والخطّ الواصل بين
الناظر وطرف المرئي يحيط مع الخطّ الواصل بين هذا الخطّ وبين وسط المرئي بزاوية
حادّة يوترها الخطّ الواصل بين الناظر ووسط المرئي ، ولا شكّ أنّ وتر القائمة أعظم
من وتر الحادّة على ما بيّن في الهندسة ، فيكون الوسط أقرب إلى المرئي من الطرف.
و إذا عرفت هاتين المقدّمتين فنقول : هذه الشروط يستحيل
تحقّقها في رؤية الله تعالى اتّفاقا ، لأنّها لا تعقل إلّا مع الجسميّة إلّا شرطين
:
أحدهما : سلامة
الحاسّة.
والثاني : كونه
تعالى يصحّ أن يرى.
وهذان الشرطان
موجودان الآن فكان يجب أن يرى ، ولمّا امتنع ذلك علمنا كونه بحيث يمتنع أن
يرى ضرورة سلامة حواسّنا.
لا
يقال : إذا جوّزتم أن
يكون للمقارنات شروط في الرؤية يمتنع تحقّقها في الله تعالى فلم لا يجوز
أن يكون لله تعالى شرط في الرؤية غير هذه الشروط ، وهو منتف الآن ،
فلهذا لا تحصل الرؤية؟
لأنّا
نقول : لو جاز ذلك
لجوّزنا أن يكون للمقارنات شروط اخر ، وهي غير حاصلة ، وذلك يلزم منه السفسطة.
__________________