مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان - ج ٢

الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي [ المقدّس الأردبيلي ]

مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي [ المقدّس الأردبيلي ]


المحقق: الشيخ مجتبى العراقي
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٤

.................................................................................................

______________________________________________________

التهذيب في قول الله عز وجل (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (١) في الوتر في آخر الليل سبعين مرة (٢) وصحيحا في الفقيه ، من قال استغفر الله ربي وأتوب إليه في الوتر سبعين مرة وواظب عليه سنة ، كتبه الله من المستغفرين بالأسحار ، ووجبت له المغفرة من الله عز وجل (٣).

الظاهر من المواظبة ، الاتصال. ولعله غير مراد ، وانه لا يضره الفوت نادرا ، سيما مع العذر بغلبة النوم والنسيان.

وفي بعض الروايات في التهذيب يجزى ثلاث تسبيحات (٤) وفي الكافي يجزى خمس تسبيحات (٥) وفي الزيادات ، بسم الله الرحمن الرحيم (٦) كل هذا دليل عدم التعيين.

والظاهر انه يجوز الدعاء فيه ، وفي سائر أحوالها ، للدين أو الدنيا : وبأي لسان كان : لعموم الأخبار الصحيحة الدالة على الدعاء والثناء والاستغفار ، وصرح بالجواز في الفقيه بعد ما روى في الصحيح عن الحلبي سأل أبا عبد الله عليه السلام عن القنوت فيه قول معلوم؟ فقال : أثن على ربك ، وصل على نبيك ، واستغفر لذنبك (٧) ونقل عن زرارة ومحمد بن مسلم في الصحيح كونه في كل الصلوات : واستدل : بقول أبي جعفر الثاني عليه السلام لا بأس ان يتكلم الرجل في صلاة الفريضة بكل شي‌ء يناجي به ربه عز وجل (٨). وبقول الصادق عليه السلام كلما ناجيت به ربك في الصلاة فليس بكلام (٩). وبان كل شي‌ء ورد (١٠) فهو عام

__________________

(١) سورة الذاريات ، الآية ١٨.

(٢) الوسائل باب ١٠ من أبواب القنوت حديث ـ ٧.

(٣) الوسائل باب ١٠ من أبواب القنوت حديث ـ ٢ والحديث منقول بأدنى تفاوت فراجع.

(٤) الوسائل باب ٦ من أبواب القنوت حديث ـ ٣.

(٥) الوسائل باب ٦ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

(٦) الوسائل باب ٦ من أبواب القنوت حديث ـ ٤ ولكن في زيادات التهذيب (وقل ثلاث مرات ، بسم الله الرحمن الرحيم).

(٧) الوسائل باب ٩ من أبواب القنوت حديث ـ ٤.

(٨) الوسائل باب ١٩ من أبواب القنوت حديث ـ ٢.

(٩) الوسائل باب ١٩ من أبواب القنوت حديث ـ ٤.

(١٠) الوسائل باب ١٩ من أبواب القنوت حديث ـ ٣.

٣٠١

.................................................................................................

______________________________________________________

بعمومه حتى يرد النهي ولم يرد النهي عن الدعاء بالفارسية في الصلاة : ونقل عدم الجواز عن سعد (١) ، والجواز عن محمد بن الحسن الصفار وافتى به ، وقال : ولو لم يرد هذا الخبر لكنت أجيزه بالخبر الذي روى عن الصادق عليه السلام ان كل شي‌ء مطلق حتى يرد فيه نهى (٢) والنهي عن الدعاء بالفارسية غير موجود : وليس ببعيد : والاحتياط يقتضي الترك ، لقول سعد بن عبد الله الثقة وهو من أجلاء الأصحاب والرواة.

وكذا يحمل على الفضيلة ما روى في الكافي (في الحسن لإبراهيم بن هاشم عن سعد بن أبي خلف) عن أبي عبد الله عليه السلام قال يجزيك في القنوت ، اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة انك على شي‌ء قدير (٣) لما مر.

والمشهور بين الأصحاب ان أفضل القنوتات كلمات الفرج وما رأيت فيه شيئا ، نعم روى ذلك في الفقيه في قنوت الوتر (٤) وفي التهذيب في قنوت الجمعة ولا يبعد فهم العموم عنه : رواه الشيخ في باب الجمعة عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : القنوت يوم الجمعة في الركعة الأولى بعد القراءة : تقول في القنوت : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العلى العظيم لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وآل محمد كما هديتنا به اللهم صل على محمد وآل محمد كما أكرمتنا به ، اللهم اجعلنا ممن اخترته لدينك وخلقته لجنتك ، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت

__________________

(١) الفقيه ، قال : ذكر شيخنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد الله انه كان يقول : لا يجوز الدعاء بالفارسية ، وكان محمد بن الحسن الصفار يقول : انه يجوز.

(٢) الوسائل باب ١٩ من أبواب القنوت حديث ـ ٣.

(٣) الوسائل باب ٧ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

(٤) جامع احاديث الشيعة باب (٧) في القنوت حديث ـ ٢٠ والدعاء طويل وكلمات الفرج جزء منه فلاحظ.

٣٠٢

.................................................................................................

______________________________________________________

الوهاب (١) فلا يبعد اختياره لما قاله الأصحاب ، ولتضمنه الثناء والصلاة المطلوبة قبل الدعاء :

ولو ضم الاستغفار ـ ولا يبعد حمله على طلب المغفرة والرحمة ، ولو بقول : اللهم اغفر لنا إلخ ، فيكفي ما مر في حسنة ابن أبي خلف ، ليكون مشتملا على ما في الروايات وكلام الأصحاب ـ لكان اولى ، ويكون أقرب الى الإجابة سيما إذا وقع بعد (قل هو الله أحد) فإنه نقل في الفقيه على ما مر انه يستجاب الدعاء بعده (٢) ونقل قول (اللهم اغفر لنا) بعد كلمات الفرج في النفلية ، وذكره الشارح أيضا من غير ضم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، وينبغي ضم ذلك لما مر.

واما قول (كذلك الله ربي) مرتين فهو مذكور في بعض روايات التهذيب (٣) لا في القنوت ، بل هو مستحب بعد. قل هو الله احد : وقيل السبب انه ثلث القرآن ، ومضمون (كذالك) هو قل هو الله احد فيتم معهما القرآن.

والظاهر استحباب الجهر فيه مطلقا لغير المأموم : لصحيحة زرارة : القنوت كله جهار (٤) فيحمل غيرها (٥) على الجواز.

وكذلك : رفع اليدين مضمومة الأصابع إلّا الإبهام وبسط الكف وجعله الى السماء محاذيا للوجه للرواية الطويلة (٦).

والتكبير قبله وبعده ، وقلبهما بعده ، من غير ان يمر على الوجه في الفريضة ، للنهي عنه في بعض الاخبار (٧) وخص في توقيعه عليه السلام النهي في الفريضة

__________________

(١) الوسائل باب ٧ من أبواب القنوت حديث ـ ٤.

(٢) الفقيه باب وصف الصلاة من فاتحتها الى خاتمتها رقم ٣٦ قال : ويقرء في الثانية سورة التوحيد لان الدعاء على أثره مستجاب (وعلى أثره القنوت فيستجاب).

(٣) الوسائل باب ٢٠ من أبواب القراءة في الصلاة حديث ـ ١.

(٤) الوسائل باب ٢١ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

(٥) لا حظ باب ٢٠ من أبواب القنوت.

(٦) لم نعثر على هذه الرواية الطويلة ، نعم يستفاد هذه الآداب من الأحاديث المتفرقة.

(٧) الوسائل باب ٢٣ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

٣٠٣

ولو نسيه قضاه بعد الركوع.

______________________________________________________

بحيث يشعر بأنه فعل كثير تبطل به الصلاة الفريضة ، (١) فتأمل فيه وفي الفرق : وجوز ذلك في النافلة ، وبه جمع بين الاخبار : بالإمرار والمنع : والاحتياط واضح.

ويدل على استحباب القضاء بعد الركوع : صحيحة محمد بن مسلم وزرارة قالا سألنا أبا جعفر عليه السلام عن الرجل ينسى القنوت حتى يركع؟ قال : يقنت بعد الركوع ، فان لم يذكر فلا شي‌ء عليه (٢) وبها استدل على عدم استحباب القضاء بعده ، وينبغي حملها على الجواز كما هو ظاهر (فلا شي‌ء عليه) : وعلى عدم كثرة الفضيلة مثل بعد الركوع ، لما يجي‌ء : ويحمل عليه ما ورد في رواية معمر عن الباقر عليه السلام قال : القنوت قبل الركوع وان شئت فبعده (٣) ونقل عن المحقق جوازه بعده اختيارا أيضا ، لهذه الرواية ، والأول أولى ، لعدم صحة هذا مع قلة القائل ، واحتمال التأويل.

ويدل على القضاء بعد الصلاة ، موثق أبي بصير : قال : سمعت (سمعته ـ خ) يذكر عند أبي عبد الله عليه السلام قال : في الرجل إذا سهى في القنوت قنت بعد ما ينصرف وهو جالس (٤).

ويدل عليه ، ولو في الطريق؟ صحيحة زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام رجل نسي القنوت فذكره وهو في بعض الطريق فقال : يستقبل القبلة ثم ليقله ، ثم قال : انى لأكره للرجل ان يرغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله أو يدعها (٥) فمنع المصنف في النهاية ـ من القضاء الا بعد الركوع في الثانية لصحيحة محمد بن مسلم وزرارة المتقدمة ، ـ بعيد.

واما ما يدل على نفى القضاء ـ في صحيحة معاوية بن عمار (في الفقيه)

__________________

(١) الوسائل باب ٢٣ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ١٨ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

(٣) الوسائل باب ٣ من أبواب القنوت حديث ـ ٤ وفيه عن إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى فلاحظ.

(٤) الوسائل باب ١٦ من أبواب القنوت حديث ـ ٢.

(٥) الوسائل باب ١٦ من أبواب القنوت حديث ـ ١.

٣٠٤

الرابع : شغل النظر قائما إلى مسجده ، وقانتا الى باطن كفيه ، وراكعا الى بين رجليه ، وساجدا الى طرف انفه ، ومتشهدا الى حجره.

الخامس : وضع اليدين قائما إلى فخذيه بحذاء ركبتيه ، وقانتا تلقاء وجهه ، وراكعا على ركبتيه ، وساجدا بحذاء اذنيه ، ومتشهدا على فخذيه.

______________________________________________________

انه سئل أبا عبد الله عليه السلام عن القنوت في الوتر؟ قال : قبل الركوع : قال فان نسيت اقنت إذا رفعت رأسي؟ فقال : لا (١) ـ فيحمل على عدم الفضيلة ، مع انه مخصوص بالوتر ، وفيها دلالة على عدم القنوت بعد الركوع.

وهذه تدل على جواز التعقيب في الطريق ، بالطريق الاولى. وفعل القنوت قبله كذلك ، وعلى الترغيب في جميع السنن فافهم.

واما استحباب باقي ما ذكر ، فيفهم من خبر حماد وغيره.

ولننقل هنا الأخبار المعتبرة التي أكثر أفعالها مأخوذ منها واجبا وندبا ، منها صحيحة زرارة في التهذيب والكافي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب ، الله أكبر ، ثم اركع ، وقل ، (اللهم لك ركعت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت ، وأنت ربي خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشرى ولحمي ودمي ومخي وعصبي وعظامي وما أقلته قدماي غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستحسر ، (سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات في ترتيل (ترسل ـ خ) وتصف في ركوعك بين قدميك ، تجعل بينهما قدر شبر ، وتمكن راحتيك من ركبتيك ، وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى ، وبلغ بأطراف (٢) أصابعك عين الركبة ، وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك وأقم صلبك ، ومد عنقك وليكن نظرك بين قدميك : ثم قل ، سمع الله لمن حمده ، وأنت منتصب قائم الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة لله رب العالمين ، تجهر بها صوتك ، ثم ترفع يديك

__________________

(١) الوسائل باب ١٨ من أبواب القنوت حديث ـ ٥.

(٢) وبلّع ، باللام المشددة والعين المهملة من البلع : أي اجعل أطراف أصابعك كأنها بالعة عين الركبة ، وربما يقرء بالغين المعجمة ، وهو تصحيف ، نقل عن حاشية التهذيب عن الشيخ البهائي قدس سره.

٣٠٥

.................................................................................................

______________________________________________________

بالتكبير وتخر ساجدا (١)

وحسنة حماد (لإبراهيم ، في الكافي والتهذيب ، وهي صحيحة في الفقيه) قال : حماد بن عيسى (الثقة) قال لي : أبو عبد الله عليه السلام يوما (٢) أتحسن ان تصلى يا حماد؟ قلت (٣) : يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة ، قال : فقال عليه السلام : لا عليك (٤) ، قم ، صل (٥) ، قال : فقمت بين يديه متوجها الى القبلة فاستفتحت الصلاة (٦) ، وركعت وسجدت ، فقال : يا حماد لا تحسن ان تصلى ، ما أقبح بالرجل (٧) أن يأتي عليه ستون سنة ، أو سبعون سنة فما (٨) يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة ، قال حماد : فأصابني في نفسي الذل فقلت : جعلت فداك ، فعلمني الصلاة ، فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد صم أصابعه وقرن (قرب ـ خ) بين قدميه ، حتى كان بينهما (٩) ثلاثة أصابع مفرجات فاستقبل (١٠) ، بأصابع رجليه جميعا (١١) ، لم يحرفهما (لم يحرفها ـ كا ـ يب) عن القبلة (١٢) ، بخشوع واستكانة ، فقال : الله أكبر ، ثم قرء الحمد بترتيل (بترسل يب) ، وقل هو الله احد ، ثم صبر هنيئة بقدر ما تنفس (يتنفس يب) وهو قائم ، ثم رفع يديه حيال وجهه وقال : الله أكبر ، وهو قائم ، ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه مفرجات (١٣) ورد ركبتيه الى خلفه حتى (ثم يب) استوى ظهره حتى لو صب عليه قطرة (١٤) ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره (ورد ركبتيه الى خلفه ـ فقيه) ونصب (١٥) عنقه ، وغمض عينيه ، ثم سبح ثلاثا بترتيل ، وقال (١٦) : سبحان ربي العظيم وبحمده ثم استوى قائما ، فلما استمكن

__________________

(١) الوسائل باب ١ من أبواب الركوع حديث ـ ١. (٩) قدر ثلاث ـ كا ـ يب.

(٢) يا حماد تحسن ان تصلى ـ كا ـ يب. (١٠) منفرجات واستقبل ـ كا.

(٣) قال : فقلت ـ كا. (١١) القبلة ـ كا ـ يب.

(٤) لا عليك يا حماد ـ كا ـ يب. (١٢) وقال بخشوع الله أكبر ـ كا ـ يب.

(٥) فصل ـ كا ـ يب. (١٣) منفرجات ـ كا ـ يب.

(٦) فركعت ـ كا ـ يب.

(٧) بالرجل منكم ـ كا ـ يب.

(٨) فلا ـ كا ـ يب.

 (١٤) من ماء ـ كا ـ يب.

(١٥) ومد عنقه ـ كا ـ يب.

(١٦) فقال : ـ كا ـ يب.

٣٠٦

.................................................................................................

______________________________________________________

من القيام ، قال : سمع الله لمن حمده ، ثم كبر وهو قائم ، ورفع يديه حيال وجهه (١) وسجد (٢) (ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه ـ فقيه) فقال : سبحان ربي الا على وبحمده ، ثلاث مرات ، ولم يضع شيئا (من بدنه ـ خ) (٣) على شي‌ء منه وسجد على ثمانية أعظم (٤) ، (الجبهة ، والكفين ، وعيني الركبتين ، وأنامل إبهامي الرجلين ، والأنف ، فهذه السبعة فرض ، ووضع الأنف على الأرض سنة وهو الإرغام) ، ثم رفع رأسه من السجود ، فلما استوى جالسا قال : الله أكبر ، ثم قعد على جانبه (٥) الأيسر ، ووضع (٦) ظاهر قدمه اليمنى على باطن الثانية (٧) ، وقال : كما قال : في الاولى ، ولم يستعن (٨) بشي‌ء من بدنه على شي‌ء منه في ركوع ولا سجود ، وكان مجنحا ولم يضع ذراعيه على الأرض ، فصلى ركعتين على هذا (٩) ، (ثم قال : يا حماد ، هكذا صل ، ولا تلتفت ، ولا تعبث بيديك وأصابعك ، ولا تبزق عن يمينك ولا يسارك ولا بين يديك فقيه)

ويفهم منه استحباب وضع اليد قبل الصلاة على فخذيه على الوجه المذكور ، وما ذكر الأصحاب : وكذا تغميض العين حال الركوع ، وحمله الشيخ على النظر بين الرجلين ، لخبر مسمع انه صلى الله عليه وآله نهى ان يغمض الرجل

__________________

(١) ثم ـ ـ كا ـ يب.

(٢) وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه ـ كا ـ يب.

(٣) من جسده ـ كا ـ يب.

(٤) الكفين والركبتين ، وانا مل إبهامي الرجلين ، والجبهة ، والأنف ، وقال : سبعة منها فرض يسجد عليها ، وهي التي ذكرها الله في كتابه ، فقال : وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا. وهي الجبهة ، والكفان ، والركبتان ، والا بهامان ، ووضع الأنف على الأرض سنة ـ كا ـ يب.

(٥) فخذه الأيسر ـ كا ـ يب.

(٦) وقد وقع ظاهر قدمه الأيمن على بطن قدمه الأيسر ـ كا ـ يب.

(٧) سجدة الثانية ـ كا ـ يب.

(٨) ولم يضع شيئا ـ كا ـ يب.

(٩) ويداه مضمومتا الأصابع ، وهو جالس في التشهد ، فلما فرغ من التشهد سلم ، فقال : يا حماد هكذا صل ـ كا ـ يب وفي الوسائل بعد قول : هكذا صل (ولم يزد على ذلك شيئا).

٣٠٧

.................................................................................................

______________________________________________________

عينيه في الصلاة (١) وما يدل على النظر بينهما (٢) ويمكن التخيير ، واختاره في المنتهى ، ونقله عن الشيخ أيضا ، ان لم ينظر فيغمض ، وحمل خبر مسمع على غير حال الركوع ، والجواز.

وان النقل (٣) عن الامام لا يجب ، بل يكفى النقل عن الناقل عنه مع وجوده : وعدم النية لفظا ، بل عدم الدقة ، واشتراط الأمور فيها ، فتأمل : وملاحظة الوجه في الأفعال حيث ترك التعليم على ذلك الوجه : واعتبار كتاب حريز ونقله ، وغير ذلك من الاحكام.

مثل ، عدم وجوب العلم بمنافيات الصلاة وأحكام الشكوك ، وعدم توقف صحة الصلاة عليه : وجواز الصلاة من غير سبب ، وفي مطلق الوقت : وفعلها ليعلم انها صحيحة أم لا ، وكذا فعلها للتعليم ، فتأمل.

وحسنة وصحيحة زرارة فيهما عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك بالأخرى ، دع بينهما فصلا إصبعا أقل (من ـ يب) ذلك إلى شبر أكثره واسدل منكبيك ، وأرسل يديك ، ولا تشبك أصابعك ، ولتكونا على فخذيك قبالة ركبتيك ، وليكن نظرك الى (في ـ يب) موضع سجودك ، فإذا ركعت فصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر ، وتمكن راحتيك من ركبتيك ، وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى ، وبلع (بلغ ـ يب) بأطراف أصابعك عين الركبة ، وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك ، فإن (فإذا ـ كا) وصلت أطراف أصابعك في ركوعك الى ركبتيك اجزءك ذلك : وأحب ان تمكن كفيك من ركبتيك ، فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرج بينهما ، وأقم صلبك ، ومد عنقك ، وليكن نظرك الى ما بين قدميك : فإذا أردت أن تسجد فارفع يديك بالتكبير وخر ساجدا ، وابدء بيديك فضعهما على الأرض قبل ركبتيك ، تضعهما معا ، ولا تفترش ذراعيك افتراش

__________________

(١) الوسائل باب ٦ من أبواب قواطع الصلاة حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ١ من أبواب أفعال الصلاة قطعة من حديث ـ ٣ ولفظ الحديث (وليكن نظرك الى ما بين قدميك).

(٣) عطف على قوله (استحباب وضع اليد).

٣٠٨

السادس : التعقيب ...

______________________________________________________

السبع (الأسد ـ ئل) ذراعيه ، ولا تضعن ذراعيك على ركبتيك وفخذيك ، ولكن تجنح بمرفقيك ، ولا تلزق (لا تلصق ـ كا) كفيك بركبتيك ، ولا تدنهما من وجهك ، بين ذلك حيال منكبيك ، ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك ولكن تحرفهما عن ذلك شيئا ، وابسطهما على الأرض بسطا ، واقبضهما إليك قبضا ، وان كان تحتهما ثوب فلا يضرك ، وان أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل ، ولا تفرجن بين أصابعك في سجودك ولكن ضمهن جميعا.

قال : فإذا قعدت في تشهدك فألصق ركبتيك بالأرض. وفرج بينهما شيئا ، وليكن ظاهر قدمك اليسرى على الأرض وظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى ، وأليتاك على الأرض ، وطرف إبهامك اليمنى على الأرض ، وإياك والقعود على قدميك فتتأذى بذلك ، ولا تكن قاعدا على الأرض فيكون انما قعد بعضك على بعض ، فلا تصبر للتشهد والدعاء (١).

ويستفاد منها أحكام كثيرة فافهم وتأمل.

وكأنه يفهم منه ان يكون اليد ان مقبوضتين حين الرجوع اليه ، ولكن ما ذكره الأصحاب : ولعل معناه ، قبضهما اليه وجرهما الى نفسه فقط.

وقالوا : يستحب النظر حال القنوت الى الكفين ، لكراهة النظر الى السماء للصحيحة (٢) وكراهة التغميض ، لما مر (٣) ومعلوم عدم اللزوم ولعل لهم وجها آخر.

ولا يفهم منها ومن حديث حماد وضع اليد حال القيام على الهيئة الخاصة صريحا الا بالطريق الأولى ، أو الاستصحاب من أول الصلاة.

واما استحباب التعقيب ـ وهو في اللغة قيل : هو الجلوس للدعاء بعد الصلاة. وينبغي إدخال الذكر والثناء أيضا فيه ، وحذف الجلوس. ويمكن إدخالهما في الدعاء ، وسيجي‌ء في الخبر انه الدعاء بعدها ، ـ فكأنه لإجماع المسلمين

__________________

(١) الوسائل باب ١ من أبواب أفعال الصلاة حديث ـ ٣.

(٢) الوسائل باب ١٦ من أبواب القيام ، حديث ـ ١.

(٣) الوسائل باب ٦ من أبواب قواطع الصلاة حديث ـ ١.

٣٠٩

.................................................................................................

______________________________________________________

كما يفهم من النهاية : وليس بموظف. ولكن المأثور عن أهل البيت اولى.

وفضله عظيم : روى الشيخ في التهذيب ، وهو في الكافي أيضا ، عن منصور بن يونس عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال : من صلى صلاة فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله وحق على الله ان يكرم ضيفه (١) وروى في الكافي مسندا صحيحا عن الحسين بن حماد عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : من قال في دبر صلاة الفريضة قبل ان يثنى رجليه. استغفر الله الذي لا إله الّا هو الحي القيوم (ذو ـ خ ل) ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه ، ثلاث مرات غفر الله عز وجل له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر (٢) وروى فيه أيضا مسندا عن الحسن (الحارث ئل) بن المغيرة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : ان فضل الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة ، (٣) ثم قال ادعه ولا تقل قد فرغ من الأمر فإن الدعاء هو العبادة ، ان الله عز وجل يقول «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» (٤) وقال «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (٥) (٦) وقال إذا أردت أن تدعو الله فمجده واحمده ، وسبحه ، وهلله ، وأثن عليه ، وصل على النبي صلى الله عليه وآله ثم سل تعط (٧) وروى فيه أيضا في الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا (٨) وفي صحيحة وليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الرزق من الضرب في البلاد يعنى بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة (٩) وصحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال :

__________________

(١) الوسائل باب ١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٥.

(٢) الوسائل باب ٢٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ٤.

(٣) الوسائل باب ٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٤ ـ ٥) غافر : ٦٠ وتمام الآية الشريفة (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ).

(٦) الوسائل باب ٦ من أبواب الدعاء حديث ـ ٤.

(٧) الوسائل باب ٣١ من أبواب الدعاء حديث ـ ٦.

(٨) الوسائل باب ٥ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٩) الوسائل باب ١ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

٣١٠

وأفضله تسبيح الزهراء عليها السلام.

______________________________________________________

الدعاء دبر المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع (١) وفي خبر آخر ما عالج الناس شيئا أشد من التعقيب (٢) وفي الصحيح عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام رجلين افتتحا الصلاة في ساعة واحدة ، فتلى هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ، ودعا هذا أكثر فكان ، دعائه أكثر من تلاوته ، ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل؟ قال كل فيه فضل ، كل حسن ، قلت : انى قد علمت ان كلا حسن ، وان كلا فيه فضل ، فقال الدعاء أفضل ، ا ما سمعت قول الله عز وجل «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» (٣) هي والله العبادة ، هي والله أفضل ، هي والله أفضل أليست هي العبادة هي والله العبادة ، هي والله العبادة أليست هي أشدهن؟؟ هي والله أشدهن هي والله أشدهن ، هي والله أشدهن (٤).

واما أفضلية تسبيح الزهراء عليها السلام : فلرواية ابن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام من سبح تسبيح فاطمة (الزهراء يب ـ كا) عليها السلام قبل ان يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له ويبدء بالتكبير (٥) وما في رواية أبي هارون المكفوف عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة ، فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي (٦) وفيه صالح بن عقبة (٧) معه : وعنه عن أبي جعفر عليه السلام ما عبد الله بشي‌ء من (التحميد خ ـ ل) التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة (ع) ولو كان شي‌ء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة (ع) (٨) وهذه بظاهرها تدل

__________________

(١) الوسائل باب ٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٣) غافر : ٦٠.

(٤) الوسائل باب ٦ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٥) الوسائل باب ٧ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٦) الوسائل باب ٨ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٧) وسنده كما في الكافي هكذا (محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن أبي هارون المكفوف).

(٨) الوسائل باب ٩ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

٣١١

.................................................................................................

______________________________________________________

على أفضليته من كل تمجيد مطلقا ، لا من الدعاء فقط عقيب الصلاة. وعنه عن أبي خالد القماط قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تسبيح فاطمة (ع) في كل يوم في دبر كل صلاة أحب الى من صلاة ألف ركعة في كل يوم (١) لعل ضمير (عنه) راجع الى صالح كما هو ظاهر التهذيب والكافي ، وكأن أبو خالد ثقة : ورواية ابن أبي نجران عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة (ع) المائة مرة واتبعها بلا إله إلّا الله مرة غفر الله له (٢) كذا في التهذيب ، وفي الكافي : وفي دلالتها على أفضليته من كل الأدعية عقيب الصلاة تأمل ، ولكنه ذكره الأصحاب ، وليس ببعيد ، لظاهر البعض مع التأييد بقولهم.

والظاهر استحبابه عند المنام أيضا ، كما يدل عليه ما رواه الصدوق في الفقيه في بيان سبب شرعيته ، فإنه علمها رسول الله صلى الله عليه وآله عند المنام (٣) ولهذا نسبت إليها.

واما طريقته فهو المشهور عند الأصحاب : ويدل عليه بعض الاخبار : وفيما مر اشارة اليه : حيث قال : يبدء بالتكبير ، والظاهر انه لا قائل مع ذلك بدون العدد المقدر (المقرر ـ المعدود خ ـ ل) والترتيب المشهور ، مثل صحيحة محمد بن عذافر (الثقة) ، قال دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة عليها السلام فقال : الله أكبر حتى أحصى أربعا وثلاثين مرة ثم قال الحمد لله ، حتى بلغ سبعا وستين ، ثم قال سبحان الله ، حتى بلغ مائة ، يحصيها بيده جملة واحدة (٤) ومثلها رواية أبي بصير (٥).

وينبغي فعله بالسّبحة الحسينية. لما نقل في مصباح المتهجد. روى عن الصادق عليه السلام من أدار الحجر من تربة الحسين عليه السلام فاستغفر ربه مرة

__________________

(١) الوسائل باب ٩ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٢) الوسائل باب ٧ من أبواب التعقيب حديث ـ ٣.

(٣) الوسائل باب ١١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٤) الوسائل باب ١٠ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٥) الوسائل باب ١٠ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

٣١٢

.................................................................................................

______________________________________________________

واحدة كتب الله له سبعين مرة ، وان أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات (١) وفي التوقيع : سأل هل يجوز ان يسبح الرجل بطين القبر وهل فيه فضل؟ فأجاب عليه السلام يجوز ان يسبح به ، فما من شي‌ء أفضل منه ، ومن فضله ان المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح (٢) وقريب منه كلام الدروس : وصرح بكونه من قبر الحسين عليه السلام ، ولعله المراد هنا كما هو الظاهر.

وفيه أيضا وسئل عن السجدة على لوح من طين القبر هل فيه فضل؟ فأجاب يجوز ذلك وفيه الفضل (٣) وقال في الدروس : السجود على تربة الحسين عليه السلام أفضل الأعمال : ولعل المراد السجود عليه في الصلاة.

والمراد بطين القبر ، التراب القريب منه : ويتفاوت في الفضيلة قربا وبعدا : وما أخذ من قرب قبره عليه السلام بعد وضعه هناك أفضل على الظاهر.

قال الصدوق في الفقيه المضمون ، قال : يعنى الصادق عليه السلام : السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرضين السبعة ، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين (ع) كتب مسبحا وان لم يسبح بها (٤).

ثم قال التسبيح بالأصابع ، أفضل منه ، بغيرها : لأنها مسئولات يوم القيامة ، وسوق الكلام ظاهر في ان المراد ان التسبيح بها أفضل من غيرها من غير التربة الشريفة ، وهو ظاهر.

وينبغي عدم ترك الدعاء فإنه روى انها (٥) مستجابة خصوصا بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب ، وفي الوتر فإنه ورد في الرواية الاستجابة حينئذ (٦)

__________________

(١) الوسائل باب ١٦ من أبواب التعقيب حديث ـ ٦.

(٢) الوسائل باب ١٦ من أبواب التعقيب حديث ـ ٧. وصدر الحديث هكذا (عن محمد بن احمد عبد الله بن جعفر الحميري انه كتب الى صاحب الزمان عليه السلام يسئله هل يجوز الحديث

(٣) الوسائل باب ١٦ من أبواب ما يسجد عليه حديث ـ ٢.

(٤) الوسائل باب ١٦ من أبواب ما يسجد عليه حديث ـ ١.

(٥) هكذا في النسخ المخطوطة والمطبوعة التي عنده والصواب (انه مستجاب).

(٦) الوسائل باب ١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٤.

٣١٣

.................................................................................................

______________________________________________________

وقال في الكافي (في حسنة زرارة) عن أبي جعفر عليه السلام قال : أقل ما يجزيك من الدعاء بعد الفريضة ان تقول : اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك ، وأعوذ بك في كل شر أحاط به علمك ، اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (١) وفي حسنة أخرى له : قال : قال أبو جعفر عليه السلام لا تنسوا الموجبتين ، أو قال عليكم بالموجبتين في دبر كل صلاة؟ قلت وما الموجبتان؟ قال تسأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار (٢) وكأن في الصحيح عن داود العجلي مولى أبي المعزى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ثلاث أعطين سمع الخلائق. الجنة ، والنار ، والحور العين ، فإذا صلى العبد وقال : اللهم أعتقني من النار وأدخلني الجنة وزوجني من الحور العين ، قالت النار يا رب ان عبدك قد سئلك ان تعتقه مني فأعتقه ، وقالت الجنة يا رب ان عبدك قد سألك إياي فأسكنه في ، وقالت الحور العين يا رب ان عبدك قد خطبنا إليك فزوجه منا ، فان هو انصرف من صلاته ولم يسأل الله شيئا من هذه قلن الحور العين ان هذا العبد فينا لزاهد ، وقالت الجنة ان هذا العبد في لزاهد وقالت النار ان هذا العبد في لجاهل (٣).

والأدعية كثيرة ، وينبغي اختيار ما في التهذيب والكافي والفقيه وفي المصباح وباقي المظان مثل العدة وغيرها.

وينبغي ان يكون المعقب على هيئة الصلاة ، على الأفضل : وقال في الذكرى كلما ينافي الصلاة ينافي التعقيب ، ودليله غير واضح (٤) ويفهم عن النفلية ان ما ينافيها مطلقا ، ينافي فضيلته : وكأنه المراد في الذكرى.

نعم يمكن استحباب الاستقبال والبقاء على الطهارة ، لورود الاستقبال والطهارة وأيضا ورد في الخبر في التهذيب والفقيه صحيحا قال هشام بن سالم

__________________

(١) الوسائل باب ٢٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ٢٢ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٣) الوسائل باب ٢٢ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٤) الوسائل باب ١٧ من أبواب التعقيب حديث ـ ٤ ولفظ المنقول (وقال الشيخ بهاء الدين في ـ مفتاح الفلاح ـ وروى ان ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب).

٣١٤

.................................................................................................

______________________________________________________

لأبي عبد الله عليه السلام انى اخرج في الحاجة وأحب ان أكون معقبا؟ فقال : ان كنت على وضوء فأنت معقب (١) وفيه دلالة على عدم اشتراط غيره ، واستحباب البقاء عليه.

ولا يبعد استحباب عدم الكلام بين الأدعية ، لعدم الفصل فيحصل عدم التّوجه : وكذا بعض الاشتغالات المانعة.

وروى أيضا صحيحا في الفقيه عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا وبذلك جرت السنة (٢) ، وقال النبي صلى الله عليه وآله قال الله عز وجل يا بن آدم اذكرنى بعد الغداة (الفجر خ ل) ساعة ، وبعد العصر ساعة ، أكفك ما أهمك (٣) وقال الصادق عليه السلام الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض (٤) وروى هلقام بن أبي هلقام انه قال أتيت أبا إبراهيم عليه السلام فقلت له جعلت فداك علمني دعاء جامعا للدنيا والآخرة وأوجز؟ فقال : قل في دبر الفجر الى ان تطلع الشمس ، سبحان الله العظيم وبحمده استغفر الله واسأله من فضله ، فقال هلقام ولقد كنت من أسوء أهل بيتي حالا فما علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما (ظننت ان خ ل) علمت بينى وبينه قرابة وانى اليوم لمن اليسير أهل بيتي حالا وما ذلك الا مما علمني مولاي العبد الصالح (٥).

وأيضا ينبغي قراءة آية الكرسي : لما روى في مجمع البيان عن على بن أبى طالب عليه السلام قال سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله على أعواد المنبر وهو يقول من قرء آية الكرسي في دبر صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الّا الموت : ولا يواظب عليها الصديق ، أو العابد : ومن قرأها إذا أخذ مضجعه أمنه

__________________

(١) الوسائل باب ١٧ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ٥ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٣) الوسائل باب ١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٣.

(٤) الوسائل باب ١٨ من أبواب التعقيب حديث ـ ٣.

(٥) الوسائل باب ٢٥ من أبواب التعقيب حديث ـ ٥.

٣١٥

.................................................................................................

______________________________________________________

على نفسه وجاره وجار جاره (١) ، وفيه بحث ذكرته في تعليقات الكشاف.

والفاتحة ، وشهد الله ، وقل اللهم مالك الملك ، الى قوله ، بغير حساب ، فإنه تقل ما يدل على استحبابها في بعض التفاسير ، وفي العدة أيضا (٢).

وينبغي أيضا عدم ترك قل هو الله أحد اثنى عشر مرة مع الدعاء المشهور ورفع اليدين ثم المسح على الوجه ، كما ورد في الرواية في هذه من بسط اليدين (٣) وفي أخرى في الفقيه قال أبو جعفر عليه السلام ما بسط عبد يديه الى الله عز وجل ، الّا استحى الله عز وجل ان يرد يدها صفرا حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يديه حتى يمسح بهما على رأسه ووجهه (٤) وفي خبر آخر على وجهه وصدره ، وهذا في غير الفريضة (٥).

واما رفع اليدين بثلاث تكبيرات بعد الصلاة : فهو مشهور بين الأصحاب ، وموجود في الكتب ، وما رأيت سنده (٦).

قال في المنتهى ، مسئلة وأفضل ما يقال ما نقل عن أهل البيت عليهم السلام : وهو انه إذا سلم كبر ثلاثا ، يرفع يديه إلى شحمتي أذنيه قبل ان يثنى رجليه. وروى صفوان صحيحا قال رأيت أبا عبد الله عليه السلام إذا صلى وفرغ من صلاته رفع يديه جميعا فوق الرأس (٧) فلو فهم القربة كما هو الظاهر ، كان ذلك مستحبا مطلقا للإمام والمأموم ، وظاهر المنتهى اختصاصه بالإمام ، حيث قال : ويستحب له ، أي للإمام إذا فرغ من صلاته ان يرفع يديه فوق رأسه تبركا ، وذكر

__________________

(١) مجمع البيان في فضل آية الكرسي ج ٢ ص ٣٦٠ ورواه في جامع احاديث الشيعة باب ٩ في التعقيب حديث ـ ١٢. عن الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره.

(٢) الوسائل باب ٢٣ من أبواب التعقيب حديث ـ ١ وفيه نقلا عن الكافي مع زيادة آية الكرسي.

(٣) الوسائل باب ٢٩ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٤) الوسائل باب ١٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٥) الوسائل باب ١٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٦) لكنه منقول مسندا عن كتاب علل الشرائع ، فراجع الوسائل باب ١٤ من أبواب التعقيب ، حديث ـ ٢.

(٧) الوسائل باب ٢٨ من أبواب التعقيب حديث ـ ٤ ويوجد اختلاف يسير في بعض ألفاظ الحديث مع المتن ورواه في الكافي باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ص ٩٦ فراجع.

٣١٦

.................................................................................................

______________________________________________________

الرواية.

ثم سجدة الشكر ، والدعاء فيه ، والبكاء ، على ما يدل عليه الاخبار ، ومذكورة في الكتب المدونة فيه ، ثم مسح الجبهة مع الدعاء : لما روى مسندا في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال تمسح بيدك اليمنى على جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات : وتقول : بسم الله الذي لا إله الّا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والسقم والعدم والصغار والذال والفواحش ما ظهر منها وما بطن (١).

واما كون المسح أولا على موضع السجود ، ثم المسح ، فقد ورد في رواية أخرى رفعه في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام : دعاء يدعى به في دبر كل صلاة يصليها : فان كان بك داء من سقم أو وجع فإذا قضيت صلاتك فامسح بيديك على موضع سجودك من الأرض وادع بهذا الدعاء وأمر يدك على موضع وجعك سبع مرات ، تقول يا من كبس الأرض على الماء. وسد الهواء بالسماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا ، وارزقني كذا وكذا ، وعافني من كذا وكذا (٢) وليس فيه دلالة على الكلية ، ولا على الهيئة المذكورة.

وكذا ما روى في التهذيب بالإسناد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا أصابك هم فامسح يديك على موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك يعنى من جانب خدك الأيسر وعلى جبهتك الى جانب خدك الأيمن ، كذلك وصفه لنا إبراهيم بن عبد الحميد ، ثم قل : بسم الله الذي لا إله الّا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهموم والحزن ، ثلاثا (٣).

__________________

(١) الوسائل باب ١٤ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ٥ من أبواب سجدتي الشكر حديث ـ ٢.

(٣) الوسائل باب ٥ من أبواب سجدتي الشكر ، بعد نقل حديث ـ ٢ قال : وبإسناده عن محمد بن على بن محبوب ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، وذكر الحديث الأول نحوه. أقول : يعنى بالحديث الأول ما يذكره المصنف عن الفقيه يقول : وفي رواية إبراهيم بن عبد الحميد إلخ.

٣١٧

.................................................................................................

______________________________________________________

وفي الفقيه ، وفي رواية إبراهيم بن عبد الحميد ان الصادق عليه السلام قال لرجل إذا أصابك همّ فامسح يدك على موضع سجودك ثم امسح يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر وعلى جبهتك الى جانب خدك الأيمن : (قال ابن أبي عمير ، كذلك وصفه لنا إبراهيم بن عبد الحميد) ثم قل : بسم الله الذي لا إله الّا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. اللهم أذهب عني الهم والحزن. ثلاثا (١) ، وطريقه اليه حسن ، وهو ثقة في الفهرست : ونقل عن الفضل بن شاذان انه صالح : وقيل واقفي : وقيل الواقفي غير ذلك ، بل من رجال الكاظم عليه السلام : وبالجملة ما ذكره في الفقيه اولى ، وكان الاولى النقل مثله ، ولعل في التهذيب غلط ، وكان الأصحاب من هنا أخذوا ، فتأمل.

وينبغي أيضا ان لا يترك ما روى في الفقيه في موثق عبد الكريم بن عتبة عن الصادق عليه السلام ، انه قال : من قال عشر مرات من قبل ان تطلع الشمس وقبل غروبها : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي‌ء قدير ، كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم (٢).

وفيه أيضا روى حفص بن البختري عن الصادق (ع) انه قال : كان نوح (ع) يقول ، إذا أصبح وأمسى : اللهم إني أشهدك انه ما أصبح وأمسى بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضى ، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمى بذلك عبدا شكورا (٣) وفي موضع آخر ان قول مثل ذلك في الصباح قبل الطلوع أداء لشكر ذلك اليوم الى الليل والمساء قبل الغروب كذلك (٤).

وقول رضيت بالله إلخ ، لما روى في التهذيب بإسناده عن محمد بن

__________________

(١) الوسائل باب ٥ من أبواب سجدتي الشكر حديث ـ ١ وليس في الوسائل جملة (قال : قال ابن ابى عمير كذلك وصف لنا إبراهيم بن عبد الحميد) ولكنه موجود في الفقيه فلاحظ.

(٢) الوسائل باب ٢٥ من أبواب التعقيب حديث ـ ٧.

(٣) الوسائل باب ٤٩ من أبواب الذكر حديث ـ ١.

(٤) الوسائل باب ٤٩ من أبواب الذكر حديث ـ ١١.

٣١٨

.................................................................................................

______________________________________________________

سليمان الديلمي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك ، ان شيعتك يقول : ان الايمان مستقر ومستودع فعلمني شيئا إذا أنا قلته استكملت الايمان؟ قال : قل في دبر كل صلاة فريضة : رضيت بالله ربّا ، وبمحمد نبيا ، وبالإسلام دينا وبالقرآن كتابا ، وبالكعبة قبلة ، وبعلى وليا واماما وبالحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم اللهم انى رضيت بهم ائمة فارضني لهم انك على كل شي‌ء قدير (١).

وينبغي إذا كان اماما عدم تخصيص نفسه بالدعاء لما روى في الفقيه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من صلى بقوم فاختص نفسه بالدعاء دونهم فقد خانهم (٢)

بل ينبغي ذلك لكل أحد ، لأنه أسرع إجابة ، مع حصول ثواب الدعاء للغير.

وينبغي الدعاء قبل الاشتغال بشي‌ء ، ولو كان نافلة المغرب. لما مر من أفضليته الدعاء بعد الفريضة. ولما روى في التهذيب بإسناده صحيحا عن أبي العلاء الخفاف عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلى ركعتين كتبتا له في عليين ، فان صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة (٣) وهذا يدل على ان الكلام غير الدعاء والتعقيب. فلا ينافي ما دل على كراهة الكلام بين فريضة المغرب ونافلة والتعجيل بها قبل الكلام. مثل نهاني أبو عبد الله عليه السلام ان أتكلم بين الأربع ركعات التي بعد المغرب (٤) واستدل به في المنتهى والذكرى على كراهة الكلام بعدها قبل النافلة ، فتأمل.

بل سجدة الشكر أيضا لأن فيها دعاء بعدها ويدل عليه ما في التوقيع ، فأجاب سجدة الشكر من الزم السنن وأوجبها ، إلى قوله ، فاما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في انها بعد الثلاث أو بعد الأربع فإن فضل الدعاء

__________________

(١) الوسائل باب ٢٠ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٢) الوسائل باب ٤٠ من أبواب الدعاء حديث ـ ٢.

(٣) الوسائل باب ٣٠ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٤) الوسائل باب ٣٠ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

٣١٩

.................................................................................................

______________________________________________________

والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعد النوافل كفضل الفرائض على النوافل ، والسجدة دعاء وتسبيح فالأفضل ان يكون بعد الفرض وان جعلت بعد النوافل أيضا جازت (١) ، ويدل عليه أيضا ما رواه جهم بن أبي جهيمة قال : رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وقد سجد بعد الثلاث ركعات من المغرب ، فقلت له جعلت فداك ، رأيتك سجدت بعد الثلاث؟ قال ورأيتني فقلت نعم قال فلا تدعها فان الدعاء فيها مستجاب (٢) وما رواه في الاستبصار بإسناده عن حفص الجوهري ، قال صلى بنا أبو الحسن على بن محمد عليهما السلام صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة! فقلت له كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة؟ فقال : ما كان احد من آبائي يسجد الا بعد السابعة (٣) وحملها الشيخ على الجواز والاولى على الاستحباب.

وفي قوله (ع) (لا تدعها إلخ) إشارة الى ان هذا هو الأفضل ، وتعليله موافق لما مر من الاخبار : وفيه دلالة واضحة على أفضلية التعقيب بعد الفريضة قبل النافلة.

ويمكن ان يكون اختيار الدعاء على تقدير وسعة الوقت ، وكذا السجدة بعد الثلاث وتقديم النافلة في الضيق ويجمع بين الاخبار بذلك ، مثل الجمع في اخبار الفصل بين أذان المغرب وإقامتها كما فعله في الاستبصار.

وفي الفقيه : قال الصادق عليه السلام ان العبد إذا سجد وقال يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه. قال له الرب تبارك وتعالى لبيك ما حاجتك (٤).

وقال أيضا روى عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال : من سجد سجدة الشكر وهو متوضئا كتب الله له بها عشر صلوات ومحي عنه عشر خطايا عظام (٥) وطريقه اليه صحيح وهو الثقة ، فالخبر صحيح. وضمان

__________________

(١) الوسائل باب ٣١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٣.

(٢) الوسائل باب ٣١ من أبواب التعقيب حديث ـ ٢.

(٣) الوسائل باب ٣١ من أبواب التعقيب حديث ـ ١.

(٤) الوسائل باب ٦ من أبواب سجدتي الشكر حديث ـ ٣.

(٥) الوسائل باب ١ من أبواب سجدتي الشكر حديث ـ ١.

٣٢٠