دحور أو بجعله مفعولا مطلقا لفعله المحذوف وجعل المحذوف حالا ، أو مستأنف بتقدير فعله (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ) وصب مرض ودام وثبت يعنى لهم عذاب واصب مطلقا أو بعد استراق السّمع وطردهم عن السّماء بالشّهب (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) اى اختلس المسموع أو السّماع (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) يثقبهم بنفسه أو يثقب الجوّ بضوئه (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا) من الملائكة والجنّ والسّماوات والأرض وما بينهما والمشارق والكواكب والشّهب (إِنَّا خَلَقْناهُمْ) من أضعف شيء يعنى (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) اى لازق فهم أضعف من أكثر المخلوق بحسب المادّة وأصغر بحسب الصّورة وأهون بحسب القوّة وهم يشركون بنا ويعصون ، وغيرهم مع قوّتهم وعظمهم يوحّدوننا ويطيعوننا (بَلْ عَجِبْتَ) قرئ بالخطاب وبالتّكلّم ، والاضراب عن الأمر باستفتائهم بمعنى انّه لا ينبغي الاستفتاء لعدم الحاجة اليه بل ينبغي التّعجّب منهم ومن حالهم ، وادّاه بالماضي المتحقّق للاشعار بشدّة اقتضاء المقام ذلك كأنّه قد وقع (وَيَسْخَرُونَ) والحال انّهم يسخرون منك أو من الله أو من توحيد الله أو ممّن يوحّد الله (وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ) هذه الجملة مع الجملة السّابقة والجمل الآتية حالات من عجبت وهي المتعجّب منها (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) معجزة أو آية من الآيات العظمى الّذين هم الأنبياء والأولياء (ع) أو آية من آيات الكتاب التّدوينىّ أو إذا رأوا آية في عالمهم الصّغير (يَسْتَسْخِرُونَ) يبالغون ويشتدّون في السّخريّة بها أو بصاحب الآية (وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ أَإِذا مِتْنا) قالوا ذلك تعجّبا من هذا القول (وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) صاغرون (فَإِنَّما هِيَ) اى البعثة أو البعث والتّأنيث باعتبار المسند (زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) اى صيحة واحدة هي النّفخة الثّانيّة (فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ) يبصرون أو ينتظرون الحساب أو ينتظرون ما يفعل بهم (وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ) يوم المجازاة (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) من قول بعضهم لبعض أو من قول الله عزوجل أو الملائكة (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا) حال أو مستأنف بتقدير القول ، واصل الظّلم الظّلم لآل محمّد (ص) وكلّما نشأ من هذا الظّلم فهو ظلم ، واوّل الظّلم لآل محمّد (ص) هو ستر الولاية التّكوينيّة الّتى هي حبل من الله وينشأ منه الظّلم التّكليفىّ وترك الولاية التّكليفيّة ، وفسّر الظّلم هاهنا بظلم آل محمّد (ص) (وَأَزْواجَهُمْ) المناسبات لهم (وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) استعمال الهداية للتّهكّم بهم (وَقِفُوهُمْ) في الموقف (إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ما فعلوا أو عن النّبأ العظيم الّذى هو ولاية أمير المؤمنين (ع) كما فسّر به ، نسب الى النّبىّ (ص) والى الباقر (ع) في تفسيره انّه لا يجاوز قدما عبد حتّى يسأل عن اربع : عن شبابه في ما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من اين جمعه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت (ع) (ما لَكُمْ) جواب سؤال بتقدير القول (لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) منقادون لحكم الله أو للعذاب أو مسلّمون بعضهم بعضا (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ) اى التّابعون (عَلى بَعْضٍ) اى المتبوعين : أو اقبل كلّ بعض على كلّ بعض (يَتَساءَلُونَ) يسألون ويجابون (قالُوا) اى الاتباع (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) الجملة بدل عن قوله بتساءلون أو مستأنفة جواب لسؤال مقدّر أو حال والمراد بالإتيان الإتيان بصورة اعمال ـ الدّين وبصور أوامر الله ونواهيه فانّ النّظر الى رؤساء الضّلالة الّذين ادّعوا الدّين والايمان والامامة ورياسة الدّين من غير اذن واجازة فانّهم منعوا عباد الله الّذين فطرتهم فطرة الايمان والإسلام عن طلب الدّين وطلب من يأخذ دينهم عنه