وفيه أيضا : أنه لما قتل الحسين عليهالسلام لبست نساء بني هاشم السواد والمسوح ، نائحات الليل والنهار ، والإمام السجّاد يعمل لهن الطعام (١).
وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلام : ما اختضبت هاشمية ولا ادّهنت ولا أجيل مرود [وهو الميل يكتحل به] في عين هاشمية خمس حجج [أي سنين] ، حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد.
٦٩٣ ـ بكاء الإمام السجّاد عليهالسلام على أبيه الحسين عليهالسلام أربعين سنة :
(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٨٧)
روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال :
كان زين العابدين عليهالسلام بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره قائما ليله ؛ فإذا أحضر الإفطار ، وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ، فيقول : كل يا مولاي ، فيقول : قتل ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عطشانا. فلا يزال يكرر ذلك ويبكي ، حتى يبتلّ طعامه من دموعه ، ثم يمزج شرابه بدموعه. فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل.
٦٩٤ ـ حزن الإمام زين العابدين عليهالسلام على أبيه :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٢٤)
قال الإمام الباقر عليهالسلام : كان أبي زين العابدين عليهالسلام علي بن الحسين عليهالسلام إذا حضرت الصلاة ، يقشعرّ جلده ويصفرّ لونه ، وترتعد فرائصه ويقف شعره ، ويقول ودموعه تجري على خديه : لو علم العبد من يناجي ما انفتل [أي ما ترك الصلاة].
وبرز يوما إلى الصحراء ، فتبعه مولى له ، فوجده قد سجد على حجارة خشنة. قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكاءه ، فو الله لقد أحصيت عليه ألف مرة وهو يقول : " لا إله إلا الله حقّا حقا ، لا إله إلا الله تعبّدا ورقّا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا". ثم رفع رأسه من سجوده ، وإن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه. فقال له مولاه : يا سيدي ، أما آن لحزنك أن ينقضي ، ولبكائك أن يقلّ؟!. فقال له عليهالسلام : ويحك إن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي وله اثنا عشر ابنا ، فغيّب الله تعالى واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ،
__________________
(١) محاسن البرقي ، ج ٢ ص ٤٢٠.