الحسين على البارية وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر ، وكانت اذا جاءت الى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلمانى بالله وبالايمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنّه (١).
٥ ـ عنه ، أخبرنا ابن خنيس ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنى محمّد بن إبراهيم بن أبى السلاسل الأنبارى الكاتب ، قال : حدّثنى أبو عبد الله الباقطائى قال : ضمّنى عبيد الله بن يحيى بن خاقان الى هارون المعرّى ـ وكان قائدا من قوّاد السلطان ـ اكتب له ، وكان بدنه كلّه أبيض شديد البياض حتّى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد ، كأنّه القير ، وكان يتّفقا مع ذلك مدّة منتنة ، قال : فلمّا آنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرنى ، ثمّ انّه مرض مرضه الذي مات فيه فقعدت فسألته فرأيته كان يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدّثنى.
قال : وجّهنى المتوكّل أنا والديزج لنبش قبر الحسين عليهالسلام وإجراء الماء عليه ، فلمّا عزمت على الخروج والمسير الى الناحية رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به فى قبر الحسين ، فلمّا أصبحنا جاءا يستحثونى فى المسير فسرت معهم حتّى وافينا كربلا وفعلنا ما أمرنا به المتوكّل ، فرأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله فى المنام فقال : ألم آمرك أن لا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم فلم تقبل حتّى فعلت ما فعلوا ، ثمّ لطمنى وتفل فى وجهى فصار وجهى مسودّا كما ترى وجسمى على حالته الاولى (٢).
٦ ـ عنه ، باسناده ، أخبرنا خنيس قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا سعيد بن أحمد بن العواد أبو القاسم الفقيه ، قال : حدّثنى أبو بريرة الفضل بن محمّد بن
__________________
(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٤.
(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٣٥.