وفيها انزل الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) يعنى صفوراء بنت شعيب (ع) (وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) في سائر ما امركنّ ونهيكنّ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) جواب لسؤال مقدّر كأنّ أهل البيت (ع) سألوا ، ما يريد بأمر نساء النّبىّ (ص) ونهيهنّ والاهتمام بشأنهنّ؟ ـ فقال تعالى في الجواب : انّما يريد الله بالاهتمام بأمر نساء النّبىّ (ص) تطهير أهل بيته الّذين هم أصحاب الكساء ، أو هم الائمّة وشيعتهم فانّ المقصود من جميع الأوامر والنّواهى الّتى وردت في الشّريعة المطهّرة تطهير أهل البيت (ع) يعنى الائمّة وشيعتهم فانّ الكلّ مقدّمة للولاية والبيعة الخاصّة الولويّة ، وصاحبوا الولاية هم الائمّة (ع) وخلفاؤهم ومن أجازوهم لاخذ البيعة أو لتبليغ الأحكام القالبيّة ، وقابلوا الولاية شيعتهم الّذين بايعوا معهم البيعة الخاصّة الولويّة ، وعن طريق العامّة والخاصّة ورد اخبار كثيرة في تفسير أهل البيت بأصحاب الكساء الّذين هم علىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وقد ورد عن طريق الخاصّة : انّها جرت بعدهم في الائمّة (ع) عن الصّادق (ع) انّه قال يعنى الائمّة وولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النّبىّ (ص) ولكنّ الله عزوجل انزل في كتابه لنبيّه (ص) انّما يريد الله (الآية) وكان علىّ (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع) فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء في بيت امّ سلمة ثمّ قال : اللهمّ انّ لكلّ نبىّ أهلا وثقلا ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت امّ سلمة : الست من أهلك؟ فقال انّك على خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، وقال في آخر الحديث : الرّجس هو الشّكّ والله لا نشكّ في ربّنا أبدا ، وقد ذكر في المفصّلات الاخبار ، من أراد فليرجع إليها ، وللاشارة الى انّ المقصود أهل البيت (ع) قال : عنكم لا عنكنّ ، وللاهتمام بشأن أهل البيت (ع) وانّ المنظور من تأديب نساء النّبىّ (ص) تطهير أهل البيت جاء بهذه الجملة معترضة بين احكام نساء النّبىّ (ص) (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ) حتّى تكنّ على ذكر من الله (وَالْحِكْمَةِ) حتّى تكنّ حكيمات في اموركنّ (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) في صنعه (خَبِيراً) أو المراد باللّطف هو الدّقّة في العلم والعمل والجملة جواب لسؤال مقدّر وتعليل لقوله اذكرن ما يتلى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) وهذا تعليل لما سبق من قوله ومن يقنت منكنّ (الى آخر الآيات) والمراد بالمسلمين صورة من بايع على يد محمّد (ص) أو خلفائه البيعة العامّة النّبويّة بقبول الدّعوة الظّاهرة والانقياد تحت احكام الشّريعة ، وحقيقة من انقاد باطنا تحت احكام الشّريعة بحيث لا يتأتّى منه خلافها ، وبهذا المعنى ورد عن النّبىّ (ص) : المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) المؤمن صورة من بايع على يد محمّد (ص) أو خلفائه البيعة الخاصّة الولويّة بقبول الدّعوة الباطنة والانقياد تحت احكام الطّريقة وقبول احكام القلب ، وحقيقة من صار متخلّقا بالأخلاق الحسنة ومتطهّرا من الرّذائل وصار أمينا في قومه رحيما كريما وزينا حيّيا ، الى غير ذلك من الأخلاق ، وبهذا المعنى ورد عن النّبىّ (ص) : المؤمن من امن جاره بوائقه ، وما آمن بى من بات شبعان وجاره طاو ، وورد : المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأنفسهم ، وقد سبق في اوّل البقرة تفصيل للإسلام والايمان وانّ الايمان يدخل بسبب كيفيّة في القلب بتلك الكيفيّة يقع نسبة الابوّة والبنوّة بين المؤمن ومن بايع على يده ، ويقع الأخوّة بين البائعين والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدّماء وأشار اليه تعالى بقوله : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) اى المتواضعين أو القائمين في الصّلوة ، أو المطيعين والمطيعات (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) اى الخارجين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وأخلاقهم من الاعوجاج (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ)