الشيع
أصلها من العموم ، ومنه شاع الخبر ؛ إذا فشا فعرفه كل أحد ، ولك سهم شائع في الدار وشاع ؛ أي : هو في جميع الدار غير مشار إليه في موضع منها دون موضع (١).
__________________
(١) الشين والياء والعين أصلان ، يدلّ أحدهما على معاضدة ومساعفة ، والآخر على بثّ وإشادة.
فالأوّل : قولهم شيّع فلان فلانا عند شخوصه.
ويقال آتيك غدا أو شيعه ، أي اليوم الذي بعده ، كأنّ الثاني مشيّع للأوّل في المضيّ.
وقال الشّاعر :
قال الخليط غدا تصدّعنا |
|
أو شيعه أفلا تودّعنا |
وقال للشجاع : المشيّع ؛ كأنّه لقوّته قد قوي وشيّع بغيره ، أو شيّع بقوّة.
وزعم ناس أنّ الشّيع شبل الأسد ، ولم أسمعه من عالم سماعا.
ويقول ناس : إنّ الشّيع المقدار ، في قولهم : أقام شهرا أو شيعه.
والصّحيح ما قلته ، في أنّ المشيّع هو الذي يساعد الآخر ويقارنه.
والشّيعة : الأعوان والأنصار.
وأما الآخر فقولهم : شاع الحديث ، إذا ذاع وانتشر. ويقال شيّع الراعي إبله ، إذا صاح فيها.
والاسم الشّياع : القصبة التي ينفخ فيها الراعي. قال :
* حنين النّيب تطرب للشّياع*
ومن الباب قولهم في ذلك : له سهم شائع ، إذا كان غير مقسوم.
وكأنّ من له سهم ونصيب انتشر في السّهم حتّى أخذه ، كما يشيع الحديث في الناس فيأخذ سمع كلّ أحد.
ومن هذا الباب : شيّعت النّار في الحطب ، إذا ألهبتها.
وشيع وشوع :
الشّوع : شجر البان ، الواحدة : شوعة. قال الطّرمّاح :
جنى ثمر بالواديين وشوع
فمن قال بفتح الواو وضمّ الشين : فالواو نسق ، وشوع : شجر البان ، ومن قال : وشوع بضمّها ، أراد : جماعة وشع ، وهو زهر البقول. والشّيع : مقدار من العدد : أقمت شهرا أو شيع شهر ، ومعه ألف رجل ، أو شيع ذاك.
والشّيع من أولاد الأسد.
وشاع الشّيء يشيع مشاعا وشيعوعة فهو شائع ، إذا ظهر. وأشعته وشعت به : أذعته. وفي لغة : أشعت به.
ورجل مشياع مذياع ، وهو الذي لا يكتم شيئا.
والمشايعة : متابعتك إنسانا على أمر.
وشيّعت النار في الحطب : أضرمته إضراما شديدا ، قال رؤبة :
شدّا كما يشيّع التّضريم
والشّياع : صوت قصبة الرّاعي. قال :