وأما الأمر الثاني : أي ملاقاة عدّة من المحصين للإمام (عج) الشريف :
وأخبار المشاهدة الدالّة على حضوره عليهالسلام على كثير من المؤمنين في الغيبتين تفوق حدّ التواتر بعشرات المرّات وهذا بدوره مؤشّر على عدم الكذب فيها أو الوهم والخطأ ، وذكر الكثير منها صاحب البحار والنوري في النجم الثاقب والأبطحي في كتابه ملاقاة مع إمام الزمان ، والقطع والوجدان يشهدان بصحّة هذا ، والإنكار مكابرة واضحة.
أمّا بيان الأهداف من مقابلته للأشخاص فهو إضافة لما ذكرناه في بحث الغيبة الصغرى يتلخص بأمرين زائدين على ما تقدّم سابقا ، هما :
١ ـ إغاثته للمضطرّ والملهوف فيما لو وقع هذا الفرد في الضرر أو في أيدي الظالمين.
٢ ـ تثبيت إيمان بعض الأفراد الموالين له لا كلّهم وذلك بحسب ما يرتئيه الإمام من المصلحة بحسب ما يملك المرء المغاث من التوجّه الباطنيّ والشعور العميق مع إمامه ، وإلّا فليس كلّ الموالين يمتلكون تلك الخصوصية والتوجّه لإمام زمانهم ، فمن هنا لا تدركهم فيوضاته ولا ينالون شيئا من بركاته.
وحضوره عليهالسلام على من ذكرنا يكون خلال فترة زمنيّة بسيطة ثم تزول فجأة لأن المهمّة التي اقتضت حضوره على بعض الأفراد قد أنجزها لهم الإمام عليهالسلام فلا داعي حينئذ لأن يستمر اللقاء ما دام يدور وجوده بتحقق الهدف الذي من أجله ظهر عليهم. وقد يدوم اللقاء مع الأفراد الممحصين حيث يرونه دائما كلّما تساءلوا وأرادوا ذلك لتوفّر المؤهلات المستتبعة للقاء ، لأنّ أغلب عوائق التشرف بخدمة الإمام عليهالسلام إنما منشؤها غياب المؤهلات اللازمة للانفتاح على محضره المقدّس عليهالسلام (١) ومن أراد التشرّف بلقائه «عجل الله تعالى فرجه الشريف» عليه أن يعدّ العدّة اللازمة لذلك وهي تتلخّص بأمرين :
الأول : معرفة الإمام عليهالسلام وأجداده العظام أعني نبيّنا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته الطاهرة(٢).
__________________
(١) النجم الثاقب للعلّامة النوري : ج ٢ ص ٤٠٨ ـ ٤٠٩.
(٢) مكيال المكارم للأصفهاني (قدسسره) : ج ١ ص ١٠ و ١٥.