إلى بعض الصفات التي ترتفع عن المستوى البشري ، أو بالقيام ببعض الطقوس المشابهة لطقوس عبادة الله ، مما يجعل الدعوات تتجه إلى هؤلاء كما تتجه إلى الله بطريقة قد لا تحمل في داخل العقيدة معنى الألوهية ، ولكنها تستغرق في أجوائها.
وهناك رواية تتجه بالآية اتجاها آخر ، وذلك بأن يكون المراد بالمساجد مواضع السجود ، وهي أعضاء السجود التي يسجد عليها وهي : الجبهة والكفان والركبتان وأصابع الرجلين ، وهي الرواية المروية عن الإمام محمد الجواد عليهالسلام عند ما سأله المعتصم عن السارق من أيّ موضع يجب أن يقطع؟ فقال : «إن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع ، فيترك الكف ، قال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين ، فإذا قطعت يده من الكرسوع (١) أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) وما كان لله لا يقطع ، قال الراوي : فأعجب المعتصم ذلك ، وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف» (٢). ونقل ذلك أيضا عن سعيد بن جبير والفراء والزجاج ، وعلى هذا فيكون المعنى أن أعضاء السجود تختص بالله تعالى فاسجدوا بها له لا لغيره ، ولكن هذه الرواية ضعيفة السند ، فلا حجة فيها.
* * *
__________________
(١) الكرسوع : طرف الزند الذي يلي الخنصر النّاتئ عند الرّسغ.
(٢) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : الأولى ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ١٦ ، ج : ٥٠ ، ص : ٤٢٤ ، باب : ٢٤ ، رواية : ٧.