تفسير المراغي - ج ٥

أحمد مصطفى المراغي

فلا يعتدّ بإيمانه ، لأنه إما يتبع الهوى ، أو يقلد عن جهل وعمى ، ذاك أن سر الرسالة هى الهداية ولم يكن بعض النبيين فيها بأكمل من بعض ، فإذا كفر ببعض الكتب أو الرسل كان كفره بها دليلا على أنه لم يؤمن بشىء منها إيمانا صحيحا مبنيا على فهم حقيقتها والبصر بحكمتها ، وكل ذلك من الضلال البعيد عن طرق الهداية.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (١٣٧) بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (١٣٩) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (١٤٠) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (١٤١))

المعنى الجملي

ذكر الله تعالى فى هذه الآيات حال قوم من أهل الضلال البعيد ـ آمنوا فى الظاهر نفاقا وكان الكفر قد استحوذ على قلوبهم ولم يجعل فيها مكانا للاستعداد للفهم ، ومن ثم لم يمنعهم ذلك من الرجوع إلى الكفر مرة بعد أخرى ، إذ هم لم يفقهوا

١٨١

حقيقة الإيمان ولا ذاقوا حلاوته ، ولا أشربت قلوبهم حبه ، ولا عرفوا فضائله ومناقبه. ثم أوعد بعدئذ المنافقين بالعذاب الأليم وذكر أنهم أنصار الكافرين على المؤمنين ، فلا ينبغى للمؤمنين أن يتخذوا منهم أولياء ، ولا أن يبتغوا عندهم جاها ولا منزلة.

الإيضاح

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) أي إن هؤلاء قد استبان من ذبذبتهم واضطراب أحوالهم من إيمان إلى كفر ، ثم من كفر إلى إيمان وهكذا دواليك ـ أنهم قد فقدوا الاستعداد لفهم حقيقة الإيمان وفقه مزاياه وفضائله ؛ ومثلهم لا يرجى لهم ـ بحسب سنن الله فى خليقته ـ أن يهتدوا إلى الخير ولا أن يسترشدوا إلى نافع ولا أن يسلكوا سبيل الله ، فجدير بهم أن يمنع الله عنهم رحمته ورضوانه ، ومغفرته وإحسانه ، لأن أرواحهم قد دنّست ، وقلوبهم قد عميت ، فلم تكن محلا للمغفرة ولا للرجاء فى ثواب.

والله أرحم الراحمين واسع المغفرة لم يكن ليحرم أحدا المغفرة والهداية بمحض الخلق والمشيئة ، وإنما مشيئته مقترنة بحكمته ، وقد جرت سنة الله وحكمته الأزلية بأن يكون كسب البشر لعلومهم وأعمالهم مؤثرا فى نفوسهم ، فمن طال عليه أمد التقليد حجب عن عقله نور الدليل ، ومن طال عليه عهد الفسوق والعصيان حرم من أسباب الغفران التي ذكرها سبحانه فى قوله «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى».

ولا شك أن المغفرة وهى محو أثر الذنب من النفس إنما تكون بتأثير التوبة والعمل الصالح الذي يزيل ما علق فى النفس من تلك الآثام كما قال تعالى «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ».

(بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) البشارة لا تستعمل غالبا إلا فى سارّ الأخبار ، إذ هى مأخوذة من انبساط بشرة الوجه ، فاستعمالها فى الأخبار السيئة يكون من باب

١٨٢

التهكم والتوبيخ ، أي بشر المنافقين بالعذاب المؤلم الذي لا يقدر قدره ، ولا يحيط بكنهه إلا علام الغيوب.

ثم بين بعض صفاتهم التي تستوجب الذم فقال :

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أي هؤلاء المنافقون هم الذين يتخذون الكافرين المعادين للمؤمنين أولياء وأنصارا ، ويتجاوزون ولاية المؤمنين ويتركونها ، ويمالئون الكافرين عليهم ، اعتقادا منهم أن الدّولة ستكون لهم ، فيجعلون لهم يدا عندهم ثم وبخهم على ما فعلوا فقال :

(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ؟ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) العزة : القوة والمنعة : أي إن كانوا هم بذلك يطلبون عندهم الغلبة والمنعة ، فإن العزة لله يؤتيها من يشاء ، فعليهم أن يطلبوها منه تعالى بصادق إيمانهم واتباعهم هدايته التي أرشد إليها أنبياءه ، وبيّنوا لهم أسبابها ، وقد آتاها المؤمنين حينما اهتدوا بكتابه ، وساروا على سننه ونهجوا نهجه ، فلما أعرضوا عن هذه الهداية التي اعتز بها أسلافهم ذلوا وخنعوا لعدوهم وصار منهم منافقون يوالون الكافرين يبتغون عندهم عزة وشرفا وما هم لها بمدركين.

وبعدئذ نهى المؤمنين أن يجلسوا مع من يتنقص الدين ويزدرى بأحكامه فقال :

(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) الخطاب موجه إلى كل من يظهر الإيمان سواء أكان مؤمنا حقا أم منافقا ، وما نزله فى الكتاب هو قوله فى سورة الأنعام المكية «وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» وقد كان بعض المسلمين يجلسون مع المشركين وهم يخوضون فى الكفر وذم الإسلام والاستهزاء بالقرآن ولا يستطيعون الإنكار عليهم لضعفهم وقوة المشركين ، فأمروا بالإعراض عنهم وعدم الجلوس معهم فى هذه الحال.

ثم إن يهود المدينة كانوا يفعلون فعل مشركى مكة ، وكان المنافقون يجلسون معهم ويستمعون إليهم فنهى الله المؤمنين عن ذلك.

١٨٣

والخلاصة ـ إنكم إذا سمعتم الكلام الذي يتضمن جعل الآيات فى موضع السخرية والاحتقار فابتعدوا عنهم ، ولا ترجعوا إليهم حتى يعودوا إلى حديث آخر.

وفى الآية دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يدل على التنقص والاستهزاء بالأدلة الشرعية والأحكام الدينية كما يقع من أسراء التقليد الذين استبدلوا آراء العلماء بالكتاب والسنة ولم يبق فى أيديهم إلا قال إمام مذهبنا كذا وقال فلان من أتباعه كذا ، وإذا استدل أحد بآية قرآنية أو بحديث نبوى سخروا منه وظنوا أنه قد جاء بخطب شنيع ، وجعلوا رأى إمامهم مقدما على ما نطق به الكتاب ، وأرشدت إليه السنة.

(إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) أي إنكم إن قعدتم معهم تكونوا شركاء لهم فى الكفر ، لأنكم رضيتم به ووافقتموهم عليه.

وفى الآية إيماء إلى أن من يقر المنكر ويسكت عليه يقع فى الإثم ، وإلى أن إنكار الشيء يمنع من انتشاره بين الناس.

وقد وقع فى هذا المنكر كثير من المسلمين ، فإنهم يرون الملحدين فى البلاد يخوضون فى آيات الله ويستهزئون بالدين وهم يسكتون عن ذلك ولا يبدون إنكارا ، ولا اشمئزازا ولا صدا ولا إعراضا.

(إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) أي إنهم كما اجتمعوا على الاستهزاء بآيات الله فى الدنيا سيجتمعون فى العقاب يوم القيامة.

ولا يخفى ما فى هذا من الوعيد للكفار والمنافقين ثم بين بعض أحوال المنافقين فقال :

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) يتربصون ينتظرون ما يحدث من خير أو شر : أي إن هؤلاء المنافقين ينتظرون ما يحدث لكم من كسر أو نصر ، وشر أو خير.

(فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ؟) أي فإن نصركم الله وفتح عليكم ادّعوا أنهم كانوا معكم فيستحقون مشاركتكم فى النعمة وإعطاءهم من الغنيمة.

(وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا : أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الاستحواذ : الاستيلاء على الشيء والتمكن من تسخيره أو التصرف فيه : أي وإن كان

١٨٤

للكافرين نصيب من الظفر منّوا عليهم بأنهم كانوا عونا لهم على المؤمنين ، بتخذيلهم والتواني فى الحرب معهم وإلقاء الكلام الذي تخور به عزائمهم عن قتالكم ، فاعرفوا لنا هذا الفضل وهاتوا نصيبنا مما أصبتم.

والسر فى التعبير عن ظفر المؤمنين بالفتح وأنه من الله ، وعن ظفر الكافرين بالنصيب ـ الإيماء إلى أن العاقبة للحق دائما ، وأن الباطل ينهزم أمامه مهما كان له أول أمره من صولة ودولة ، وقد يقع أثناء ذلك نصيب من الظفر للباطل ولكن تنتهى بغلبة الحق عليه كما قال «وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» مادام أهله متبعين لسنة الله بأخذ الأهبة وإعداد العدّة كما أمر بذلك الكتاب العزيز بقوله «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ».

وإنما غلب المسلمون فى هذه العصور على أمرهم وفتح الكافرون بلادهم التي فتحوها من قبل بقوة إيمانهم ، لأنهم تركوا أخذ الأهبة وإعداد العدة ، وقام أعداؤهم بكل ما تستدعيه الحروب الحاضرة فأنشئوا البوارج والمدافع والدبابات المدرعة ، والغواصات المهلكة ، والطائرات المنقضّة ، إلى نحو ذلك من آلات التدمير والهلاك فى البر والبحر والجور ووسائل ذلك من علوم طبيعية أو آلية (ميكانيكية) أو رياضية.

(فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي فالله يحكم بين المؤمنين الصادقين والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر حكما يليق بشأن كل من الثواب والعقاب ، فيثيب أحباءه ويعاقب أعداءه ، أما فى الدنيا فأنتم وهم سواء فى عصمة الأنفس والأموال كما جاء فى الحديث «فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم».

(وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) أي إن المؤمنين ما داموا مستمسكين بدينهم متبعين لأمره ونهيه قائمين بعمل ما يستدعيه الدفاع عن بيضة الدين من أخذ الأهبة وإعداد العدّة لن يغلبهم الكافرون ، ولن يكون لهم عليهم سلطان ، وما غلب المسلمون على أمرهم إلا بتركهم هدى كتابهم وتركهم أوامر دينهم وراءهم

١٨٥

ظهريّا ، فذلوا بعد عزة ، وأجلب الكفار عليهم بخيلهم ورجلهم ودخلوا عليهم فى عقر دارهم ، وامتلكوا بلادهم ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٤٢) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (١٤٣))

تفسير المفردات

الخداع : إيهام غيرك أن الشيء على ما يحب ويريد بتزيينك له وهو على غير ذلك. كسالى : واحدهم كسلان ، وهو المتثاقل المتباطئ ، المراءاة : من الرؤية ، وهى أن يكون من يرائيك بحيث تراه كما يراك ، فالمرائى يريهم عمله وهم يرونه استحسان ذلك العمل الذبذبة : حكاية صوت الحركة للشىء المعلق ثم استعملت فى كل اضطراب وحركة.

المعنى الجملي

لا يزال الحديث فى المنافقين وبيان أحوالهم بعد أن ذكر طرفا منها قبل ذلك.

الإيضاح

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ) أي يخادعون رسول الله فيظهرون له الإيمان ويبطنون الكفر ، ونسب ذلك إلى الله من جهة أن معاملة الرسول بذلك كمعاملة الله به كما قال تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ».

وفى جعل ذلك خداعا لله تنبيه إلى شيئين ، فظاعة فعلهم فيما تحرّوه من الخديعة ،

١٨٦

إذ هم بمخادعتهم للرسول إنما يخادعون الله ، وعظم شأن المقصود بالخداع ، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وأن معاملته بذلك كمعاملة الله به.

(وَهُوَ خادِعُهُمْ) أي مجازيهم على خداعهم ، وسمى ذلك مخادعة مشاكلة للفظ الأول ، ونظيره «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ» وإنما جعل كذلك لأنه قد استعمل فى المعاني المذمومة التي تتضمن الكذب أو تدل على ضعف صاحبها وعجزه غالبا.

وخلاصة المعنى ـ إنه عبر عن سنة الله فى عاقبة أمرهم فى العاجل والآجل من حيث إنها جاءت على غير ما يحبون بلفظ مأخوذ من المخادعة ، إذ أنهم بمخادعتهم للرسول والمؤمنين يسيرون فى طريق يضلّون فيه وينتهون إلى الخزي والوبال من حيث هم يطلبون السلامة والنجاة ، فمخادعتهم لأنفسهم بسوء اختيارهم لها هو مخادعة الله لهم ، إذ جرت سنته تعالى فيمن يعمل مثل عملهم أن يلاقى الخزي فى الدنيا والنكال فى الآخرة ، وهكذا حال المنافقين فى كل أمة وملة يخادعون ويكذبون ، ويكيدون ويغشّون ، ويتولون أعداء أمتهم يبتغون بذلك يدا عندهم يمتون بها إليهم إذا دالت دولتهم ، وكتب التاريخ ملأى بأخبار هؤلاء الأشرار ، ويكثر عددهم فى الأمم فى أطوار الضعف وقوة الأعداء ، إذ هم طلاب منافع يلتمسونها من كل فج ، ويسلكون لها كل طريق ، ولو فيما يضر أمتهم والناس أجمعين ، وقد روى عن ابن عباس أنه قال : خداعه تعالى لهم أن يعطيهم نورا يوم القيامة يمشون به مع المسلمين فإذا وصلوا إلى الصراط انطفأ نورهم وبقوا فى ظلمة ، ودليله قوله تعالى «كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ».

(وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى) أي متباطئين متثاقلين ليست لديهم رغبة تبعثهم على عمل ، ولا نشاط يدفعهم على فعل ، لأنهم لا يرجون ثوابا فى الآخرة ، ولا يخشون عقابا إذ لا إيمان لهم ، وإنما يخشون الناس ، فإذا كانوا بمعزل عن المؤمنين

١٨٧

تركوها ، وإذا كانوا معهم سايروهم بالقيام بها ، ومن كانت هذه حاله وقع عمله على وجه الكسل والفتور.

(يُراؤُنَ النَّاسَ) بها ، أي يبتغون بذلك أن يراهم المؤمنون فيعدوهم منهم.

(وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) أي لا يصلّون إلا قليلا ، فإذا لم يرهم أحد لم يصلوا وإذا كانوا مع الناس راءوهم وصلّوا معهم.

(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ) أي مضطربين مائلين تارة إلى المؤمنين ، وتارة إلى الكافرين ، لا يخلصون إلى أحد الفريقين ، لأنهم طلاب منافع ، ولا يدرون لمن تكون العاقبة ، فمتى ظهرت الغلبة لأحدهما ادعوا أنهم منه كما بين الله ذلك فيما سلف.

(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) أي ومن قضت سنته أن يكون ضالا عن الحق موغلا فى الباطل ، بما قدم من عمل ، وتخلق به من خلق ، فلن تجد له سبيلا للهداية باجتهادك والمبالغة فى إقناعه بالحجة والدليل ، فإن سنة الله لا تتبدل ولا تتحول.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً (١٤٤) إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (١٤٥) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (١٤٦) ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً (١٤٧))

١٨٨

المعنى الجملي

بعد أن ذم سبحانه المنافقين بأنهم مذبذبون لا يستقر لهم قرار ، فهم تارة مع المؤمنين ، وأخرى مع الكافرين ، حذر المؤمنين أن يفعلوا فعلهم وأن يوالى بعض ضعفائهم الكافرين دون المؤمنين ، يبتغون عندهم العزة ويرجون منهم المنفعة كما فعل حاطب بن أبى بلتعة ، إذ كتب إلى كفار قريش يخبرهم بما عزم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فى شأنهم ؛ لأنه كان له عندهم أهل ومال.

الإيضاح

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) المراد بالولاية هنا النصرة بالقول أو بالفعل بما يكون فيه ضرر للمسلمين ، وهذا كقوله تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ، بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ».

أما استخدام الذميين منهم فى الحكومة الإسلامية فليس بمحظور ، والصحابة رضوان الله عليهم استخدموهم فى الدواوين الأميرية ، وأبو إسحاق الصابي جعل وزيرا فى الدولة العباسية.

(أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً) السلطان : الحجة والبرهان ، والمبين هنا بمعنى البين فى نفسه.

والمعنى ـ أتريدون أن تجعلوا لله عليكم حجة بينة فى استحقاقكم للعقاب إذا اتخذتموهم أولياء من دون المؤمنين؟ فإن عملا كهذا لا يصدر إلا من منافق.

(إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) الدرك والدرك بالسكون والتحريك : الطبقة أسفل من الأخرى ، فإذا كانت أعلى منها كانت درجة ، والنار سبع دركات سميت بذلك لأنها متداركة متتابعة ، وفى الآية إشارة إلى أن دار العذاب فى الآخرة ذات دركات بعضها أسفل من بعض ، كما أن دار النعيم درجات بعضها أعلى من بعض.

١٨٩

وإنما كان المنافقون فى الدرك الأسفل من النار ، لأنهم شر أهلها ، إذ هم جمعوا بين الكفر والنفاق ومخادعة الرسول والمؤمنين وغشهم ، فأرواحهم أسفل الأرواح ، ونفوسهم أحط النفوس ، ومن ثم كانوا أجدر الناس بالدرك الأسفل منها.

أما أكثر الكفار فقد غلب عليهم الجهل بحقيقة التوحيد ، فهم مع إيمانهم بالله يشركون به غيره ، من صنم أو وثن يتخذونه شفيعا عنده ووسيطا بينه وبينه ، وقد قاسوا ذلك على معاملة الملوك المستبدين ، والأمراء الظالمين.

(وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) ينقذهم من ذلك العذاب أو يخففه عنهم فيرفعهم من الطبقة السفلى إلى ما فوقها.

(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ) أي هذا الجزاء الشديد الذي أعده الله للمنافقين لا يكون للذين تابوا من النفاق والكفر وندموا على ما فرط منهم وأتبعوا ذلك بأمور ثلاثة :

(١) اجتهادهم فى صالح الأعمال التي تغسل أدران النفاق ، بأن يلتزموا الصدق فى القول والعمل مع الأمانة والوفاء بالوعد ، ويخلصوا النصح لله ورسوله ، ويقيموا الصلاة مع الخشوع والخضوع ومراقبة الله فى السر والعلن.

(٢) اعتصامهم بالله بأن يكون غرضهم من التوبة وصلاح العمل مرضاة الله ، مع التمسك بكتابه ، والتخلق بآدابه ، والاعتبار بمواعظه ، والرجاء فى وعده ، والخوف من وعيده ، والائتمار بأوامره ، والانتهاء عن نواهيه ، كما قال تعالى : «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً».

(٣) إخلاصهم لله بأن يدعوه وحده ولا يدعوا من دونه أحدا لكشف ضر ولا لجلب نفع ، بل يكون كل ما يتعلق بالدين والعبادة خالصا له وحده كما قال :

١٩٠

«إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» وكما جاء فى قوله : «فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ».

(فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) أي فأولئك التائبون يكونون مع المؤمنين ، لأنهم يؤمنون كإيمانهم ويعملون كعملهم فيجزون جزاءهم.

(وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) أي وسوف يعطيهم الله الأجر العظيم الذي لا يقدر قدره ، كما قال تعالى : «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ».

ثم بين أن تعذيبهم إنما كان لكفرهم بأنعم الله عليهم فقال :

(ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ؟) الاستفهام للإنكار. أي إنه تعالى لا يعذب أحدا من خلقه انتقاما منه ، ولا طلبا لنفع ولا دفعا لضر ، لأنه تعالى غنى عن كل أحد ، منزه عن جلب منفعة له ، وعن دفع مضرة عنه ، بل ذلك جزاء كفرهم بأنعم الله عليهم ، فهو قد أنعم عليهم بالعقل والحواس والجوارح والوجدان ، لكنهم استعملوها فى غير ما خلقت لأجله من الاهتداء بها لتكميل نفوسهم بالفضائل والعلوم والمعارف ، كما كفروا بخالق هذه القوى فاتخذوا له شركاء ، ولا ينفعهم تسميتهم شفعاء أو وسطاء ، حتى فسدت فطرتهم ، ودنست أرواحهم ، ولو آمنوا وشكروا لطهرت أرواحهم ، وظهرت آثار ذلك فى عقولهم وسائر أعمالهم التي تصلحهم فى معاشهم ومعادهم ، واستحقوا بذلك رضوان الله «وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ».

(وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً) أي يجعل ثواب المؤمنين الشاكرين بحسب علمه بأحوالهم ، ونيلهم من الدرجات أكثر مما يستحقون ، جزاء على شكرهم وإيمانهم كما قال : «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَ

١٩١

عَذابِي لَشَدِيدٌ» فهو يجزى بيسير الطاعات ، رفيع الدرجات ، ويعطى بالعمل فى أيام معدودة ، نعما فى الآخرة غير محدودة.

وفقنا الله لصالح العمل ، وجعلنا من المؤمنين الشاكرين.

وصلى الله على محمد وصحبه وسلم.

وكان الفراغ من كتابة مسوّدة هذا الجزء فى اليوم الثاني من المحرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بعد الألف ، بمدينة حلوان من أرباض القاهرة بالديار المصرية.

١٩٢

فهرس

أهم المباحث العامة التي فى هذا الجزء

جاء الإحصان فى القرآن لعدة معان................................................ ٥

الاسترقاق المعروف الآن فى بلاد الحجاز ، والسودان ، وبلاد الجراكسة ليس بشرعى.... ٧

نكاح المتعة (النكاح المؤقت) حرام كالنكاح بنية الطلاق............................. ٨

كان الزنا فى الجاهلية قسمين سرّى وعلنى كما هو الآن فى كثير من البلاد الإفرنجية ومن قلدهم فى البلاد الإسلامية  ١٠

مال الفرد مال الأمة مع احترام الحيازة والملكية ، ولا يباح للمحتاج أن يأخذه إلا بإذن صاحبه     ١٧

مدار حل التجارة على التراضي فلا ينبغى أن يكون فيها غش ولا تدليس............. ١٨

الدين قد جعل قتل غيرك قتلا لنفسك............................................ ١٩

أسباب قوامة الرجال على النساء................................................. ٢٧

النهج القويم فى معاملة المرأة...................................................... ٢٨

الرجال الذين يستذلون نساءهم يلدون عبيدا لغيرهم............................... ٣٠

علاج الشقاق بين الزوجين إرسال حكمين حكم من أهله وحكم من أهلها........... ٣١

أمرنا بحسن معاملة الخادم والمولى................................................. ٣٧

١٩٣

المرائى بخيل فى الحقيقة ـ الفارق بينه وبين المخلص فى عمله........................ ٣٩

القرين الصالح عون على الخير................................................... ٤٠

يوم القيامة يود الكافر لو تسوى به الأرض ويكون ترابا............................ ٤٤

حكمة الاغتسال من الجنابة...................................................... ٤٧

أهل الكتاب اشتروا الضلالة بالهدى فحرفوا الكلم عن مواضعه...................... ٥١

اتفق الرسل جميعا فى أسس الدين واختلفوا فى التفاصيل............................. ٥٥

ضروب الشرك ـ الحكمة فى عدم مغفرته........................................ ٥٨

تحذير المسلمين من الغرور بدينهم كما فعل أهل الكتاب............................ ٦١

هل يعود الملك إلى اليهود؟...................................................... ٦٥

الحكمة فى تبديل جلود الكفار ـ رأى الطلب فى ذلك............................. ٦٨

أزواج الجنة مبرآت من العيوب الجسمية والنفسية.................................. ٦٩

الأمانة ضروب وأنواع.......................................................... ٧٠

الأصول التي بنى عليها التشريع فى الإسلام......................................... ٧٣

التحاكم إلى الدجالين وأصحاب المندل والرمل ومدعى الكشف والولاية............. ٧٦

المنافقون يصدون عن التحاكم إلى الرسول........................................ ٧٧

صادق الإيمان من يطيع الله فى المحبوب والمكروه.................................... ٨٣

جرت سنة الله أن الحق يعلو على الباطل وأن البقاء للأصلح......................... ٩٢

كل شىء من عند الله ، فهو خالق الأشياء وواضع نظمها........................... ٩٧

طاعة الله من أسباب النعم ، وعصيانه مما يجلب النقم............................... ٩٨

لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.......................... ١٠٢

الناس فى عصر التنزيل كانوا ثلاث فرق بالنسبة إلى هذا الدين..................... ١١٧

للعلماء فى توبة قاتل المؤمن عمدا آراء ثلاثة...................................... ١٢٣

١٩٤

لا تقبل مسايرة أهل البدع والأهواء خوفا من الأذى.............................. ١٣١

إذا لم يستطع الرجل إقامة دينه فى بلد وجبت عليه الهجرة منه إلى بلد آخر.......... ١٣٣

من سافر لأمر فيه ثواب كطلب علم وحج ومات قبل الوصول إلى مقصده كتب له أجر فعل ذلك ١٣٥

السبب فى شرع الهجرة فى صدر الإسلام........................................ ١٣٦

صلاة القصر فى السفر وشرطها................................................ ١٣٩

الحكمة فى توقيت الصلاة...................................................... ١٤٤

لا ينبغى أن يظهر الميل الفطري أو الديني فى مجلس القضاء......................... ١٤٨

من شأن العاصين أن يستتروا من الناس حين اجتراح السيئات ، ولا يستحيون من الله ١٤٩

النجوى مظنة الشر ولا خير فيها إلا فى الأمر بصدقة أو معروف. أو إصلاح بين الناس ١٥٣

من يرتد عن الإسلام بعد ما ظهرت له الهداية على لسان رسله فمأواه جهنم وبئس المصير ١٥٥

لا يغفر الله الشرك لأحد ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء............................ ١٥٧

الشرك أصناف............................................................... ١٥٩

من يتبع وساوس الشيطان فقد خسر خسرانا مبينا................................ ١٦١

وعد الشيطان غرور من القول وزور............................................ ١٦٢

كل ما أصاب المسلم كفارة له حتى الشوكة يشاكها.............................. ١٦٥

النجاة والسعادة فى الآخرة منوطان بصالح العمل مع الإيمان........................ ١٦٦

فى الكتاب ما يجب من معاملة الضعيفين المرأة واليتيم.............................. ١٧٠

١٩٥

إذا خافت المرأة من الزوج نشوزا وإعراضا فلا بأس فى أن تتسامح فى بعض حقوقها عليه أو كلها لتبقى فى عصمته   ١٧١

العدل غير مستطاع بين الأزواج فيجب مراعاته على قدر الإمكان................. ١٧٢

ميثاق الزوجية ميثاق مؤكد يجب احترامه........................................ ١٧٣

إذا افترق الزوجان وراعيا حدود الله يسر الله لهما من فضله وجوده خير العوض من صاحبه ١٧٤

تحرى الحق والعدل فى الشهادة ولو على النفس أو الوالدين والأقربين............... ١٧٨

المغفرة إنما تكون بتأثير التوبة والعمل الصالح فى النفس حتى يزيل ما علق بها من الآثام. ١٨٢

نهينا عن الجلوس فى الأماكن التي فيها ذم الإسلام والاستهزاء بالقرآن............... ١٨٣

ما غلب المسلمون فى هذه العصور ولا فتح الكفار بلادهم إلا بترك الأهبة وإعداد العدة ١٨٥

لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ما داموا مستمسكين بدينهم متبعين لأوامره. ١٨٥

المنافقون فى كل أمة وملة يخادعون ويكذبون ويتولون أعداء أمتهم يبتغون بذلك يدا عندهم ١٨٧

المنافق إذا تاب واجتهد فى صالح الأعمال واعتصم بالله وأخلص له العمل يعفو الله عنه ١٩٠

العذاب جزاء على الجرائم التي تصدر عن الفاعل لها.............................. ١٩١

١٩٦