فإنه لا يصح لنا أن نناجي الله في الصلاة بغير كلامه ، لأنه لا يليق ، وكذا ورد في الخبر أن الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح ؛ ثم يقول الساجد بعد التسبيح [اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا ، وفوقي نورا وتحتي نورا ، واجعل لي نورا ، واجعلني نورا] ـ الوجه الثاني ـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) التسبيح ثناء عن التقييد ، فله سبحانه الإطلاق فلا تقيده صفة دون صفة.
إن الثناء على الأسماء أجمعها |
|
بها وليس سواها يعرفون ولا |
أليس هذا صحيحا قد أتاك به |
|
في محكم الذكر قرآنا عليك تلا |
في أخذه الذر ثم الحق أشهدنا |
|
ألست ربكمو كان الجواب بلى |
ولم يخص بهذا الحكم امرأة |
|
عند الشهود ولا أيضا به رجلا |
(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) (٢)
ـ الوجه الأول ـ ما من صورة محسوسة أو خيالية أو معنوية إلا ولها تسوية من جانب الحق كما يليق بها وبمقامها وحالها ، وذلك قبل التركيب أعني اجتماعها بالمحمول وهو الروح المنفوخ فيها ، فإذا سواها الرب بما شاء من قول أو يد أو يدين أو أيد ـ وما ثمّ سوى هذه الأربعة ـ وتهيأ بالاستعداد للتركيب ، توجه عليه نفس الرحمن فنفخ فيه من روحه ـ الوجه الثاني ـ (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) قد يعني به خلق الإنسان ، لأن التسوية والتعديل لا يكونان معا إلا للإنسان ، لأنه سواه على صورة العالم وعدله عليه ، ولم يكن ذلك لغيره من المخلوقين من العناصر.
(وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (٥) سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (٦) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧) وَنُيَسِّرُكَ