الفاحشة (١)
أصلها المبالغة في القبح ، ومنه قيل : أفحش الرجل ، وفحش في الكلام إذا أقذع ، والاسم الفحش ، وربما جعل الفحشاء الفجور.
والفاحشة في القرآن على أربعة أوجه :
الأول : ما حرم أهل الشرك في الجاهلية ؛ قال : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا) [سورة الأعراف آية : ٢٨] يعني : سنن الغي التي سنها لهم آباؤهم من البحيرة والسائبة وما يجري مجراها.
الثاني : الزنا ؛ قال : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ) [سورة النساء آية : ١٥] ، وقال : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) [سورة الأحزاب آية : ٣٠] يعني : الزنا ، وقوله : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) [سورة الأعراف آية : ٣٣] أراد الزنا ، وذلك أن العرب كانت تحل الزنا باطنا وتحرمه ظاهرا ؛ فأخبر الله أن جميعه حرام ، وقد مر ذلك قبل.
الثالث : إتيان الرجال في أدبارهم ؛ قال : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) [سورة العنكبوت آية : ٢٨].
الرابع : على قول بعض أهل التفسير : النشوز ؛ قال الله : (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) [سورة النساء آية : ١٩ ، الطلاق : ١] قال : هي النشوز ، وعندنا أنه الزنا وما يجري مجراه من قبح المعاصي ؛ لأنه لا تكاد العرب تسمي بالفاحشة إلا كل ذنب شديد القبح لازم العار ، وليس النشوز مما يجري عليه اسم الفاحشة ، وقيل : خروجها قبل انقضاء العدة
__________________
(١) (ف ح ش): (أفحش في الكلام) جاء بالفحش وهو السّيّئ من القول وفحّش مثله (ومنه) ما في المنتقى ثمّ فحشنا عليه أي أوردنا على أبي يوسف ما فيه غبن فاحش أو ذكرنا ما يقبح في العادة كشري مثل دار بني حريث بدرهم (ورجل فاحش وفحّاش) سيّئ الكلام (وأمر فاحش) قبيح قالوا (والفاحشة) ما جاوز حدّه في القبح وعن اللّيث كلّ أمر لم يكن موافقا للحقّ وقيل في قوله تعالى (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ) إلّا أن يزنين فيخرجن للحدّ وعن إبراهيم إلّا إذا ارتكبن الفاحشة بالخروج لغير الإذن. [المغرب : الفاء مع الحاء].