قتل عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى جهّز جيوشه لسبي المدينة المنورة واستحلالها ، ثم هدم الكعبة وإحراقها على من فيها.
وسوف نرى في هذا الفصل كيف كلّف يزيد النعمان بن بشير الأنصاري بنقل السبايا إلى المدينة ، وإرجاعهم إلى مدينة جدهم صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكيف أنهم عرّجوا في مسيرهم على كربلاء ليجددوا الأحزان والعزاء ، فتوافوا في يوم واحد مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ، الّذي رغم كبره وفقد بصره جاء لزيارة الحسين عليهالسلام يوم الأربعين. وفي أغلب الظن أن ذلك التلاقي إن حدث ، فإنه لم يحصل في ٢٠ صفر من العام نفسه ، بل من العام الّذي يليه أي عام ٦٢ ه أو ما بعده.
٦٥٥ ـ ضغوط شديدة على يزيد : (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٦٦)
يقول السيد عبد الرزاق المقرم رحمهالله :
لقد سرّ يزيد قتل الحسين عليهالسلام ومن معه ، وسبي حريم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وظهر عليه السرور في مجلسه ، فلم يبال بإلحاده وكفره حين تمثّل بشعر ابن الزّبعرى ، وحتى أنكر نزول الوحي على رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولكنه لما كثرت اللائمة عليه ووضح له الفشل والخطأ من فعلته التي لم يرتكبها حتى من لم ينتحل دين الإسلام ... وعاب عليه خاصته وأهل بيته ونساؤه ، وكان بمرأى منه ومسمع كلام الرأس الأطهر ، لما أمر بقتل رسول ملك الروم ، يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) ؛ لم يجد مناصا من إلقاء التبعة على عاتق ابن زياد ، تبعيدا للتهمة عنه ؛ ولكن الثابت لا يزول.
ولما خشي الفتنة وانقلاب الأمر عليه ، عجّل بإخراج السجّاد عليهالسلام والعيال من الشام إلى وطنهم ومقرهم ، ومكّنهم مما يريدون. وأمر النعمان بن بشير وجماعة معه أن يسيروا معهم إلى المدينة ، مع الرفق.
الرحيل من دمشق إلى المدينة المنوّرة
٦٥٦ ـ تسيير السبايا إلى المدينة : (معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١١٢)
ولما أراد يزيد أن يجهّزهم ، قال للنعمان بن بشير صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : جهّز هؤلاء النسوة بما يصلحهم ، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا ، وابعث معهم خيلا وأعوانا.