٣٠ ـ الإمام الحسين عليهالسلام يأذن لأصحابه بالقتال :
(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٤٢)
فعندها ضرب الحسين عليهالسلام بيده إلى لحيته ، فقال : قوموا رحمكم الله إلى الموت الّذي لا بدّ منه ، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم.
٣١ ـ الحسين عليهالسلام لا يبدأ بقتال ، لأن هدفه هداية الناس :
(الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين لعبد الكريم القزويني ، ص ١٦٢)
يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني : استعمل الحسين عليهالسلام مختلف الوسائل الممكنة لهدي القوم وإرشادهم إلى الطريق الأقوم ، وبذل جهده عسى أن يتجنّب القتال ، لأنه صاحب دعوة خير وحبّ وسلام ؛ دعوة الإسلام.
وكان عليهالسلام يبغض القتل والقتال ما دام هناك طريقة بالتي هي أحسن ، ولهذا كان يكره أن يبدأهم بقتال ، كما قال عليهالسلام لزهير وغيره من أصحابه في مواطن عديدة : «إني أكره أن أبدأهم بقتال» مقتديا بسيرة جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبيه علي بن أبي طالب عليهالسلام في دعوتهما إلى الله.
ولكنه عليهالسلام خاب ظنه فيهم ، لأن الشيطان استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله العظيم ، وذلك عندما رشقوا معسكره بالسهام وكأنها المطر. فعندئذ لم يجد بدّا من قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر الله. فأذن لأصحابه بالقتال ، وقال لهم : قوموا رحمكم الله إلى الموت الّذي لا بدّ منه ...
٣٢ ـ كلام للحسين عليهالسلام وفيه يستغيث بالناس : (مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٩)
ثم قال عليهالسلام : اشتدّ غضب الله على اليهود والنصارى إذ جعلوا له ولدا
[وفي رواية : اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا ، واشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة] ، واشتدّ غضب الله على المجوس إذ عبدت الشمس والقمر والنار من دونه ، واشتدّ غضب الله على قوم اتّفقت آراؤهم [وفي رواية : كلمتهم] على قتل ابن بنت نبيهم. والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدونه أبدا ، حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي.
ثم صاح عليهالسلام : أما من مغيث يغيثنا لوجه الله تعالى؟. أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله (١)؟. فبكت النساء وكثر صراخهن.
__________________
(١) مقتل المقرم ، ص ٢٩٥ نقلا عن اللهوف ، ص ٥٧.