في أجواء السورة
وهذه السورة المكية هي من إحدى السور الأولى النازلة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بدايات الدعوة ، لتشد عزيمته على مواجهة المصاعب التي تفرضها الظروف القاسية في طريق الدعوة ، وذلك من خلال التعبئة الروحية التي تتمثل في قيام الليل وقراءة القرآن وذكر الله ، ليكون اللقاء بالله وسيلة من وسائل الشعور العميق بالحضور الإلهي في وجدانه ، مما يجعله في مستوى الإحساس بالقوّة أمام الناس الذين يحاولون زرع الخوف في نفس الداعية بما يثيرونه في حياته من التهاويل المرعبة ، ومن الاتهامات الباطلة بالكلمات غير المسؤولة التي يراد منها إسقاط روحه وإضعاف عزيمته.
وفي هذا الجو ، يطلق الله التهديد للمكذبين أولى النعمة الذين طغت بهم نعمتهم في المال والجاه ، فدفعتهم إلى الضلال والإضلال ، ويؤكد الله لهم أنه لن يهملهم طويلا ، وبذلك كانت هذه السورة من السور التي تريد أن تفتح قلوب الناس على الله ، ليتذكروا مقامه وموعد الوقوف بين يديه ، ليدفعهم ذلك إلى السير على الخط المستقيم.