لو فتش المرء متاحف العالم ، ومكتباته العامة والخاصة ، لوجد لليمن حضورا واضحا ، ومنة عظيمة على كل الشعوب يشهد بذلك ما تزخر به تلك القلاع الفكرية من مخطوطات مصدرها اليمن.
وها هي اليمن اليوم تسير على ذلك الدرب الذي مضى عليه أسلافها في ظل نهضتها الزاهرة التي تتوالى بشائرها يوما إثر يوم ، عاقدة العزم على المضي قدما في طريق الإصلاح والنهضة ، غير غافلة عن هذا التراث الفكري الذي أثرت به العالم ، فجعلته ركيزتها الأساسية ، لأن من لا ماضي له لا حاضر له ، ولا مستقبل
إن الأمة الإسلامية الآن ، وقد حرص أعداء الإسلام على عزلها عن كتاب الله فتخلفت عن ركب الحضارة ، وسحب بساط العزة والكرامة ، والقوة والمنعة من تحت قدميها ، فأصبحت شخصيتها غير محددة المعالم ، تتقاذفها التيارات من اليمين إلى اليسار.
لهذا رأت وزارة العدل وهي تعمل جاهدة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس القائد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى ، وتوجهاته وطموحاته لبناء قضاء حديث ، وتوجيهاته بتنفيذ خطة الإصلاح القضائي الشامل وتطوير المعهد العالي للقضاء شكلا ومضمونا ، وتحديث مناهجة بما يواكب العصر ، ويحقق الغاية المنشودة من وجوده ـ ترى في هذا الفكر الذي تزخر به كبريات مكتبات اليمن والعالم الحاجة الملحة لإبراز مكنونه ، وإظهار جواهره ودرره ، التي لا غنى للأمة الإسلامية عنها. بل مطلوب الإنسانية جمعاء أن يكون الطريق واضحا ، تحكمه الشريعة الإلهية.
ونظرا لحاجة الحكام ، وطلبة المعهد العالي للقضاء لأمهات المراجع الأساسية التي يجب العود إليها سواء في دراساتهم ، أو أبحاثهم ، أو مباشرتهم للقضاء.