(أَعْتَدْنا) : الاعتاد : التهيئة.
(سَلاسِلَ) : السلاسل : جمع سلسلة ، وهي القيد الذي يقاد به المجرم.
(وَأَغْلالاً) : الأغلال : جمع غلّ بالضم ، وقيل : هي القيد الذي يجمع اليدين على العنق.
(وَسَعِيراً) : السعير : النار المشتعلة.
(الْأَبْرارَ) : جمع البرّ وهو المحسن.
(تَفْجِيراً) : تفجير العين : شق الأرض لإجرائها.
* * *
الإنسان بين غياهب العدم وقدر الوجود
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) إنه السؤال الذي يريد أن يقرّر الحقيقة الوجودية للإنسان من أجل أن يؤكدها في الذهن ، لينفتح على آفاقها الرحبة التي تجعل الإنسان يفكر تفكيرا متوازنا ، فلا يدّعي لنفسه الأزليّة التي قد يرقى بها إلى موقع الألوهية ، كما حدث لبعض نماذجه في الخط المنحرف ، بل يتواضع لله الذي خلقه ، ليدرس كيف يتحرك في حياته من خلال ما جعله الله غاية لوجوده ، ليكون خليفة الله في الأرض ، فيبني الحياة على أساس خط الله ، ويعبد الله عبر الخضوع لإرادته ، وفي امتثال أوامره ونواهيه ، ويؤكد معنى العبودية في شخصه. وهكذا يتصور ذلك الحين من الدهر الذي كانت الحياة فيه خالية من الإنسان ، فهل كان هناك خلق آخر غيره ممن كان يملك العقل والإرادة والحركة ، كما يملكها الإنسان؟! وهذا ما استوحاه البعض من سؤال الملائكة لله عند ما قالوا له : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ