على عليهمالسلام.
قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قام خطيبا على أصحابه فقال : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم.
قد نسينا كلّ واعظة ، وأمنّا كل جائحة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن طاب مكسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته واستقامت طريقته ، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة ، وأنفق مما جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدل عنها الى بدعة ، ثم نزل (١).
٢٤ ـ قال ابو اسحاق القيروانى : خطب الحسين بن على عليهالسلام غداة اليوم الذي استشهد فيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عباد الله اتّقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت على أحد أو بقى عليها أحد ، لكانت الأنبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضاء وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للفناء ، فجديدها بال ونعيمها مضمحل ، وسرورها مكفهرّ ، منزل قلعة ، ودار قلعة فتزوّدوا فانّ خير الزاد التقوى واتّقوا الله لعلّكم تفلحون (٢).
١١ ـ باب الزهد
١ ـ المفيد باسناده قال : حدّثنى أبو حفص عمر بن محمّد.
__________________
(١) حلية الاولياء : ٣ / ٢٠٢.
(٢) زهر الآداب : ١ / ١٠٠.