تعب شديد من كثرة الإزدحام ، فأوقفوا ثلاث ساعات ليأذن لهم يزيد بالدخول. فصاح صائح : هؤلاء سبايا أهل بيت الخارجي الملعون.
٥١٩ ـ الشيخ المغرّر به : (مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٦١ ؛
ولواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٩٢ ؛ ومقتل المقرم ص ٤٤٨)
في (تاريخ مختصر الدول) لابن العبري ، ص ١٩٠ : فأمر يزيد نساء الحسين وبناتهعليهالسلام فأقمن بدرج المسجد ، حيث توقف الأسارى ، لينظر الناس إليهم.
وإذا شيخ أقبل ، فدنا من نساء الحسين عليهالسلام وعياله ، وقال : الحمد لله الّذي قتلكم وأهلككم وأراح العباد (البلاد) من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم.
يقول السيد عبد الرزاق المقرم : ههنا أفاض الإمام السجّاد عليهالسلام من لطفه على هذا المسكين المغترّ بتلك التمويهات ، لتقريبه من الحق وإرشاده إلى السبيل. وهكذا أهل البيتعليهالسلام تشرق أنوارهم على من يعلمون صفاء قلبه وطهارة طينته واستعداده للهداية".
فقال له علي بن الحسين عليهالسلام : يا شيخ هل قرأت القرآن؟. قال : نعم. قال : فهل قرأت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)؟ [الشورى : ٢٣]. قال الشيخ : قرأتها ؛ قال عليهالسلام : فنحن القربى. يا شيخ فهل قرأت في بني إسرائيل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) [الإسراء : ٢٦]؟. فقال : قد قرأت ذلك ؛ فقال عليهالسلام : فنحن القربى. يا شيخ فهل قرأت هذه الآية : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) [الأنفال : ٤١]؟. قال : نعم ؛ فقال عليهالسلام : فنحن القربى. يا شيخ ولكن هل قرأت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣) [الأحزاب : ٣٣]؟. قال : قد قرأت ذلك ؛ فقال عليهالسلام : فنحن أهل البيت الذين اختصّنا الله بآية الطهارة يا شيخ.
فبقي الشيخ ساكتا ساعة ، نادما على ما تكلم به ، وقال : بالله إنكم هم؟!. فقال علي بن الحسين عليهالسلام : تالله إنا لنحن هم من غير شك ، وحقّ جدنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إنا لنحن هم!. فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : الله م إني أتوب إليك من بغض هؤلاء ، وإني أبرأ إليك من عدوّ محمّد وآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجن والإنس.