الى المفصّلات (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) من الأعداء الظّاهرة في الكبير ومن الأعداء الباطنة في الصّغير (أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي) بشيء من أنواع الشّرك الصّورىّ أو الباطنىّ (شَيْئاً) من الأصنام والاهوية والشّركاء في الولاية (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن حكم الله ودينه فانّ من لم يبلغ الى هذا المقام وبقي استعداد للدّخول فيه كان كأنّه غير خارج من طريق الانسانيّة وان لم يكن داخلا فيها بالدّخول التّكليفىّ أو السّلوكىّ بعد بخلاف من وصل الى هذا المقام وخرج بعد منه فانّه خرج من القوّة الى الفعل وبالخروج من هذا المقام يبطل الفعليّة ولا يكون فيه قوّة واستعداد فيكون هو الفاسق حقيقة ، وإذا أريد بالّذين آمنوا المؤمنون التّابعون للائمّة (ع) من الشّيعة كان إنجاز الوعد في حال الحيوة الدّنيا أو في حال الاحتضار (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) لمّا كان قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) تعريضا بالحاضرين وأمرهم بالايمان والعمل الصّالح فكان في معنى آمنوا واعملوا الصّالحات ، وكان عملوا الصّالحات مجملا وأراد ان يفصّل الأعمال الصّالحة عطف عليه قوله : (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) أو قدّر آمنوا ولم يصرّح به لاستفادته بعينه من قوله (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بخلاف أقيموا الصّلوة فانّه لم يستفد من قوله عملوا الصّالحات فكأنّه قال فآمنوا وأقيموا الصّلوة (وَآتُوا الزَّكاةَ) قد مضى في اوّل البقرة بيان وتفصيل لاقامة الصّلوة وإيتاء الزّكاة (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) في سائر ما أمركم به أو أطيعوه في اقامة الصّلوة وإيتاء الزّكاة بمعنى اجعلوا الدّاعى على صلوتكم وزكوتكم محض أمره (ص) دون غيره من المراياة والصّيت وإمضاء العادة والمماثلة لامثالكم أو حفظ المال أو تحصيله أو حفظ العيال والعرض والجاه وغير ذلك ممّا يجعله صاحبوا النّفوس غايات لأفعالهم وعباداتهم (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لا تَحْسَبَنَ) قرئ بالخطاب والغيبة ، ويجوز ان يكون الخطاب لمحمّد (ص) وان يكون عامّا وعلى قراءة الغيبة فالفاعل مستتر اى لا يحسبنّ حاسب أو الفاعل (الَّذِينَ كَفَرُوا) والمفعول الاوّل محذوف اى لا يحسبنّهم الّذين كفروا (مُعْجِزِينَ) الله عن ادراكهم (فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وهذا كلام منقطع عن سابقه لفظا ومعنى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) كلام منقطع لتعليم أدب من الآداب (لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ) اى ملكتهم (أَيْمانُكُمْ) في خبر : هي خاصّة في الرّجال دون النّساء ، قيل : فالنّساء يستأذنّ في هذه الثّلاث ساعات؟ ـ قال : لا ولكن يدخلن ويخرجن ، وفي رواية اخرى : هم المملوكون من الرّجال والنّساء والصّبيان الّذين لم يبلغوا (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) يعنى في كلّ يوم وليلة (مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ) يعنى في الأوقات الّتى يكون الإنسان في الأغلب عاريا من الثّياب السّاترة للعورات ومن ثياب التّجمّل ودخول الموالي وغير البالغين المميّزين في تلك الأوقات يوجب رؤية العورات والمساوى ويذهب بهيبة الشّخص من الانظار (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ) لم يقل في جوف اللّيل لانّه ليس وقت طواف ودخول أو لانّ الأمر بالاذن في طرفي النّهار يكون لاستغراق اللّيل ، أو لانّ وجوب الاذن في الطّرفين يوجب وجوبه في وسطه بالطّريق الاولى (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) العورة الخلل في الثّغر وغيره وكلّ مكمن للسّتر والسّوءة والسّاعة الّتى هي قمن من ظهور العورة فيها وهي المراد هاهنا (لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَ) في ترك الاستيذان والدّخول من غير اذن ان شاؤا (طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ) استيناف جواب لسؤال مقدّر في مقام التّعليل بتقدير مبتدء محذوف اى هؤلاء لأجل حاجتكم إليهم في خدمتهم وفي تربيتهم كثير الطّواف