لكان خلقك شافعين لك إلينا ، وأنت ابن ذى الجناحين وسيّد بنى هاشم ، فقال عبد الله : كلّا ، بل سيّد بنى هاشم حسن وحسين ، لا ينازعهما فى ذلك أحد ، فقال : أبا جعفر ، أقسمت عليك لما ذكرت حاجة لك الّا قضيتها كائنة ما كانت ولو ذهبت بجميع ما أملك ، فقال : أمّا فى هذا المجلس فلا ، ثمّ انصرف (١).
٣ ـ قال ابن عبد ربه : قال الحسن والحسين عليهماالسلام لعبد الله بن جعفر : إنّك قد أسرفت فى بذل المال ، قال : بأبى وأمّى أنتما ، إنّ الله قد عوّدنى أن يتفضّل علىّ ، وعوّدته أن أتفضّل على عباده ، فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عنّى (٢).
٢ ـ عبد الله بن عباس والحسين عليهالسلام
٤ ـ روى ابن أبى الحديد احتجاجا لابن عبّاس مع جماعة فى مجلس معاوية حين وفوده إليه فقال زياد : يا ابن عبّاس ، إنّى لأعلم ما منع حسنا وحسينا من الوفود معك على أمير المؤمنين إلّا ما سوّلت لهما أنفسهما ، وغرّ هما به من هو عند البأساء سلّمهما وأيم الله لو وليتهما لأدأبا فى الرحلة الى أمير المؤمنين أنفسهما ، ولقل بمكانهما لبثهما.
فقال ابن عباس : اذا والله يقصر دونهما باعك ، ويضيق بهما ذر عك ، ولو رمت ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا ، صبرا على البلاء ، لا يخيمون عن اللقاء ، فلعركوك بكلاكلهم ووطئوك بمناسمهم ، وأو جروك مشق رماحهم ، وشفار سيوفهم ووخز أسنّتهم ، حتى تشهد بسوء ما أتيت ، وتتبين ضياع الحزم فيما جذيت ، فحذار حذار من سوء النية فتكافا برد الأمنية ، وتكون سببا لفساد هذين الحيين بعد
__________________
(١) شرح النهج : ٦ / ٢٩٧.
(٢) العقد الفريد : ١ / ٢٢٥.