نفسه من الرذائل. وقد ورد في المأثور أن يدعو الزائر بعد الانتهاء من الغسل لغرض تنبيه على تلكم الأهداف العالية فيقول : «اللهم اجعل لي نورا وطهورا وحرزا كافيا من كلّ داء وسقم ومن كل آفة وعاهة ، وطهّر به قلبي وجوارحي وعظامي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخّي وعظمي وما أقلت الأرض مني ، واجعل لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي».
٢ ـ أن يلبس أحسن وأنظف ما عنده من الثياب ، فإنّ في الأناقة في الملبس في المواسم العامة ما يحبّب الناس بعضهم إلى بعض ويقرّب بينهم ويزيد في عزّة النفوس والشعور بأهمية الموسم الذي يشترك فيه.
ومما ينبغي أن نلفت النظر إليه في هذا التعليم أنّه لم يفرض فيه أن يلبس الزائر أحسن الثياب على العموم ، بل يلبس أحسن ما يتمكّن عليه ، إذ ليس كلّ أحد يستطيع ذلك وفيه تضييق على الضعفاء لا تستدعيه الشفقة فقد جمع هذا الأدب بين ما ينبغي من الأناقة وبين رعاية الفقير وضعيف الحال.
٣ ـ أن يتطيّب ما وسعه الطيب ، وفائدته كفائدة أدب لبس أحسن الثياب.
٤ ـ أن يتصدّق على الفقراء بما يعن له أن يتصدّق فيه. ومن المعلوم فائدة التصدق في مثل هذه المواسم ، فإنّ فيه معاونة المعوزين وتنمية روح العطف عليهم.
٥ ـ أن يمشي على سكينة ووقار غاضا من بصره. وواضح ما في هذا من توقير للحرم والزيارة وتعظيم للمزور وتوجّه إلى الله تعالى وانقطاع إليه ، مع ما في ذلك من اجتناب مزاحمة الناس ومضايقتهم في المرور وعدم إساءة بعضهم إلى بعض.
٦ ـ أن يكبّر بقول : «الله أكبر» ويكرر ذلك ما شاء. وقد تحدد في بعض الزيارات إلى أن تبلغ المائة. وفي ذلك فائدة إشعار النفس بعظمة الله وأنه لا شيء أكبر منه. وأن الزيارة ليست إلّا لعبادة الله وتعظيمه وتقديسه في إحياء شعائر الله وتأييد دينه.
٧ ـ وبعد الفراغ من الزيارة للنبي أو الإمام يصلي ركعتين على الأقلّ ، تطوّعا وعبادة لله تعالى ليشكره على توفيقه إيّاه ، ويهدي ثواب الصلاة إلى المزور. وفي الدعاء المأثور الذي يدعو به الزائر بعد هذه الصلاة ما يفهم