بالحاجة ويكون عاقبته الحسرة والنّدامة (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) للحساب أو العقاب (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) عطف على يوم القيامة أو بتقدير اذكر أو ذكّر أو متعلّق بقوله قال الّذين حق عليهم القول (فَيَقُول) للمشركين (أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) انّهم شركائى من الأصنام والكواكب والاهوية والوسائل وشركاء الولاية في كلّ عصر وزمان (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) من مدّعى الرّبوبيّة ومن مدّعى الولاية والرّسالة وممّن جعلهم المشركون شركاء الله أو شركاء الولاية لكنّ المنظور شركاء الولاية (رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا) اشارة الى المشركين والاتباع (أَغْوَيْناهُمْ) بصرفهم عنك أو عن ولىّ أمرهم (كَما غَوَيْنا) بأنفسنا (تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ) منهم فانّهم كانوا أعداء لنا وكنّا نظنّهم احبابا (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) بل كان معبودهم ومطاعهم اهويتهم (وَقِيلَ) للاتباع (ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) في الولاية والطّاعة أو في الرّبوبيّة (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) لعجزهم عن الجواب أو اشتغالهم بأنفسهم (وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) استيناف بصورة التّمنّى وإظهار انّه ينبغي ان يتحسّر عليهم ، أو حال بتقدير القول اى مقولا فيهم لو انّهم كانوا يهتدون الى الولاية لما كانوا في العذاب (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) عطف على سابقه (فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) في دعائهم ايّاكم الى الله والى قبول رسالتهم والمراد بالمرسلين اعمّ من الرّسل وخلفائهم (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) من المعامى والاعماء الأراضي الّتى لا اثر لها ولا علامة في الأذهان ولا عمارة فيها ، شبّه الاخبار بالأراضي وانمحائها عن قلوبهم بعدم العلامة وعدم العمارة فيها ، أو هو مقلوب عموا عن الاخبار للاشعار الى انقلاب أحوالهم كأنّهم لا يميّزون بين ان يقال عموا عن الاخبار أو عميت عليهم ، ولإيهام انّ عماهم لشدّته سرى الى الاخبار (يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) لانّ التّساؤل لا يكون الّا بعد بروز آثار الاخبار في الأذهان (فَأَمَّا مَنْ تابَ) عن شركه بالرّبوبيّة أو عن شركه بالولاية وتاب على يد ولىّ امره (وَآمَنَ) بقبول ولايته في ضمن بيعته فانّ الفلاح محصور على من قبل ولاية علىّ (ع) بالتّوبة على يده أو يد خلفائه والبيعة معه (وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) الإتيان بأداة التّرجّى على عادة الكبار وقد مضى مكرّرا انّ التّرجّى من الله واجب ، أو المعنى عسى من تاب ان يكون من المفلحين فانّ التّائب ليس من قبله الّا رجاء الفلاح (وَرَبُّكَ) لا غيره فانّ التّقديم للحصر (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) لانّ غيره عاجز عن حفظ نفسه بعد ما خلقه الله فكيف يخلق غيره وحفظه (وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) اى الاختيار أو المختار فانّ الخيرة اسم مصدر تستعمل في المختار أيضا لانّ غيره جاهل بما هو خير له لا يتميّز خيره عن شرّه عنده ولا يعلم مآل حاله ومختاره فلا يمكنه اختيار ما هو خير له والآيات تعريض بالامّة واشراكهم بعلىّ في الولاية واختيارهم بآرائهم إماما لأنفسهم وان كان نزوله في غيرهم ، واعراب قوله وربّك يخلق (الآية) انّ الواو حاليّة والجملة حال من الجمل السّابقة ويختار امّا عطف على يشاء وحينئذ يكون لفظة ما نافية أو موصولة بدلا من ما يشاء ، أو عطف على يخلق وما نافية أو موصولة (سُبْحانَ اللهِ) إنشاء تسبيح أو اخبار تنزيه أو كلمة تعجّب وتعجيب وعلى اىّ تقدير فالمقصود انّ الله في مظهره الّذى هو علىّ (ع) منزّه (وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) في الولاية والخلافة وما في عمّا يشركون مصدريّة أو موصولة وفي الاخبار إشارات الى هذا التّعريض والتّأويل من أراد الاطّلاع فليرجع الى المفصّلات من كتب التّفاسير والاخبار (وَرَبُّكَ) لا غيره (يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما