الباب التّاسع والعشرون
عقيدتنا في التقية
قال المصنّف (قدسسره) :
روي عن صادق آل البيت عليهالسلام في الأثر الصحيح :
«التقيّة ديني ودين آبائي» و «من لا تقيّة له لا دين له».
وكذلك هي ، لقد كانت شعارا لآل البيت عليهمالسلام ، دفعا للضرر عنهم وعن أتباعهم وحقنا لدمائهم ، واستصلاحا لحال المسلمين وجمعا لكلمتهم ، ولمّا لشعثهم.
وما زالت سمة تعرف بها الإمامية دون غيرها من الطوائف والأمم ، وكلّ إنسان إذا أحسّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لا بدّ أن يتكتّم ويتّقي في مواضع الخطر. وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول ، ومن المعلوم أنّ الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على حريّاتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أيّة طائفة أو أمّة أخرى ، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقيّة بمكاتمة المخالفين لهم وترك مظاهرتهم وستر اعتقاداتهم وأعمالهم المختصة بهم عنهم ، لما كان يعقب ذلك من الضرر في الدّين والدنيا. ولهذا السبب امتازوا بالتقية وعرفوا بها دون سواهم.
وللتقيّة أحكام من حيث وجوبها وعدم وجوبها بحسب اختلاف مواقع خوف الضرر مذكورة في أبوابها في كتب العلماء الفقهية وليست هي بواجبة على كلّ حال بل قد يجوز أو يجب خلافها في بعض الأحوال كما إذا كان في إظهار الحقّ والتظاهر به ، نصرة للدّين وخدمة للإسلام ، وجهاد في سبيله ، فإنه عند ذلك يستهان بالأموال ولا تعزّ النفوس وقد تحرم التقيّة في