ومن هنا حكم ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والسيوطي بكفره ولعنه (١).
وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٢ يقول :
روى الزهري : لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظرة له على ربى جيرون ، فأنشد لنفسه :
لما بدت تلك الحمول وأشرقت |
|
تلك الشموس على ربى جيرون |
نعب الغراب فقلت : نح أو لا تنح |
|
فلقد قضيت من الغريم ديوني |
ونعيب الغراب : هو صوت صياحه ، وهو نذير شؤم.
٥٠٤ ـ استقبال يزيد للسبايا والرؤوس :
(أعيان الشيعة للسيد الأمين ، ج ٤ ص ٢٩٨)
وفي (جواهر المطالب) لأبي البركات شمس الدين محمّد الباغندي ، كما في نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية بمشهد : قال ابن القفطي في تاريخه :
إن السبي لما ورد على يزيد خرج لتلقّيه ، فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسن والحسين عليهالسلام ، والرؤوس على أسنة الرماح ، وقد أشرفوا على ثنيّة العقاب. فلما رآهم أنشد:
لما بدت تلك الحمول وأشرفت |
|
تلك الرؤوس على ربى جيرون |
نعب الغراب فقلت : قل أو لا تقل |
|
فلقد قضيت من الرسول ديوني |
يعني يزيد بذلك أنه قتل الحسين عليهالسلام بمن قتله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ، مثل عتبة جده ومن مضى من أسلافه. وقائل مثل هذا بريء من الإسلام ولا شك في كفره.
ثم قال ابن القفطي : وكيف لا ، وهو اللاعب بالنرد ، المتصيّد بالفهد ، والتارك للصلوات ، والمدمن للخمر ، والقاتل لأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، المصرّح في شعره بالكفر الصريح.
__________________
(١) روح المعاني للآلوسي ، ج ٧٦ ص ٧٣ ، تفسير آية (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ...) قال : أراد بقوله (فقد اقتضيت من الرسول ديوني) أنه قتل بما قتله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ، كجده عتبة وخاله وغيرهما ، وهذا كفر صريح. ومثله تمثّله بقول ابن الزّبعرى قبل إسلامه : (ليت أشياخي ببدر شهدوا ...) الأبيات.