الرقبة (١)
أصل الرقبة الانتظار ، وسميت الرقبة رقبة ، لأنك تمدها إذا انتظرت توقفا للمنتظر ، والرقبى أن تعطي الرجل دارا أو أرضا ، فإن مات قبلك رجعت إليك ، وإن مت قبله كانت له ، وسميت رقبى ؛ لأن كل واحدا منهما يرقب موت صاحبه ، والمرقب المربا.
والرقيب الذي يشرف على أصحاب الميسر ، والارتقاب انتظار مع مخافة ، ولهذا يقال : فلان يراقب فلانا ، أي : يخافه ، وراقب الله ، أي : خفه ، ولهذا كان أكثر ما يستعمل الارتقاب في المكروه ، ومنه قوله تعالى : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) [سورة هود آية : ٩٣] ، والرقيب في أسماء الله تعالى الحفيظ.
وهو في القرآن على وجهين :
الأول : الحفيظ ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [سورة النساء آية : ١] ، أي : هو حافظ لأعمالكم ، وفي ذلك ترغيب وترهيب ، وإخبار بأن الجزاء من وراء العباد ، وقوله : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) [سورة المائدة آية : ١١٧].
الثاني : بمعنى الانتظار ، قال : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) [سورة هود آية : ٩٣] ، وقال : (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) [سورة الدخان آية : ٥٩] ، أي : انتظر ما يكون من نصرنا إياك ، أنهم منتظرون ما يكون من مثل ذلك لهم.
__________________
(١) (ر ق ب): (رقبه) رقبة انتظره من باب طلب وراقبه مثله (ومنه) راقب الله إذا خافه لأنّ الخائف يرقب العقاب ويتوقّعه (وأرقبه) الدّار قال له هي لك رقبى وهي من المراقبة لأنّ كلّا منهما يرقب موت صاحبه واشتقاقها من رقبة الدّار غير مشهور ورجل (رقبانيّ) عظيم (الرّقبة) واستعمال الرّقبة في معنى المملوك من تسمية الكلّ باسم البعض ومنه أفضل الرّقاب أغلاها ثمنا وهو من الغلاء وقوله تعالى (وَفِي الرِّقابِ) يعني المكاتبين. [المغرب : الراء مع القاف]