ودّوا لو تدهن فيدهنون
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) فتلين لهم في موقفك لتتنازل عن بعض ما تدعو إليه ، مداهنة ومجاملة ، على حساب الدعوة ، فيلينون لك ، في إيقاف ضغوطهم عليك وفي التزامهم ظاهريا ببعض ما أنت عليه ، حتى تظهر أمام الناس في موقف الرسول الذي لا يخلص لرسالته ، ولا يثبت في موقفه ، ولا يستقيم في طريقه ، بل يعمل على أن يخضع للضغوط ، ويلعب على المواقف ، ويجامل الآخرين على حساب الله ، وحتى يحصلوا على اعتراف بهم في بعض القضايا ، ولا سيّما في مسألة التوحيد ، مما يدفع المؤمنين إلى الشك والاهتزاز في موقفهم مع الرسالة والرسول ، من دون أن يخسر المشركون شيئا ، لأنهم لا يملكون قاعدة فكرية توحى بالاحترام ، بل كانوا يتحركون من موقع المصالح الذاتية في كل خطواتهم في مجال العبادة والعلاقات.
وفي ضوء ذلك ، فإن المسألة تمثّل جانبا كبيرا من الخطورة ، وتدفع إلى الكثير من المشاكل الصعبة التي تنعكس على حركة الرسالة ، مما يفرض على الرسول وعلى الدعاة من بعده الحذر كل الحذر من كل العروض التي يطرحها الكافرون والمشركون عليهم ، في ما قد يوحي بالمهادنة والتسويات والمرونة العملية ، حتى لا يقعوا في المهالك التي أعدوها لهم ، على صعيد الرسالة ، وعلى مستوى الواقع.
* * *
صفات هؤلاء المدهنين
(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) من هؤلاء الذين يكثرون الحلف على كل شيء مما يثيرونه أمام الآخرين ، أو مما يختلفون فيه معهم ، من القضايا