كفضيلة الإسلام ، أم الجهل المطبق بيزيد كالعلم المتدفّق من الحسين عليهالسلام ، أم الشره المخزي كالطهارة المقدسة؟!. إلى غير ذلك مما لا مجال للمفاضلة فيها بين يزيد والحسين ، مما يكلّ به القلم ، وينقطع به الكلام.
٨٧٧ ـ التقابل بين الحسين عليهالسلام ويزيد ، تقابل النقيضين :
(مقتل سيد الشهداء لعبد الكريم خان ، ص ٢٥)
يقول الأستاذ عبد الله العلايلي :
نحن لا نريد أن نعطي رأيا في معاوية ، ولكن نريد أن يعرف القارئ أو المستمع ما قاله بعض أعلام إخواننا أهل السنة ، أنه ليس مما يشك فيه (عدوّ ليزيد أو صديق) أن التقابل الكلي بين الحسين ويزيد ، تقابل النقيضين أو الضدين ، فلذا يشبّه بتقابل النور والظلمة ، والسموّ والانحطاط ، والكرامة والخسّة ؛ فهما صنفان أو صفّان : رجال الله ، ورجال الجبت والطاغوت.
ثم يقول في كتابه (سموّ المعنى في سموّ الذات) ص ٦٣ : ثبت لمفكري المسلمين عامة في ذلك الحين أن يزيد بالنظر إلى خلقه الخاص وتربيته الخاصة ، سيكون أداة هدّامة في بناء الحكومة والدين معا ، وإن مفكري المسلمين قد عدّوا ولايته منكرا كبيرا ، لا يصح لمسلم السكوت معه ، ومن واجبه الجهر بالإنكار.
«انتهى كلام العلايلي»
وفي مقابل ذلك فالحسين عليهالسلام ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي كان مجموعة آيات من آيات الله سبحانه ، تملأ أرجاء العالم شأنا وعظمة. فإنه آية في الخلق ، وآية في الأخلاق ، وآية في كل فضل وفضيلة .. كيف لا يكون كذلك وهو وارث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خلقه وخلقه ، في كل حال من أحواله وجميل صفاته. كما يشهد له بذلك الأفذاذ من حملة العلم والمؤتمنين على التاريخ الصادق. ويكفيه رفعة قول جدّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه :
«حسين مني ، وأنا من حسين»
«أحبّ الله من أحبّ حسينا»