٦٠٩ ـ قصة أسلم :
روى هذه القصة عدة من علماء العامة ؛ منهم الخوارزمي في مقتله ، ج ٢ ص ٨٧ و ٨٨ ؛ ومنهم الشبلنجي في كتابه (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار) ص ١٣٥ ، نقلا عن (شرح الشفاء) للعلامة التلمساني ، الفصل ٢٤ ، فيما أطلع الله نبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم من الغيوب ، من ترجمة الحسين عليهالسلام ؛ ومنهم الإسفرايني في (نور العين في مشهد الحسين) ص ١٠٥.
والقصة كرامة كبيرة للإمام الحسين وأهل البيت عليهالسلام ، وهي :
روى سليمان [ابن مهران] الأعمش ، قال :
خرجنا ذات سنة حجاجا لبيت الله الحرام ، وزيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فبينا أنا أطوف البيت ، إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : (اللهمّ اغفر لي ، وما أظنّك تفعل!). فلما فرغت من طوافي ، قلت : سبحان الله العظيم ،
ما كان ذنب هذا الرجل؟. فتنحّيت عنه ، ثم مررت به مرة ثانية ، وهو يقول :
(اللهمّ اغفر لي ، وما أظنّك تفعل!). فلما فرغت من طوافي قصدت نحوه فقلت : يا هذا ، إنك في موقف عظيم يغفر الله فيه الذنوب العظام ، ولو كانت مثل قطر الأمطار وورق الأشجار .. فلو سألت منه عزوجل المغفرة والرحمة لرجوت أن يفعل ، فإنه منعم كريم. فقال : يا عبد الله من أنت؟. فقلت : أنا سليمان الأعمش. فقال : يا سليمان إياك طلبت ، وقد كنت أتمنى مثلك. فأخذ بيدي وأخرجني من داخل الكعبة إلى خارجها.
فقال لي : يا سليمان ، ذنبي عظيم. فقلت : يا هذا أذنبك أعظم أم الجبل أم السموات أم الأرضون أم العرش؟!.
فقال لي : يا سليمان ، ذنبي أعظم. مهلا عليّ حتى أخبرك بعجب رأيته. فقلت له : تكلم رحمك الله. فقال لي : يا سليمان ، أنا من السبعين رجلا الذين أتوا برأس الحسين بن علي عليهالسلام إلى يزيد بن معاوية ، فأمر بالرأس فنصب خارج المدينة ، وأمر بإنزاله ووضع في طست من ذهب ، ووضع ببيت منامه.
هند زوجة يزيد ترى النور ينبعث من الرأس الشريف :
قال : فلما كان في جوف الليل ، انتبهت امرأة يزيد [وهي هند بنت عمرو بن سهيل] فإذا شعاع ساطع إلى السماء ، ففزعت فزعا شديدا. وانتبه يزيد من منامه ،