وذكر السيد حميد بن أحمد الزيدي صاحب (الحدائق الوردية) قال : ولد للحسين عليهالسلام في الحرب ولد (أمه أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التميمية) زوجة الحسين عليهالسلام. فأتي به وهو قاعد ، فأخذه في حجره ولبّاه بريقه ، وسماه عبد الله. فبينما هو كذلك إذ رماه عبد الله بن عقبة الغنوي ، وقيل هانئ بن ثبيت الحضرمي ، بسهم فنحره. فأخذ الحسينعليهالسلام دمه فجمعه ورمى به نحو السماء ، فما وقع منه قطرة إلى الأرض. قال الإمام الباقر عليهالسلام : ولو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب (انظر وسيلة الدارين للزنجاني ، ص ٢٨٠). ولنعم ما قيل :
ومنعطف أهوى لتقبيل طفله |
|
فقبّل منه قبله السهم منحرا |
لقد ولدا في ساعة هو والردى |
|
ومن قبله في نحره السهم كبّرا |
ونذكر الآن شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسين عليهالسلام ، الّذي له من العمر ستة أشهر.
شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسين عليهالسلام
١٣٤ ـ مصرع عبد الله الرضيع ابن الحسين عليهالسلام على يد حرملة بن كاهل الأسدي (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٤١)
ثم تقدم عليهالسلام إلى باب الخيمة وقال : ناولوني ولدي الرضيع لأودعه. فأتته زينبعليهاالسلام بابنه عبد الله [وقد سماه ابن شهر اشوب : علي الأصغر] وأمه الرباب بنت امرئ القيس ، فأجلسه في حجره وجعل يقبّله (١) ويقول : بعدا لهؤلاء القوم ، إذا كان خصمهم جدك المصطفى (٢). ثم أتى عليهالسلام بالرضيع نحو القوم يطلب له الماء ، وقال لهم : لقد جفّت محالب أمه ، فهل إلى شربة من ماء سبيل؟. ثم قال لهم : يا قوم ، إذا كنت أقاتلكم وتقاتلونني ، فما ذنب هذا الطفل حتى تمنعوا عنه الماء؟!. (وفي رواية) أنه قال : إذا لم ترحموني فارحموا هذا الطفل. فمنهم من رقّ قلبه للطفل ، وقال : اسقوه شربة من ماء ، ومنهم من قال : لا تسقوه ولا ترحموه!.
__________________
(١) عن الله وف ، ص ٦٥.
(٢) عن البحار ، ج ١٠ ص ٢٥٣ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٢.