الرضا عليهالسلام في ضمن حديث عن صفات الإمام قال عليهالسلام : «إنّ الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب ...» (١).
وفيه دلالة على العصمة الذاتية بحيث ان الله تعالى عصم جماعة من البشر وهم في بطون أمهاتهم تشريفا لهم لعلمه عزوجل بأنهم لن يعصوه عند نزولهم إلى دار التكليف ، فما ادّعاه بعض من نفيه للعصمة الذاتية ما هو إلّا تخرص وافتراء على الله تعالى وتضعيف لقدرته تعالى وسعة علمه.
والروايات متعددة في فضل الإمام وعظمته وعلوّ قدره : لاحظ كتاب الحجة من الكافي الشريف.
أما النقطة الثانية :
لا شك أن علم الأئمة عليهمالسلام ليس بمكتسب بل علم إلهي ، إذ لم يعهد من واحد منهم أنه تتلمذ على يد أحد من البشر على الإطلاق بل إنّ علومهم عليهمالسلام هي لدنية حضورية ، وهبهم إيّاها الباري عزوجل نتيجة علمه تعالى بهم وبما يؤول إليه أمرهم ، وليس بضنين على القدرة الإلهية أن ينعم عليهم بعد توفر القابلية فيهم وعموم الفيض الإلهي على مستحقه.
فهم عليهمالسلام عالمون بالأحكام كليها وجزئيها ، وكذا عالمون بالموضوعات التي يترتب عليها حكم كلي ، والموضوعات الصرفة إذ به يتفاضلون على غيرهم من الأنبياء والمرسلين(٢).
وما ذكره المصنف من أن علمهم بالمستجدات الطارئة إرادي غير سديد وذلك لأنّ جهل الإمام بها قبل أن يشاء العلم يعدّ نقصا في رتبته وحطا في منزلته وكرامته ، مضافا إلى علم غيره بالمسألة التي أراد العلم بها ، فيكون تقديمه على غيره قبل العلم بها يعدّ تقديما للمفضول على الفاضل وهو قبيح بالضرورة.
فعلوم الأئمة على أنحاء :
__________________
(١) أصول الكافي : ج ١ ص ٢٠١.
(٢) وقد أوضحنا ذلك في تعليقتنا على رسالة المعارف السلمانية فراجع.