(جَدُّ) : فسّر بالعظمة ، وفسّر أيضا بالحظّ.
(سَفِيهُنا) : السفه : خفّة النفس لنقصان العقل.
* * *
مناسبة النزول
وقد جاء في مجمع البيان ـ في أسباب نزول هذه السورة ـ في ما رواه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «ما قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الجن وما رآهم ، انطلق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم؟ قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب ، قالوا : ما ذاك إلا من شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمرّ النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فرجعوا إلى قومهم ، وقالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) فأوحي الله تعالى إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) (١).
وقد نلاحظ على هذه الرواية عن ابن عباس أنها تتحدث عن حوار الجن في مشكلتهم التي فاجأتهم وهي عدم استطاعتهم استراق السمع ، ومحاولتهم البحث عن ذلك ، فكيف استطاع ابن عباس معرفة ذلك ، وما هي تجربته الحسية التي عاشها في هذا الموضوع الغيبي ، فهو لم يلتق بالجن ، أو بمن التقى بهم ليحدثوه عنه ، ولم يروه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ما قد يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد عرفه من الجن أو من الله. ثم ما هي الطريقة التي فهم منها
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١٠ ، ص : ٥٥٤.