نسخها ؛ والشاهد قوله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة آية : ٤٥] فدل على ثبوت الحكم في وقت نزول هذه الآية من وجهين :
أحدهما : أنه ثبت أن ذلك مما أنزل الله ولم يفرق بين نبي من الأزمان.
والثاني : أنه معلوم أنهم استحقوا سمة الظلم والفسوق عند نزول هذه الآية بتركهم الحكم بها ، وقوله : (الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) عند أصحابنا معناه ؛ أن العين إذا ضربت فذهب ضوئها.
__________________
ـ قال ابن الأعرابيّ : يقال هذا مطر العين ، ولا يقال مطرنا بالعين. وعين الشّمس مشبه بعين الإنسان. قال الخليل : عين الشّمس : صيخدها المستدير.
ومن الباب ماء عائن ، أي سائل. ومن الباب عين السّقاء. قال الخليل : يقال للسّقاء إذا بلي ورقّ موضع منه : قد تعيّن. وهذا أيضا من العين ، لأنه إذا رقّ قرب من التخرّق فصار السّقاء كأنّه ينظر به. وأنشد ثعلب :
قالت سليمى قولة لريدها |
|
ما لابن عمّي صادرا من شيدها |
بذات لوث عينها في جيدها |
أراد قربة قد تعيّنت في جيدها. ويقال سقاء عيّن ، إذا كانت فيه كالعيون ، وهو الذي قد ذكرناه. وأنشد :
* ما بال عيني كالشّعيب العيّن*
وقالوا في قول الطرمّاح :
فأخضل منها كلّ بال وعيّن |
|
وجفّ الرّوايا بالملا المتباطن |
إنّ العيّن الجديد بلغة طيّ. وهذا عندنا مما لا معنى له ، إنّما العيّن الذي به عيون ، وهي التي ذكرناها من عيون السّقاء. وإنّما غلط القوم لأنّهم رأوا باليا وعيّنا ، فذهبوا إلى أنّ الشاعر أراد كلّ جديد وبال. وهذا خطأ ، لأنّ البالي الذي بلي ، والعيّن : الذي يكون به عيون. وقد تكون القربة الجديد ذات عيون لعيب في الجلد. والدّليل على ما قلناه قول القطاميّ :
ولكنّ الأديم إذا تفرّى |
|
ب لى وتعيّنا غلب الصّناعا |
ومن باقي كلامهم في العين العين : البقر ، وتوصف البقرة بسعة العين فيقال : بقرة عيناء. والرّجل أعين. قال الخليل : ولا يقال ثور أعين. وقال غيره : يقال ثور أعين. قال ذو الرّمّة :
رفيق أعين ذيّال تشبّهه |
|
فحل الهجان تنحّى غير مخلوج |
قال الخليل : الأعين : اسم الثور ، [ويقال] معيّن أيضا. قال :
ومعيّنا يحوي الصّوار كأنّه |
|
متخمّط قطم إذا ما بربرا |
معجم مقاييس اللغة مادة (ع ي ن)
وقال القاضي أبو يعلى : وقوله : العين بالعين ، ليس المراد قلع العين بالعين ، لتعذّر استيفاء المماثلة ، لأنا لا نقف على الحدّ الذي يجب قلعه ، وإنما يجب فيما ذهب ضوؤها وهي قائمة ، وصفة ذلك أن تشدّ عين القالع ، وتحمى مرآة ، فتقدّم من العين التي فيها القصاص حتى يذهب ضوؤها. [زاد المسير : ٢ / ٢١٦].