كما تحتشد هذه السورة في إيحاءاتها الخاطفة ، وتأنيبها المتكرر للمكذبين ، في كل ما كانوا يكيدون به في تاريخهم الكافر ، وفي كل ما كانوا يمارسونه من الجريمة المتعددة الجوانب : في الكفر بالله ، والتمرد عليه ، والبغي على الناس ، وفي امتناعهم عن الانصياع الروحي ، والانقياد العملي ، لأنهم عاشوا الكبرياء أمام الله ، أمّا المتّقون ، فإن الموقف لديهم يختصر الكلمات ، لأن وحدة التوجه القلبي إلى الله في العقيدة والعبادة والعمل ، يجعل هناك وحدة في النعيم المنطلق من رحمة الله للمحسنين الذين أحسنوا الموقف فأحسن الله لهم العاقبة.
* * *
اسم السورة
وجاء اسم المرسلات ، اقتطاعا من الآية الأولى التي تحدثت عن المرسلات ، في إيحاء بالأجواء المتحركة في النظام الإلهي الذي لا يتجمد في موقع واحد ، أو في زمن واحد ، ليكون إيذانا بالحركة الواعية في أجواء الطاعة.
* * *