الخسران (١)
أصله النقصان ، ومنه قيل للتاجر : إذا وضع أنه خسر ثم كثر حتى ، قيل لكل من سعى في شيء فأداه إلى مكروه خاسر ، وقيل : الخسران الضلال.
وهو في القرآن على أربعة أوجه : الأول ، بمعنى العجز ، قال الله : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) [سورة يوسف آية : ١٤] أي : عجزه ، ومثله قوله : (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) [سورة المؤمنون آية : ٣٤] ، وقال : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) [سورة الأعراف آية : ٩٠].
الثاني : بمعنى الغبن ، قال : (إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) [سورة الزمر آية : ١٥] ، أي : غبنوا فصاروا إلى النار ، وأصل الخسران ذهاب رأس المال ، فلما كانت النفس بمنزلة رأس المال وما يستفيده بعد ذلك بمنزلة الربح ، قال للهالك الذي خسر نفسه ؛ لأنه بمنزلة من ذهب منه رأس المال.
الثالث : الضلال ، قال : (فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً) [سورة النساء آية : ١١٩] ، أي : ضل ضلالا بينا ، ويجوز أن يكون بمعنى الحرمان ، أي : حرم الثواب كما إذا حرم الربح ، فقد خسر ، وقال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) [سورة العصر آية : ١ ـ ٢] ، أي : في ضلال.
الرابع : النقصان ، قال : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) [سورة الشعراء آية : ١٨١] ، أي : الناقصين في الكيل والوزن ، وقال جرير :
إنّ سليطا في الخسار إنّه |
|
أولاد قوم خلقوا أقنّه |
أي : فيما ينقصهم حظهم من الشرف.
__________________
(١) (خ س ر) : خسر في تجارته خسارة بالفتح وخسرا وخسرانا ويتعدّى بالهمزة فيقال أخسرته فيها وخسر خسرا وخسرانا أيضا هلك وأخسرت الميزان إخسارا نقصت الوزن وخسرته خسرا من باب ضرب لغة فيه وخسّرت فلانا بالتّثقيل أبعدته وخسّرته نسبته إلى الخسران مثل : كذّبته بالتّثقيل إذا نسبته إلى الكذب ومثله فسّقته وفجّرته إذا نسبته إلى هذه الأفعال. [المصباح المنير : الخاء مع السين]