فبينما هم كذلك ، إذ خرج مروان بن الحكم. فلما نظر إلى رأس الحسين عليهالسلام صار ينظر إلى أعطافه جذلا طربا. ثم خرج أخوه عبد الرحمن ، فلما نظر إلى الرأس بكى ، ثم قال: أما أنتم فقد حجبتم عن شفاعة جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله
لا جامعتكم على أمر أبدا.
ثم قال : بالعزيز عليّ يا أبا عبد الله ما نزل بك ، ثم أنشأ يقول :
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل! |
إمام غريب الطفّ أدنى (١) برأسه |
|
من ابن زياد وهو في العالم الرّذل |
٥٢٦ ـ حامل الرأس يشرح ليزيد ما حدث في كربلاء :
(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٩٨)
قال أبو مخنف : وأقبلوا بالرأس إلى باب الساعات ، وأوقفوه هناك ثلاث ساعات. ثم أتوا به إلى يزيد بن معاوية ، وكان مروان جالسا إلى جنبه. فسألهم : كيف فعلتم به؟. فقالوا : جاءنا في ثمانية عشر من أهل بيته ونيّف وخمسين من أنصاره ، فسألناهم أن ينزلوا على حكم الأمير أو القتال ، فاختاروا القتال. فقتلناهم عن آخرهم ، وهذه رؤوسهم ، والسبايا على المطايا.
وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٥٦ : فأطرق يزيد ساعة ثم رفع رأسه وبكى ، وقال : والله يا هذا لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. أما والله لو صار إليّ لعفوت عنه. ولكن قبّح الله ابن مرجانة (يقصد ابن زياد).
فجعل مروان بن الحكم يهزّ أعطافه ، وأنشد يقول :
يا حبّذا بردك في اليدين |
|
ولونك الأحمر في الخدّين |
شفيت نفسي من دم الحسين |
|
أخذت ثأري وقضيت ديني |
وفي (مقدمة مرآة العقول للمجلسي) للسيد مرتضى العسكري ، ج ٢ ص ٣٠٤ :
روى الطبري وغيره قال : لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد ؛ رأس الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ، قال يزيد :
__________________
(١) أدنى : أكثر دنوا. أي كيف يكون إمام قتل في طف كربلاء غريبا ، أدنى من ابن زياد الوضيع حسبا ونسبا؟!.