رضا صاحب مجلّة المنار المصرية ، قال :
«وكان مبتدع أصول التشيّع يهوديّ اسمه عبد الله بن سبأ أظهر الإسلام خداعا ودعا إلى الغلوّ في عليّ كرّم الله وجه لأجل تفريق هذه الأمة وإفساد دينها ودنياها عليها ...» وسار على خطاه أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام ، وكذلك فريد وجدي في دائرة المعارف ، وحسين إبراهيم في كتابه «الإسلام السياسيّ» كل هؤلاء قلّدوا المؤرخ القديم الطبري في تاريخ : ج ٣ ص ٣٧٨ حيث قال :
«إن عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء أسلم زمان عثمان ثم تنقّل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم وقال لهم :
إنّه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وكان عليّ وصيّ محمّد ثم قال : محمّد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء ... ثم قال : ومن أظلم ممن لم يجز وصيّة رسول الله ووثب على وصيّ رسول لله وتناول أمر الأمة ، ثمّ إنّ عثمان أخذها بغير حقّ وهذا وصيّ رسول الله فانهضوا في هذا الأمر فحرّكوه وابتدءوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...».
«ثمّ إنّ ابن سبأ بثّ في البلاد الإسلامية دعاته وأشار عليهم بالطعن في الأمراء فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين فيهم الصحابي الجليل أبو ذر وعمّار بن ياسر ومحمد بن أبي حذيفة وعبد الرحمن بن عديس ومحمد بن أبي بكر ومالك الأشتر وغيرهم ، فكانت السبئية تثير الناس على ولاتهم تنفيذا لخطّة زعيمها ممّا أدّى إلى تحريض جماعة من المسلمين فقدموا المدينة وحاصروا عثمان بن عفان في داره حتى قتل فيها ...».
إن ما ذكره المفترون من كون مصدر التشيّع عبد الله بن سبأ يشكل عليه بالنقاط التالية :
* أولا : إن مبدأ التشيّع كان سابقا على ظهور عبد الله بن سبأ ، ولكنّ أعداء الشيعة استغلّوا دعوى اعتقاده بأحقية أمير المؤمنين علي عليهالسلام وبالبراءة من أعدائه ، حيث إنّ الرجل المذكور قد فضح مخالفي الإمام عليهالسلام ، وكفّرهم ، من هنا قال من خالف الشيعة أن أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهود على حدّ