الباب الرّابع والعشرون
عقيدتنا في الأئمة (عليهمالسلام)
قال المصنّف (قدّس الله سرّه) :
لا نعتقد في أئمتنا ما يعتقده الغلاة والحلوليون (كبرت كلمة تخرج من أفواههم). بل عقيدتنا الخاصة أنهم بشر مثلنا ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وإنّما هم عباد مكرمون اختصّهم الله تعالى بكرامته وحباهم بولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفة وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به ، وبهذا استحقّوا أن يكونوا أئمة وهداة ومرجعا بعد النبيّ في كل ما يعود للناس من أحكام وحكم ، وما يرجع للدين من بيان وتشريع ، وما يختص بالقرآن من تفسير وتأويل.
قال إمامنا الصادق عليهالسلام : «ما جاءكم عنّا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا» (١).
* * *
أكّد المصنّف (قدسسره) في هذا الباب على نفي الألوهية عن الأئمة عليهمالسلام ، وصحيح كما قال المصنف أن الأئمة عليهمالسلام بشر مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا إلّا أنّ الله سبحانه اختصهم بخصائص وميزات امتازوا بها على سائر العالمين ، لذا قال مولى الثقلينعليهالسلام :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٦٤ ح ١ باب غرائب أحوالهم.