الصلاة (١)
أصلها الدعاء ؛ صليت إذا دعوت ، قال الشاعر :
وقابلها الريح في دنّها وصلّ |
|
ى على دنّها وارتشم |
وسميت الصلاة لما فيها من الدعاء ، والصلاة على الجنازة ؛ لأنها دعاء لا سجود فيه ولا ركوع ، وقيل : أصلها اللزوم ، ومن قيل : (تَصْلى ناراً) [سورة الغاشية آية : ٤] أي : يلزمها.
واستعمل في القرآن على خمسة أوجه زعموا :
الأول : الدعاء ؛ قال الله : (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) [سورة التوبة آية : ١٠٣] أي : ادع لهم إن دعائك مما يسكنهم وتطمئن إليهم قلوبهم ، وقيل : معناه استغفر لهم ، ومعناهما قريب.
والثاني : الترحم : قال بعضهم : قوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) [سورة التوبة آية : ١٠٣] أي : ترحم عليهم أنهم يسكنون إلى ذلك ، قال الأعشى :
__________________
(١) (ص ل و): (الصّلاة) فعالة من صلى كالزّكاة من زكّى واشتقاقها من الصّلا وهو العظم الّذي عليه الأليتان لأنّ المصلّي يحرّك صلويه في الرّكوع والسّجود وقيل للثّاني من خيل السّباق المصلّي لأنّ رأسه يلي صلوي السّابق (ومنه) (سبق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلى أبو بكر وثلّث عمر) وسمّي الدّعاء صلاة لأنّه منها (ومنه) (وإذا كان صائما فليصلّ) أي فليدع وقال الأعشى لابنته عليك مثل الّذي صلّيت فاغتمضي نوما فإنّ لجنب المرء مضطجعا يعني : قولها يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا لأنّه دعاء له منها وقال أيضا وقابلها الرّيح في دنّها وصلى على دنّها وارتسم أي استقبل بالخمر الرّيح ودعا وارتسم من الرّوسم وهو الخاتم يعني : ختمها ثمّ سمّي بها الرّحمة والاستغفار لأنّهما من لوازم الدّاعي (والمصلى) موضع الصّلاة أو الدّعاء في قوله تعالى (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) وقوله عليهالسلام حكاية عن الله تعالى «قسمت الصلاة» يعني سورة الصّلاة وهي الفاتحة لأنّها بقراءتها تكون فاضلة أو مجزئة (وقوله) عليهالسلام لأسامة (الصّلاة أمامك) أي وقت الصّلاة أو موضعها يعني بها صلاة المغرب (وقول) عبيد فلان يصلّون أي هم بالغون (ومنه) حديث ابن الزّبير أقرع بين من صلى من رقيقه حين أعتقهم من بعده أي من بلغ وأدرك الصّلاة صلى (الصّلاة) الحجر يسحق عليه الطّيب وغيره (ومنها) أخرج جرصنا أو صلاية أي حجرا (وقوله) في الواقعات حدّاد ضرب حديدة بمطرقة على صلاية يعني السّندان وهذا وهم (والصّلى) بالفتح والقصر أو بالكسر والمدّ النّار. [المغرب : الصاد مع اللام]