ضرورة ، وهو مجرور بالكسرة المقدرة على الألف ، بناء على أن الأصل صار نسيا منسيا ، وقيل : هو مجرور بالكسرة على الهمزة المحذوفة. انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٣.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
٢٨٥ ـ من السريع المشطور ، نسبهما العيني للعجاج (وليس في ديوانه) ، ويروى ثانيهما :
الباب الثالث والستون
كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا
آخر مقصور تثنّي اجعله يا |
|
إن كان عن ثلاثة مرتقيا |
إنّما اقتصر على تثنية ما ذكر وجمعه ، لوضوح تثنية غيره وجمعه ، وبدأ بتثنية المقصور فقال : إنّ الألف (١) الرّابعة فما فوق ـ تنقلب في التثنية ياء ، وشمل ذلك الألف الرّابعة ، نحو «ملهى» ، والخامسة ، نحو «منتمى» (٢) ، والسّادسة ، نحو : «مستدعى» ، فتقول فيها : «ملهيان ، ومنتميان ، ومستدعيان».
وأمّا الألف الثانية والثالثة ـ ففيهما تفصيل أشار إليه ، فقال رحمهالله تعالى :
كذا الّذي اليا أصله نحو الفتى |
|
والجامد (٣) الّذي أميل كمتى |
__________________
مرّ اللّيالي وانتقال الأحوال
ويروى أيضا :
كرّ اللّيالي وانتقال الأحوال
وروي في الضرائر : «تناسخ» بدل «تعاقب». يبليه : بضم الياء ، مضارع أبلى الثوب ، من الإبلاء بمعنى أنه صار خلقا. السربال : القميص ، وقيل كل ما يلبس يقال له : سربال. تعاقب الإهلال : أي : توارده ، وهو من أهل الشهر إهلالا : ظهر هلاله وتبين. والشاهد فيه مد «بلاء» بكسر الباء ، للضرورة والأصل فيه القصر ، ولو قرىء «بلاء» بفتح الباء ، كان ممدودا أصلا له ، ولا شاهد فيه حينئذ.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٤ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٥١٤ ، الضرائر : ٤٠ ، المنقوص والممدود : ٢٣ ، اللسان : (بلا) ، المقصور : والممدود لابن ولاد : ١٧ ، الموشح للمرزباني : ٩٣.
(٨) في الأصل : أكثر مال. بدل : بلاء السربال. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٩) في الأصل : معائب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(١) في الأصل : ألف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٢) في الأصل : مسى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٣) في الأصل : والحائد. انظر الألفية : ١٦٨.
الإشارة بقوله : «كذا الّذي» (إلى) (١) الحكم السّابق في الألف الرّابعة فما فوق (٢).
يعني : أنّ (ما كانت فيه الألف الثّالثة منقلبة عن ياء ، والألف الثّالثة المجهولة الأصل ، المسموع فيها الإمالة ـ مثل ما) (٣) تقدّم في وجوب قلبها ياء.
فمثال المنقلبة عن ياء : «فتى وفتيان» ، ومثال المجهولة / المسموع فيها الإمالة (٤) : «متى» إذا سمّي بها ، فتقول في تثنيتها : «متيان».
وفهم منه أنّ ما عدا القسمين المذكورين من الثّلاثيّ ، لا تقلب ياء (بل واوا) (٥)(٦) ، وقد صرّح بهذا المفهوم ، فقال رحمهالله تعالى :
في غير ذا تقلب واوا الألف (٧) |
|
... |
أي : في غير ذا من الثّلاثيّ تنقلب الألف واوا ، و «ذا» إشارة إلى جميع ما تنقلب الألف فيه ياء.
وشمل قوله : «غير ذا» المنقلبة عن واو ، نحو «رحى ، ورحوان» (٨) ، والمجهولة نحو «إذا ، وعلى» ، مسمّى بهما (٩).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
وأولها ما كان قبل قد ألف |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٢) وهو قلبها ياء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٤) في الأصل : مثل ما تقدم في وجوب قلبها ياء ، فمثال المنقلبة عن ياء «فتى وفتيان» ومثال المجهولة. مكرر.
(٥) في الأصل : «المسموع فيها الإمالة». كرر بلفظ : «التي سمعت فيها الإمالة».
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٧) إذ لا ثالث لهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٤.
(٨) وفي المكودي : «رجا ورجوان». قال ابن حمدون : الرجا : مقصور ، أحد أرجاء ، أي : جوانب البئر ، وهو الصواب ، وفي بعض النسخ : «رحى» بالحاء المهملة ، وهي غير صواب ، لأنها من ذوات الياء ، يقال : «رحيت بالرحى» ، كما ذكره ابن عصفور. انتهى. وقال ابن مالك : وقد يكون لها أصلان فيجوز فيها الوجهان كـ «رحى» فإنها يائية في لغة من قال : «رحيت» ، ورواية في لغة من قال : «رحوت» ، فلمن ثناها أن يقول : «رحيان ورحوان» والياء أكثر. انتهى.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٢٤ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٤١ ، شرح التسهيل : ١ / ٩٩.
(٩) فتقول : «إذوان وعلوان». انظر شرح الأشموني : ٤ / ١١٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥.
أي : وأول هذه الياء (١) المنقلبة عن الألف ، الّذي قد ألف قبل ، يعني :
علامة التّثنية ، وهي «ألف ، ونون» في الرّفع ، و «ياء ، ونون» في النّصب والجرّ.
ثمّ انتقل إلى تثنية الممدود ، فقال رحمهالله تعالى :
وما كصحراء بواو ثنّيا |
|
... |
يعني : أنّ ما ألفه للتأنيث ، نحو «صحراء وصحراوان ، وحمراء وحمراوان» ـ تقلب (٢) فيه الهمزة واوا في التثنية والجمع.
وقوله (٣) رحمهالله تعالى :
... |
|
ونحو علباء كساء وحيا |
بواو او همز ... |
|
... |
يعني : أنّه يجوز قلب الهمزة واوا وإبقاؤها (٤) همزة فيما كانت همزته للإلحاق ، نحو «علباء» (٥) ، أو منقلبة عن أصل ، وشمل : المنقلبة عن واو ، نحو : «كساء» (٦) ، والمنقلبة عن (٧) / ياء ، نحو «حياء» (٨) ، فتقول : «علباوان ، علباآن» ،
__________________
(١) هذا الحكم لا يختص بالياء ، بل يجري في الواو المنقلبة عن الألف أيضا ، فكان الأولى الإيماء إلى ذلك. انظر شرح ابن عقيل : ٢ / ١٥١ ، حاشية الصبان : ٤ / ١١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٤ ـ ١٥٢.
(٢) في الأصل : أن تقلب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٤) في الأصل : بقاؤها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٥) العلباء : عصب العنق وقيل الغليظ منه ، وفي العنق علباوان يمينا وشمالا ، بينهما منبت العنق ، وأصله «علباي» بياء زائدة للإلحاق بـ «قرطاس» ، ثم أبدلت الياء همزة لتأخرها إثر ألف زائدة.
انظر اللسان : ٤ / ٣٠٦٣ (علب) ، المصباح المنير : ٢ / ٤٢٥ (علب) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٦ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥١.
(٦) الكساء : ثوب معروف ، وأصل همزته واو ، لأنه من الكسوة.
انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، اللسان : ٥ / ٣٨٧٩ (كسو) ، المصباح المنير : ٢ / ٥٣٤ (كسو).
(٧) في الأصل : نحو كساء والمنقلبة عن. مكرر.
(٨) الحياء : بالمد ـ تغيير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب أو يذم. وقيل : خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي خلق.
انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، اللسان : ٢ / ١٠٧٩ ـ ١٠٨٠ (حيا) ، المصباح المنير : ١ / ١٦٠ (حيي).
و «كساوان ، كساآن» (١) ، و «حياوان ، حياآن» (٢).
ولمّا لم يبق من أنواع الممدود غير ما همزته أصليّة ، فقد أشار إلى حكمها ، فقال رحمهالله تعالى :
... وغير ما ذكر |
|
صحّح وما شذّ على نقل قصر |
وذلك نحو «قرّاء ، ووضّاء (٣)» (٤) ، فتقول في تثنيتهما : «قرّاآن ، ووضّاآن» (٥).
وقوله : «(وما) (٦) شذّ على نقل قصر» يعني : إن أتى شيء على خلاف ما ذكر في تثنية المقصور والممدود ، يقتصر فيه على السّماع ، أي : لا يقاس عليه. فممّا (٧) شذّ في تثنية المقصور قولهم : «رضيان» في تثنية «رضا» ، بقلب الألف ياء (٨) ، وأصلها واو ، وممّا شذّ في تثنية الممدود : «حمراءان» (٩) والأصل : «حمراوان».
__________________
(١) وذهب ابن مالك في شرح الكافية والتسهيل إلى أن قلب ما كانت فيه الهمزة للإلحاق ، أولى من تصحيحها ، والمنقلبة عن أصل بالعكس ، وعليه ابن عصفور ، والرضي والسيوطي.
وذهب سيبويه والأخفش وتبعهما الجزولي إلى أن إقرار الهمزة فيهما أحسن ، إلا أن سيبويه ذكر أن القلب في التي للإلحاق أكثر منه في المنقلبة عن أصل مع اشتراكهما في القلة.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٨٢ ـ ١٧٨٣ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٠٢ ، الكتاب : ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٥٨ ، شرح الرضي : ٢ / ١٧٥ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، الهمع : ١ / ١٤٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٣ ، التسهيل : ١٧.
(٢) وحكى أبو زيد في كتاب الهمز لغة ثالثة لبني فزارة ، وهي قلب الهمزة ياء ، فيقولون : «كسايان وسقايان» ، وقاس عليه الكسائي ، وخالفه غيره منهم ابن مالك.
انظر شرح ابن عصفور : ١ / ١٤٤ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٠٠ ، ١٠٢ ، الهمع : ١ / ١٤٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٥٨ ، التسهيل : ١٧.
(٣) في الأصل : ورضاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥.
(٤) من المهموز الذي همزته أصلية ، أي : غير مبدلة. انظر شرح الأشموني : ٤ / ١١٣. والقراء بضم القاف وتشديد الراء المهملة ـ : الناسك ، والوضاء ـ بضم الواو وتشديد الضاد المعجمة ـ : الوضيء الوجه. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، اللسان : ٥ / ٣٥٦٤ (قرأ) ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٣.
(٥) في الأصل : ورضاآن. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥ ، التصريح : ٢ / ٢٩٥.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٧) في الأصل : فما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٨) كقول بعض العرب : «رضي ورضيان» ، وقاس الكسائي على ما ندر من ذلك ، فأجاز تثنية نحو «رضى وعلا» من ذوات الواو المكسورة الأول والمضمومة بالياء.
انظر شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٠٠ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤ ، شرح الرضي : ٢ / ١٧٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٤ ، التسهيل : ١٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٦٠ ، الهمع : ١ / ١٤٨.
(٩) وأجازه الكوفيون على ما نقله ابن النحاس ، وحكى أبو حاتم وابن الأنباري : إقرارها همزة عن العرب وقلبها ياء لغة لبني فزارة.