وقد نزلت فيه عند ما تصدّق بالخاتم وهو راكع ، ولا يساعد وضع هذه الرسالة على استقصاء كلّ ما ورد في إمامته من الآيات والروايات ولا بيان وجه دلالتها.
ثمّ إنه عليهالسلام نصّ على إمامة الحسن والحسين ، والحسين نصّ على إمامة ولده عليّ زين العابدين وهكذا إماما بعد إمام ينصّ المتقدّم منهم على المتأخر إلى آخرهم وهو أخيرهم على ما سيأتي.
* * *
وهنا يقع الكلام في أمور :
الأمر الأول :
من الواضح عند المسلمين جميعا أن أمر تعيين النبي بيد الله تعالى وحده ولا شأن للناس فيها وذلك لاشتراط صفات ومميزات في النبي لا يطّلع عليها إلّا علّام الغيوب ، ومنها صفة العصمة التي هي أمر خفي لا يعلمها إلّا الله تعالى لأنّ النبي إن لم يكن معصوما احتاج إلى غيره ليقوّمه فيتسلسل ، والتسلسل باطل.
وحيث إن الإمامة كالنبوة إلّا في تلقي الوحي التشريعي ، فالأمر حينئذ واضح فلا مجال لانتخاب الناس وتعيينهم كما لا يخفى ، لذا قال العلّامة الحلي في شرحه على تجريد الاعتقاد للطوسي :
«ذهبت الإمامية خاصة إلى أنّ الإمام يجب أن يكون منصوصا عليه ، وقالت العبّاسية إن الطريق إلى تعيين الإمام النص أو الميراث ، وقالت الزيدية تعيين الإمام بالنص أو الدعوة إلى نفسه ، وقال باقي المسلمين الطريق إنما هو النص أو اختيار أهل الحلّ والعقد.
والدليل على ما ذهبنا إليه وجهان :
الأول : إنّا قد بيّنا أنه يجب أن يكون الإمام معصوما ، والعصمة أمر خفي لا يعلمها إلّا الله تعالى ، فيجب أن يكون نصبه من قبله تعالى لأنّه العالم بالشرط دون غيره.
الثاني : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أشفق على الناس من الوالد على ولده حتى أنه عليهالسلام أرشدهم إلى أشياء لا نسبة لها إلى الخليفة بعده ، كما أرشدهم في قضاء